العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-12, 09:53 PM   رقم المشاركة : 1
الصاعق7
موقوف






الصاعق7 غير متصل

الصاعق7 is on a distinguished road


الرد على من يسأل " من خلق الله ؟"

من خلق الله؟



الكاتب: م. عزام حدبا








هذا سؤال تنبأ به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏الشيطان يأتي أحدكم فيقولمن خلق السماء فيقول الله فيقول من خلق الأرض فيقول الله فيقول من خلق الله فقولواآمنا بالله ورسوله‏.‏ وكتب العقيدة حافلة بالرد على هذا السؤال لكن اكثر ما اعجبني من الردود هو ما ورد في كتاب "حوار مع صديقي الملحد" : "من يفكر بهذه الطريقة يشبه اللعبة التي تمشي بالزنبرك.. وتظن ان صانعها ولا شك يمشي بالزنبرك.."
والمعنى واضح.. لا نستطيع نحن البشر المتغيرون الزائلون.. وكل ما حولنا من مخلوقات متغير وزائل و متحرك.. ان نطبق نفس القوانين التي تنطبق علينا على الله.. ذلك ان الله هو الاله الكامل الذي لا يعيبه نقص ولا يحتاج لاحد.. ولا يتغير من حال الى حال.. فلماذا يحتاج الى من يخلقه؟؟ ان التفكير بهذا المنوال مرده الى محدودية العقل البشري الذي لا يستطيع ان يتخيل او يحيط بموجود لا تحكمه قوانين المكان والزمان.. ولكن الله عز وجل لا تحكمه هذه القوانين.. فهو الذي خلقها.. فبالتالي يستحيل تشبيه الله الى مخلوقاته المتغيرة من بشر و سماء وارض.. والقوانين التي تنطبق علينا لا تنطبق عليه.. تماما كما لا تطبق علينا قوانين الالعاب التي نصنعها..
وهذا معنى قوله تعالى "قل هو الله احد - الله الصمد - لم يلد - ولم يولد - ولم يكن له كفوا احد".. لم يولد.. من غير الله يستطيع ان يدعي انه لم يولد؟؟؟ الكون؟؟ نحن جميعا نعلم ان الكون كان له بداية .. كما اثبت العلم.. في نظرية البينغ بانغ.. وكل المخلوقات يثبت العلم ان لها بداية وانها كانت عدما.. وستصير الى فناء.. اما الله فلا نستطيع ان ندعي انه كان عدما ثم صار موجودا.. ومن هنا اصطلح دائما على تعريف الاله بواجب الوجود.. اي لا يتصور في العقل عدم وجوده..
ما معنى الازلي
كما قلنا سابقا : جميع مدارك الانسان انما هو وليد تصوراته والتصورات انما تتجمع في الذهن عن طريق نوافذ الحواس الخمس وهذا يعني ان الانسان لا يعقل من المجردات الا ما له مقاييس ونماذج حسية في ذهنه.. فما لم يسبق له في ذهنه أي نموذج او مقياس فإن من المحال بالنسبة اليه ان يتصوره او يدركه.. ومن هنا صعوبة تصور صفة ازلية الله او قدم الله .. ما هو مفهوم صفة القدم.. او الازلية.. وماذا تختلف عن صفة البقاء او الابدية.. وماذا نجيب من ادعى ان الكون ازلي..؟؟
اولا القدم معناه عدم وجود اول له سبحانه وتعالى.. ودليله من القرآن "هو الاول والآخر والظاهر والباطن".. ودليله عقلا.. انه لو كان له بداية أي مسبوقا بعدم لوجب ان يكون هناك مؤثر في ايجاده.. ومحال ان يكون مع ذلك آلها..
هل الكون ازلي؟؟
في الحقيقة دارت نقاشات حامية عن هذا الموضوع قديما.. وكان من جملة "البارادوكس" أي المتناقضات بنظر عدد كبير من الفلاسفة.. اذ لو افترض انه ازلي أي ليس له بداية.. ما امكن ان نصل الى هذه اللحظة الآنية التي نعيش فيها.. بمعنى ان الزمن المنقضي بين لحظة بداية الكون واللحظة الآنية التي نعيش فيها هو لا نهائي وهذا محال لاستحالة التسلسل اللانهائي.. وبالمقابل لو افترض ان له بداية.. لما استطاع العقل ان يتصور الا ان يكون مسبوقا بزمان أي ان هناك شيء قبله.. ويستتبع من هذا –برأي الفلاسفة - ان الله انتظر زمنا لانهائيا حتى يخلق الكون وهذا محال.. لذا كانت معضلة عويصة على الاقدمين.. ولم ينجح في حلها الا حجة الاسلام الامام الغزالي اذ كان اول من نفى ان الزمن مطلق فقال " قبل بدء الكون لم يكن هناك شيء.. وبالتالي لا حاجة للزمن.. فلا معنى للسؤال ماذا كان قبل خلق العالم؟؟ ولا معنى للادعاء ان الله انتظر زمنا لانهائيا حتى خلق الكون.. اذ ليس الله بحاجة للزمن.. لأنه لا يتغير.. ولا يتبدل.. والزمن هو وسيلة لقياس المتغير... وبدون متغير لا معنى له.. الله اكبر.. لقد سبق هذا المفكر العظيم انشتاين ببضعة قرون..
معنى الزمان والمكان
افترض انك في غرفة وتخيل انك ترمي ما فيها من اثاث.. ومن ستائر.. وانك افرغتها من كل شيء.. ماذا يبقى؟؟ تبقى الجدران.. طيب الغ الجدران.. لا يبقى شيء.. لكن يبقى الفراغ.. المكان.. تصور انك تلغي المكان .. لا تستطع لان العقل البشري كما قدمنا لا يستطيع الا ان يفكر في داخل نطاق الزمان والمكان.. فكيف يلغي الزمان مثلا.. وعملية التفكير نفسها تحتاج للزمن.. ومن هنا كان الوهم عند البشر ان المكان والزمان اشياء مطلقة.. واجبة الوجود ولا يتخيل عدم وجودها.. حتى لو لم يكن هناء اشياء تسبح فيها.. وبين العلم الحديث خطأ هذه النظرية حينما نسفها انشتاين مع نظرية النسبية فاثبت ان المكان والزمان ليست مفاهيم مطلقة منفصلة عن الاجسام .. بل هي تتمدد ونتقلص معها وكانها خاصيات لها... كأنها الوان او اسماء او مقاييس.. وبغض النظر عن هذه النظرية العلمية.. فقد ثبت عقلا مع الغزالي كما رأينا.. ان الزمان والمكان ما هي الا خاصيات للاجسام.. فاذا زالت الاجسام لم يكن هناك من لزوم لوجودها.. ولكن العقل لا ييستطيع تصور انعدام المكان والزمان لأنه عقل بشري.. لا يحيط الا يما يصله عن طريق الحواس.. والحواس لم تنقل أي موجود الا ضمن زمان ومكان..
الفرق بين الازلي والابدي..
تبقى نقطة واحدة.. وهي ان الازلي هو ما لا بداية لوجوده.. وما لا بدية لوجوده لا يمكن الا ان يكون خارج الزمن.. اذ لو كان متعلقا بالزمن.. وكان لا بداية لوجوده فمعناه انه يستحيل ان يصل الينا.. وهذا ما يعرف ببطلان التسلسل اللانهائي.. وكأنك تقول.. كل دجاجة اتت من بيضة وكل بيضة اتت من دجاجة.. دون ان تعترف انه في البدء كان هناك اما بيضة او دجاجة.. وهذا محال.. وفي هذا المعنى أي معنى لا بداية لوجوده.. لا ازلي الا الله لأن الله وحده لا بداية لوجوده ..
اما الابدي.. وهو الذي لا يفنى.. فمن الممكن ان يكون صفة للمخلوقات.. ولكن ابديتها في هذه الحالة تختلف عن ابدية الله.. فابديتها مرهونة بالزمن وبمرور الزمن.. هي لا تفنى صحيح ولكن الزمن يمر عليها.. اما ابدية الله فغير متعلقة بالزمن.. طيب قد يسأل سائل.. لماذا فرقنا بين الازلية والابدية.. لماذا يكون الانسان ابديا او الجنة ابدية ولا يكون ازليا.. والاجابة ببساطة هي ان الزمن يجري من الماضي الى المستقبل.. لذا اقبل منك ان تقول انك ستظل تمشي الى ما لا نهاية.. ولكن لا اقبل منك ان تقول اتيت من اللا نهاية.. فان لم تكن –ايها المخلوق- قد انطلقت من نقطة زمنية معينة فمستحيل ان تصل الي.. اذن الفرق واضح.. نقطة البداية لا يمكن الا ان تكون محددة لأننا انطلقنا منها.. اما نقطة النهاية فمن الممكن الا تكون محددة.. لأننا لم ولن نصل اليها...






 
قديم 04-03-12, 09:57 PM   رقم المشاركة : 2
ابي معاذ
عضو ذهبي






ابي معاذ غير متصل

ابي معاذ is on a distinguished road


لو غيرت العنوان اخي الصاعق 7







 
قديم 04-03-12, 10:08 PM   رقم المشاركة : 3
الصاعق7
موقوف






الصاعق7 غير متصل

الصاعق7 is on a distinguished road


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





اقتباس:
من خلق الله؟







الرد هو :
1- السؤال خطأ منطقيا ، لأن الخالق ليس مخلوقا حتى يقال من خالقه ، وإنما هو منزه عن أن يكون موجودا بعد العدم ، مخلوقا بعد أن لم يكن.

2- لو قدر أن هناك خالق قد خلقه خالق ، وهذا الخالق الثاني قد خلقه خالق ثالث، وخالق رابع وخامس ... إلى آخره ، فإن العقل سيؤول في النهاية إلى الإقرار بخالق أول خلق كل شيء ولم يخلقه شيء ، وهو الله عز وجل كما وصف نفسه تعالى : { لم يلد ولم يولد } .






 
قديم 04-03-12, 10:09 PM   رقم المشاركة : 4
الصاعق7
موقوف






الصاعق7 غير متصل

الصاعق7 is on a distinguished road


قال العلامة بن باز : الله خالق كل شيء وما سواه مخلوق




الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه.

أما بعد: فقد كتب إليّ بعض الإخوان يذكر أنه ألقى عليه بعض زملائه شبهة قائلا: إنه يعترف أن الله سبحانه هو خالق السماوات والأرض، والعرش والكرسي وكل شيء، ولكنه يسأل قائلا: الله ممن يكون ؟

فأجابه بقوله له: كلامك الأول صحيح لا تعليق عليه، أما قولك الثاني وهو قولك: الله ممن يكون؟، فلا يقوله مسلم، وينبغي أن يسعك ما وسع الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم لم يسألوا مثل هذا السؤال، وهم الفطاحل في العلم، وقال له أيضا: إن الله سبحانه قال عن نفسه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وقال: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ إلى آخر ما ذكره. ورغب إليّ في الإجابة عن هذه الشبهة فأجبته عن ذلك بما نصه:

اعلم وفقني الله وإياك وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه: أن شياطين الإنس والجن لم يزالوا ولن يزالوا يوردون الكثير من الشبه على أهل الإسلام وغيرهم، للتشكيك في الحق وإخراج المسلم من النور إلى الظلمات، وتثبيت الكافر على عقيدته الباطلة، وما ذاك إلا لما سبق في علم الله وقدره السابق، من جعل هذه الدار دار ابتلاء وامتحان وصراع بين الحق والباطل، حتى يتبين طالب الهدى من غيره، وحتى يتبين الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، كما قال سبحانه: الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ وقال سبحانه: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ وقال سبحانه: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ وقال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ فأوضح سبحانه في الآية الأولى والثانية والثالثة: أنه يبتلي مدعي الإيمان بشيء من الفتن ليتبين صدقه في إيمانه وعدمه.

وأخبر سبحانه أنه فعل ذلك بمن مضى ليعلم سبحانه الصادقين من الكاذبين، وهذه الفتنة تشمل فتنة المال والفقر والمرض والصحة والعدو، وما يلقي الشياطين من الإنس والجن من أنواع الشبه وغير ذلك من أنواع الفتن، فيتبين بعد ذلك الصادق في إيمانه من الكاذب، ويعلم الله ذلك علما ظاهرا، موجودا في الخارج بعد علمه السابق. لأنه سبحانه قد سبق في علمه كل شيء كما قال عز وجل: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال وعرشه على الماء خرجه مسلم في صحيحه. ولكنه عز وجل لا يؤاخذ العباد بمقتضى علمه السابق، وإنما يؤاخذهم ويثيبهم على ما يعلمه منهم، بعد عملهم إياه، ووجوده منهم في الخارج،

وذكر في الآيات الرابعة والخامسة والسادسة: أن الشياطين يوحون إلى أوليائهم من أنواع الشبه وزخرف القول ما يغرونهم به ليجادلوا به أهل الحق، ويشبهوا به على أهل الإيمان، ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ليرضوا به، فيصولوا ويجولوا ويلبسوا الحق بالباطل، ليشككوا الناس في الحق، ويصدوهم عن الهدى، وما الله بغافل عما يعملون، لكن من رحمته عز وجل أن قيض لهؤلاء الشياطين وأوليائهم من يكشف باطلهم، ويزيح شبهتهم، بالحجج الدامغة والبراهين القاطعة، فيقيموا بذلك الحجة، ويقطعوا المعذرة، وأنزل كتابه سبحانه تبيانا لكل شيء، كما قال عز وجل: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ وقال سبحانه: وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا قال بعض السلف: هذه الآية عامة لكل حجة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة.

وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن بعض الصحابة رضي الله عنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال وقد وجدتموه؟" قالوا نعم قال ذلك صريح الإيمان قال بعض أهل العلم في تفسير ذلك: إن الإنسان قد يوقع الشيطان في نفسه من الشكوك والوساوس ما يصعب عليه أن ينطق به لعظم بشاعته ونكارته، حتى أن خروره من السماء أهون عليه من أن ينطق به، فاستنكار العبد لهذه الوساوس، واستعظامه إياها ومحاربته لها هو صريح الإيمان؛ لأن إيمانه الصادق بالله عز وجل وبكمال أسمائه وصفاته، وأنه لا شبيه له، ولا ند له، وأنه الخلاق العليم الحكيم الخبير، يقتضي منه إنكار هذه الشكوك والوساوس ومحاربتها، واعتقاد بطلانها، ولا شك أن ما ذكره لك هذا الزميل من جملة الوساوس، وقد أحسنت في جوابه ووفقت للصواب فيما رددت به عليه زادك الله علما وتوفيقا.

نشرت في مجلة البحوث الإسلامية (العدد) الصادر في الأشهر: ذي القعدة وذي الحجة 1403 هـ ومحرم وصفر 1404 هـ.

وأنا أذكر لك إن شاء الله في هذا الجواب بعض ما ورد في هذه المسألة من الأحاديث، وبعض كلام أهل العلم عليها لعله يتضح لك من ذلك وللزميل المبتلى بالشبهة التي ذكرت، ما يكشف الشبهة ويبطلها ويوضح الحق، ويبين ما يجب على المؤمن أن يقوله ويعتمده عند ورود مثل هذه الشبهة، ثم أختم ذلك بما يفتح الله علي في هذا المقام العظيم، وهو سبحانه ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل.

قال الإمام البخاري رحمه الله في كتابه (الجامع الصحيح) ص 336 من المجلد السادس من فتح الباري - طبعة المطبعة السلفية - في باب صفة إبليس وجنوده: حدتنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ثم رواه في كتاب (الاعتصام) ص 264 من المجلد الثالث عشر من (فتح الباري) عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله؟ انتهى.

وأخرج مسلم في صحيحه اللفظ الأول من حديث أبي هريرة ص 154 من الجزء الثاني من المجلد الأول من شرح مسلم للنووي رحمه الله، وأخرجه مسلم أيضا بلفظ آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ورسله ثم ساقه بألفاظ أخر. ثم رواه من حديث أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: إن أمتك لا يزالون يقولون ما كذا ما كذا؟ حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟ وخرج مسلم أيضا رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه، إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال "وقد وجدتموه؟" قالوا نعم قال "ذلك صريح الإيمان ثم رواه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: سئل النبي عن الوسوسة قال "تلك محض الإيمان
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم لما ذكر هذه الأحاديث ما نصه: (أما معاني الأحاديث وفقهها، فقوله صلى الله عليه وسلم: ذلك صريح الإيمان ومحض الإيمان، معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك، واعلم أن الرواية الثانية وإن لم يكن فيها ذكر الاستعظام فهو مراد، وهي مختصرة من الرواية الأولى، ولهذا قدم مسلم رحمه الله الرواية الأولى، وقيل معناه: أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه.

وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء، ولا يقتصر في حقه على الوسوسة، بل يتلاعب به كيف أراد، فعلى هذا المعنى الحديث: سبب الوسوسة محض الإيمان، أو الوسوسة علامة محض الإيمان، وهذا القول اختيار القاضي عياض .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله وفي الرواية الأخرى: فليستعذ بالله ولينته فمعناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه، قال الإمام المازري رحمه الله: ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها والرد لها، من غير استدلال ولا نظر في إبطالها. وقال: والذي يقال في هذا المعنى: أن الخواطر على قسمين: فأما التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها، وعلى هذا يحمل الحديث، وعلى مثلها يطلق اسم الوسوسة، فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه، وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها والله أعلم.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: فليستعذ بالله ولينته فمعناه: إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره عنه وليعرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته، وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها، والله أعلم) انتهى كلام النووي رحمه الله ص 156.

وقال الحافظ في الفتح في الكلام على حديث أبي هريرة المذكور في أول هذا الجواب ما نصه: (قوله: من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته أي: عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها، قال الخطابي : وجه هذا الحديث: أن الشيطان إذا وسوس بذلك فاستعاذ الشخص بالله منه، وكف عن مطاولته في ذلك اندفع، قال: وهذا بخلاف ما لو تعرض أحد من البشر بذلك فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان، قال: والفرق بينهما أن الآدمي يقع منه كلام بالسؤال والجواب، والحال معه محصور، فإذا راعى الطريقة وأصاب الحجة انقطع، وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء، بل كلما ألزم حجة زاغ إلى غيرها إلى أن يفضي بالمرء إلى الحيرة، نعوذ بالله من ذلك.

قال الخطابي : (على أن قوله: "من خلق ربك" كلام متهافت ينقض آخره أوله. لأن الخالق يستحيل أن يكون مخلوقا، ثم لو كان السؤال متجها لاستلزم التسلسل، وهو محال، وقد أثبت العقل أن المحدثات مفتقرة إلى محدث، فلو كان هو مفتقرا إلى محدث لكان من المحدثات) انتهى.

والذي نحا إليه من التفرقة بين وسوسة الشيطان ومخاطبة البشر فيه نظر؛ لأنه ثبت في مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه في هذا الحديث: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله فسوى في الكف عن الخوض في ذلك بين كل سائل عن ذلك من بشر وغيره.

وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة قال: سألني عنها اثنان، وكان السؤال عن ذلك لما كان واهيا لم يستحق جوابا. أو الكف عن ذلك نظير الأمر بالكف عن الخوض في الصفات والذات، قال المازري : (الخواطر على قسمين: فالتي لا تستقر ولا يجلبها شبهة هي التي تدفع بالإعراض عنها، وعلى هذا ينزل الحديث، وعلى مثلها يطلق اسم وسوسة، وأما الخواطر المستقرة الناشئة عن الشبهة فهي التي لا تندفع إلا بالنظر والاستدلال).

وقال الطيبي : (إنما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر ولم يأمر بالتأمل والاحتجاج؛ لأن العلم باستغناء الله جل وعلا عن الموجد أمر ضروري لا يقبل المناظرة؛ ولأن الاسترسال في الفكر في ذلك لا يزيد المرء إلا حيرة، ومن هذا حاله فلا علاج له إلا الملجأ إلى الله تعالى، والاعتصام به، وفي الحديث إشارة إلى ذم كثرة السؤال عما لا يعني المرء وعما هو مستغن عنه، وفيه علم من أعلام النبوة لإخباره بوقوع ما سيقع فوقع).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول): ولفظ (التسلسل) يراد به التسلسل في المؤثرات، وهو أن يكون للحادث فاعل وللفاعل فاعل، وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلاء، وهذا هو التسلسل الذي أمر النبي بأن يستعاذ بالله منه، وأمر بالانتهاء عنه، وأن يقول القائل: (آمنت بالله)، كما في الصحيحين عن أبي هريرة ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول له من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته .

وفي رواية: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟" قال فبينما أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب فقالوا يا أبا هريرة هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟ قال فأخذ حصى بكفه فرماهم به ثم قال قوموا صدق خليلي وفي الصحيح أيضا عن أنس بن مالك عن رسول الله قال: قال الله: إن أمتك لا يزالون يسألون ما كذا؟ ما كذا؟ حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟ انتهى المقصود من كلام الشيخ رحمه الله.

ولعله يتضح لك أيها السائل ولزميلك الذي أورد عليك الشبهة، مما ذكرنا من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم ما يزيل الشبهة ويقضي عليها من أساسها ويبين بطلانها؛ لأن الله سبحانه لا شبيه له، ولا كفؤ له، ولا ند له، وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهو الخالق لكل شيء وما سواه مخلوق،

وقد أخبرنا في كتابه المبين وعلى لسان رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، بما يجب اعتقاده في حقه سبحانه، وبما يعرفنا به ويدلنا عليه من أسمائه وصفاته وآياته المشاهدة، من سماء وأرض وجبال وبحار وأنهار وغير ذلك من مخلوقاته عز وجل، ومن جملة ذلك نفس الإنسان فإنها من آيات الله الدالة على قدرته وعظمته وكمال علمه وحكمته، كما قال عز وجل: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ
وقال تعالى: وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ، أما كنه ذاته وكيفيتها وكيفية صفاته فذلك من علم الغيب الذي لم يطلعنا عليه، فالواجب علينا فيه: الإيمان والتسليم وعدم الخوض في ذلك، كما وسع ذلك سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان، فإنهم لم يخوضوا في ذلك ولم يسألوا عنه، بل آمنوا بالله سبحانه، وبما أخبر به عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولم يزيدوا، مع إيمانهم بأنه سبحانه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
وعلى كل من وجد شيئا من هذه الوساوس، أو ألقي إليه شيء منها أن يستعظمها وينكرها من أعماق قلبه إنكارا شديدا، وأن يقول: آمنت بالله ورسله، وأن يستعيذ بالله من نزغات الشيطان، وأن ينتهي عنها ويطرحها كما أمر الرسول بذلك في الأحاديث السابقة، وأخبر أن استعظامها وإنكارها هو صريح الإيمان، وعليه أن لا يتمادى مع السائلين في هذا الباب؛ لأن ذلك قد يفضي إلى شر كثير وإلى شكوك لا تنتهي،

فأحسن علاج للقضاء على ذلك والسلامة منه هو امتثال ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، والتمسك به والتعويل عليه، وعدم الخوض فيه، وهذا هو الموافق لقول الله عز وجل: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
فالاستعاذة بالله سبحانه، واللجوء إليه وعدم الخوض فيما أحدثه الموسوسون وأرباب الكلام الباطل من الفلاسفة ومن سلك سبيلهم، من الخوض في باب أسماء الله وصفاته وما استأثر الله بعلمه، من غير حجة ولا برهان - هو سبيل أهل الحق والإيمان، وهو طريق السلامة والنجاة والعافية من مكايد شياطين الإنس والجن، وفقني الله وإياك وسائر المسلمين للسلامة من مكائدهم،

ولهذا لما سأل بعض الناس أبا هريرة رضي الله عنه عن هذه الوسوسة: حصبهم بالحصى ولم يجبهم على سؤالهم، وقال: صدق خليلي.

ومن أهم ما ينبغي للمؤمن في هذا الباب: أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم وتدبره؛ لأن فيه من بيان صفات الله وعظمته وأدلة وجوده، ما يملأ القلوب إيمانا ومحبة وتعظيما، واعتقادا جازما بأنه سبحانه هو رب كل شيء ومليكه وأنه الخالق لكل شيء والعالم بكل شيء، لا إله غيره ولا رب سواه،

كما ينبغي للمؤمن أيضا أن يكثر من سؤال الله المزيد من العلم النافع، والبصر النافذ، والثبات على الحق، والعافية من الزيغ بعد الهدى، فإنه سبحانه قد وجَّه عباده إلى سؤاله، ورغبهم في ذلك ووعدهم الإجابة، كما قال عز وجل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
والآيات في هذا المعنى كثيرة. وأسأل الله أن يوفقنا وإياك وزميلك وسائر المسلمين للفقه في الدين، والثبات عليه، وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن، ومن مكايد شياطين الإنس والجن ووساوسهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.


فتاوى ومقالات بن باز







 
قديم 04-03-12, 10:12 PM   رقم المشاركة : 5
الصاعق7
موقوف






الصاعق7 غير متصل

الصاعق7 is on a distinguished road


ما نفع يا ريت لو واحد من المشرفين الافاضل يغير العنوان ألى:
الرد على من يسأل " من خلق الله ؟"


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابي معاذ مشاهدة المشاركة
   لو غيرت العنوان اخي الصاعق 7







 
قديم 04-03-12, 10:22 PM   رقم المشاركة : 6
ابي معاذ
عضو ذهبي






ابي معاذ غير متصل

ابي معاذ is on a distinguished road


الرسول صلى الله عليه وسلم الم يقول لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولون هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله الى اخر الحديث 00 ارجوك ان تغير العنوان يدخل الى الشبكة كثير من الناس ومنهم من يتصيد بعض الاشياء من دون ان يكمل قراة الموضوع







 
قديم 04-03-12, 10:28 PM   رقم المشاركة : 7
الصاعق7
موقوف






الصاعق7 غير متصل

الصاعق7 is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابي معاذ مشاهدة المشاركة
   الرسول صلى الله عليه وسلم الم يقول لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولون هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله الى اخر الحديث 00 ارجوك ان تغير العنوان يدخل الى الشبكة كثير من الناس ومنهم من يتصيد بعض الاشياء من دون ان يكمل قراة الموضوع

غيرت العنوان يا اخي الحبيب لاكن ما زبط للاسف راح اخبر المشرفين لكي يغيروه!






 
قديم 04-03-12, 10:37 PM   رقم المشاركة : 8
ابي معاذ
عضو ذهبي






ابي معاذ غير متصل

ابي معاذ is on a distinguished road


بارك الله فيك اخينا الحبيب الصاعق7







 
قديم 04-03-12, 11:07 PM   رقم المشاركة : 9
الصاعق7
موقوف






الصاعق7 غير متصل

الصاعق7 is on a distinguished road


حياكم الله أخي الفاضل , ومشكور على التنبيه
أنرتم الموضوع بمروركم الكريم
دمتم بخير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابي معاذ مشاهدة المشاركة
   بارك الله فيك اخينا الحبيب الصاعق7







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:54 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "