العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-12, 12:18 AM   رقم المشاركة : 1
مَرَّ الكرامِ .. !
عضو






مَرَّ الكرامِ .. ! غير متصل

مَرَّ الكرامِ .. ! is on a distinguished road


Arrow سِلْسلَةَ الْقُبُورَ الْمَجْهُولَةَ : الإسكندر الثَّالِثَ المقدوني !!




الإسكندر الثَّالِثَ المقدوني





، الْمَعْرُوفَ بأسماء عَدِيدَةً أخرى أَبْرَزَهَا :~ الإسكندر الأكبر والإسكندر الْكَبِيرَ ، والإسكندر المقدوني ، والإسكندر ذُو الْقُرَنِينَ ( باليونانية : Ἀλέξανδρος ὁ Μέγας ؛ نقحرة : ألكساندروس أوميگاس

هُوَ أَحَدُّ مُلُوكِ مقدونيا الإغريق ، وَمِنْ أَشَهْرَ الْقَادَةَ العسكريين وَالْفَاتِحَيْنِ عِبْرَ التَّارِيخِ . وُلْدُ الإسكندر فِي مَدِينَةِ پيلا قِرَابَةً سِنَّةً 356 ق . م ، وَتَتَلْمَذَ عَلَى يَدِ الْفَيْلَسُوفِ وَالْعَالِمِ الشَّهِيرِ أرسطو حَتَّى بَلَّغَ رَبِيعُهُ السَّادِسَ عُشْرَ . وَبِحُلُولِ عَامِّهُ الثَّلاثَيْنِ ، كَانَ قَدْ أَسَّسَ إحدى أَكبرَ وَأَعْظَمَ الإمبراطوريات الَّتِي عرفَهَا الْعَالَمَ الْقَدِيمَ وَالَّتِي اِمْتَدَّتْ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرَ الأيوني غَرْبًا وَصُولَا إِلَى سِلْسلَةِ جِبَالَ الهيمالايا شُرْقًا . يُعَدْ أَحَدَّ أَنْجَحَ الْقَادَةَ العسكريين فِي مَسِيرَتِهُمْ ، إِذْ لَمْ يُحْصَلْ أَنْ هُزِمَ فِي أََيُّ مَعْرَكَةِ خَاضَهَا عَلَى الإطلاق ،



نِسَبُهُ وَنَشَّأَتْهُ

وُلْدُ الإسكندر فِي الْيَوْمِ السّادسِ مِنْ شَهْرِ « هيكاتومبايون »( باليونانية : Ἑκατομϐαιών ) بِحَسْبَ التَّقْويمَ الإغريقي الْقَدِيمَ ، الْمُوَافِقَ لِيَوْمِ 20 يوليو مِنْ سَنَةِ 356 ق . م عَلَى الأرجح ، فِي مَدِينَةِ پيلا عَاصِمَةً مَمْلَكَةَ مقدونيا .وَالِدَهُ هُوَ الْمُلَّكُ فيليپ الثَّانِي المُلقب بالأعور ، وَوَالِدَتَهُ هِي أوليمپياس إبنة نيوبطليموس الأول مَلَّكَ إقليم إيپيروس ، وَهِي الزَّوْجَةَ الرّابعَةَ لفيليپ . وَعَلَى الرَّغْمَ مِنْ أَنْ الأخير كَانَ متزوجًا بِسَبْعِ أَوْ ثُمانِيَّةً نَسَّاءَ ، إلّا أَنْ أوليمپياس كَانَتْ الْمِفْضَلَةُ لَدَيه وَأَقْرَبَهُنَّ إِلَيه لِفِتْرَةٍ مِنْ الزَّمَنِ عَلَى الأقل ،وَيُرْجِحُ أَنْ سَبَبَ ذَلِكَ هُوَ إنجابها لوريث ذكرَ لَهُ ، هُوَ الإسكندر،



عندما بَلَّغَ الإسكندر عَامَهُ الْعَاشِرَ ، أَحَضَرَ أَحَدَّ التُّجَّارِ الثيساليين حِصَانًا مطهمًا إِلَى الْمُلَّكِ فيليپ ، وَعَرْضَ أَنْ يَبِيعَهُ إِيَّاهُ مُقَابَلَ ثُلاثِينَ طالن . وعندما حَاوَلَ الْمُلَّكُ رَكوبَ الْحِصَانِ قَاوَمَهُ الأخير وَرَفْضَ أَنْ يَسْمَحَ لَهُ أَوْ أََيُّ شَخْصِ آخر بامتطائه ، فَأُمِرُّ الْمُلَّكُ بِذِبْحِهُ كَوْنَهُ جَامِحَ لَا يُرَوِّضُ . غَيْرَ أَنْ الإسكندر طلبَ مِنْ وَالِدِهُ أَنْ يَسْمَحَ لَهُ بِمُحَاوَلَةِ تَهْدِئَةِ رُوعِهُ وَرَكوبَهُ ، قَائِلَا أَنْ الْفَرَسَ خَائِفَ مِنْ ظِلِّهُ ، فَقَبْلَ فيليپ وَسَمْحَ لِوَلَدَهُ أَنْ يُحَاوِلَ ترويض الْحَيَوَانَ ، فَنَجَّحَ وَاِنْصَاعَ لَهُ الْحِصَانِ اِنْصِياعًا تامًا .[ 9 ] يَقُولُ پلوتارخ أَنْ فيليپ مِنْ شَدَّةِ اِبْتِهَاجِهُ بِالشَّجَاعَةِ والتصميم الَّذِي أَظَهِرَهُ اِبْنَهُ قَبَّلَهُ وَأُذَرِّفُ الدّمعَ قَائِلَا :« يا بُنِّيَّ ، عَلَيكِ أَنْ تَجَدَّ مَمْلَكَةَ تُسْعِ طَمُوحِكَ . إِنَّ مقدونيا لِصَغِيرَةٍ جدًا عَلَيكِ »، ثَمَّ اِشْتَرَى الْحِصَانُ وَمَنْحَهُ لِوَلَدَهُ . أَطِلْقَ الإسكندر عَلَى حِصَانِهُ إسم « بوسيفالوس »( باليونانية : Βουκέφαλος أَوْ Βουκεφάλας )، بِمُعَنّى « رَأَّسَ الثَّوْرُ ». لاَزِمَ هَذَا الْحِصَانُ الإسكندر طيلة أيام حَيَّاتِهُ وَحِمْلَهُ فِي أَغلبِ غِزْوَاتِهُ ، وعندما نَفَقَ فِي نِهَايَةَ الْمَطَافِ بِسَبَبِ تَقَدُّمِهُ بِالسِّنِّ ، أَطِلْقَ الإسكندر اِسْمَهُ عَلَى إحدى الْمَدَائِنَ الَّتِي أَسَّسَهَا ، أَلَا وَهِي مَدِينَةً « بوسيفلا »، الَّتِي كَانَتْ وَاقِعَةُ شُرْقِ نُهُرِ السَّنَدِ ،


الإسكندر الْفَتًى يُرَوِّضُ بوسيفالوس الْحِصَانَ الْجَامِحَ





التربع عَلَى الْعُرُشِ

عَامُّ 336 ق . م ، كَانَ فيليپ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَى إيجة لِحُضورِ حُفَّلِ زِفافِ اِبْنَتِهُ كليوپترا عَلَى إسكندر الأول مَلَّكَ إيپروس ، أَخُ زَوْجَتَهُ أوليمپياس ، فَاِغْتَالَهُ قَائِدَ حَرَسِهُ الشَّخْصِيَّ ، الْمَدْعُوَّ « پوسانياس الأورستيادي »، vi [›] ثَمَّ جَرَى نَاحِيَةُ بَوَّابَةً الْمَدِينَةَ محاولاً الْفِرَارَ ، لَكِنْه تَعَثُّرَ بِحَبْلِ كَرْمَةٍ ، فَأُمِسُّكَ بِهِ مُلاَحِقُوهُ وَقَتَّلُوهُ فَوْرًا ، وَكَانَ مِنْ بَيْنَهُمْ اثنان مِنْ أَصِحَابِ الإسكندر ، وَهُمَا : پيرديكاس وليونّاتوس . بَعْدَ مَقْتَلِ فيليپ بَايَعَ النّبلاءُ الإسكندر مِلْكًا عَلَى عُرُشِ مقدونيا وَقَائِدًا عَامًا لِجَيَّشَهَا ، وَهُوَ لَمْ يَتَخَطَّى الْعُشْرَيْنِ مِنْ عُمَرِهُ ،


پوسانياس يَطْعُنُ فيليپ المقدوني حَتَّى الْمَوْتَ ،





فُتَحُ الإمبراطورية الْفَارِسِيَّةَ

عِبَرُ الإسكندر مَضِيقَ الدردنيل سِنَّةً 334 ق . م بَجِيشَ قُوَّامِهُ 48 , 100 جُنْدِيَّ مِنْ الْمُشَاةِ ، و 6 , 100 فَارِسَ ، وأسطول مُكَوَّنَ مِنْ 120 سَفِينَةً بَلَّغَ عَدَدُ أَفِرَادَ طاقمها 38 , 000 نفرَ ، أَحَضَّرُوا مِنْ مقدونيا وَمُخْتَلَفَ الْمُدُنَ اليونانية. كَمَا ضَمَّ الْجَيْشِ عَدَدُ مِنْ الْمُرْتَزِقَةِ وَالْمُحَارِبِينَ الإقطاعيين مِنْ تَرَاقِيَا ، وپايونيا ، وأليريا .أَظَهِرَ الإسكندر نِيَّتَهُ فِي غَزْوِ كَافَّةٍ أَرَاضِي الإمبراطورية الْفَارِسِيَّةَ عندما غَرْزَ رُمْحًا فِي الْبَرِّ الآسيوي أَوَّلَ مَا وَطَأَهُ قَائِلَا أَنَّه قَبْلَ آسيا هِدْيَةَ لِشَخَّصَهُ مِنْ الإلهة .[ 63 ] أَظْهَرَتْ هَذِهِ الْحادِثَةُ أيضًا أمرًا مَهْمَا آخر ، وَهُوَ تَوَقَّ الإسكندر لِقتالِ الْفَرَسِ ، وَميلَهُ نَحْوَ الْحُلُولَ الْعَسْكَرِيَّةَ ، عَلَى الْعَكْسِ مِنْ وَالِدِهُ ، الَّذِي كَانَ يُفْضِلُ الْحُلُولُ الدِّبْلُومَاسِيَّةُ عَلَى الدَّوامِ . اِشْتَبَكَ المقدونيون مَعَ الْفَرَسِ فِي أَوَّلَ مَعْرَكَةَ عَلَى ضِفَافِ نُهُرِ گرانيکوس ، الْمَعْرُوفَ حاليًا بَاسِمَ « نُهُرِ بيگا »، شَمَالَ غَرْبِ آسيا الصُّغْرَى بِالْقُرُبِ مِنْ مُوَقِّعِ مَدِينَةِ طروادة ، حَيْثُ اِنْهَزَمَ الْفَرَسُ وَسَلَّمُوا مَفَاتِيحَ مَدِينَةِ « سارد » عَاصِمَةً ذَلِكَ الإقليم ، إِلَى الإسكندر ، الَّذِي دَخَلَهَا ظافِرًا ، وَاِسْتَوْلَى عَلَى خَزَائنِهَا ،


مَعْرَكَةُ نُهُرِ گرانيکوس بَيْنَ الإسكندر وَالْفَرَسَ ،




غَزْوُ شِبْهُ الْقَارَّةَ الْهِنْدِيَّةَ

حَوْلَ أَنُظَّارَهُ إِلَى شِبْهُ الْقَارَّةَ الْهِنْدِيَّةَ لِفَتَّحَهَا ، فَأَرْسَلَ إِلَى زعماءَ الْقَبَائِلِ فِي إقليم « گندهارة »( قندهار )، الْوَاقِعَ فِي شَمَالَ باكستان حاليًا ، يَأْمُرُهُمْ بِالْمُثُولِ أَمَامَه وَالْاِعْتِرافَ بِسُلْطَانِهُ عَلَى بِلادِهُمْ . اِسْتَجَابَ صَاحِبُ مُقَاطَعَةِ « تکسيلا »، الْمَدْعُوَّ « أومفيس »، لَكُنَّ شُيُوخَ بَعْضُ قَبَائِلِ التِّلالِ ، المنتمين لِعَشِيرَةِ الكمبوجة تَحْدِيدًا ، رَفَضُوا ذَلِكَ رَفْضًا قَاطِعًا .[ 120 ] فَمَا كَانَ مِنْ الإسكندر إلّا أَنْ حَمَلَ عَلَى تِلْكَ الْقَبَائِلِ فِي شِتَاءِ سَنَةِ 327 / 326 ق . م ، وَاِتَّجَهَ لِقتالِ كُلَّ مِنْهَا فِي عُقْرِ دَارِهَا كَانَتْ تِلْكَ الْمَعْرَكَةُ أَقْسَى مُعارِكُ الإسكندر عَلَى الإطلاق ، فَقَدْ خَسَّرَ فِيهَا كَثِيرًا مِنْ الْجُنُودِ ، وَقَاوَمَهُ الراجا الْهِنْدِيِ بِمَا أوتي مِنْ قُوَّةِ ، وَدَافِعَ عَنْ بِلادِهُ دِفَاعَ الأبطال أَمَامَ تَقَدُّمِ الْفَاتِحِ المقدوني ، لَكُنَّ خَبَرَةَ الإسكندر الْعَسْكَرِيَّةَ كَانَ لَهَا الْقولَ الْفَصْلَ فِي تَحْدِيدِ الْمُنْتَصِرِ ، كَمَا أَنْ قَادَتَهُ وَعَسَاكِرَهُ الْمُخَضْرَمَيْنِ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يُهْزَمُوا بِسُهولَةِ ، فَتَمَكَّنُوا مِنْ الْجَيْشَ الْهِنْدِيِ وَهَزَّمُوهُ هَزِيمَةً مُنَكَّرَةً. أُعْجِبُ الإسكندر بِشَجَاعَةِ وإقدام الراجا پور ، وَبسالَتَهُ فِي الدّفاعِ عَنْ أَرَضِّهُ ، فَاِتَّخَذَهُ حَلِيفًا ، وأبقاه حاكِمًا عَلَى الأراضي الَّتِي شَكَّلَتْ مَمْلَكَتُهُ ، وَأَضَافَ لَهُ عَلَيهَا أَقسامَ أخرى ،


كَتَائِبُ الْجَيْشِ المقدوني تَهَاجُمَ مُرَكَّزِ الْجَيْشِ الْهِنْدِيِ فِي مَعْرَكَةِ هيداسپس ،





الرُّجُوعُ الى بابِلَ ،

بَعْدَ وُصُولِهُ إِلَى بابِلِ ، شَرَعَ الإسكندر يُخْطَطْ لِسِلْسلَةِ حَمَلَاتٍ جَدِيدَةً فِي مُسْتَهَلِّهَا فَتْحَ شِبْهُ الْجَزِيرَةَ الْعُرْبِيَّةَ، لَكُنَّ لَمْ يُكْتَبْ لَهُ أَنْ يَشْرَعَ بِأََيُّ مِنْهَا ، إِذْ تَوَفِّي بَعْدَ فَتْرَةَ قَصِيرَةٍ جدًا ،



وفاتُهُ وَخِلاَفَتَهُ

تَوَفِّي الإسكندر فِي قَصَرِ نبوخذنصَّر بِبابِلِ ، فِي الُْعَاشِرِ أَوْ الْحادِي عُشْرَ مِنْ يونيو سِنَّةً 323 ق . م ، وَلَهُ مِنْ الْعُمَرِ اثنان وَثُلاثُونَ سَنَةِ . وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْمُؤَرِّخُونَ اِخْتِلاَفًا قَلِيلَا فِي تَحْدِيدِ أَسَبَّابَ الْوفاةِ ، فَقَدْ قَالَ پلوتارخ أَنَّه قَبْلَ وفاةِ الإسكندر بِحَوالِيِّ 14 يَوْمًا ، كَانَ قَدْ اِسْتَقْبَلَ نيارخوس وَأَمْضَيَا اللَّيْلَ بِطَوْلِهُ يَتَسَامَرَانِ وَيُشْرِبَانِ الْخَمِرَ بِصَحْبَةٍ ميديوس اللاريسي ، حَتَّى مَطْلَعَ الْفَجْرِ .[ 141 ]بَعْدَ ذَلِكَ أُصِيبُ بِحُمَّى قُوًيَةٍ ، اِسْتَمَرَّتْ بِالتَّفَاقُمِ حَتَّى أَضْحَى عَاجِزًا عَنْ الْكَلاَمِ ، وَخَشِيَّ عَلَيه جُنُودَهُ وَأَصَابَهُمْ الْقَلِقَ ، فَمُنِحُوا الأذن بِأَنْ يَصْطَفُّوا بِالطَّابُورِ أَمَامَه لِيَسْلَمُوا عَلَيه ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيهُمْ السَّلاَمَ بالإشارة .[ 142 ] يَقُولُ ديودورس أَنْ الإسكندر أُصِيبُ بألم شَدِيدَ بَعْدَ أَنْ اِحْتَسَى طَاسُ خُمُرِ صَافَ عَلَى شُرَّفِ هرقل ، ثَمَّ مَاتَ بَعْدَ أَنْ عَذْبَهُ الألم عَذَابًا قُوًيًا . ذكرَ مُؤَرِّخُونَ آخرون هَذِهِ الْحادِثَةَ كَتَفْسِيرِ بَديلِ مُحْتَمَلِ لِوفاةِ الإسكندر ، أَمَا پلوتارخ فَقَدْ نَفَّاهَا تمامًا اِقْتَرَحَ الْبَعْضُ أَنْ يُكَوِّنَ سَبَبُ الْوفاةِ رَاجِعَ إِلَى إحدى الأمراض الطَّبِيعِيَّةَ الْمُزْمِنَةَ الَّتِي يُحْتَمَلْ إصابة الإسكندر بِهَا أَثَناءَ أَسِفَارِهُ ، وَمِنْ الأمراض الَّتِي رُشِحْتِ أَنْ تُكَوِّنَ وراء وفاةِ الإسكندر الْمُبَكِّرَةَ : الْمَلاَرِيَا وَالْحُمًى التيفية . أَفَادَتْ إحدى مَقَالَاتِ النُّشَرَةِ الطُّبْيَةِ لإنگلترا الْجَدِيدَةَ ( بالإنگليزية : The New England Journal of Medicine ) مِنْ عَامِّ 1998 ، أَنْ مَوْتَ الإسكندر جَاءَ نَتِيجَةُ إصابته بِالْحُمًى التيفية الَّتِي سَبَّبَتْ لَهُ عَدَّةً مُضَاعَفَاتِ تَوَّجَتْ بانثقاب الْمَعِدَةَ والأمعاء وَمِنْ ثَمَّ الشَّلَلَ التَّصَاعُدِيَّ كَمَا رَجَّحَ بَحْثُ حَديثِ آخر أَنْ يُكَوِّنَ اِلْتِهَابُ السَّحَايَا هُوَ الْقَاتِلُ مِنْ الأمراض الأخرى الَّتِي تتلائم أَعراضَهَا مَعَ تِلْكَ الَّتِي ظَهَّرَتْ عَلَى الإسكندر : اِلْتِهَابُ الْبَنْكِرْيَاسَ الْحادَّ وڤيروس النَّيْلَ الْغُرْبِيِ . تَمَيُّلَ نَظِرِيَاتِ الْوفاةِ لأسباب طَبِيعِيَّةً إِلَى أَنْ تُشَدِّدَ عَلَى أَنْ صِحَّةَ الإسكندر كَانَتْ فِي تَرَاجُعِ تَدْريجِيِّ عَلَى الأرجح ، مُنْذُ أَنْ غَادِرَ مقدونيا وَاِنْطَلَقَ فِي حَمَلَاتِهُ إِلَى أَقَاصِّيِ الْعَالِمِ الْمَعْرُوفُ ، فَتَعَرُّضَ لأدواء مُخْتَلَفَةً فِي مُنَاخَاتٍ مُتَنَاقِضَةً ، وَاِسْتَنْشَقَ نَصِيبُهُ مِنْهَا فِي سَاحَاتِ الْمُعارِكِ مِنْ الجثث الْمُتَنَاثِرَةَ ، وَأُصِيبُ بِبَعْضُهَا عَنْ طَرِيقِ الجروح الْبالِغَةَ ، وأخيرًا كَانَ لِشَرَّبَهُ الْخَمِرَ بِكُثْرَةٍ أثرًا عَظِيمًا فِي إضعاف جَسَدَهُ عِبْرَ السّنواتِ . كَذَلِكَ ، لَعَلَّ الْكَرْبَ وَالْغَمَّ الَّذِي شِعْرَ بِهِ الإسكندر بَعْدَ وفاةِ هفستيون قَدْ لَعَّبَ دُورًا كَبِيرًا فِي تَرَاجُعِ صِحَّتِهُ . مِنْ أَبِرُزِّ الأسباب أيضًا تَعَاطِي الإسكندر جُرْعَاتِ زائِدَةٍ مِنْ الأدوية الْمَصْنُوعَةَ مِنْ نباتِ الخربق ، وَهُوَ قَاتِلَ بِحالِ اِسْتَهْلَكَتْ مِنْه كُمِّيَاتٍ كَبِيرَةً ،


الإسكندر عَلَى فَرَّاشَ الْمَوْتِ، وَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ زَوْجَاتِهُ وَجُنُودَهُ وَرفاقَ دَرْبِهُ






بَعْدَ وفاتِهُ


وُضِعَ جُثَّمَانِ الإسكندر فِي تَابُوتِ ذَهَبِي صنعَ عَلَى هَيْئَةِ بَشَرِيَّةٍ ، وَوُضِعَ هَذَا بُدورُهُ فِي ناووس من الذَّهَبِ . تُفِيدُ بَعْضُ النُّصُوصِ أَنْ عَرَّافًا يُدْعَى « أريستاندر » تَنَبَّأَ بِأَنْ الْبَلَدَ الَّتِي سَيُدَفْنَ فِيهَا الإسكندر « سَتُعَرِّفُ السَّعَادَةُ طيلة أيامها وَلَنْ يَقْوَى أَحَدَّ عَلَى غَزْوِهَا وَقَهْرَهَا » يُحْتَمَلْ أَنْ يُكَوِّنَ كُلَّ خَلِيفَةً مِنْ خُلَفَاءِ الإسكندر قَدْ اِعْتَبَرَ الْاِسْتِحْوَاذُ عَلَى جُثَّمَانِ مُلَّكِهُمْ الرَّاحِلَ عَمِلَا يُضْفِي الشُّرَّعِيَّةُ عَلَى خِلاَفَتِهُ الْخَاصَّةَ ، لَا سِيمَا وَأَنْ دفنَ الْمُلْكَ الْحالِيَّ لِلْمُلَّكِ السَّابِقِ كَانَ يُعَدْ إثباتًا قَاطِعًا لَحَقَهُ فِي الْعُرُشِ أَثَناءُ سِيَرِ مَوْكِبِ جَنَازَةِ الإسكندر مِنْ بابِلِ إِلَى مقدونيا ، تَعَرُّضَ لَهُمْ بطليموس وَقَطْعَ عَلَيهُمْ الطَّرِيقَ ، وَحَوْلَ الْمَسِيرَ إِلَى منف عَاصِمَةً مِصْرَ حَيْثُ حُنِّطَ الْجُثَّمَانِ وَوَرِيَّ الثَّرى ، ثَمَّ قَامَ خَلِيفَتَهُ بطليموس الثَّانِي بِنُقَلِ التَّابُوتِ إِلَى الإسكندرية حَيْثُ بَقَّي حَتَّى مَا قَبْلَ بداِيَّةٍ العصور الْوسطى بِقَلِيلِ . أَقَدَمُ بطليموس التَّاسِعَ ، وَهُوَ مِنْ أواخر خُلَفَاءَ بطليموس الأول ، أَقَدَمُ عَلَى نُقَلِ مُومِيَاءِ الإسكندر مِنْ التَّابُوتِ الذَّهَبِيِ إِلَى تَابُوتِ آخر مَصْنُوعَ مِنْ الزِّجاجِ ، وَذَلِكَ حَتَّى يَتَسَنَّى لَهُ تَذْوِيبَ الأول وَسَكَّ الْعَمَلَاتِ مِنْ سَائِلِهُ . قَامَ كُلَّ مِنْ الْقَادَةِ الرُّومانِ پومپي ويوليوس قَيْصَرَ وأغسطس قَيْصَرَ بِزِيارَةِ ضَرِيحِ الإسكندر ، وَيُقَالُ أَنْ الأخير اِقْتَلَعَ الأنف عَنْ طَرِيقَ الخطأ، كَمَا وَرَدَّ بِأَنْ يوليوس قَيْصَرَ بَكَى عندما بَلَّغَ عَامُّهُ الثَّالِثَ وَالثُّلاثَيْنِ ، قَائِلَا أَنَّه عَلَى الرَّغْمِ مِنْ كُلَّ إنجازاته لَمْ يُبْلَغْ مَا بَلَّغَهُ الإسكندر مِنْ الْمُجِدِّ فِي هَذَا السِّنِّ . كَذَلِكَ قَيَّلَ أَنْ الإمبراطور الرُّومانِيَّ كاليگولا اِقْتَلَعَ الصَّفْحِيَّةُ الصَّدْرِيَّةُ مِنْ الْمُومِيَاءِ وَاِحْتَفَظَ بِهَا لَنَفْسُه . أَقَدَمُ الإمبراطور سپتيموس سيڤيروس عَلَى إغلاق ضَرِيحِ الإسكندر أَمَامَ الْعَامَّةِ فِي سَنَةِ 200م ، وَقَامَ اِبْنَهُ كاراكلا ، وَهُوَ مِنْ أَشَدَّ الْمُعْجِبِينَ بالإسكندر ، بِزِيارَةِ قَبْرِهُ خِلَالَ فِتْرَةٍ حُكْمَهُ . أَمَا بَعْدَ مُضِيِّ هَذَا الْعَهْدِ ، أَخَّذَتْ الدَّلائِلُ وَالنُّصُوصُ الَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْ الضَّرِيحِ تَقِلُّ شيئًا فشيئًا إِلَى أَنْ اِنْتَهَتْ لَغَاِيَّةُ النُّدْرَةِ ، حَتَّى أَصْبَحَ مُوَقِّعُهُ وَمَصِيرَهُ مِنْ ضِمْنَ الأمور التَّارِيخِيَّةَ الَّتِي يَكْتَنِفُهَا الضِّبَابَ حاليًا ،


رَسْمُ مِنْ الْقُرَنِ التَّاسِعِ عُشْرَ اُسْتُنِدَ فِيه إِلَى النُّصُوصَ الْقَدِيمَةَ، يُظْهِرُ مَوْكِبُ جَنَازَةِ الإسكندر متجهًا إِلَى مَسْقِطِ رَأَّسَهُ






بَعْضُ مِنْ صُوَرِ الاسكندر الاكبر كَمَا رَسْمَهُ الرُّسَّامُونَ



الإسكندر يدخل بابل على عربة الشاه داريوش الثالث



الإسكندر يرمي كليتوس برمح ويرديه قتيلاً أثناء الشجار الذي وقع بينهما في سمرقند



جنود الإسكندر يتوسلونه للرجوع إلى الوطن. بريشة أنطونيو تيمپستا الفلورنسي، 1608







النُّهَاِيَّةُ ،









 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "