بمناسية عاشوراء التطبير ,,, حقيقة مايجري في النجف / منقول
" المقامة النجفية "
زارني خالد بن يزيد ، بعد قدومه من سفر بعيد ،
فحدثني عن مدينة رآها ، هاله مرآها ،
عظمت فيها القبور
، وسُجد فيها للمقبور
، هُجرت مساجدها
، وعُمرت مراقدها
، يُستغاث فيها بالأموات
، وتُقدَّم عند قبورها القربات
، يُعبِّدون أسماءهم للرجال
، ويتركون اسم ذي الجلال
، يُحلف فيها بالبشر
، مخالفين الكتاب والأثر
. والأدهى من ذلك ، ما يحدث هنالك ، من طقوس غريبة ، في الليلة العجيبة
، ففي ليلة عاشوراء ،
ترى أشباه ابن باعوراء ،
فترى العجائب ،
وتسمع الغرائب ،
ترى جموعاً كثيرة ،
وأفعالاً مثيرة ،
ترى من يضرب نفسه ،
ومن يشج رأسه ،
فتسمع النواح ،
وقبله الصياح ،
يلطمون الخدود ،
ويسلخون الجلود ،
حتى تسيل الدماء ، من رجالهم والإماء ،
يتجرعون العذاب والآلام ، من مئات السنين والأعوام ، على جرم لم يرتكبوه ، وذنب لم يفعلوه .
ينتظرون الغائب المنتظر ، والإمام المعتبر ، ينتظرون خروجه من السرداب ، في قصة ضحكت منها البهائم والدواب ، وبعد أن طالت غيبته ، احتارت شيعته ،
فقد علقوا بعودته الأحكام
، وتعطلت بغيبته مصالح الأنام ،
فابتدعوا معتقداً يهدم أساس مذهبهم ، وشريعة تناقض أصول منهجهم ، فبعدما قالوا بضرورة الإمام
، وحتمية وجوده على الدوام
، فقرروا وزوروا ، وأعادوا وكرروا ، فإذا هم يأتوننا بولاية الفقيه ، لتنسخ كل ما قيل وتلغيه ، وهذا حال ما ابتدعته عقول الرجال ، فإن مصيره إلى الزوال ، ولو كان آية منزلة ، وشريعة مكملة ، لحفظه من تكفل بحفظ الذكر ، وإن طال الزمن وبعد الدهر .
يسبون أصحاب الرسول
، الثقات العدول ،
ويكفرون " السابقون الأولون " ، إلا بعض من يوالون ، فيقولون : إن أهل بدر وأحد ، والخندق وحمراء الأسد ، وتبوك والأحزاب ، وأغلب الأصحاب ، ارتدوا بعد نبيهم ، وبدلوا بعد حبيبهم ، فنسبوا لنبيهم أبشع الصفات ، ومثله كتاب ربهم والآيات ، ونسوا أن أئمتهم بعد النبي صاهروهم ، فتزوجوا منهم وزوجوهم ، وهم المعصومون! ، وعن الزلل مبرؤون! كما يقولون ، فجمعوا بين الظلم والغباء ، والحمق والمراء ، ونسوا أن علام الغيوب زكاهم ، وسيد المربين رباهم ، فسبهم سب للمزكي ، وتنقصهم تنقص للمربي .
تجرؤوا على عرض الرسول
، فنالوه بالتعريض والقول ، فقالوا كما قال أهل النفاق ، ـ " أتواصوا به " أم بينهم اتفاق ـ
، فعاقبهم الله بهتك أعراضهم
، ورخصها بين أشرافهم
، فالجزاء من جنس العمل
، فليتأمل من عقل .
أخذوا من النصارى عبادة البشر
، وعصمة الأئمة الاثني عشر ،
وعذبوا أنفسهم على خذلان الحسين
، تشبهاً بِضُلّال الأمتين
، حينما خذل النصارى عيسى ، كما خذل اليهود موسى ، أما فرية تحريف الكتاب
، فمن مجاورة أهل الكتاب
، أما الثياب السود
، فتشبه بطيلسان يهود ، وغلوهم في الصالحين ، سبقهم قوم نوح في الغابرين ، وتقديس العوائل والأسر ، والأعراق والبشر ، من بقايا المجوسية ، الديانة الفارسية ، فلم يزل النيروز عيدهم ، وأبو لؤلؤة المجوسي اللعين شهيدهم .
قلت :
أقدمت من بلاد عباد البقر ؟ والأصنام والشجر ؟ ، أم من النصارى ، الضلال الحيارى ، فقد جمعوا من الأديان ، كعدد آلهة الرومان.
قال :
مع شديد الأسف ، كنت في النجف ! ، كنت في مدينة العبرات ، وموئل الحسرات ، في بلاد فتحت بالدماء والرؤوس ، وحروب كالبسوس ، فتصبح كأنها لم تفتح ، وكأن التوحيد فيها لم يصدح .
قلت :
فمن أزلهم عن الصراط وأضلهم ؟ ، وقد تُركنا على المحجة ، فليس لضال حجة .
قال :
أضلهم الأئمة المضلون ، والعلماء المبدلون ،
فقد استعاذ منهم الرسول ، وحذر من خطرهم على العقول ،
فاجتمعت عليهم الشبهات ، وزينت لهم الشهوات ، فضلوا وأضلوا ، وزلوا وأزلوا ،
ولم يكتفوا بتخريب آخرة المسلمين ،
فألحقوا بها دنيا المساكين ، فشرعوا لهم الأخماس ، أضعاف ما فرضه الرحمن على الناس ، فضيقوا على الأتباع أرزاقهم ، وهذه بعض أخلاقهم .
قلت :
ومما علمت ، وتربيت عليه وفهمت ، أن من خلق الله له إدراكاً وعقلاً ، وجعلا له من كلامه قرآناً منزلاً ، فإنه لا يعذر بكفر ، وسجود لقبر ، وكلام الله يتلى ، يتدبره العقلاء .
قال :
صدقت ، وبالحق نطقت ، فليتهم يعقلون ، ويقرؤون ما كتبت ويتأملون ، حتى نكون لله حنفاء ، ونحشر مع سيد الأنبياء ، وآل بيته الأصفياء ، والصحابة الأوفياء .
تمت في 15/12/1428هـ محبكم : كاتب أسأل الله أن ينفع بها من كتبها ومن قرأها ومن نشرها .
|