شعار كباقي الشعارات التي رفعت في بغداد الحبيبة والتي نجدها معلقة في الاماكن العامة وكسالفه والذي عنوانه (صفحة من تاريخ البعث) والذي بينا فحواه في مقال سابق فأن هذا الشعار لا يخلو من غموض وتمويه للحقيقة ولست هنا في مقام الدفاع عن الارهابيين او البعثيين وأنما لإبين الحقيقة للقارئ الكريم من المراد من هذه الشعارات وكيف اختيرت عباراتها بدقة وغباوة لتنطلي على شعبنا المسكين...
(صدام حسين لم يكن يمثل رأي السنة وأن كان ينتمي تاريخياً وأجتماعياً الى التسنن) هذه الكلمات نطق بها السيد محمد باقر الصدر ونقلها الشيخ محمد رضا النعماني في كتابه سنوات المحنة وايام الحصار ..... فالذي يريد ان يبينه لنا السيد هو ان الظلم الذي يقترفه صدام انذاك لم ولن يرضى عنه اخوتنا السنة فضلاً عن الشيعة وهذا واضح وجلي ولمسناه من الكثير إلا البعض ممن كان يقتات على رقاب الناس ويعتلي المناصب بزعق ارواحهم...
الذي اريد ان ابينه هنا اننا كنا وما زلنا نلعن صدام وحزبه الفاشي ونتكلم ونتحدث ونقول بأن صدام لم يخرج من العروبة فقط بل خرج من الدين الاسلامي ولا يمثل الا نفسه وحزبه اللعين ...
لكن اليوم المأساة تتكرر وعلى يد من على يد من كنا نحسن الظن بهم ونترجى منهم الانقاذ من مخلفات النظام السابق ومنقذين من المحتل الكافر لكن وآه من الـ (لكن) كانوا مثال لبيت طرفة ابن العبد حين قال :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهندُ
فأي موت تتحدثون عنه واي خدمة تعترفون بها
انظروا احبتي الى الشعار مرة اخرى (الموت هو الخدمة الوحيدة) فهم يعتبرون أن الموت خدمة يقدمها المجرومن لنا بل ويقرون بذلك فالكل يعرف أن الموت هو (الراحة) وكما صرح بذلك كثير من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والحكومة تقر بأن الموت هو (خدمة) اذن الحكومة الموقرة تعترف بعضمة لسانها ان المجرمين يقدمون الراحة الى الشعب العراقي بل اكثر من ذلك ان الحياة مع الحكومة يشوبها التعب والعناء ثم لنقارن الخدمات التي قدمتها الحكومة لنا (الموت , الاعاقات , البطالة , الفساد المالي والاداري , السرقات , الطائفية , التهجير , الحقد الطبقي المناطقي والعرقي والتحزبي ...و.....و,,,,الخ) فوالله لقد انزلوا اخر قطرات الحياء لديهم فلم ينفكوا يضحكون على صاحب (الغترة والعكال) وينسون انهم يأكلون من ارض هذا الفلاح .... ويضحكون على صاحب (الشروال) وينسون ان موائدهم ملئت من لحم أغنامه .... ويضحكون على الارامل والايتام بارجاع البعث المنحل الى الحكم وينسون ان الازواج والاباء دمائهم هي التي اجلستهم على تلك الكراسي الخاوية
واليوم يعودون بلعبة خسيسة مرة اخرى وهي الصراع الوهمي الذي يصورونه للشعب فقد قسموا انفسهم قسمين ائتلاف يشمل البعث ومن لف لفه وائتلاف يشمل اغلب القوائم الشيعية ومن لف لفها وبالتالي فهم نفس المخادعين ونفس السراق ونفس الخونة الذين خانوا العراق وشعبه الكريم فهم يعرفون جيداً ان الشعب لن ينتخبهم مرة اخرى فقاموا بتلك اللعبة من اجل حصر الناخبين أما تنتخب النار وأما تنتخب النار
بئساً لكم ايها الخونة بئساً وتعساً لكم ان شعبنا لن تنطلي عليه خدعكم مرة اخرى فهو اذكى من ان ينتخب القتلة والمجرمين بل سيردد الشعب (أن لم نكن نحن جيل النصر فسنكون الجسر الذي يعبر عليه جيل النصر)
20-01-10, 10:09 PM
العرض العادي
