إبطال الباطنية لحق الله على العباد {التوحيد}

[محب السعاده]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين


فقد شاهدت اليوم مشاركة لأحد الباطنية {العقل الحر} ينتقص شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن سعود عليهما السلام

وكل هذا من خيانة هذه الشرذمة الباطنية ورغبتها في إبطال النبوة وهدم دين رب البرية

ورغبة في بيان الحق ونصرة دين الله سوف أعرض ما قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رضي الله عنه وارضاه في كتابه كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد

وأذكر مراد الشيخ وتصديقه بالنبوة ونصحه ورغبته في رفع دين رب البرية

وأذكر قول ملاحدة الباطنية وما فيه من إبطال النبوة وهدم دين رب البرية

وأني لأرجو من الله أن يكون فيه زيادة بيان للتوحيد والسبب كما قيل :

فالضد يظهر حسنه الضد....... وبضدها تتبين الأشياء


وأرجو من الله المعونة والسداد في القول والعمل


قال الإمام رضي الله عنه وارضاه:

{ كتاب التوحيد}

ومقصود الشيخ أني قد خصصت هذا الكتاب وفي بيان توحيد الله جل جلاله

وذكر فيه قول الله وقول رسول الله فهو مصدق بالنبوة لرسول الله مؤمن بأن القرآن كلام الله
وفيه كذلك إيمانه بوجود الله
وأول كلمة كتبها الإمام بعد كتاب التوحيد {قال الله تعالى} تدل على ماذكرت

أما الملاحدة الباطنية فعندهم التوحيد هو التجريد لله لدرجة نفي الوجود عن الله

ويدل ذلك على عدم تصديقهم بنبوة محمد بن عبدالله فلو كانو يؤمنون به لصدقوه فيما أخبر أنه من عند الله

فكيف يطيعونه ويؤمنون به وهم ينكرون كل ما أتى به من التوحيد في كتاب الله {القرآن الكريم}
بل وينكرون أن القرآن كلام الله وقد قال لنا رسول الله إن الله أنزل عليه هذه الآيات :
{ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ﴿البقرة: 75﴾
{ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ} ﴿التوبة: 6﴾
{سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّـهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّـهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا} ﴿الفتح: 15﴾
فكذب جعفر منصور اليمن قول رسول الله وقال بأنه كاذب في دعواه بأن الله أنزل عليه هذه الآيات بل جميع القرآن الكريم هو كذب من كذب من زعم أنه رسول من عند الله وهو من كان يسميه الكفار قبل الرسالة بالصادق الأمين
فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
قال جعفر بن منصور اليمن: "إن الله جل ثناؤه منزّه عن الخطاب والكلام" سرائر وأسرار النطقاء ص29.

قال الإمام رضي الله عنه وارضاه :
قال الله تعالى:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ﴿الذاريات: 56﴾

ولمزيد من الفائدة أذكر من آيات هذه السورة :
{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ ﴿20﴾ وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿21﴾}
وسنأخذ قوله تعالى :{ وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿21﴾}
لو لم يكن هناك دليل على وجوب التوحيد والتصديق بالله وبرسوله غير دلالة هذه الآية لكفت
لماذا ذكر الله خلقه للجن والإنس بعد قوله {وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿21﴾}
لأن الإنسان أذا تفكر في الآيات التي في نفسه لعلم بأن الخالق له مستحق للتوحيد

وسوف نشاهد أين موقع الباطنية من التصديق بهذه الآية
القلب على سبيل المثال :
يعمل بدون قدرة الإنسان حركته غير إرادية

ستة مليار قلب تعمل الأن بقوة وأمر وتدبير مخلوق عند ملاحدة الباطنية
و12 مليار رئة تأخذ الأكسجين وتخلطه مع الدم وتنقي ثاني أكسيد الكربون من الدم وتخرجه من البدن بقوة وأمر وتدبير مخلوق عند ملاحدة الباطنية
وكذلك 12 مليار كِلية تنقي الدم من الفضلات أعزكم الله وتخرج السموم من البدن بقوة وأمر وتدبير مخلوق عند ملاحدة الباطنية

وكل هذا الكفر والشرك في الربوبية لقصد هدم دين الله وإبطال النبوة لرسول الله وخذ الدليل

قوله تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ﴿الذاريات: 56﴾

يثبت لنا أن من يفعل هذه الآيات العظيمة ويدبر أمرها وهو قوي عليها لا عاجز عنها مستحق لعبادة العباد وجوباً
فقال الباطنية لأتباعهم من فعل هذه الآيات العظيمة لا يستحق العبادة لكونه مخلوق موحد مقر بخالقه ومن عبد أو توجه أو تعلق قلبه بالخالق المدبر لهذه الآيات فهو كافر مشرك غير متبع آل بيت رسول الله وهو كافر برسول الله فأوقعوهم في الكفر وإبطال رسالة رسول الله بخفي القول

وتشاهد ملاحدة الباطنية يفسدون توحيد الربوبية ويأمرون بتوحيد الألوهية لعلمهم بأن إفساد توحيد الربوبية لا ينفع معه توحيد الألوهية{وهو والله أشد كفراً ممن يوحد الله في الربوبية ويشرك معه في الألوهية } ولا يخفى على الموحد أن توحيد الأسماء والصفات داخل في توحيد الربوبية فوصلوا في إبطال توحيد الربوبية إلى إنكار وجود الله جل وتقدس عن قولهم علواً كبيراً

وللحديث بقية اسأل الله المعونة والسداد