السَّلامُ عليكَ أخِي الفاضلُ بوعيسى الكويتِي ، أحسنَ اللهُ إليكَ أخِي الحبيبُ وشكرَ لكَ ...
أقولُ : قدْ بـات من المسلَّمِ بهِ أنَّ الرافضةَ إن استدلُّوا بمَا في كتبِهم فليس ذلِك حجَّة علينَا ، بل في الغالبِ جلُّ رواياتِهم متناقضَة وبعضهَا يضربُ بعضًا والزَم ما قالهُ الأخ الفاضلُ سبيدرمان فإنَّ ذلِك ما يشتِّتُ أقوالَ الرَّافضةِ ، واعلَم أنَّه قد مرَّ أمراءٌ أفسد من يزيد ومنهُم "الحجَّاج بن يوسف الثقفيُّ" ...
وهذَا حديثٌ صحيحٌ أخرجه البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام ، قال عمير : فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . البخاري مع الفتح (6/120) .
فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كل من أبو أيوب الأنصاري و عبد الله بن عمر و ابن الزبير و ابن عباس وجمع غفير من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين .
و أخرج البخاري أيضاً ، عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، ويزيد بن معاوية عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم . البخاري مع الفتح (3/73) .
و في هذا الحديث منقبة ليزيد رحمه الله حيث كان في أول جيش يغزوا أرض الروم ...
وانظُر أخِي الفاضلُ إلى هذه الوثيقةِ التِي بهَا براءةٌ من قتلِ الحسينِ ولو لنـا عليهِ عتابٌ وإنكارٌ على عدم اقتصاصه من قتلته رضي الله عنهُ ...
يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ، فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء . البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده انظر مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384) ...
ومحمد بن الحنفية -رحمهُ اللهُ- من أبناء عليِّ بن أبِي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ ، فانظر أخِي الحبيبُ شهادتَه في يزِيد -رحمهُ اللهُ تعالَى- وقد أخطأ كثيرٌ ممن غالَى في سبِّ يزيدٍ أو لعنهِ وأولُ هؤلاء "الرافضة" عليهِم من اللهِ ما يستحقُّونَ ...
هذِه كلماتٌ موجزةٌ وقصيرةٌ في حقِّ يزيدِ -رحمهُ اللهُ- والحقُّ أحقُّ بأن يتَّبعَ ...