لقد جعل الله للمسلمين عيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى

[امـ حمد]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد جعل الله للمسلمين عيدين،هما عيد الفطر،وعيد الأضحى
دائماً ما يكون اتباع شرع الله سبحانه باباً للسعادة في الدنيا والآخرة ومدخلاً لتنزل رحمات الله سبحانه على عباده،فلا أحد أعلم بالخلق من خالقهم سبحانه الذي شرع لهم ما يصلح شأنهم في الدارين،
ولقد جعل الله للمسلمين يومين للأعياد،هما عيد الفطر، وعيد الاضحى،حيث جعلهما بعد طاعتين تسر بهما النفوس المؤمنة الطاهرة،
ولكن بعض الناس ابتدعوا للمسلمين عيداً لم يشرعه الله ولم يأمر به،وظنوا انهم سيسعدون البشرية به،ألا هو المسمى بيوم عيد الأم،
ففي صحيح البخاري،ومسلم،عن أبي سعيد الخدري قول،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر،وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم،قلنا يا رسول الله آليهود والنصارى،قال،فمن)
فعلى الرغم من ذلك نُقل هذا الاحتفال للمسلمين عن طريق مؤسسي ألأخبار،وساعدتهما وسائل الإعلام المختلفة بكافة أشكالها وإمكاناتها، حتى صار ليوم عيد الأم قداسة ومكانة لا يستطيع أحد أن يقترب منها،
وكان للعلماء الأجلاء بيان لحكم الشرع في الاحتفال به، ففي فتاوى اللجنة الدائمة،لا يجوز الاحتفال بما يسمى(عيد الأم)ولا نحوه من الأعياد المبتدعة،
وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله صلى الله عليه وسلم،ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ،ولا من عمل سلف الأمة،
وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار،
وسئل الشيخ بن عثيمين رحمه الله فأجاب،والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام،وهي عيد الفطر،وعيد الأضحى،وعيد الأسبوع(يوم الجمعة)وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد،
وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى،لقول النبي صلى الله عليه وسلم(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)رواه البخاري،ومسلم،
وإذا تدبرنا هذا اليوم الذي جعلوه عيدا لوجدناه قد وُضع لقوم غير مسلمين ممن ينسون آباءهم وأمهاتهم وممن لا يعتبرون برهم بهم باباً عظيماً من أعظم أبواب القربات إلى الله سبحانه، بل على العكس فتجدهم لا يهتمون بالأسرة كاملة وكل منهم يدور في فلكه هو ولا يشعر سوى بلذاته ونجاحاته ويترك أباه وأمه تماماً إلى دور المسنين أو يتركهم دون ارتباط بهم في أي شئ، وربما تموت أم أحدهم بعيدة عنه وهو لم يرها منذ سنين ولا يعرف لها طريقاً ولا يهتم كذلك بموتها،كما لم يكن يهتم بحياتها، فمن أجل ذلك صنعوا لها يوماً ليتذكرها فيه وليبحث عنها في أي الدرب تسلك أو في أي الأماكن تعيش،
أما المسلم فلا حاجة له بذلك لأنه يضع أمه داخل عينه وقلبه ويتمنى أن لو يبذل كل ما يملك في سبيل لحظة ترضى عنه،أو تدعو الله له فيها،وقد يضحي بالغالي والرخيص ويقدمه طواعية راغباً لنيل رضاها،
وعيد الأم ليس من العادات الحسنة بل هو من البدع القبيحة، ومن أراد تكريم الأمهات فعليه بالرجوع للكتاب والسنة لتكون كل لحظة أشبه بالعيد بالنسبة لها، فلا يُقتصر الأمر على هدية تقدم في يوم 21 مارس،
يظل واقفاً حتى تستيقظ أمه، استسقت أم مسعر ماءً منه بعض الليل، فذهب فجاء بقربة ماء، فوجدها قد غلبها النوم، فثبت في مكانه والشربة في يده حتى أصبح،
ابن سيرين كان إذا وقف مع أمه فكأنما أسير بين يدي أمير يريد أن يقتص منه،فلما سُئلت أخته عن سبب ذلك وهل به علة، فقالت،هكذا يكون مع أمه،
وكان زين العابدين لا يأكل مع أمه وكان باراً بها فلما سُئل قال، أخاف أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق إليه عيناها فأكون قد عققتها،
والحكايات في البر كثيرة،قال تعالى(وَقَضَىظ° رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)والأم لها ثلاثة أرباع ما للأب من البر،
فاحرص على بر الوالدين وطاعتهما في غير معصية الله تعالى، ولا تقصر في حقهما حتى وإن ظلماك،
فمن أصبح وله والدان أصبح وله بابان مفتوحان إلى الجنة،إن كانا واحداً فواحد،قيل وإن ظلماه، قال النبي صلى الله عليه وسلم(وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه،وليس الواصل كالمكافئ، والرحم معلقة بالعرش تقول،من وصلني وصلته ومن قطعني قطعته)
والبر لا ينقطع بموت الوالدين فالدعاء يصل للميت باتفاق العلماء وكذلك الصدقة،
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال)حج عن أبيك واعتمر) رواه الترمذي،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(ومن مات وعليه صيام صام عنه وليه)رواه البخاري،ومسلم،من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،
وكذلك الترحم عليهما والاستغفار لهما، وصلة صديقهما والرحم التي لا توصل إليهما،وانفاذ وصيتهما ما لم تشتمل على معصية وسداد ديونهما،كل ذلك من صور برهما،

اللهم ابعد عنا شر البدع،وأهل البدع،واهدهم الى طريق الحق،وابعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم اصلح حالهم.