بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ....وبعد .
من المسلم به أن تخبط الرافضة وتناقضهم صفة رئيسية لدينهم , فمن شدة تخبطهم تجد ان بعضهم يناقض نفسه ويعارض أقواله وكل قول له يتبرأ من الآخر , ولا عجب فهذه ميزتهم ليميز الله الخبيث من الطيب , وليفضح الله الذين يصنعون دينهم بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله .
وصدق عزيزي القارئ أن مدى تخبطهم الشديد واضطرابهم المفجع قد ألقى بهم في ظلمات الشرك الأكبر من حيث يعلمون او لا يعلمون وهذا ما سنثبته في الآتي ان شاء الله .
يقول بعض علماءهم أن الله قد قرن ولاية أئمتهم بولايته سبحانه فقال بأن ذلك يدل على ان ولايتهم في عرض ولاية الله , وقال بعضهم بأن ولاية الأئمه في طول ولاية الله وليس في عرضها .
فأجابهم البعض أن القول بكون ولايتهم في عرض ولاية الله شرك لما فيه من اطلاق الولاية لهم على حد مساوٍ لولاية الله , والقول بكون ولايتهم طول ولاية الله يلزم منه حصر ولاية الله التي لا حصر لها .
وتوثيق ذلك فيما يلي :-
القسم الأول : ما يخص الولاية العرضية .
*القائل بأن ولاية الأئمة في عرض ولاية الله عز وجل بدليل آية الولاية .
الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة - الشيخ جواد بن عباس الكربلائي - ج1 ص203
أقول : لما بيّن الله ولاية الذين يؤتون الزكاة وهم راكعون ، وقرنها بولايته وولاية رسوله فعلم منها أنها أي ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام ثابتة في عرض ولاية الله وولاية رسوله صلَّى الله عليه وآله بنص الآية الشريفة ، ولذا لمّا علم النبي صلَّى الله عليه وآله أهمية ذلك ، وأنه لا بدّ منه ضاق به صدره لما علم من تكذيب بعض أصحابه فراجع ربّه ( جل جلاله ) فأمره بالتبليغ بنزول آية التبليغ فصدع بالأمر .
فمن هذا الحديث يعلم أنّ المراد من قوله تعالى : بلغ ما أُنزل إليك 5 : 67 أنّ المراد مما أنزل إليه ، هو هذه الآية الشريفة ، أي آية إنّما وليّكم الله ، والأحاديث متواترة من العامّة والخاصّة على أنّ المراد من الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام كما لا يخفى .
* القائلين بان من زعم كون ولاية الأئمة في عرض ولاية الله يلزم منه اطلاق ولاية الأئمة ومساواتها بولاية الله عز وجل مما يوجب شرك وكفر المعتقد بذلك .
الولاية التكوينية لآل محمد - السيد علي عاشور - ص45
بعد الفراغ عن امكان ووقوع الولاية على الأمور الكونية والتصرف فيها ،
لابد ان يعلم ان هذه الولاية ليست في عرض ولاية الله التكوينية وقدرته ، ولا حتى
في طولها .
اما انها ليست في عرضها فلوضوح سلب كل الولايات عن كل شئ لغير الله ،
فلا ولاية بالأصالة والاستقلال إلا لله الواحد القهار ،وكل من قال بوجود ولاية في عرض ولاية الله وقدرته ، فقد قال بالغلو والتفويض المحرم - كما يأتي - لأنه مساوق
للقول بألوهية صاحب الولاية العرضية ، وكونه شريكا لله في التصرف بالخلق
والرزق وما شابه من الأمور الكونية .
مذهب الأحكام في بيان الحلال والحرام - السيد عبد الأعلى السبزواري - ج3 ص369
ثمَّ إنّ الولاية المتصورة بالنسبة إليهم عليهم السلام تتصور على أقسام :
الأول : الولاية التكوينية ، والتشريعية المطلقة في عرض ولاية الله عزّ وجل ، فيكون في الوجود ولايتان مستقلتان من كلّ جهة في عرض واحد .
وهذا مما لا يقول به أحد . ولا يرضى المعصوم أن ينسب ذلك إليه ، لأنّه شرك على ما فصّل في محلَّه .
الولاية التكوينيه بين القرآن والبرهان - بقلم ضياء السيد وبمباركة وفاتحة المرجع صادق الروحاني - ص25 .
كذلك أيضا لا يمكن اعتبارها في عرض ولاية الله التكوينية , وذلك لأن القول بأن ولاية الأئمة التكوينية في عرض ولاية الله التكوينية , لازمه أن يكونوا متصرفين في عرض تصرف الله , بمعنى أن لهم التصرف كما لله التصرف بمستوى واحد , وهذا الاعتبار لا يخلو عن شائبة الشرك بالله (سبحانه وتعالى) .
القسم الثاني : ما يخص الولاية الطولية .
* القائل بأن ولاية الأئمة في طول ولاية الله عز وجل .
أسس النظام السياسي عند الإمامية - الشيخ محمد السند - ص291
فمقتضى ولايتهم وطاعتهم و التسليم لهم في طول ولاية الله وأحكامه هو اقتضاء ذلك البناء على ثبات التشريعات النبوية والأحكام المبنيّة من قبلهم ( عليهم السلام ) إلاّ ما نصّ عليه الدليل الخاص كما في جملتها من الموارد الدالّة على أن حكمهم هو من التدبير الخاص بذلك المورد .
وقال في كتابه - مقامات فاطمة الزهراء - ص145
بتعبير آخر : أنه كما أن ولاية الله أو الرسول في الخمس باقية إلى يوم القيامة بمقتضى آية الخمس والأنفال والفيء كذلك الحال في ولاية الزهراء ( عليها السلام ) في الخمس والأنفال والفيء باقية دائماً في طول ولاية الله ورسوله ، وأن غاية الأمر أن الأئمة من ذريتها ينوبون عنها فيما لها من ولاية .
* القائلين بأن من زعم كون ولاية الأئمة في طول ولاية الله يلزم منه حصر ولاية الله وحدها مما يوجب كفر المعتقد بذلك .
الولاية التكوينية لآل محمد - السيد علي عاشور - ص45
اما انها ليست في طول ولاية الله ، فلان معنى الطولية ان لله ولاية وقدرة فإذا
انتهت بدأت ولاية وقدرة الغير ، نظير ولاية ولي العهد عند انتهاء ولاية والده مثلا
فتبدأ ولاية الابن .
وهذا المعنى لا يصح في حق الله تعالى ، لأنه أحد صمد ، وولايته لا تتحدد في
مقطع خاص ابدا حتى يصل الدور إلى ما سوى هذا المقطع لولاية الآخرين .
وبعبارة أخرى لا رتبة أولى لولاية الله حتى يقال هناك رتبة ثانية للاخرين .
الولاية التكوينيه بين القرآن والبرهان - بقلم ضياء السيد وبمباركة وفاتحة المرجع صادق الروحاني - ص25 .
وعلى ضوء هذا التفسير , لا يصح اعتبار ولاية الأئمة في طول ولاية الله تعالى , لأن ولاية الله سبحانه لاحد لها ولا أمد تنتهي عنده , ومنه تبدأ ولاية الأئمة عليهم السلام .
abo sanad-10
نقطة البحث