وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ

[تقي الدين السني]

الحمد لله رب العالمين

لايملّ الرافضة من الإحتجاج
بأن الإستغاثة بالأئمة والطواف بقبور الأئمة
وذبح النذور للأئمة والإقسام بالأئمة
والإتكال على الأئمة إنما هي أسباب توصِل إلى الله
فمثلهم مثل الماء للزرع والسكين للقطع والنار للإحراق

وقد خيّبهم الله تعالى بقوله:
((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ
وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ
مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ))

قال الطبرسي في تفسيره مجمع البيان 1/465:
" وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ" فيه وجوه :

أحدها:الوصلات التي كانوا يتواصلون عليها
عن مجاهد وقتادة والربيع ,,

الثاني: الأرحام التي كانوا يتعاطفون بها
عن ابن عباس ,,

الثالث: العهود التي كانت بينهم يتوادون عليها
عن ابن عباس أيضاً ,,

الرابع: تقطعت بهم أسباب أعمالهم التي كانوا يوصلونها
عن ابن زيد والسدي ,,

الخامس: انقطعت بهم أسباب النجاة
عن أبي على ,,

وظاهر الآية يحتمل الكُلّ
فينبغي أن يُحمل على عمومه
فكأنه قيل قد زال عنهم كل سبب يمكن أن يُتعلق به
فلا ينتفعون بالأسباب على اختلافها
من منزلة أو قرابة أو مودة أو حلف أو عهد
على ماكانوا ينتفعون بها في الدنيا وذلك نهاية الإياس)

فتقطعت بكم الأسباب أيها الرويبضة فلا ينفعكم لا مالكم ولا أهليكم
ولا علمائكم فيتبرأون منكم يوم القيامة
ويتقطع بكم الأسباب ألا تتقون الله تعالى
فالله تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز :
(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ
وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ )
فيوم لا ينفع مالٌ ولا بنون ولن ينفعونكم
ويتبرأون منكم يوم القيامة أين عقولكم
حين يامرونكم بالكفر والشرك والتوسل بالأموات
والتمتع ببناتكم في حين أنكم لا تستطيعون أن تتمتعوا ببناتهم
أين العقول فإما أن تعودوا إلي رشدكم وإما أنها جنة أو نار
وهم يتبرأون منكم وهم لن يدخلوا النار عنكم ,,

الفقير الي رحمة الله به :
تقي الدين السني