السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
:::::: يقول الزميل دليل المسلم :
................................ هل أصبحوا (الصحابة) بعد أن طهرهم الله من رجز الشيطان لا يستطيع الشيطان أن يوسوس لهم ؟
الجواب :
........... أنا قلت " لأن الله في هذه الآية قد أذهب عن الصحابة بماء المطر نوع واحد من الرجس و هو { رِجْزَ الشَّيْطَان }"
و هذا يعني أن الصحابة قد اغتسلوا عن الحدث الذي لحقهم أثناء النوم و هو حسب أقوال المفسرين ، حدث الجنابة ، و الغسل بالماء يرفع حدث الجنابة هذا كل ما في الأمر .
أما قولكم بأن الله قد أذهب عنهم وساوس الشيطان ، إذا كان كذلك فهو في ذلك اليوم فقط لأن الشيطان لم يمنع من الوسوسة عن أي احد و لا يوجد دليل على ذلك .
و حتى لو منع الله وسوسة الشيطان عن احد ، فهذا لا يجعله معصوماً من الخطأ أو من الذنوب لأن مصدر الذنوب و الخطأ هو النفس و ليس الشيطان . الشيطان فقط يوسوس و يأمر هذا كل ما عنده .
وهذه الحقيقة موجودة في القرآن قال تعالى { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم }
يعني أن الذي جعلكم تذنبون هو أنفسكم و ليس الشيطان .
بل أن الشيطان نفسه عند ما أذنب لم يكن هناك أحد قد أثر عليه . يعني أن سبب وقوع الشيطان في الذنوب هو نفسه و لا يوجد هناك شيطان قبل ذلك ليغويه .
النتيجة :
.......... لو فرضنا جدلاً أن الله قد أذهب عن الصحابة وساوس الشيطان على طول ، فإن ذلك لا يمنعهم من الذنوب و بكلام آخر أن ذلك لا يعصم الصحابة من الوقوع في الذنوب وهذا هو سبب قول الشيطان { فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم }.
:::::: يقول الزميل الباحث للحقيقه :
................................... قبس: إذا من يقول إن آل البيت يتنقلون في أصلاب طاهره مطهره .. فهو عندك كاذب .... لأن الله إنما أراد تطهيرهم بعد هذه الآية فهم لم يكونوا طاهرين من الرجس قبل ذلك ... أم ستتراجع
الجواب :
........... قال تعالى { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } الفعل المضارع في هذه الآية يفيد الاستمرار . يعني أن إرادة الله تعالى قد تعلقت بتطهير أهل البيت على الدوام قبل و أثناء و بعد الإيجاد ، و ذلك لأن الله تعالى يعلم قبل أن نفوس أهل البيت لا تحب إلا طاعة الله قبل أن يخلقهم ، و يعلم أن نفوس بقية البشر متفاوتة فبعضها تحب الطاعة و تحب المعصية و بعضها لا تحب إلا المعصية .
و عصمة الله تعالى ليست حكر على أهل البيت بل هي إلى الجميع : ولكن ليس كل الناس تلتزم بطاعة الله بل تتفاوت و على رأس هؤلاء الناس هم أهل البيت فقد التزموا بطاعة الله تعالى تماما .
فقد أمر الله تعالى الجميع بأن يستعملوا عصمة الله فقال تعالى { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ } و قال تعالى { إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ } و قال تعالى { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا }
و أهل البيت هم على رأس { الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ } و هذا هو المعنى العام إلى العصمة .
:::::: يقول الزميل تقي الدين السني :
...................................... أسألك : أليس التطهير لأهل البيت هو سبب عصمتهم في دينكم أم لا ؟؟
وإن أختلاف أنواع الرجس لا يعني ما تقول بارك الله فيك ... فالقول الأرجح هو أن تطهيرهم يعني عصمتهم
وهذا يعني وقوع العصمة ..... للصحابة ....
اليس ابعاد وسوسة الشيطان وكيده عن القلب يبعد المرء عن الخطأ ؟؟
الجواب :
.......... التطهير لأهل البيت ليس هو سبب عصمتهم ، و لكن تطهيرهم هو دليل عصمتهم ، و كم هو الفرق بين قولنا هو سبب العصمة و بين قولنا هو دليل العصمة .
لقد قلت في ردي على الزميل الباحث للحقيقه ، بأن عصمة الله تعالى ليست حكر على أهل البيت بل هي إلى الجميع : ولكن ليس كل الناس تلتزم بطاعة الله بل تتفاوت و على رأس هؤلاء الناس هم أهل البيت فقد التزموا بطاعة الله تعالى تماما .
فسبب عصمت أهل البيت هي طاعتهم المحضة لله تعالى و اجتناب معصيته و اعتصامهم به تعالى فهم المصداق الأكبر لقول الله تعالى { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا }.