أولا ً : من العجيب حقا ً ,, أنه لا يوجد تعريف منصوص عليه للحديث الصحيح عندكم ,,
اما الحديث الصحيح لدينا فهو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثلهإلى منتهاه مع السلامة من الشذوذ والعلة، ومعنى هذا أن الحديث الصحيح هو ما توافرتفيه الشروط التالية: اتصال السند، والعدالة في الرواة، وضبط الرواة، وعدم الشذوذ،وعدم العلة.
ولبيان معنى هذه الشروط يمكن الرجوع إلى الكتب التي عنيت ببيانمصطلح علم الحديث، ومن أيسرها كتاب: "تيسير مصطلح الحديث" للدكتورمحمود الطحان.
وأما الحديث الحسن فهو الذي توفرت فيه شروط الحديث الصحيح إلاشرطا واحدا وهو ضبط الرواة، فإن راويه أقل ضبطا من رواي الحديثالصحيح.
وعلى ذلك، فإن الحديث الحسن هو: ما اتصل سنده بنقل عدل لم يكنمستوى الضبط عنده على نفس المستوى المشترط في الصحيح، وسلم من الشذوذوالعلة.
وأما الحديث الضعيف، فهو الذي لم تتوفر فيه صفات الصحيح ولاصفات الحسن المذكور فيما تقدم..
والله أعلم.
ثانيا ً : مشكلتكم أيها الرافضة ,, أنكم تدعون أن رجالكم كلهم معصومون فما أكثر المعصومين لديكم ,, اما نحن ,, فما عدا الرسول صلى الله عليه و على آله و سلم كلهم يخطئون و يصيبون ,, و لذلك نرى أن هناك من يخطئ و يصيب من هؤلاء الرجال النبلاء ,,
ثالثا ً : ليس عندنا من يجرح في راو ٍ بل عندنا من يخطئه ,, بعد أن يتبين لديه الصحيح ,, ولا غرابة ,, فالأئمة الأربعة اصحاب المذاهب الفقهية السنية الأربعة ,, كلهم يقولون ( إذا صح الدليل فهذا مذهبي ) و منهم من قال ,, إذا صح الحديث فاضربوا بكلامي هذا عرض الحائط !! ..
رابعا ً : لكي أساعدك في تصنيفات الأحاديث عندكم أيها الإمامية فهي كالتالي كما ذكر شيخكم صالح الكرباسي و لاحظ بعض الملاحظات التي سأكتبها بالخط الأحمر :
ينقسم الحديث لدى الشيعة الإمامية إلى أربعة أقسام ، و هي الصحيح و الحَسَن والموثَّق و الضعيف ( و لكنك ستتفاجئ أن في طبعة بيروت 1413 هـ هناك قسم خامس ألا و هو المجهول !! و هم وضعوه كمجهول ,, لكي يحتار القارئ ,, فإن قال انه ضعيف قالوا لا نعلم بل هو مجهول ,, و ان قال انه صحيح قالوا لا نعلم بل هو مجهول ! ,, و عادة الأحاديث التي يكون فيها طعن في ابي بكر و عمر تراهم يعنونونها بالمجهولة كي لا تحاججهم بها ! إن أردت إثبات تكفيرهم او تفسيقهم لعمر ,, و لكن واضح ان الاصفهاني لا يستخدم التقية في هذا الموضوع )
و الحديث الصحيح كما عرَّفه كل من الشهيد الثاني و إبنه هو : ـ الحديث الذي ـ " اتصل سنده الى المعصوم بنقل العَدل الضابط عن مثله في جميعالطبقات " ، ( الدراية : 19 ، و المعالم : 367 ، نقلا عن أصول الحديث : 106 ،للعلامة الدكتور عبد الهادي الفضلي ) .
هذا و إن الشيعة الامامية تلتزم بإخضاعكافة الروايات و الأحاديث و جميع الرُّوات و المحدثين من دون استثناء للتمحيص والتدقيق حتى تتعرّف على حال الرواية من حيث المتن و السند ، و حتى تتمكن من معرفةحال رواتها من حيث الوثاقة و اللاوثاقة ، فتميِّز الصالحين منهم عن الطالحين والمؤمنين عن المنافقين ، كل ذلك لكي يتسنى الأخذ من الصالحين و المؤمنين الموثوقيندون غيرهم .
و لا شك أن الاهتمام بتمحيص الحديث و التدقيق في حال رواته لهذهالدرجة ميزة كبرى تمتاز بها الشيعة عن غيرها من المذاهب الإسلامية .
و هذاالالتزام إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على مدى اهتمام الشيعة بالحديث الشريف منناحية السند و المتن و كيفية تحمّله و آداب نقله و أدائه ، و ذلك لأن الحديث هوالمصدر الثاني للتشريع الإسلامي على كافة الأصعدة بعد القرآن الكريم .
ذلك لأنالحديث اعتمد في تحمّله و نقله الرواية الشفوية ثم الرواية التحريرية ، و لقد جاءأكثر الحديث عن طريق الآحاد ، و خبر الواحد ـ كما هو مقرر و محرر في علم أصول الفقهـ لا يفيد اليقين بصدوره عن المعصوم ، فوضع العلماء ما يعرف بـ " علم الرجال " و " علم الحديث " لهذه الغاية ، ( أصول الحديث : 14 ) .
إذن فعلماء الشيعة الاماميةلا يُصحِّحون أحاديث أي كتاب بالجملة ، بل يُخضعون كل حديثٍ حديثٍ من أحاديثهللتمحيص و التقييم و التدقيق أياً كان ذلك الكتاب و مهما كانت منزلة مؤلفه ، فماثبت صدوره عن المعصوم ( عليه السلام ) كان صحيحاً عندهم .
و مع كل هذا فإنالحديث لا يُعملُ به إلا بعد عرض مفاده على ضوابط رصينة حتى يتميز بها الحق منالباطل ، و الصحيح عن الزائف .
قال العلامة الشيخ جعفر السبحاني ( حفظه الله ) : ... ، و هذه الضوابط عبارة عن الأمور التالية :
1 - الكتاب العزيز .
2 - السنة المتواترة أو المستفيضة .
3 - العقل الحصيف .( و كيف نعرف العقل الحصيف من الغير حصيف ؟ )
4 - ما اتفق عليهالمسلمون .( من هم المسلمون بالضبط ؟! )
5 - التاريخ الصحيح .
فيعرض الحديث على هذه الضوابط التي لايستريب فيها أي مسلم واع ، فإذا لم يخالفها نأخذ به إذا كان جامعا لسائر الشروط ، وإذا خالفها نطرحه و إن كان سنده نقياً .
هذا هو المقياس لتمييز الصحيح عن السقيم، و إن كان الإمعان في الأسانيد أيضاً طرياً آخر لنيل تلك الغاية ، ( الحديث النبويبين الرواية و الدراية : 6 ) .
و هنا ينبغي التنبيه على نقطة مهمة جداً و هي إنتقييم الحديث كما أشرنا إلى ذلك من الأمور الدقيقة جداً ، و لا يتمكن من ذلك إلاذوي الخبرة و الاختصاص ، و هي مسألة اجتهادية لا بد و إن يكون باب الخوض فيهامفتوحاً أمام جميع العلماء بصورة دائمة و في أي وقت ، و لا يمكن البَتُّ في تقييمالرواي و الرواية إعتماداً على رأي من سبقنا من العلماء و سدّ باب التحقيق في سندالرواية و متنها أمام الآخرين ، فباب البحث و النقاش مفتوح دائماً ، و لهذا السببلا يمكن وضع جوامع حديثية تضم الصحاح من الأحاديث فقط ( الشريعة الإمامية المطاطية ,, فمن المستحيل أن تجد عندهم حديثا ً لا يقبل الشك ,, فكل الاحاديث قابلة للنقاش والأخذ والرد و لا يمكنهم وضع جوامع حديثية تضم الصحاح !! ,, فما ذنب الشيعي المسكين الذي يتعبد الله على طريقة شيخ معين و من ثم يكتشف أن الأحاديث التي يأخذ منها دينه كلها باطلة ؟؟ نعم فقابلية بطلان جميع الأحاديث قائمة مادام ان النقاش مفتوح دائما ً ! ) .
عموما ً اخي الأصفهاني ,, أتمنى أنني أفدتك في تعريف و تقسيم الاحاديث لديكم ,, و ان احتجتني فأنا مستعد لأن اساعدك حتى في مذهبك