الحياة العلمية وعباقرة علم في سجستان:
إن القرون الأربعة الأولى من الهجرة تعد من أخصب القرون في تاريخ بلاد الإسلام عامة، وإقليم سجستان خاصة ، فقد ازدهرت خلالها العلوم ، وبرز فيها عدد من العلماء الفطاحل في شتى أنواع العلوم والمعارف ، كما أن تلك المدة ظهرت فيها دول إسلامية انفصلت عن جسم الخلافة الإسلامية تعاقبت على حكم هذا الإقليم ، فلم يعط ذلك التغبير السياسي إلاَ مزيداً من العطاء الفكري والعلمي ، والارتباط بالفكر الإسلامي الأصيل المتجذّر .
ثم الصراعات السياسية ، والانقسامات المذهبية الفكرية التي شهدها إقليم سجستان والتي عملت على تمزيق هذا الإقليم سياسياً وعقائدياً ، كانت عاملاً مساعداً على تطور الحياة العلمية ؛ فقد أصبح من واجب كل فرقة أن تعمد إلى دحض الاتهامات التي يعلقها بها خصومها ، فتولد عن ذلك شحذ للفكر ، واستنشاط للهمم العلمية ، فكثرت المناظرات ، وانبرت الأقلام لتدبج المقالات العديدة ، وتصنف الكتب والروايات، مما أنتج ثروة علمية، شغلت الفكر زمناً طويلاً ، وتمخض عنها عدد من النظريات الفلسفية التي لم يكن للمسلمين سابق وعي بها . وفي المقابل عمل ولاة هذا الإقليم وأمراؤه على التنافس فيما بينهم، فكان كل واحد منهم يسعى إلى تشجيع العلماء ، وطلبة العلم ، والتقرب منهم ، وبذل الأموال عليهم ، وتوفير ما يحتاجون إليه في العملية التعليمية ، بل إن بعض هؤلاء الأمراء أنفسهم كانوا علماء وفلاسفة وأدباء ، وما الأمير خلف ابن أحمد السجستاني إلاّ أنموذجاً لذلك . على الرغم من عدم استقرار أحوال إقليم سجستان السياسية والمذهبية ، فإن عدداً من المراكز العلمية ظلت تؤدي نشاطها ، وقد كانت المراكزالعلمية إما مدناً ، وإما قرى ، ولم تأخذ الأخيرة شهرتها ـ غالباً ـ إلا لقربها من المدن الرئيسة التي كانت تعج بالعلماء ، وتزخر بأنواع العلوم والمعارف المختلفة ، أو بعد أن اتخذها أحد العلماء المشهورين داراً له ، فيرحل إليه الطلاب من داخل إقليم سجستان وخارجه.
لم يكن "الكـتَّـاب" و"المسجد" المؤسستين التعليميتين الوحيدتين ، بل كان هناك عدد من المؤسسات التعليمية الأخرى مثل : الأربطة ، والخانقاوات ، ومنازل العلماء، وقصور الأمراء ودواوينهم ، والمكتبات ودور العلم ، و ، وكلها أسهمت في ازدهار الحياة العلمية في سجستان .
لم يكن نظام التعليم السائد في إقليم سجستان ،خارجا عن نطاق النظام التعليم المتبع في دار الإسلام عامة ؛ من حيث نظامه ، ومنهجه ، وطرائق تدريسه ووسائله ، وبرامجه اليومية والأسبوعية.
فكان لطالب العلم خلال القرون الأربعة الأولى من الهجرة، الحق في اختيار أستاذه الذي يأخذ عنه علمه، ولم يكن يقتصر على أستاذ بعينه ، أو على أساتذة بلده فقط ، ولكنه قد يأخذ العلم الواحد من أكثر من أستاذ داخل بلده أو خارجه ، ولذا كانت (الرحلة) العلمية للأخذ من العلماء المتفرقين في المراكز العلمية المتنوعة ، هذا فضلاً عن أن الطالب يظل طالب علم طوال عمره ، ولا تنتهي رحلة طلب العلم في سن معينة ، ولا يتلقى شهادة معينة فتنقضي بذلك مرحلة التحصيل العلمي ، فابن حبان البستي مثلاً : قضى في رحلته العلمية خارج بلاده أكثر من ثلاثين سنة ، وظل عالماً ومتعلماً حتى وفاته ؛ ولذا نشطت الرحلات العلمية من مدن إقليم سجستان وإليها خلال تلك الحقبة ، مما هيّأ مناخاً جيداً لتلاقح الأفكار ، فازدهرت العلوم والمعارف المختلفة في هذه البلاد ، وراج سوقها ، ولا سيما العلوم الشرعية منها .
فقد حقق أهل سجستان إنجازات علمية ضخمة في شتى أنواع العلوم والمعارف ، فإلى جانب وجود جيل متسلح بنور العلم ، كان لعلماء سجستان نتاج علمي خصب ومتميز، إلاّ أن ذلك النتاج اختلف من عالم إلى آخر ، ومن قرن إلى قرن ، فنجد العلوم قد ازدهرت في القرنين الثالث والرابع ، على عكس القرنين الأول والثاني اللذين كان المسلمون فيهما منشغلين بالفتوح الإسلامية ، وتبليغ رسالة الإسلام.
وقد أنجبت سجستان كثيرا من العباقرة والجهابذة.
وأنجبت جمعا كبيرا من أصحاب الحديث ممن أخرج لهم أصحاب الستة وممن لم يخرج ، و من أشهر من ينتسبون إليها من المحدثين الرواة:
زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة بن حنظلة بن قرة السجزى ، أبو عبد الرحمن ، يعرف بخياط السنة
كان ثقة حافظا ، ولد سنة 195 وهومن صغارالآخذين عن تبع الأتباع ، لقدروى عنه النسائي في سننه وهو من أقرانه، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سنان، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عطية ابن الحداد وخلق كبير من أهل الرواية. قال أبو علي بن هارون الانصاري: كان مولده سنة خمس وتسعين، ومئة، وكانت وفاته سنة تسع وثمانين ومئتين، وكان عمره خمسا وتسعين سنة.
غسان بن الفضل ، أبو عمرو السجستانى ( نزيل مكة )
كان رحمه الله من كبارالآخذين عن تبع الأتباع ، روى له ( أبو داود في المراسيل ).
يحيى بن الفضل السجستانى
هو أيضا من كبارالآخذين عن تبع الأتباع.
لقد روى له ( أبو داود في سننه ).
أبوداود السجستاني المحدث المعروف
وهو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني المشهور بأبي داود (202-275 هـ) إمام أهل الحديث في زمانه، أحد حفاظ الحديث وعلمه وعلله، وكان في الدرجة العالية من النسك والصلاح ،وهو صاحب كتابه المشهور بسنن أبي داود.
ولد أبو داود سنة 202 هـ في سجستان وتنقل بين العديد من مدن الإسلام، ونقل وكتب عن العراقيين والخراسانيين، والشاميين، والمصريين. وجمع كتاب السنن وعرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستجاده وأستحسنه، ولم يقتصر في كتابه على الحديث الصحيح بل شمل على الحديث الحسن والضعيف والمحتمل وما لم يجمع على تركه، وقد جمع فيه 4800 حديث أنتخبها من 500 ألف حديث، وقد وجه أبو داود همه في هذا الكتاب إلى جمع الأحاديث التي استدل بها الفقهاء ، ودارت بينهم ، وبنى عليها الأحكام علماء الأمصار ، وتسمى هذه الأحاديث أحاديث الأحكام، وقد قال المؤلف في رسالته لأهل مكة : فهذه الأحاديث أحاديث السنن كلها في الأحكام ، فأما أحاديث كثيرة في الزهد والفضائل ، وغيرها من غير هذا فلم أخرجها. وقد رتب كتابه على الكتب ، وقسم كل كتاب إلى أبواب ، وترجم على كل حديث بما قد استنبط منه عالم وذهب إليه ذاهب ، وعدد كتبه 35 كتابـًا ، ومجموع عدد أبوابه 1871 بابـًا .والكتاب فيه الأحاديث المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والأحاديث الموقوفة على الصحابة ، والآثار المنسوبة إلى علماء التابعين . وقدم بغداد مراراً ثم نزل إلى البصرة وسكنها، وتوفي بها يوم الجمعة منتصف شوال سنة خمس وسبعين ومائتين، رحمه الله تعالى.
عثمان بن سعيد الدارمي السجستاني
عثمان بن سعيد الدارمي السجستاني، محدث هراة، وأحد الأعلام. رحل وطوف، ولقي الكبار، وأخذ علم الحديث عن ابن حنبل، وابن المديني، وإسحاق بن راهويه، وابن معين، وأخذ الأدب عن ابن الأعرابي، والفقه عن البويطي. وتقدم في هذه العلوم وله الرد على الجهمية، والرد على بشر المريسي وكان جذعاً في أعين المبتدعين. وهو الذي قام على محمد بن كرام وطرده عن هراة فيما قيل.
وتوفي سنة ثمانين ومايتين.(الوافي بالوفيات)
إبن حبان البستي
هو الإمام العلاّمة الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان التميمي الدارمي البستي، يعرف بابن حبان.
كني -رحمه الله- بـ: "أبي حاتم".و البستي: نسبة إلى بُسْت بالضم مدينة كبيرة بين سجستان وغزنين وهراة.
طلب العلم بنفسه، فطاف البلاد ورحل إلى الآفاق طلباً للعلم والعلماء، فشدَّ الرحال إلى البصرة ومصر والموصل ونسا وجرجان وبغداد ودمشق ونيسابور وعسقلان، وبيت المقدس وطبرية وهراة، وغيرها من المدن، وقد بلغ مجموع شيوخه قرابة ألفي شيخ، كما صرح في مقدمة كتابه «التقاسيم والأنواع»؛ فقال: «لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من إسبيجاب إلى الإسكندرية».
أبدع -رحمه الله- في شتى العلوم، فإلى جانب تبحره في علم الحديث، كانت له معرفة واسعة في علم الفقه، مع القدرة الفائقة على استنباط المسائل والأحكام من النصوص، وأبدع أيضاً في علم العربية وعلم الطب والنجوم وغيرها، ويظهر ذلك واضحاً من خلال الثروة العلمية الهائلة من المصنفات التي خلفها لنا .
وقال الحاكم: «كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال».
وقال أبو بكر الخطيب: «كان ابن حبان ثقة نبيلاً فهماً ». وقال ياقوت الحموي: «أخرج من علوم الحديث ما عجَزَ عنه غيره، ومن تأمل تصانيفه تأمُّل منصف علم أنّ الرجل كان بحراً في العلوم».
يعد ابن حبان -رحمه الله- أحمد العلماء البارزين المكثرين في التصنيف، إذ له عدد كبير من المصنفات، يغلب عليها التصنيف في الحديث والجرح والتعديل، وقد أبدع فيها، شهد بذلك ياقوت الحموي كما مر إذ قال : «أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره». توفي رحمه الله سنة (354هـ) في شهر شوال بسجستان بمدينة بُست.
وإليك مجموعة كبيرة أخرى من عباقرة سجستان في علوم أخرى:
أبو حاتم السجستاني اللغوي
أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشمي السجستاني ثم البصري (؟-250 هـ) مقرئ نحوي لغوي فارسي، نزيل البصرة وعالمها؛ كان إماماً في علوم الآداب، وعنه أخذ علماء عصره كأبي بكر محمد بن دريد والمبرد وابن قتيبة الدينوري وغيرهم، وقال المبرد: «سمعته يقول: قرأت كتاب سيبويه على الأخفش مرتين»، وكان كثير الرواية عن أبي زيد الأنصاري ومعمر بن المثنى أبي عبيدة والأصمعي، عالماً باللغة والشعر، حسن العلم بالعروض وإخراج المعمى، وله شعر جيد، ولم يكن حاذقاً في النحو، وكان إذا اجتمع بأبي عثمان المازني في دار عيسى بن جعفر الهاشمي تشاغل أو بادر بالخروج خوفاً من أن يسأله عن مسألة في النحو. وكان صالحاً عفيفاً يتصدق كل يوم بدينار، ويختم القرآن في كل أسبوع، وله نظم حسن.
وكان جماعا للكتب يتجر فيها، ذكره ابن حبان في الثقات، وروى له النسائي في سننه والبزار في مسنده.
توفي ثمان وأربعين ومائتين، وقيل سنة خمسين، وقيل أربع وخمسين، وقيل خمس وخمسين ومائتين بالبصرة، وصلى عليه سليمان بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، وكان والي البصرة يومئذ، ودفن بسرة المصلى.
دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبدالرحمن
أبو محمد السجستاني المعدل سمع بخراسان وحلوان وبغداد والبصرة والكوفة ومكة وكان من ذوي اليسار والمشهورين بالبر والافضال، وله صدقات جارية وأوقاف دارة دائرة على أهل الحديث ببغداد وسجستان كانت له دار عظيمة ببغداد وكان يقول ليس في الدنيا مثل بغداد ولا في بغداد مثل القطيعة ولا في القطيعة مثل دار أبي خلف ولا في دار أبي خلف مثل داري وصنف الدارقطني له مسندا وكان إذا شك في حديث طرحه جملة. وكان الدارقطني يقول: ليس في مشايخنا أثبت منه، وقد أنفق في ذوي العلم والحاجات أموالا جزيلة كثيرة جدا افترض منه بعض التجار عشرة آلاف دينار فاتجر بها فربح في مدة ثلاث سنين ثلاثين ألف دينار فعزل منها عشرة آلاف دينار وجاءه بها فأضافه دعلج ضيافة حسنة، فلما فرغ من شأنها قال له ما شأنك؟ قال له هذه العشرة آلاف دينار التي تفضلت بها قد أحضرت. فقال يا سبحان الله! إني لم أعطكها لتردها فصل بها الاهل، فقال إني قد ربحت بها ثلاثين ألف دينار فهذه منها، فقال له دعلج: اذهب بارك الله لك، فقال له: كيف يتسع ما لك هذا ومن أين أفدت هذا المال، قال إني كنت في حداثة سني أطلب الحديث فجاءني رجل تاجر من أهل البحر فدفع إلي ألف ألف درهم وقال اتجر في هذه فما كان من ربح فبيني وبينك وما كان من خسارة فعلي دونك وعليك عهد الله وميثاقه إن وجدت ذا حاجة أو خلة إلا سددتها من مالي هذا دون مالك، ثم جاءني فقال إني أريد الركوب في البحر فإن هلكت فالمال في يدك على ما شرطت عليك فهو في يدي على ما قال، ثم قال لي لا تخبر بها أحدا مدة حياتي، فلم أخبر به أحدا حتى مات. توفي في جمادى الآخرة من هذه إحدى وخمسين وثلاثمائة عن أربع أو خمس وتسعين سنة رحمه الله.
أبو سليمان السجستاني
هو أبو سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني المنطقي، كان فاضلاً في العلوم الحكمية متقناً لها مطلعاً على دقائقها، واجتمع بيحيى بن عدي ببغداد وأخذ عنه، وكان لأبي سليمان لا تحسدن على تظاهر نعمة شخصاً تبيت له المنون بمرصد أو ليس بعد بلوغه آماله يفضي إلى عدم كأن لم يوجد لو كنت أحسد ما تجاوز خاطري حسد النجوم على بقاء مرصد. وقال أيضاً: الجوع يدفع بالرغيف اليابس فعلام أكثر حسرتي ووساوسي والموت أنصف حين ساوى حكمه بين الخليفة والفقير البائس. وقال أيضا:ً لذة العيش في بهيمية اللذة لا ما يقوله الفلسفيّ حكم كأس المنون أن يتساوى في حساها الغبي والألمعيّ ويحل البليد تحت ثرى الأرض، كما حل تحتها اللوذعيّ أصبحا رمة تزايل عنها فصلها الجوهري والعرضيّ وتلاشى كيانها الحيواني وأودى تمييزها المنطقيّ فاسأل الأرض عنهما إن أزال الشك والمرية الجواب الخفيّ. ولأبي سليمان السجستاني من الكتب مقالة في مراتب قوى الإنسان وكيفية الإنذارات التي تنذر بها النفس فيما يحدث في عالم الكون كلام في المنطق مسائل عدة سئل عنها وجواباته لها تعاليق حكمية وملح ونوادر مقالة في أن الأجرام العلوية طبيعتها طبيعة خامسة وأنها ذات أنفس وإن النفس التي لها هي النفس الناطقة.
شهاب الدين السجستاني
أحمد بن علي بن يوسف بن نجيب الدين أبي بكر يحيى بن أبي الفتح، شيخ الإسلام المعمر شهاب الدين السجستاني المكي الفقيه الحنفي، إمام مقام الحنفية بالمسجد الحرام.
ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة بمكة، ونشأ بها، وتفقه على جماعة، وبرع في الفقه وغيره، ورحل، وسمع بالإسكندرية على الشريف الغرافي تاريخ المدينة لابن النجار، وسمع بمكة الشاطبية على التوزري، والسيرة لابن هشام، وكتاب الأزرقي على القاضي نجم الدين الطبري وكتاب إتحاف الزائر للجمال المطري، وحدث وأسمع تاريخ المدينة غير مرة. توفي بمكة في شعبان سنة اثنتين وستين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.(المنهل الصافي)
أبو جعفر السجستاني
أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله السجستاني. سكن مروالروذ إلى حين وفاته، فقيه فاضل، صالح، سديد السيرة، حريص على طلب العلم والحديث على كبر السن، راغب في ذلك، حصّل الكتب والأصول المليحة وأفنى عمره في طلب العلم. تفقه على الإمام أبي محمد الحسين بن مسعود ابن الفراء البغوي، وسمع منه الحديث، وتوفي في ذي الحجة سنة أربعين وخمسمئة.
عبد الاول بن عيسى ابن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق، أبو الوقت السجزي الصوفي الهروي
راوي البخاري ومسند الدارمي، والمنتخب من مسند عبد بن حميد، قدم بغداد فسمع عليه الناس هذه الكتب، وكان من خيار المشايخ وأحسنهم سمتا وأصبرهم على قراءة الحديث.
قال ابن الجوزي: أخبرني أبو عبد الله محمد بن الحسين التكريتي الصوفي قال أسندته إلي فمات، كان آخر ما تكلم به أن قال (يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) [ يس: 27 ].
أبو نصر السجزي
الحافظ عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد الوائلي السجزي يكنى بأبي نصر، كان فقيها حنفيا ولد في قرية بسجستان يُقال لها: وائل وإليها ينتسب. رحل إلى عدد من البلدان، ثم نزل بمكة وجاور بها إلى أن مات رحمه الله.
كانت رحلته بعد الأربعمائة ، فسمع ببلده سجستان من: والده سعيد بن حاتم بن أحمد، وكان أبوه فقيها على مذهب الكوفيين. وأبو زهير مسعود بن محمد اللغوي وغيرهما، وبنيسابور من: الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو يعلى محمد المهلبي، وبمكة من: أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي، وسمع غيرهم في تلك البلاد وغيرها كمصر والبصرة والعراق. قال ابن ماكولا (475 هـ) عنه: "كان أحد الحفاظ المتقنين، سمع بخرسان ومكة ومصر والبصرة والعراق الكثير وجاور بمكة حتى مات رحمه الله تعالى".
قال أبو سعد السمعاني عنه: "كان أحد الحفاظ، رحل إلى مصر، وكان قد جال في أطراف خراسان، وأدرك الشيوخ، وسكن مكة... حسن المعرفة بالحديث، حسن السيرة". وقال عنه الذهبي: "صاحب "الإبانة الكبرى" في مسألة القرآن: وهو كتاب طويل في معناه, دال على إمامة الرجل وبصره بالرجال والطرق".
توفي أبو نصر بمكة، في شهر محرم، سنة أربع وأربعين وأربع مئة.
أبو سعيد أحمد بن محمد بن عبد الجليل السجزي
المنجم الرياضي الإيراني في القرن الرابع، كان معاصرا لعضد الدولة وعلى صلة معه. وقد قضى معظم أوقات حياته في شيراز. وإن آثاره العلمية تدل على حنكته في العلوم وخاصة في الهندسة والرياضيات. وقد سماه البيروني في كتابه الآثارالباقية بالمهندس. وأبو سعيد هو مخترع الأسطرلاب وكان يرى في عهده دوران الكرة الأرضية. لقد خلف أبو سعيد رحمه الله من ورائه تراثا عظيما من الكتب والرسائل ما يزيد من 46 مصنفا ومؤلفا من أبرزها1-كتاب أجوبة عن مسائل سأل عنه بعض مهندسي شيراز2-برهان الكفاية 3- كتاب الجامع الشاهي 4- كتاب في عمل الأسطرلاب 5- كتاب في خواص المجسم الناقص والزائد والمكافي.
ذكر جلال الدين هماي وفاته في 415 في مقدمة كتابه التفهيم.(دانشنامه سيستان ص31 و32)
أبو زيد السجستاني
أحمد بن سهل من فلاسفة وأدباء سجستان، كان متبحرا في مجموعة من العلوم في عصره، والده كان يعيش في سجستان. أبو زيد كان محبا للفلسفة منذ الطفولة فسافر إلى بلاد مختلفة لإكتساب المعارف والعلوم ولقي الأكابر والعيان في هذا الفن في مدن مختلفة وانتفع بحلقات دروسهم. وقد درس على أبي يوسف بن إسحق الكندي الفيلسوف العربي المعروف. لأبي زيد مؤلفات كثيرة من أشهرها: كتاب شرائع الأديان، كتاب أقسام العلوم، كتاب النحو والتصريف. توفي رحمه الله سنة 323 من الهجرة النبوية.
أبو نصر الفراهي
هو بدر الدين مسعود بن أبي بكر بن حسين بن جعفر، الأديب اللغوي والفقيه. كان بارعا في اللغة والأدب وشاعرا في اللغة الفارسية أيضا كذلك، له كتاب منظوم في اللغة يسمى بنصاب الصبيان وقد ألف نظما لكتاب جامع الصغيرفي الفروع سماه بـ "لمعة البدر". توفي سنة 640 بـ "رج" من توابع ولاية فراه، ودفن هناك. وهناك العديد من العباقرة خرجتهم سجستان، نكتفي بذكر هذ القدر خشية الإطالة. رحمهم الله جميعا ونفعنا بعلمهم.
يتبع >>>