قد تصدك الأسلاك الشائكة .. أو تطأ قدميك لغماً .. أو تلتقطك أشعة إكس .. فلا تقترب فإن في الاقتراب مخاطرة!
هكذا بدأت ووقفت تلك الفرق الضآلة أمام هذه اللوحة وياليتها وقفت! ولكنها استمرت واستمرأت وتجرأت ليس على الخضوع ولا الخشوع فقط، بل للركوع أمام ما رأت! هل للعمالة من نصيب؟! وهل لداء السرطان دواءٌ عجيب؟! وكيف تسيطر على المرض وأنت لا تملك أداة السيطرة؟! وإن وجدت الأداة كيف تديرها؟! تساؤلاتٌ تطرق المسامع، وتجلب المدامع، فهل تشمل هذه التساؤلات فرق الضلال كالإمامية والإسماعيلية والصوفية والإباضية والماتريدية وغيرها الكثير؟!
نعم منذ فجر الإسلام لم يرفع لواء الكتاب والسنة ويعمل بهما قولاً وفعلاً سوى أهل التوحيد وأقصد بهم أهل السنة والجماعة، هذه الجماعة التي أوصاهم سيد البشر صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: ( تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تُسألون عني فما أنتم قائلون، قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السَّبَّابة يرفعها إلى السماء وينكُتُها إلى الناس، اللهم اشهد اللهم اشهد )، هذه الجماعة التي أخذت من صدِّيقها رضي الله عنه درساً في فنون إحقاق الحق وإبطال الباطل: ( والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه )، هذه الجماعة التي أخذت من فاروقها رضي الله عنه طريقاً يؤدي بهم إلى العزة ويطرد عنهم بها الذلة: ( نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )، هذه الجماعة التي دكت حصون اليهود وطردتهم من أرض جزيرة العرب، هذه الجماعة التي حرّرت أهلها من نظام العبودية الصليبية، وأطفأت نار المجوسية، وأقامت دولة الخلافة رغماً عن أنوف ملوك الأرض وعلى رأسهم قيصر وكسرى، هذه الجماعة التي وصلت بهم البطولة إلى جعل الكفار والمشركين يدفعون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، هذه الجماعة التي لم ترضى أن تعطي الدنيّة في الدين، ولا القسوة باللين، هذه الجماعة التي منها من فتح القدس ومنها من حرَّرها بملامح يتعلم منها التاريخ ويدرِّسُها، هذه الجماعة التي أمسكت بيمينها كتابٌ مبين، وفي شمالها سنة رسولها الكريم، وفتحت بهما مشارق الأرض ومغاربها وضربوا بتوحيدهم حصن أوروبا الحصين، وركّعت بعقيدتها ملوك الرومان في دولةٍ فتيّةٍ أسموها الأندلس، هذا باختصارٍ شديد تاريخ أمة التوحيد، فهل يدخل أهل الضلال هؤلاء ضمن عقيدة الولاء والبراء؟!
عندما تفرّقت الأمة وقُسّمت على أيدي الصليبيين بمعاونة المتمردين على العقيدة ضعفت الأمة واستكانت، وأخذ الصليب يصول ويجول في أرضها، يتفنّن في اغتصابها، وينهب خيراتها ومقدراتها، فقام أحفاد هذه الجماعة الآنفة الذكر ينتهلون من أعمال وشجاعة آبائهم بطولاتٍ جعلت الصهيونية الصليبية والصفوية المجوسية تعيد حساباتهم، فلا تكاد الصليبية الصهيونية تطأ أرضاً إسلاميةً إلا وتجد هذه الجماعة تقف لها بالمرصاد، فتجد الفرق الضآلة تستقبلهم بالحفاوة وتقبيل الأيدي والأرجل، وفي المقابل تجد هذه الجماعة تستقبلهم برصاص الموت، لا يضع الصليب قدمه على أي قطرٍ من أقطار الإسلام إلا ويقطعها له أحفاد هذه الجماعة، عندما نقارن وضع الفرق الضآلة المنحرفة عقدياً مع المسلمين الموحدين فإننا نقارن بين فسطاطين، فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاط نفاقٍ لا إيمان معه، نقارن بين النجاسة والطهارة، بين الدناءة والوفاء، بين الذل والعزة، بين العار والنار، في أفغانستان والشيشان دخلت جحافل الشيوعية فهل أُطلقت رصاصةً واحدةً من هذه الفرق الضآلة ضدها؟! في كوسوفا والبوسنة والهرسك دخل الصرب فهل دافعت عن مجدها؟! في العراق دخل التحالف الثلاثي الصليبي الصهيوني المجوسي فهل نطقت ولو بكلمةٍ واحدةٍ ضدّها؟َََ! المسلمون الموحدون في دوي كل طلقةٍ يسبقها تكبيرٌ أقوى من كل قوةٍ ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر)، وأذناب اليهود والنصارى والمجوس يهتفون باسم مقتدى الأغبر! والله يا أيها المنحرفون أن بوذية فتنام أشجع منكم، وهندوس الهند أشرف منكم، ولكن هل هؤلاء أشجع وأشرف من أسود التوحيد الجاثمين على صدور أسيادكم وصدوركم؟! جماعةٌ لو خيّرت بين الموت والحياة في سبيل هذا الدين لأقدموا على الموت وهابهم، وكأن خالداً رضي الله عنهم معهم يصف حالهم: ( والله أتيتكم بقومٍ هم على الموت أحرص منكم على الحياة )، وأوصاهم بها أبا بكرٍ رضي الله عنه: ( احرص على الموت توهب لك الحياة )، والأعظم من هذا كله أنهم جماعةٌ تقرأ فتعمل كما جاء في الحديث الصحيح عند مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:( تَضَمَّنَ الله لمن خَرَجَ في سبيله لا يُخرجه إلا جهاداً في سبيلي إيماناً واحتساباً بي وتصديقاً برسلي فهو عليّ ضامنٌ أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجرٍ و غنيمة . والذي نفس محمدٍ بيده ما من كلميكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم, لونه لون دم وريحه مسك. والذي نفس محمدٍ بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سريةٍ تغزوا في سبيلالله أبدا و لكن لا أجد سعةً فأحملهم و لا يجدون سعةً و يشق عليهم أن يتخلفوا عني. والذي نفس محمدٍ بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل, ثم أغزو فأقتل, ثم أغزو فأقتل ). جماعةٌ قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: ( لا تزال طائفةٌ من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ). فهل فرق الضلال كالإمامية والإسماعيلية والصوفية والإباضية والماتريدية وغيرها تقاتل إلى يوم القيامة وتدخل ضمن الطائفة المنصورة؟! ( أتحداكم أيها الناعقون أن تثبتوا ذلك ).
وكتبه
عضو هيئة الدفاع في شبكة الدفاع عن السنة
وليد الخالدي