| ||
09-12-02, 07:14 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
روافض نجران000ملف كامل
هذا الملف منقول عن احدهم وقد اهتدى الى الحق وكتاب هذا باسم عندما ابصرت الحقيقة . (الجزء الاول )
|
|||
09-12-02, 07:18 PM | رقم المشاركة : 2 | |
|
مركز سكان سكان مركز سكان مركز سكان مركز سكان مركز 40 أم الوهط 2236 المجمع 10997 رجلا 108 هويمل 73451 نجران 2368 الحرشف 34918 شرورة 18577 العريسة 5410 الموفجة 7737 شعب بران 2473 بئر عسكر 7858 حبونا 4042 الحصينية 8943 الحضن 145 شقة الكناور 1522 هدادة 1687 الصفاح 1173 الخضراء 3178 الوديعة 3644 بدر الجنوب 1427 عاكفة 2766 الخانق 4512 الخرعاء 675 تماني 89 قلمة خجيم 1583 حمى 2083 قطن 2489 خباش 10012 الجربة 10255 أبو ثامر 240581 المجموع 268 الخالدة 8768 يدمة 3542 ثار 1104 ثجر |
|
09-12-02, 07:21 PM | رقم المشاركة : 3 | |
|
قال مولانا جعفر الصادق: إن هذه الصلاة تعادل عند الله عز وجل مئة ألف حجة ومئة ألف عمرة وما سئل الله حاجة من حوائج الدنيا وحوائج الآخرة إلا قضيت له كائنة ما كانت الحاجة. الصلاة الغريبة ليلة الثالث والعشرين من رمضان: المكارمة يؤدون صلاة غريبة طويلة ليلة الثالث والعشرين من رمضان هذه صفتها: بعد أن يصلوا المغرب والعشاء جمع تقديم يقوم كل واحد منهم لوحده ويصلي ست ركعات أو ثمان صلاة الكفاية يسلم بعد كل ركعتين مثل صلاة أهل السنة ثم يصلي ثمان ركعات صلاة التهجد ثم يصلي اثنتي عشرة ركعة صلاة التسابيح وهذه الأخيرة لا تقرأ فيها الفاتحة ولا ما تيسر من القرآن وإنما يقال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمسة عشر مرة في القيام ومثلها في الركوع ومثلها في الرفع من الركوع ومثلها في السجود فالجلسة بين السجدتين وهكذا حتى تفرغ من كل ركعتين لوحدها فتسلم حتى تنتهي الاثنتا عشرة ركعة ثم تبدأ الطقوس الغريبة حيث يقولون ياعلياه سبعين مرة ويافاطمتاه مائة مرة وياحسناه مائة مرة وياحسيناه 997 مرة ثم البراءة من أعداء البيت وبعد ذلك ينبطحون على الأرض ويأخذون في التدحرج عرضاً في المسجد من أوله إلى آخره جيئةً وذهاباً عدة مرات ثم يسجد الواحد منهم ويضع خده الأيمن على الأرض ويقول يا علي ثم يضع خده الأيسر على الأرض ويقول يا فاطمة وهكذا في سرد لأئمتهم وبهذا تنتهي هذه الطقوس الغريبة، إلا أن المكرمي بعدما أصبحت هذه الصلاة مثار سخرية الآخرين اصدر تعليماته بإلغاء هذه الصلاة مؤقتاً وإن كنا سمعنا من الثقات أنها مازالت تؤدى في بعض المناطق. فإذا كانت هذه العبادة مشروعة فلماذا تمنع وإذا كانت غير مشروعة فلما تؤدى إن هذا تناقض عجيب ودليل على أن الداعي المكرمي هو المشرع لهم وليس الله. الصلاة على الميت ودفنه: يتشرف المكارمة بصلاة الداعي أو من ينيبه على المكرمي ويقدمون له نظير ذلك مالاً ويزيد المبلغ إذا نزل القبر ويزيد أكثر إذا أذن في القبر وأكثر إذا حفر اللحد. ومن أفعالهم الشنيعة قبل وضع الميت في القبر يقومون بكسر يده الشمال، معتقدين أنه بكسرها لن يأخذ كتابه بشماله! ومما يعتقدونه أن المعتدة لا يجوز لها أن ترى الرجال ولا يرونها من غير محارمها بل حتى الصبي من غير محارمها، فإذا رآها أحد ولو كان صبي فإنها تعيد العدة وهكذا. ومن اعتقاداتهم أنه إذا توفي الميت قام أقاربه بذبح شاة يسمونها العقيقة ولا يكسرون من عظامها شيئاً، ثم بعد ذلك يقبرون عظامها وفرثها، ويعتقدون أن في ذلك الأجر العظيم. - الصيام: المكارمة لا يعتمدون الرؤيا في دخول شهر رمضان وإنما يعتمدون على جدول الكبيسة (انظر صحيفة الصلاة الكبرى صـ686). والذي فيه أن أشهر السنة لا تتغير فشهر تام وشهر ناقص، وبهذا يكون رمضان دائماً تام، لذا فهم يصومون رمضان ثلاثين يوماً دوماً. ومن الأيام التي تصام يوم الثامن عشر من ذي الحجة والذي يسمونه " عيد غديرخم" والذي تزعم الشيعة أنه اليوم الذي نصب فيه علي رضي الله عنه خليفة الرسول r. - الحج: يعتمد المكارمة في الوقوف بعرفة على جدول الكبيسة لذا فهم في الغالب يتقدمون على المسلمين بيوم أو يتأخرون بيوم وذلك بحسب رؤية الهلال في كل شهر وتفاوت الأيام في ذلك. هم بذلك يخالفون المسلمين: وكيف يقفون في عرفة قبل الناس بيوم ؟ انظر لأحدهم وهو يحدثنا عن ذلك بذكاء يحسد عليه! يقول:"اجتمعنا في اليوم الثامن قبل يوم عرفة وتجمهرنا في عرفات تحت قيادة الداعي المكرمي وقد أحاط بنا جمع من أهل السنة، وسألونا عما نعمل قبل الوقفة، فأجبناهم بقراءة أدعية مأثورة، فانصرفوا بعد سماع هذا الجواب الساذج، ثم انصرفنا إلى مزدلفة، وقضينا فيها ليلتنا جوار طريق الطائف الذي يسلكه الحجاج القادمون من هذه المدينة، وكلما سألنا الجمع السني القادم إلى عرفة عن سبب انصرافنا عنها أجبناهم بأنا قادمون من الطائف، وسننزل مكة، ثم نقدم منها إلى عرفة، وهكذا قضينا تلك الليلة، ثم عدنا إلى عرفة، وسرنا شركاء لعامة الحجيج. (انظر سلك الجواهر صـ82) فإذا لم يتمكنوا من الوقوف بحسب حسابهم فإنهم يقلبون الحج إلى عمرة. ولا يصح الحج إلا بصحبة الداعي المكرمي المطلق أو من ينيبه من الدعاة ومن حج بدون الداعي فحجه باطل. -مصادر الدخل لبيت المال: إن الأموال التي تصب في بيت مال المكرمي من كل حدب وصوب لهي أهم سبب في بقاء هذا المذهب، وذلك لأنها في تكدسها في يد المكرمي يستطيع بها تنفيذ خططه الدعوية و شراء الذمم، ولهذا السبب تجد المكرمي يدافع عن مذهبه بكل ما أوتى من قوة هو وحاشيته المستفيدة من بيت المال. لذا تفنن المكرمي في إيجاد مصادر الدخل لهذا البيت ومنها: 1-الخمس: وهو خمس ممتلكات المكارمة من رواتب أو عقار أو مدخرات أو تجارة أو أرصدة، بغير قيد الحول، وهذا مقرر في كتبهم (انظر القاضي النعمان في كتاب الهمة في آداب اتباع الائمة ص69) وهم بهذا يوافقون الرافضة الاثنى عشرية. 2-زكاة الأموال: وتقدر بـ "5%" ولكن اتباع المكرمي في نجران اشتكو من دفع "5%" له و"2.5%" للدولة، فأجاز لهم التخفيف إلى "2.5%" على اعتبار أن ما يدفع للدولة حق مغتصب. وهذه الزكاة لا يحق للاتباع ان يوزعوها على الفقراء بل لابد أن تسلم إلى المكرمي أو من ينوب عنه ليصرفها بمعرفته!. 3-الصلة: وهي تمثل الصلة بين الإمام والاتباع ونظراً لغيبة الإمام فإنها تدفع إلى الداعي المطلق المكرمي القائم مقامه وكلما دفع التابع أكثر زادت الصلة. 4-الفطرة: وهي زكاة عيد الفطر المعروفة ولكنها عند المكارمة لا تدفع من قوت البلد بل تدفع نقداً وهي تقدر بـ"15" ريال عن كل شخص ولا بد أن تسلم إلى المكرمي أو من ينيبه. ومن فعل خلاف ذلك فعليه أن يدفع فطرة جديدة مع كفارة نقض المخالفة. 5- النذر: وهو النذر المعروف في الشريعة الإسلامية، لكنه لا يقبل عند المكارمة إلا نقداً ويسلم بيد الداعي أو من ينوب عنه، وأفضل أوقات دفعه شهر رجب ورمضان ويوم غديرخم الموافق 18/12 من كل عام. 6-نذر المقام : وهو نذر قربى لأحد القبور مثل قبر حاتم أبى الخيرات في حراز أو قبر الحسين أو قبور كربلاء والنجف في العراق أو قبر أبو طالب أو أم الرسول r أو قبر الرسول r في المدينة أ و غيرها من القبور. ويسلم النذر ومقداره (500) ريال إلى الداعي، والمكارمة يفعلونه سنوياً طلباً للبركة من صاحب القبر وبعد حرب الخليج ارتفعت قبور العراق إلى "3000" ريال وكيف يزور قبور العراق؟ يستخدم الطريقة التالية: يرسل المكرمي فاكس من نجران إلى الهند بأسماء طالبي النذر فيذهب أحد الهنود لزيارة القبور المنذور لها والدعاء عندها. 7-العق: هو أن تعق عن نفسك –أي تذبح عن نفسك- وفي السابق كان لا يقبل إلا ثور ومع تطور الزمن سمح بذبح الخروف، يذبح ولا يكسر منه أي عظم ويطبخ ويدعى له الناس، ويدفع معه مبلغ غير محدد ويسمى كفارة النفس، ويؤخذ من ورثة المتوفى إذا لم يعق عن نفسه، ويدفع للمكرمي ليتبارك الميت. 8-عقد الزواج: حيث يعقد المكرمي بين المتزوجين ويعطي الزوج المكرمي ما تجود به نفسه وإذا استقلها المكرمي تدخل أبو الزوج لدفع الباقي، مع دفع مبلغ آخر لتجديد العهد بين الزوجين. ويقدر هذا المبلغ بـ"2000" ريال. 9-التسليم: وهو أن يطلب من الداعي أو نائبه كتابة "بسم الله" على سجلاتهم التجارية تيمناً وبركة، وتجمع من هذا الفعل مبالغ كبيرة لأنه يفعل كل سنة وعند كل خسارة. 10-بدل الصلاة عن الميت: ويسأل أهل الميت قبل الصلاة عنه أسئلة كثيرة منها: هل الميت على العهد للائمة؟ هل الميت يؤمن بإمام العصر؟ هل الميت يكره الناصبة أعداء آل البيت؟ هل خرج من العهد وعاد؟ هل سبق وأن زار قبور الأئمة؟ وغير هذه الأسئلة كثير. وكل موضع صلاة له تسعيرة فالصلاة في خشيوة في حدود "2000" ريال والصلاة في المدينة أو مكة في حدود "4000" ريال والصلاة في النجف وكربلاء في حدود "10000" ريال. وتؤدى قبل و بعد الوفاة إلا الصلاة في خشيوة بعد الوفاة فقط. 11-الصلاة على الميت: وهو مبلغ يدفعه أهل الميت للمكرمي الذي صلى بهم ويزيد المبلغ إذا نزل القبر ويزيد أكثر إذا أذن في القبر ويزيد أ كثر إذا حفر اللحد. 12-كفارة ما بعد الموت: فإذا مات الرجل ذهب أقاربه إلى المكرمي وقدموا له مبلغاً من المال مقابل الفكوك من عذاب القبر ومبلغاً آخر مقابل العتق من النار وبعضهم يقدم تلك الاموال عن نفسه قبل الموت. وهذا المبلغ لا يقل عن "10000" ريال. وكلما كان المبلغ اكثر كلما كانت المغفرة أكبر. نجران عبر التاريخ كان أهل نجران في الجاهلية على دين العرب يعبدون الأوثان حتى دخلوا في المسيحية وذلك في حادثة الأخدود التي قصها الله علينا في القرآن العظيم وذلك في سورة البروج قال الله تعالى: ]قتل أصحاب الأخدود* النار ذات الوقود* إذ هم عليها قعود* وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود[. وتفصيل ذلك ما قصه النبي r عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله r قال:" كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلى غلاماً أعلمه السحر، فبعث إليه غلاماً يعلمه، فكان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه، وسمع كلامه فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه، فشكى ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ، فرماها فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أي بني،أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي. وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك، كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني. قال: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن بالله، فشفاه الله، فأتى الملك، فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال ربي. قال: ولك رب غيري؟! قال: ربي وربك الله. فأخذه، فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمة والأبرص، وتفعل وتفعل؟ فقال: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله عز وجل. فأخذه، فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: إرجع عن دينك، فابى، فدعا بالمنشار، فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك، فقيل له: أرجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جيء بالغلام، فقيل له: أرجع عن دينك، فأبى فدفع إلى نفر من أصحابه، فقال :أذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه. فذهبوا به، فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفينهم بما شئت. فرجف بهم الجبل، فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: أذهبوا به فاحملوه في قرقور –سفينة صغيرة-، فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به ، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة، فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال كفانيهم الله. فقال للملك: إنك لست بقاتلي، حتى تفعل ما آمرك به. قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه، فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه في موضع السهم، فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس فأمر بالأخدود بأفواه السكك، فخدت وأضرم النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها، أو قيل له اقتحم. ففعلوا، حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها، |
|
09-12-02, 07:22 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
فقال لها الغلام: يا أمه اصبري فإنك على الحق". (رواه مسلم). واستمرت المسيحية في نجران ودب فيها ما دب في النصرانية من الفساد حتى إنهم بنوا كعبة في نجران عظموها مضاهاة للكعبة وسموها كعبة نجران بناها بنو عبدالمدان بن الديان الحارثي وكان فيها أساقفة معتمون وهم الذين جاءوا إلى النبي r ودعاهم إلى المباهلة، وفيها يقول الأعشى وهو يخاطب ناقته: حتى تناخي بأبوابها وكعبة نجران حتم عليكِ وقيساً همو خير أربابها نزور يزيد وعبدالمسيح وأرسل الرسول r خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى بني الحارث بن كعب ليدعوهم إلى الإسلام فأسلموا وذلك في السنة العاشرة. وأقبل خالد رضي الله عنه ومعه وفد بني الحارث بن كعب وبايعوا الرسول r ثم عادوا إلى بلادهم، وقد خرج فيما بعد من بقي على النصرانية من نجران بعد أن أمر بذلك الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن لا يبقى في جزيرة العرب دين آخر غير الإسلام، وذلك امتثالاً لأمر الرسول r حيث أمر أن لا يبقى في جزيرة العرب دينان. ثم توالت الأحداث على منطقة نجران وضعف بنو الحارث بن كعب وبدأت بينهم وبين همدان حروب شديدة حتى اصلح بينهم الهادي الزيدي عام (284هـ) وبايعه القوم. إلا أن بنو الحارث أهل نجران تحركوا للإيقاع بالهادي فشن عليهم وأوقع بهم وهرب قائدهم ابن بسطام إلى شاكر وفر الباقون إلى جبل الأخدود وأمر الهادي بتعليق القتلى في الشجر منكسة رؤوسهم واستخلف عليهم محمد بن عبدالله العلوي وبسبب ضعف بنو الحارث بن كعب اخذت بطون عديدة من همدان تزحف على نجران ولكن ببطء بسبب قربها من حيث الموقع وضعف بني الحارث حتى أصبحت بنو يام الهمدانيين لهم تواجد في نجران في نهاية القرن الثالث وكان ليام قبل ذلك "جبل يام" ما بين بلاد نهم والجوف وهو جبل واسع، قال الهمداني وهو بلاد يام القديمة. إلا أن بنو الحارث الذين فروا إلى جبل الأخدود وهو من نجران تجمعوا وهاجموا نائب الامام الهادي وأبادوا حاميته واستقلوا بأمر بلادهم وذلك في سنة (295هـ) تحت سلطان آل أبي الجود من بني الحارث. ومنذ ذلك التاريخ اصبح أهل نجران لا يتأخرون عن الاشتراك في أي حرب بين جيرانهم مع من يوفر لهم العطاء كمرتزقة، فقد اشتركوا مع حسان بن عثمان بن يعفر ضد أبناء الإمام الهادي وإخرا جهم من صعدة سنة (322هـ) وفي آخر السنة نفسها يكونون في صف حفيد الهادي ضد المعارضين له ويهاجمون مع غيرهم مدينة صعدة، ودخلت المائة الرابعة والملك لبني ابي الجود بن عبدالمدان، واتصل فيهم وامتد إلى القرن السابع، وكان لليامية وجود معاصر آخر القرن الثالث وما بعده لبني أبي الجود في نجران معتنقين للمذهب الاسماعيلي، ثم بدأ يضعف جانب بنو عبدالمدان ويقوى جانب بنو يام في نجران إلى أن أصبحت الزعامة لهم في المنطقة وقد عقد بنو الحارث مع اليامية حلف فانتسب بعضهم إلى يام، وفي سنة (1135هـ) جاء الداعي محمد بن إسماعيل المكرمي إلى نجران هارباً من بلاد طيبة في اليمن بعد أن غُلبت طائفته فيها على يد الزيود و أراد الهروب إلى الهند عن طريق القنفذة إلا أن اتباعه في نجران طلبوا منه أن يأتي إليهم في حمايتهم، وأسس في نجران سيادة جديدة لطائفته من أبناء يام، ومن بعد ذلك نراهم يلعبون دورهم سياسياً وحربياً مع الشمال والجنوب وينصرون من يجزل لهم العطاء أو يطمعهم في الغنيمة فأصبحت مصدر رزقهم والأمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها: - هجومهم على مدينة بيت الفقيه من أرض اليمن سنة (1142هـ). وسلبهم إياها وفي ذلك يقول الشاعر: صكت بأخبار يام فيه آذان وهل نسي أحد بيت الفقيه وقد ما لاً وكم سبيت خود وصبيان كم من عزيز أذلوه وكم جحفوا - ومن ذلك غزوهم عسير عام (1199هـ). - وكاتبهم الشريف حمود ليقفوا معه قبيل موقعة أبو عريش عام (1217هـ) مع الدولة السعودية فقالوا لابن أخيه: إن حركات جند نجد بطيئة، ونحن نسير إلى اليمن ننهب منه ما يقوينا على الحرب، ونعود قبل وصول جند نجد، وانصرفوا ينهبون، ولم يعودوا. - حاول إمام صنعاء أن يستعين بهم ضد القوات السعودية التي دخلت تهامة اليمن، فاستدعى إليه عبدالله بن حسين بن نصيب اليامي وأغراه ببذل الأموال على أن يقود بطون يام إلى تهامة اليمن، لكن البطون اليامية الأخرى لم تستجيب لابن نصيب، ونقموا على إمام صنعاء، وخرجوا ينهبون في أرض اليمن. - وحاول عامل الحديدة من قبل إمام صنعاء، صالح بن يحيى العلفي أن يستعين بهم ضد قوات الدولة السعودية بقيادة الشريف حمود، والتي كانت تزحف جنوباً صوب الحديدة، فحدثت معركة بينهم عند جبل باجل، أوائل رمضان (1220هـ)، وكان يقود يام كل من جابر بن مانع بن مذكور، من آل فاطمة، وعبدالله بن نصيب من المواجد، ثم أخذوا من عامل الحديدة أموالاً جزيلة وانصرفوا عائدين إلى نجران، ولم يستمروا معه. وبالنظر لكون يام تميل إلى الإغراءات المادية، فتثير فيها نزعة المغامرة ولأن حكام الدرعية لم يتعودوا بذل تلك الإغراءات، لذا كانت يام كثيراً ما تنحاز إلى جانب خصومهم. بمقابل كجنود مرتزقة لهم بالرغم من العداء المذهبي بينهم وبين الزيود، الذي يتلاشى مؤقتاً أمام ذلك الإغراء المادي، وكان منها أيضاً تعديات على عشيرة من قبيلة سنحان المجاورة لهم بجنوب عسير وهي ضمن رعايا الدولة السعودية، وأكبر من ذلك ما كانت تسببه هذه القبيلة من خطر على الدولة السعودية، حيث أنها في عام (1177هـ) هجم جماعة من يام على عشائر سبيع الذين دخلوا في عهد الأمير محمد بن سعود وطاعته وأوسعوهم قتلاً وسبياً، فلما بلغ ذلك الأمير عبدالعزيز بن محمد أسرع في اللحاق بالعشيرة الغازية فأدركهم في موضوع يقال له "قذلة" بين القويعية والنفود، وقاتلهم قتالاً عنيفاً، فقتل منهم خمسين رجلاً وأسر مائتين وأربعين وأخذ ما كان معهم من المال والسلاح. وانطلق الناجون من اليامية إلى نجران عند رئيسها الديني الحسن بن هبة الله المكرمي، وعرضوا عليه حالهم، وطلبوا منه أن يثأر لهم، واستجاب صاحب نجران لهؤلاء المستجيرين به، وجمع المقاتلة من عشيرة "يام" وغيرهم، وسار بهم قاصداً الدرعية، وصلت جموع المكرمي إلى الحائر وهو "حائر سبيع" بين الخرج والرياض في ربيع الثاني (1178هـ) فسار عبدالعزيز للقائهم بجيش كبير، وكان رجال هذا الجيش فيما يقول ابن غنام- معجبين بأنفسهم- ودارت معركة طويلة انهزم فيها جيش عبدالعزيز ، فقتل من رجاله نحو خمسمائة وأسر أكثر من مئتين، ورجع عبدالعزيز بمن نجا معه إلى الدرعية وتمت المصالحة بينهم على أن يطلقوا الأسرى من اليامية ويطلق المكرمي الأسرى من جند عبدالعزيز ورجع المكرمي إلى نجران، وفي ذلك قال شاعرهم: غنت له البيض وارجف له حمام اليمن يا بيض غني لحسن بن هبة وفي عام (1189هـ) أقبل اليامية بقيادة المكرمي ومعهم بعض الدواسر إلى الحاير فنشب بينهم وبين أهل الحاير قتال عنيف قتل من اليامية نحو أربعين رجل ,انتهى القتال بالصلح، ونظراً لعدم نجاحه في هذه المعركة اتجه منها إلى ضرماء وحاصرها ودخلوا في بعض نخيلها، فحاربهم أهل ضرماء حرباً شديدة وقتلوا من اليامية اعداداً كبيرة بين النخيل، فهرب اليامية ورجعوا إلى ديارهم منهزمين. كل هذه الأحداث جعلت الإمام سعود يصدر أمره عام (1220هـ) إلى القائد عبدالوهاب أبو نقطة، بأن يقود قبائل عسير لتأديب يام، والعمل على إخضاعها، كما اصدر أوامره إلى فهاد بن شكبان أمير بيشة وإلى الدواسر تحت قيادة كل من ربيع بن زيد وابراهيم بن مبارك بن عبدالهادي رئيس الوداعين وإلى قبائل قحطان ووادعة الجنوب بأن تسير جموعهم تحت قيادة ابو نقطة إلى نجران فالتقت تلك الجموع التي تجاوز عددها ثلاثين ألفاً، مع جميع بطون يام وبادية نجران بالقرب من بلدة بدر الجنوب في نجران ووقع قتال شديد على مدى ثلاثة أيام قتل من الطرفين الكثير، وكان منهم إبراهيم بن مبارك رئيس الوداعين وإدريس بن حويل، واقام ابو نطقة في موضعه هذا حوالي شهرين ثم بنى فيه قصراً بما يشبه الحصن سمي "الثغر " في قرية حمضة وضيق عليهم إلى أن جاء وفد من أهل نجران إلى الدرعية ليبذلوا الطاعة والولاء ويؤدوا الزكاة إلى الإمام سعود، فكتب الإمام سعود لهم بذلك كتاباً فيه توضيح منهجهم وأنهم يدعون إلى كتاب الله وسنة رسوله وفيه موعظة بالتمسك بالدين إلا أن بعض بطون يام لم يدخلوا في الطاعة ضمن من دخلوا عام (1220هـ) بل اشتركوا في حرب عام (1224هـ) ضد الدولة السعودية ثم حدثت مهادنة بين الطرفين. بعد ذلك رجع اليامية إلى طريقتهم المعهودة من الغزو والسلب حيث توغل الياميين بقيادة المكرمي في أرض اليمن واخضعوا مناطق بداخلها لحكمهم عام (1229هـ) منها منطقة صعفان وحراز والحيمة غربي صنعاء واستمرت في يدهم إلى أن توجه أ حمد مختار باشا في أوائل سنة (1289هـ) إلى حراز وتوجه إلى المكرمي وقومه وهم رجال يام فأجلاهم عنها وقتل المكرمي وابنه. وعلى كل فإن ولاء بعض البطون اليامية، استمر مبذولاً إلى أئمة الدولة السعودية الأولى والثانية لدخولهم في الدعوة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب وتركهم للمذهب الإسماعيلي كما سنبينه لاحقاً إن شاء الله. وفي العهد العثماني أصبحت نجران غير خاضعة لجهة ما وإن كان أهلها يجاملون الأتراك مراعاة لمصالح طائفتهم الخاضعة للإدارة العثمانية في جهات حراز وغيرها وقنع الأتراك بانتمائهم الاسمي، تحت زعيمهم الإسماعيلي المكرمي.
|
|||
09-12-02, 07:24 PM | رقم المشاركة : 5 | |
|
وبعد جلاء الأتراك بعد أن سلموا للإمام يحيى اليمن وضمت الدولة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز بلاد عسير والإمارة الادريسية وبذلك تلامست الحدود وبقيت نجران منطقة حياد مستقلة بأمر نفسها لا حكم لاحد الطرفين عليها وهي في نزاع قبلي مع قبائل الحكومتين. وأخذ كل طرف من الطرفين يهيئ الأسباب لاحتواء نجران ونشأت بينهما المفاوضات وأهل نجران إسماعيلية في عداء عقائدي مع كل الفرق المذهبية وخاصة مع الزيدية وعاشت نجران من سنة (1345هـ) إلى (1352هـ) مستفيدة ومحاولة محاولة غير ناجحة أن تكون محايدة بين الجهتين، وفي أوائل سنة (1352هـ) تراءى للإمام يحيى أن يدخل نجران فأنشأ فتنة داخلية في نجران وزحف بجيشه داخل نجران ونشب القتال بينهم وبين المكرمي وجيشه فسحق جيش المكرمي ففروا ملتجئين إلى الرياض، فدخلت قوات الإمام يحيى إلى مركز المكرمي بلدة الجمعة في بدر ودمرتها واخربت بيوت المكارمة ونبشت قبورهم فثارت حمية المكارمة فهجموا على الجند وأجلوهم عن بدر فاتجه المكرمي وجماعة معه إلى الملك عبدالعزيز بواسطة ابن مساعد عام (1353هـ) مجددين ولاءهم الذي سبق ، وتمركزت قوات الإمام يحيى في حصون وادي نجران فقط أما البادية ففي يد المقاومة فتغير موقف جند الإمام يحيى من الهجوم إلى الدفاع وعند اشتداد الأزمة بين المملكتين تقدمت سرية من الجيش السعودي ورابطت في أسفل وادي نجران مما أعطى أهل نجران دفعة معنوية فشنت الهجوم على قوات الإمام يحيى وأجلتهم عن نجران وانتهى القتال بقبول الإمام يحيى الانسحاب من نجران والاعتراف بالسيادة السعودية عليها وتحديد الحدود. الإسماعيلية في أطوار التاريخ تعتبر فرقة الإسماعيلية من غلاة الشيعة، ومن الحركات الباطنية التي اتخذت التشيع لآل البيت ستاراً لها تحاول من خلاله تحقيق مطا معها وأهدافها بغية تقويض الإسلام وهدم أركانه. لذا كان لابد من الحديث أولا عن بدء التشيع بلمحة موجزة، ثم بعد ذلك نعرض لنشأة الإسماعيلية. المراحل التي مر بها مفهوم التشيع: كان مدلول التشيع في بدء الفتنة التي وقعت في عهد علي رضي الله عنه بمعنى المناصرة والوقوف إلى جانب علي رضي الله عنه ليأخذ حقه في الخلافة بعد الخليفة عثمان رضي الله عنه، وأن من نازعه فيها فهو مخطئ يجب رده إلى الصواب ولو بالقوة. وكان هؤلاء من شيعة علي رضي الله عنه بمعنى أنصاره وأعوانه. ومما يذكر لهم أنهم لم يكن فيهم من بغى على المخالفين لهم؛ فلم يكفروهم، ولم يعاملوهم معاملة الكفار، بل يعتقدون فيهم الإسلام، وأن الخلاف بينهم لم يتعد وجهات النظر في مسألة سياسية حول الخلافة. ولم يقف الأمر عند ذلك المفهوم من الميل إلى علي رضي الله عنه ومناصرته، إذ انتقل نقلة أخرى تميزت بتفضيل علي رضي الله عنه على سائر الصحابة. وحين علم علي رضي الله عنه بذلك غضب وتوعد من يفضله على الشيخين بالتعزير، وإقامة حد الفرية عليه. ثم بدأ التشيع بعد ذلك يأخذ جانب الغلو أكثر، والخروج عن الحق، وبدأ الرفض يظهر، وبدأت أفكار ابن سبأ اليهودي تؤتي ثمارها الخبيثة، فأخذ هؤلاء يظهرون الشر، فيسبون الصحابة ويكفرونهم ويتبرؤون منهم، لزعمهم أن الصحابة اغتصبوا الخلافة من علي رضي الله عنه وأن الرسول r قد نص عليه، وهذا محض افتراء وكذب، ولم يستثنوا من الصحابة إلا عدد قليل منهم. وكان ابن سبأ هو الذي تولى كبر هذه الدعوة الممقوتة الكافرة، وقد علم علي رضي الله عنه بذلك فنفاه إلى المدائن. واستمرت هذه الدعوى الخبيثة بعد مقتل علي رضي الله عنه وانقسمت الشيعة إلى فرق عديدة أوصلها بعض العلماء إلى ما يقارب السبعين فرقة. ومن الطبيعي جداً أن يحصل الخلاف بين الشيعة شأنهم شأن بقية الفرق أهل الأهواء؛ فما داموا قد خرجوا عن الذي ارتضاه الله لعباده، واستندوا إلى عقولهم وأهوائهم فلا بد أن يقع الخلاف. وبما أن أساس الشيعة الذي قامت عليه هو القول بالنص على الإمامة كما يزعمون فقد أصبحت أيضا الإمامة هي سبب افتراق الشيعة إلى فرقة تكفر كل فرقة الأخرى، ومن ذلك الإسماعيلية كما سنرى. نشأة الإسماعيلية: تعود جذور هذه الفرقة إلى الشيعة الإمامية الاثنى عشرية في نشأتها. وتلتقي معها في القول بإمامة جعفر الصادق رحمه الله ومن قبله من الأئمة إلا أنه بعد وفاة جعفر سنة (147هـ) حصل انشقاق بين الشيعة، ففريق ساق الإمامة إلى موسى الكاظم بن جعفر الصادق، فسموا الموسوية الإمامية الاثنى عشرية، وفريق آخر ساق الإمامة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق فسمو بالإسماعيلية. وكان إسماعيل هذا قد مات في حياة أبيه إلا أن الإسماعيلية قالت: إن الإمامة لا تكون إلا في الأعقاب، ولا ينبغي أن تنتقل إلى أخيه، فالإمام بعد إسماعيل ابنه محمد بن إسماعيل. وكان من الشخصيات المؤثرة في تأسيس المذهب الإسماعيلي شخصية أبو الخطاب محمد بن مقلاص الأسدي، الذي يعتبر من مؤسسي الفرق الباطنية، بل من أساتذتها. وقد سار أبو الخطاب في أفكار الغلو شوطاً كبيراً ورئيساً، فقد كان استاذاً للمفضل الجعفي الذي كان وراء محمد بن نصير في أفكاره الضالة التي أسس عليها فرقته النصيرية. وكان أستاذاً لإسماعيل بن جعفر ولابنه محمد، وزميلاً مخلصا لميمون القداح وابنه الذين عملوا بشكل فعال على انطلاقة الحركة الباطنية بثوبها الإسماعيلي، والتي انبثقت منها أكثر الحركات الباطنية الأ خرى كالقرامطة والدروز وغيرها، وهذا ما اعترفت به المصادر الإسماعيلية نفسها، فقد قال الداعي المشهور أبو حاتم الرازي المتوفى في القرن الرابع في كتابه الزينة: إن أبا الخطاب من مؤسسي المذهب الإسماعيلي. و في كتاب "أم الكتاب" (وهو من الكتب السرية المقدسة عند الإسماعيلية) :"إن مذهب الإسماعيلية هو المذهب الذي وضعه أبناء أبي الخطاب الذي قدم جسده قربانا لنجل الإمام الصادق". وكان لهذه العلاقة أثر على جعفر حيث غضب على المفضل بن عمر (أحد أتباع أبي الخطاب) حيث قال له: "يا كافر يا مشرك مالك ولابني؟ ما تريد إلى ابني؟ أتريد أن تقتله؟" (أنظر رجال الكشي الرافضي). وهؤلاء الأتباع الذين التفوا حول إسماعيل هم الذين قالوا بإمامة إسماعيل بن جعفر وأسسوا طائفة الإسماعيلية، ومن هؤلاء ميمون القداح وابنه عبدالله. إذاً الإسماعيلية هي وليدة الخطابية الذين لجأوا بعد أبي الخطاب إلى إسماعيل، وبعدة وفاة إسماعيل التفوا حول ابنه محمد وأوعزوا له بالدعوة إلى نفسه، ولكن محمد اضطر إلى مغادرة المدينة النبوية وذهب إلى خوزستان ثم إلى بلاد الديلم، ولم يسمع عنه شيئا بعد ذلك. ويدعي الإسماعيلية –وليس لهم في ذلك حجة- أن محمدا عاش في السر حاملا الدعوة التي توارثها أبناؤه من بعده للدعوة إليهم، وبالتالي صعب معرفة هؤلاء الأئمة، ونظراً لغموض هذه الفترة واستتار أئمتها –كما يزعمون- اضطربت آراء مؤرخي الإسماعيلية أنفسهم حولها، فهم مختلفون في أسماء هؤلاء الأئمة وفي عددهم أيضا، فبعضهم جعلهم ثلاثة، وقال البعض خمسة، وقال البعض سبعة، وهذا من أكبر الأدلة على بطلان هذه الدعوى. إلا أن المتتبع لتاريخ الإسماعيلية يرى بجلاء الدور الخطير لميمون القداح الذي أدار دفة هذه المرحلة الحرجة من مراحل الإسماعيلية وهذا ما شهدت به كتب الإسماعيلية أنفسها، فهذا مصطفى غالب الإسماعيلي المعاصر يقول في كتابه الحركات الباطنية:" إن ميمون القداح كان فيلسوفاً وعالماً من أبلغ علماء عصره، ومن أعظم واضعي أسس الحركة الإسماعيلية، وعلى يده ويد أولاده وأحفاده ازدهرت هذه الحركة في دور الستر الأول. وعن أساليب أسرة ميمون القداح في الدعوة إلى مذهبهم يقول المقريزي- والذي كان معاصر للدولة العبيدية- في خططه: "كان لميمون القداح هذا ابن يسمى عبدالله كان عالماً بالشرائع والسنن والمذاهب، وقد وضع سبع دعوات يتدرج الإنسان فيها حتى ينحل عن الأديان كلها ويصير معطلا إباحياً لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقاباً، وكان يدعو إلى الإمام محمد بن إسماعيل حتى اشتهر وصار له دعاة، فجاء إلى البصرة، فعرف أمره ففر منها إلى سلمية في الشام فولد له بها إبن اسمه أحمد، فلما مات قام من بعده أبنه أحمد، وبعث بالحسين الأهوازي داعية إلى العراق فلقي أحمد بن الأشعث المعروف بقرمط في سواد الكوفة، ودعاه إلى مذهبه فأجابه، وإلى قرمط تنتسب القرامطة. وولد لأحمد الحسين ومحمد المعروف بابي الشلعلع، وولد بعد ذلك للحسين بن أحمد ابن اسمه سعيد فصار تحت حجر عمه بعد وفاة أبيه". أخذ أحمد في بث الدعاة وكان يرى أن اليمن والمغرب هما خير البلاد التي يمكن أن يستجيب أهلها. استدعى أحمد رجلا من أهل الكوفة يقال له أبو القاسم الحسن بن حوشب، وكان من الإمامية إلا أنه دخل في الدعوة الإسماعيلية، وأخذ أحمد يرصد من يرد إلى المشاهد المقدسة عندهم من أجل اختيار الدعاة ، فوقع اختياره على رجل من اليمن وهو علي بن الفضل من أهل جيشان، وهو من الشيعة الإمامية فاحتال على إدخاله في الدعوة الإسماعيلية فاستجاب وقبل. ظهور الدعوة الإسماعيلية في اليمن: بعث أحمد كل من ابن حوشب وعلي بن الفضل إلى اليمن، فلما وصلا اليمن أول سنة (268هـ) دخلاها من ميناء غليفقة، واستقر ابن حوشب في الجهة الغربية منها فيما يسمى بعدن لاعة من مقاطة حجة. أما علي بن الفضل فقد توجه فور وصوله إلى بلدة يافع، ومن أجل الوصول إلى الغاية المرجوة فقد أظهر الزهد والصلاح، وأخذا في نشر الدعوة، وحال بعد اليمن عن مركز الخلافة، ووعورة طرقها بالإضافة إلى اشتغال العباسيين في ذلك الوقت بثورة الزنج بين الخلافة والالتفات لليمن لإنقاذه من الدعوة الإسماعيلية. نجح الحسن بن حوشب الذي تسمى بمنصور اليمن في إقامة الدعوة في اليمن، ولما تأكد الحسين بن أحمد في سلمية من تمكن الدعوة في اليمن أرسل أبا عبدالله الشيعي إلى اليمن ,وامره أن يمتثل طاعة ابن حوشب ويحذو حذوه. وبعد أن تمكن ابن حوشب من نشر الدعوة في اليمن، وأخذ أبو عبدالله الشيعي تعاليم المذهب منه أرسله ابن حوشب إلى المغرب عن طريق الحجاج من قبيلة كتامة؛ حيث كانت المغرب أرضاً مهيأة لنصر المذهب فقد سبقه إليها ابو سفيان والحلواني وكان لدعوتهما قبول فكان أبو عبدالله صاحب البذر للأرض التي حرثاها، ولقيت دعوته نجاحاً كبيراً، وقضى على مجموعة الدول الإقليمية في بلاد المغرب. أما علي بن الفضل فلاقى نجاحاً كبيراً على خصومه السنيين آل يعفر الحواليين، فاستولى على مناطقهم وضمها إلى منطقته. المراحل الأولية لظهور الدولة العبيدية (الفاطمية): أمام هذه الانتصارات الكبرى التي أحرزها الاتجاه الإسماعيلي أرسل ابن حوشب إلى سعيد الذي اشتهر في سلمية بعد وفاة عمه وأبوه، وهو الذي تسمى فيما بعد بعبيد الله وتلقب بالمهدي، وهو سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح. أرسل إليه ابن حوشب يخبره بأن بلاد اليمن أصبحت مهيأة لاستقباله لإقامة دولة المهدي فيها، وكانت المخاطر تحيط به في سلمية، والعباسيون يبحثون عنه، وأخذ ابو عبد الله الشيعي هو الآخر يلح على سعيد (المهدي) بالقدوم إليه في بلاد المغرب. وكان على سعيد أن يختار بين اليمن أو المغرب لإقامة دولته، والذي يبدو أن سعيد (المهدي) فضل بلاد المغرب على اليمن، وإن أظهر أنه يريد بلاد اليمن عند خروجه سراً من سلمية؛ لأن بلاد المغرب كانت أكثر أمانا لإقامة الدعوة الإسماعيلية بها؛ فأبو عبدالله الشيعي قضى على الأغالبة ممثلي الخلافة العباسية في بلاد المغرب. ولم يكتف بذلك بل قضى على الدولة الرستمية الاباضية أيضا، واستولى على دولة الخوارج الصفرية في سجلماسة، وضم إليه دولة الادارسة العلوية وعاصمتها فاس. يضاف إلى ذلك أن بلاد المغرب كانت بعيدة عن مركز الخلافة العباسية في بغداد، كما أن بلاد الأندلس كانت مقراً للدولة الأموية الثانية، وعلى ذلك فليس هناك أية قوة محلية يمكن أن تتعاون مع العباسين ضد الإسماعيلية هناك، أما بلاد اليمن فهي قريبة من بغداد العباسية ونفوذها الذي كان مسيطراً على الجزيرة العربية، وأيضا للاتجاه السني في اليمن وهم بنو زياد في تهامة وآل يعفر الحواليين في صنعاء فاتجه للمغرب. أدى اتجاه سعيد (المهدي) إلى المغرب وعدم قصده اليمن إلى انشقاق داعيته الرئيس فيروز ومضى قاصدا اليمن. خروج علي بن الفضل على الدعوة الإسماعيلية وأخذه بالمبدأ القرمطي: استقبل علي بن الفضل فيروز، ووجد في اتجاه سعيد إلى المغرب فرصة للاستقلال بملك اليمن، بينما فطن ابن حوشب إلى موقف فيروز عن طريق رسالة أرسلها له سعيد (المهدي) يخبره بانشقاق فيروز فسارع علي بن الفضل إلى الدعوة للاستقلال بملك اليمن، فنشب صراع عنيف بين ابن حوشب وعلي بن الفضل حيث كان ابن حوشب يدعو علي بن الفضل إلى الرجوع إلى الدعوة ، وكان علي بن الفضل يقول إن لي بأبي سعيد الجنابي القرمطي أسوة إذ دعى لنفسه، وأنت يا ابن حوشب إذا لم تنزل إلى طاعتي وتدخل بإجابتي نابذتك الحرب. جهز على بن الفضل جيشاً من عشرة آلاف رجل حاصر بهم ابن حوشب في جبل "فائش"ثمانية اشهر، ولم يفك الحصار عنه إلا بعد أن قدم ابن حوشب ولداً من أولاده ليكون رهينة عند علي دلالة على خضوعه له، وكان ذلك في سنة (299هـ). وبعد أن أنهى حصاره لمنصور اليمن (ابن حوشب) انهمك علي بن الفضل بالمذيخرة عاصمة دولته للأخذ بمبدأ القرامطة من تحليل المحرمات وإباحة المحظورات، وعمل بالمذيخرة داراً واسعة يجمع فيها غالب أهل مذهبه رجالا ونساء متزينين متطيبين، ويوقد بينهم الشمع ساعة، ويتحادثون فيها بأطيب حديث وأطربه وأمجنه، ثم يطفئ الشمع، ويضع كل منهم يده على امرأة، فلا يترك الوقوع عليها وإن كانت من ذوات محارمه. ويذكر ابن الديبع أن علي بن الفضل عندما دخل مدينة الجند أدعى النبوة، وكان المؤذن يؤذن في مجلسه: "أشهد أن علي بن الفضل رسول الله" وأباح لأصحابه شرب الخمر وأنشد الأبيات المشهورة على منبر مدينة الجند التي يقول فيها: وغني هزازيك ثم اطربي خذي الدف يا هذه واضربي وهذا نبي بني يعرب تولى نبي بني هاشم ومن فضله زاد حل الصبي أحل البنات مع الأمهات وهذي شريعة هذا النبي لكل نبي مضى شرعة وحط الصيام فلا تتعب فقد حط عنا فروض الصلاة وإن صوَّموا فكلي واشربي إذا الناس صلوا فلا تنهضي ولا زورة القبر في يثرب ولا تطلبي السعي عند الصفا من الأقربين مع الأجنبي ولاتمنعي نفسك المعزبين وصرت محرمة للأب فمن اين حللت للابعدين وسقاه في الزمن المجدب أليس الغراس لمن أسّه حلال فقدست من مذهب وما الخمر إلا كماء السماء وله من الفضائع الكثير لم نذكرها خشية الإطالة. انهمك علي بن الفضل في تحليل المحرمات وقد واجه مقاومة شديدة من زعماء القبائل اليمنية حتى سنة 303هـ، حيث دبر له أسعد ابن أبي يعفر الحوالي وأحد الأشراف الذي كان حاذقا بالطب مكيدة لقتله، فتسلل هذا الطبيب إلى المذيخرة عاصمة ابن الفضل، وذاعت شهرته هناك، فاستدعاه ليفصده، فدخل على علي بن الفضل فسلم عليه، وكان قد جعل كمية من السم في شعر رأسه، وامره ابن الفضل ان ينزع ثيابه ويلبس غيرها، وان يمص المبضع قبل استعماله ففعل كل ذلك، وابن الفضل ينظر إليه، ثم مسح المبضع برأسه فعلق به من السم حاجته ثم فصده، وخرج من ساعته، فأثر السم به وقتله. ولما علم أسعد بن ابي يعفر بذلك استنفر القبائل واتجه بهم نحو المذيخرة وحاصرها ورماها بالمنجنيق حتى نزلوا على حكمه، فتسلم المدينة، وقتل من القرامطة خلقاً كثيرا. هذا وصف موجز لقصة علي بن الفضل القرمطي الذي خرج على الدعوة الإسماعيلية ودعى لنفسه، وقد روتها كتب التاريخ اليمني بأجمعها، وفي بعضها زيادات لم نأت بها خشية الإطالة. دخول الدعوة الإسماعيلية في اليمن في طور الستر: دخلت الدعوة الإسماعيلية بعد موت ابن حوشب في طور الستر في اليمن خاصة بعد دخول ابو الحسن بن منصور اليمن في مذهب أهل السنة ومحاربته الدعوة الإسماعيلية. ومن أهم دعاة الستر في هذه الفترة: عبدالله بن عباس الشاوري، ابن ابي الطفيل، جعفر بن أحمد بن عباس، هارون بن محمد بن رحيم، يوسف بن أحمد الأشج، سليمان الزواحي. وقد ظل هؤلاء الدعاة على التوالي ينشرون الدعوة سرا في اليمن إلى أن أعلنها علي بن محمد الصليحي سنة (439هـ) حسبما يأتي. ظهور الدولة العبيدية (الفاطمية): ونعود الآن إلى الدعوة في المغرب، فقد خرج إليها سعيد (المهدي) إلا أنه في طريقه إليها قبض عليه من قبل العباسين لكن أبو عبدالله الشيعي احتال في إخراجه من محبسه فتسمى سعيد حنيئذ بعبيد الله وتكنى بأبي محمد وتلقب بالمهدي، وزعم أنه إماما علويا من نسل محمد بن إسماعيل، بينما هو من نسل ميمون القداح. وعندما وصل إلى قبيلة كتامة سار أمامه ابو عبدالله الشيعي وهو يقول: هذا إمامكم، هذا إمام الحق، هذا هو المهدي. هذا وقد نهج دعاة عبيد الله المهدي أساليب عنيفة لإرغام الناس بالدخول في المذهب الإسماعيلي، فمن أجابهم أحسنوا إليه ومن أبى حبس أو قتل. ومن جانب آخر أخذ في ترويج العقائد الإسماعيلية من سب الصحابة وبالغ في ذلك، ومن السماح للشعراء بمدحه بما هو كفر، فهذا الشاعر محمد البديل يقول للمهدي عندما أتى رقادة: حل بها آدم ونوح حل برقادة المسيح حل بها الكبش والذبيح حل بها أحمد المصطفى وكل شيء سواه ريح حل بها ذو المعالي وأخذ في توطيد حكمه بالسيف والظلم حتى استقر له ذلك في المغرب. وعلى ذلك قال القاضي عياض :" اجمع العلماء بالقيروان أن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة". وقد تعاقب على الدعوة العبيدية (الفاطمية) عدد من الأئمة جاءوا على النحو التالي: عبيد الله المهدي (297-322), القائم بأمر الله ابو القاسم محمد (322-334)، المنصور بالله أبو الظاهر إسماعيل (334-341)، المعز لدين الله ابو تميم (341-365)، وفي عهده انتقلت الدولة العبيدية (الفاطمية) إلى مصر؛ حيث أرسل جيشاً بقيادة جوهر الصقلي الذي تمكن من اقتحامها سنة (358) فبنى فيها مدينة القاهرة، واتخذها عاصمة له، وبنى الجامع الأزهر الذي أتخذ مركزاً علمياً لقيادة الدعوة الإسماعيلية، ثم جاء العزيز بالله (365-386)، الحاكم بأمر الله (386-411)، وفي عهده أعلن أحد دعاة الإسماعيلية مذهبا انشق عنها سنة (408هـ |
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|