العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-11, 08:54 AM   رقم المشاركة : 1
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


Lightbulb في (صوفية) الحوار

سلام الله عليكم

عايشت و نظرت في مجتمعات مختلفة، عندها رأيت كيف أن التعصب المذهبي و الآيديولوجي و الجدالات البيزنطية أو اللامسؤولة تسبب في تخبط مجموعات كبيرة من الناس لا تحسن طريقا أمام الإنفتاح على تأسيس عقل واقعي يتعامل مع التحديات السياسية و الاجتماعية من أجل تحقيق العدالة و السيادة، و لا تنتج في المعرفة التي تتيح للإنسان الإستفادة مما في السماوات و الأرض لا نظريا لا صناعيا و لا حتى فهما لمنتوجات الآخرين، و لا تنتج أيضا في المعرفة التي تحقق الطمأنينة و اليقين و السعادة. أراهم أجادوا و أفادوا و أقاموا الدنيا و أقعدوها في الجدالات، و أغلب هذا الجدال لاأخلاقي و لامسؤول.

لذلك رأيت أن أشارك بهذه الوريقة و أنا أنتظر و أتشوق إلى ما أستفيد منه سواء من المنتقدين أو الموافقين و المضيفين.

رأيت أن أعنونها بـ صوفية الحوار، لا آداب الحوار و لا أصول الحوار. صوفية الحوار = الحوار في سياق التعايش و التعاون و التعامل و التواصل بين الناس بغض النظر عن معتقداتهم و خلفياتهم و ألوانهم و ألسنتهم و جنسهم.

في صوفية الحوار و نظريتي هذه أميز بين الحوار التعارفي و الحوار الجدلي.

الحوار التعارفي
الحوار التعارفي الأخلاقي و المسؤول أساسه التبليغ أي الدعوة بشرطين:
1) إستشعار الحاجة إلى ذلك مع من تريد أن تحاوره، كأن تعرف أنه (أي المُحاوَر) يحتاج إليه (التعارف) إما لأنه يبحث و يريد أن يعرف، يدير شأنا من شؤونك و يريد أن يفهم شيئا في ذلك الشأن كمدير معمل (غير مسلم) يشتغل في شركته مسلمين يصومون رمضان، أو يحمل صورة سيئة و خاطئة عنك أو غير ذلك، هنا لا يكون حوارا 'تبشيريا' -خصوصا في هذا الوقت الذي تنتشر فيه وسائل الاتصالات و المواصلات حيث أصبح الناس يعرفون عن عقائد الناس و طرقهم- و هذا حوار تعارفي مسؤول.
2) الإستعداد للإستماع إلى المُحاوَر، فيكون في الحوار التعارفي أخذ و رد، مثال:
"أنا مسلم أؤمن بالله الواحد، برسله و خاتمهم محمد و القرآن، و أنت؟"و هذا حوار تعارفي أخلاقي أي أنت لا تحاول أن تفرض عليه معتقدك .

هذا الحوار التعارفي الأخلاقي المسؤول تُبَلِّغُ فيه عند الحاجة بدون أن تسرد أدلتك أو تحاول أن تقنعه برأيك لما في ذلك من هجوم على معتقده (هذا سيشعر أنك "مبشر توسعي" و لست محاورا قصد التعارف)، أما إذا إخترت أن تستدل فتسأله الرخصة، مثال:
"أنا أؤمن بالله الواحد الأحد، و مستعد أن أذكر لك أدلتي و تبريراتي على ذلك إن وافقت و بعد أن تخبرني أنت من تكون و فيم تؤمن".

هذا الحوار يؤدي إلى تعايش أفضل بين مختلف القناعات و العقائد و الأديان، و لابد أن أذكر معنى آخر للمسؤولية و هو عندما ترى المصلحة في ذلك و أنه لا يؤدي إلى مفسدة، كأن تحاور شخصا يفهم من حوارك أنك تبشر بعقيدتك و ما في ذلك من إكراه معنوي(نفسي) في قناعتك، مع هذا النوع تبدأ بالسؤال عنه هو من يكون و ما أفكاره، يجيبك، ثم تسأل هل هو مستعد أن تذكر له ما تعتقده أنت و تفكر فيه.


الحوار الجدلي
نوعين:
1) إستشكالي و هذا لا أخلاقي و لا مسؤول في كل الأحوال عندما تكتفي بطرح الأسئة و الشبهات، ثم تولي مدبرا.

2) نقدي، ذلك الحوار الذي يتم فيه نقد التبريرات و الحجج. هذا قد يتفرع عن الحوار التعارفي، و شرط المسؤولية الحاجة إلى ذلك كأن يبدأ هو بنقد تبريرك على شيء تعتقده، و شرط الأخلاقية أن يكون نقدا دفاعيا لا هجوميا.


في الحوار التعارفي يجب أن تتحدث عن معتقدك أنت و تميز بين ما يجب أن تعتقده أنت من جهة، و كيف تتعامل مع الآخر من جهة أخرى، مثال:
لا تقول لمسيحي: "أنا مسلم أؤمن أن عيسى الذي تؤمنون به نبي و ليس إله أو إبن إله".
أما "إلهكم خرج من بطن أمه و كتابكم المحرف" و كل ما تنسجه من تأويلات صحيحة أو خاطئة مضافة إلى الإيمان الخاص فليس أخلاقي و لا مسؤول و لا حتى يلتزم بأصول الحوار و لا آدابه. إنه لا شيء إلا زرع الفتنة و الإنشقاق و التعصب و إعتبار نفسك وصيا على الناس و واقفا على باب الجنة تدخلهم فيها..

لكن يمكن أن تقول له "نحن نؤمن بعيسى عليه السلام و الأناجيل و و غير ذلك..، فماذا تؤمنون أنتم؟".
إذا سألك بعدها كيف تؤمن بالمسيح، فتقول له "أؤمن أنه رسول من عند الله" أي لا تقول له "إنه ليس إله كما تزعمون" لأن هذه العقيدة ذاتية شخصية و خاصة، و لا يهمك أصلا ما يزعمه هو أو لا يزعمه، لأن ما يزعمه و لا يزعمه هو يقوله، و لا ترد عليه في الحوار التعارفي بالنقد بل بالتعريف فقط أي تُعرّف بما تؤمن به أنت، ثم تقول له "لكم دينكم و لي دين، نحن نستطيع أن نتعايش و نتعاون حتى مع الإختلاف بيننا و هو إختلاف أراده الله الذي نؤمن به جميعا".


خلاصة الخلاصة
نبذ التعصب و الخلط بينك و بين إيمانك فترى أنك أنت الإيمان و الإيمان أنت، أو محاولة لعب دور الوصاية على الآخر، لا تكره الناس في رأيك سواء بالإكراه المادي أو المعنوي. تدخل مع الآخر في حوار تعارفي عند الحاجة و يجب أن يكون فيه الأخذ و الرد تتكلم عن معتقدك أنت لا معتقدك في معتقده إلا إذا كان أثناء الحوار كجواب على سؤال. الحوار النقدي ينبغي أن يكون دفاعيا لا هجوميا.


حياكم الله







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» التوسل إلى الله بدعاء الصالح الحي
»» الفرق الاسماعيلة وما انشق عن هذه الفرق الباطنية
»» التعصب صديقي الايراني و الدولة الايرانية
»» ماذا إذا ظهر المهدي عليه السلام؟
»» نظرية الفيض و وجود الله سبحانه
 
قديم 17-07-11, 10:13 AM   رقم المشاركة : 2
فارس الكلمة
عضو فعال







فارس الكلمة غير متصل

فارس الكلمة is on a distinguished road


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (28\231 – 233) في ضمن جواب له عن الغيبة : " و اذا كان النصح واجبا في المصالح الدينية الخاصة و العامة مثل نقلة الحديث الذين يغلطون أو يكذبون كما قال يحيى بن سعيد : سألت مالكا و الثوري و الليث بن سعد – أظنه – و الأوزاعي عن الرجل يتهم في الحديث أو لا يحفظ ؟ فقالوا : بين أمره . و قال بعضهم لأحمد بن حنبل : انه يثقل علي أن أقول فلان كذا و فلان كذا . فقال : اذا سكت أنت و سكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ؟ ! . و مثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب و السنة أو العبادات المخالفة للكتاب و السنة فان بيان حالهم و تحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمينحتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم و يصلي و يعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : اذا قام و اعتكف فانما هو لنفسه و اذا تكلم في أهل البدع فانما هو للمسلمين هذا أفضل . فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله اذ تطهير سبيل الله و دينه و منهاجه و شرعته و دفع بغي هؤلاء و عدوانهم على ذلك واجب باتفاق المسلمين و لولا من يقيمة الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين و كان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فان هؤلاء اذا استولوا لم يفسدوا القلوب و ما فيها من الدين إلا تبعا و أما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء .







التوقيع :
اللهم انصر المظلومين فى كل مكــان

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}.

قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم
ان اقربكم منى منزلا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا فى الدنيا
صحيح الجامع للعلامة الالبانى رحمه الله
من مواضيعي في المنتدى
»» اضواء واصداء الشيخ الزغبى,وكاميليا شحاته
»» اعلان استضافة الشيخ تركى المحيسنى بغرفة السرداب
»» بيان قصير للشيخ صالح الفوزان بشان الفتوى
»» الاشاعرة جمهور اهل السنة
»» فتاوى هامة لابن باز رحمه الله
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:58 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "