منقول لنسف بعض الأعتقادات الخاطئة
أكثر ما يثير استغرابي هي استشهاد بعض الإخوان بان مولانا علي صلوات الله عليه سمى أبنائه بابوبكر وعمر وعثمان وكأنهم بذلك وجدوا ما يبحثون عنه من حجة وبرهان على صدق معتقدهم ومذهبهم الذي ذهبوا اليه .
ولا ادري منذ متى أصبحت الأسماء حجه وبرهان على الحق ولعمري ان هذه حجة واهنة واوهن من بيت العنكبوت فكم من شخص اسمه " محمد وعيسى وإبراهيم ويوسف .... " اساءوا الى هذه الأسماء الطاهرة الشريفة والعكس صحيح ايضأً.
فالأسماء ليس لها علاقة بما يفعله من سمي بها فما هي إلا أسماء وضعت لغرض المعرفة والنداء والتفريق بين الخلق وحفظ الأنساب ولم نسمع أن اسماً جلب عزا لأحد أو أن اسماً جلب عاراً لأحد فالعكس صحيح فمن يجلب العار هو أفعال المسمى للاسم ليس العكس .
فلن يفيد الفاسد الكافر الفاجر كون اسمه محمد أو إبراهيم أو موسى أو عيسى ولن يضر الصالح العابد كون اسمه الوليد أو معاوية أو يزيد فكل هذه أسماء لها معاني وكل بشر يهوى له اسما بناء على معناه أو وقع نطقه أو بناء على من كان يحمله من أقاربه أو بناء على لا شي محدد .
على سبيل المثال يوجد لدينا داعي أسمه " علي بن الوليد " فما ضره إن اسم أباه الوليد ولم يقلل كون أباه اسمه الوليد من رتبته وقدسيته لدينا.
وكذلك لو كان تسمية أسماء الأبناء دليل على الرضى والمحبة والوفاق والمودة وصلة الرحم بين أهل المسمى وبين حامل نفس الاسم لكان هناك مشكله فحسب علمي فعمر وابوبكر وعثمان لم يسموا علي ولا الحسن ولا الحسين ولا فاطمة .
فهل نستطيع أن نحتج بذلك ونقول أنهم يكرهون ويبغضون أهل البيت ؟
لا لا نستطيع فهذه ليست حجة لنا أو لهم .
كذلك فأن أبو بكر كنيه وليست اسم للخليفة الأول واسمه عتيق وليس أبو بكر وكذلك فهذه الأسماء والكنى ليست حكرا على احداً معين دون أخر فهناك من المسلمين من أسمائهم عمر وابوبكر وعثمان وهم اكبر سنا ولهم مكانة لدينا نحن الإسماعيلية عالية جدا.
فعلى سبيل المثال هناك من استشهدوا وماتوا من المسلمين أسمائهم أبو بكر وعمر وعثمان وهم من صحابة رسول الله وبعضهم من شهداء بدر الذي قال فيهم رب العالمين :
" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
" وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ "
فكان ربيب رسول الله اسمه عمر بن أبي سلمه ولد أم سلمه والذي شهد مع سيدنا علي الجمل ويقال أن سيدنا علي استعمله على البحرين وفارس فلماذا لا يكون سيدنا علي سمى ابنه على اسم عمر بن أبي سلمه ؟
كذلك يذكر المؤرخون أن سيدنا علي عليه السلام سمى احد أبنائه باسم عثمان حبا في سيدنا عثمان بن مضعون اخو الرسول من الرضاعة والذي يقال أن الرسول قبله وهو ميت .
- ففي ( تقريب المعارف - الصفحة : ( 52 ) - نقلا عن تاريخ الثقفي ) : ( ذكر الثقفي في تاريخه ، عن هبيرة بن مريم ، قال : كنّا جلوساً عند علي (ع) ، فدعا أبنه عثمان ، فقال له : يا عثمان ، ثمّ قال : إني لم أسمّه بإسم عثمان ........ ، إنّما سمّيته بإسم عثمان بن مظعون ) وروي ـ أيضاً ـ عن عليّ (ع) أنّه قال : ( إنّما سمّيته بإسم أخي عثمان بن مظعون ) ، راجع : ( مقاتل الطالبيين - رقم الصفحة : ( 58 )
وللعلم فقط فسيدنا عثمان بن مضعون عليه السلام لدينا من خيار الصحابه وله منزلة عظيمة لدينا ومقدسه ولم نجحده حقه بسبب أن اسمه عثمان ولم نقدس عثمان بن عفان لان اسمه نفس اسم سيدنا عثمان بن مضعون عليه السلام.
أن سيدنا / محمد بن أبي بكر عليه السلام وهو ابن أبي بكر وربيب سيدنا علي عليه السلام وهو من الحدود لدينا نحن الإسماعيلية ونجله كثيرا ونقدسه وله منزلة عظيمة لدينا. وكذلك ابنه سيدنا / القاسم بن محمد بن أبو بكر عليه السلام حفيد أبو بكر يعتبر لدينا نحن الإسماعيلية له رتبة جليلة وقدر عظيم فهو لدينا حد من حدود سيدنا الحسن عليه السلام.
فكما ترى لم نؤاخذهم بما فعل ابابكر من أخذه للخلافة بغير وجه حق بل فعلنا بما أمرنا الله به في محكم كتابه وقوله ( أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ * وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنْتَهَىٰ ) فقدسناهم بسبة أفعالهم الطيبة وأعمالهم الخيرة وأتباعهم للائمة الصالحين عليهم السلام أجمعين.
فهل معنى تقديسنا لابن أبو بكر وحفيده إننا نحن الإسماعيلية نفضل أبو بكر على علي أو نقول انه لم يأخذ حق ليس له مثل الخلافة وهي لسيدنا علي بسب إننا نقول أن ابنه وحفيده من حدود الأئمة عليهم السلام أجمعين لا أبدا ومطلقا إنما نقول ونعمل بقول الله سبحانه وتعالى شانه في محكم كتابه (أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ )
وانقل إليكم جزء من إجابة لسؤال يتعلق بخصوص هذا الموضوع من موقع الأبحاث العقائدية للاطلاع :
إن التسمية بمجردها لا توجد فيها أيّ دلالة على حقانية أبي بكر وعمر وعثمان بالخلافة, ولا يمكن أن تقف قبال الأدلة العلمية من قبيل حديث الغدير وحديث المنزلة وحديث (وهو ولي كل مؤمن من بعدي) والذي أنكره ابن تيمية بشدة لعلمه بمدلوله وصححه الألباني بسهولة ومرونة.
وفي الواقع لو رجعنا إلى العرف الاجتماعي والإنساني لرأينا أن العداوات والمشاكل بين الأفراد لا تمنع من أن يسمي الإنسان أحد أولاده باسم عدوه ونده ما دام هذا الاسم من الأسماء ليس حكرا لأحد في المجتمع, وكمثال على ذلك لو عاداني شخص في وقتنا المعاصر وكان اسمه محمّد أو أحمد الخ فإن هذا لا يمنع أن اسمي أحد أولادي بهذا الاسم بعد أن فرضنا إنه منتشر.
وهنا هل كانت هذه الأسماء (أبو بكر وعمر وعثمان) منتشرة أم إنها كانت نادرة ؟
فلنراجع كتب التاريخ ومعاجم الصحابة وتراجمهم ولنرى هل كانت هذه الأسماء حكرا على الخلفاء أم إنها مشهورة معروفة, ولنذكر أسماء الصحابة ونغض النظر عن أسماء الكفار والمشركين وغيرهم.
من كنية أبي بكر :
1- أبو بكر بن شعوب الليثي واسمه شداد
2 ـ أبو بكر (عبد الله بن الزبير)
الصحابة الذين كان اسمهم عمر :
1- عمر اليماني
2- عمر بن الحكم السلمي
3- عمر بن سراقة (ممن شهد بدراً)
4- عمر بن سعد (أبو كبشة الانماري)
5- عمر بن سفيان بن عبد الأسد (ممن هاجر إلى الحبشة)
6- عمر بن عمير بن عدي الأنصاري
7- عمر بن عوف النخعي
8- عمر بن يزيد الكعبي
9- عمر بن عمرو الليثي
10- عمر بن منسوب
11- عمر بن لاحق
12- عمر بن مالك
13- عمر بن مالك القرشي الزهري (ابن عم والد سعد بن أبي الوقاص)
14- عمر بن معاوية الغاضري
15- عمر الأسلمي
16- عمر بن أبي سلمة (ربيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أمه أم سلمة)
17- عمر الخثعمي
الصحابة الذين كان اسمهم عثمان :
1- عثمان بن أبي الجهم الأسلمي
2- عثمان بن حكيم
3- عثمان بن حميد
4- عثمان بن حنيف
5- عثمان بن ربيعة بن اهبان (هاجر إلى الحبشة)
6- عثمان بن ربيعة الثقفي
7- عثمان بن سعيد بن أحمر الأنصاري
8- عثمان بن شماس المخزومي
9- عثمان بن طلحة بن أبي طلحة
10- عثمان بن أبي العاص
11- عثمان بن عمار (والد أبي بكر)
12- عثمان بن عبد غنم الفهري (هاجر إلى الحبشة)
13- عثمان بن عبيد الله التميمي
14- عثمان بن عثمان الثقفي
15- عثمان بن عمرو (شهد بدرا)
16- عثمان بن مظعون (الصحابي الجليل الذي قبّله النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» وهو ميت)
إذن نرى أن هذه الأسماء منتشرة ومشهورة وليست موقوفة على بعض الناس وليست ملكاً لبعض الأفراد, ومجرد تسمية الإمام (عليه السلام) لبعض أولاده بهذه الأسماء بعد أن ثبت انتشارها لا يدل على المحبة المدعاة والمودة المزعومة.
هذا وحتى لو شك القوم في إنها يمكن أن تدل على المحبة بين الإمام (عليه السلام) وبين الخلفاء, فاعتقد أنهم لا يشكون بالعداوة والبغضاء القائمة بين الإمام السجاد (عليه السلام) وبين عبيد الله بين زياد قاتل الإمام الحسين (عليه السلام) وهذه العداوة لم تمنع من أن يسمي الإمام السجاد (عليه السلام) أحد أولاده باسم (عبيد الله)!! ...... الخ.