السلام عليكم ، عتابي وأرجوأن تتسع له صدوركم جميعا، مشايخي الأجلاء، أساتذتي الفضلاء، إخواني الأعزاء، من أهل عمان الطيبين، وكل أعضاء هذا المنتدى المبارك، تحية مباركة وبعد؛ فلقد ظننت إلى عهد قريب أن الإباضية مشرقا ومغربا مسلمين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وكالجسد الواحد إذا تداعى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، ولكنني وواأسفاه لم أعد أشعر بهذا اليوم، على الأقل نجد في هذه المجموعات من يسأل عن أحوالنا في وادي ميزاب، فنحن إخوانكم في وادي ميزاب نعاني منذ أكثر من شهر فتنة عظيمة وصلت إلى إقدام بعض الأعراب الرعاع والمجرمين الفسقة وبتواطؤ من بعض رجال الأمن، ممن ينسبون أنفسهم إلى العرب المالكية_ وأخلاق العروبة والمالكية منهم براء_ على إحراق ديارنا ومتاجرنا وحقولنا وقتلوا منا شابا قبل عشرين يوما، فترك أرملة وابنا رضيعا، فهجِّرت العائلات من منازلها خوفا على أرواحها، وما زالت قوات الأمن والدرك الوطني تكافح من أجل استعادة الأمن وحماية الممتلكات حتى اللحظة، بدأ هذا كله في بلدتنا القرارة، ثم انتقلت الأحداث إلى عاصمة ميزاب وجميع قراه (غرداية، مليكة، بنورة، بني يزجن بلدة قطب الأئمة رحمة الله عليه) وما تزال الأوضاع مخيفة إلى اللحظة فقد تم إحراق أكثر من 60 منزلا للإباضية وأكثر من 20 متجرا ومصنعا، وخربت قبور الإباضية وانتهكت حرماتها وحطم معلم أثري في مقبرة الشيخ عمي سعيد الجربي في عاصمة ميزاب غرداية وانتهكت حرمة مسجده، وهو المسجل دوليا في اليونسكو كمعلم أثري عالمي، والله المستعان، واليوم تم قتل رجل إباضي ميزابي آخر كان يحاول الدفاع عن منزله في واحات غرداية. رئيس الدولة شفاه الله أرسل خطابا وحث على التهدئة، ورئيس الوزراء الجزائري قضى يوم المولد في ميزاب محاولة لإطفاء الفتنة التي يراد لها أن تأخذ بعدا مذهبيا طائفيا عرقيا، ولكن هيهات تطفئ كلمات رنانة ما اشتعل في القلوب من نار الحقد والكراهية والحسد ضد الإباضية والميزابيين في قلوب هؤلاء الأعراب البدو الأجلاف، وهيهات تقنع الخطابات من أصيبوا في الأجسام والأعراض والأملاك والبنايات...! وما يزال هذا وضعنا حتى هذه اللحظة، فهل من إخواننا المسلمين
في أرضكم من يهتم لأمرنا، ومن يؤاسي جراحنا ويرفع على الأقل يده بالدعاء من أجلنا... وكنا نأمل أكثر من ذلك أن يرسل مشايخنا في عمان إلى إخوانهم في ميزاب رسائل التعاطف والمؤاسات وحتى النصيحة لله بالصبر والتهدئة.... وبالرغم من أن الجزائر دولة ذات سيادة ولا تحتاج إلى من يتدخل في شؤونها لحل مشاكل أبنائها (ونحن نثق في دولتنا نؤيد هذا المبدأ) ، ولكن المؤساة والمؤازرة واستنكار المنكر واجب شرعي على كل مسلم في أي بقعة من الآرض.... تمنينا كل هذا منكم، ولكن وجدنا أغلب المشاركين في هذه المجموعات_ونحسبهم من المثقفين ومن صفوة القوم_ منشغلين بالرد على الوهابية أو مستجدات الزيادات في الأجور، أو تبادل القريض من الشعر وعبارات التهنئة والشكر والتبجيل في المناسبات وغير المناسبات.... اعذروني مشايخي على صراحتي وقلة أدبي فالمغربي الأمازيغي حاد الطبع كما يرى البعض، ولكن حبنا لكم وشعورنا بواجب الأخوة الإسلامية والرابطة المذهبية الفكرية التي تربطنا بكم، تجعلنا نتألم من تجاهل أو تناسي الأخوان لأحوال إخوانهم... كيف لا أشعر بهذا وأنا الذي كرست سنوات من عمري وما أزال في إعداد دكتوراه حول التواصل الفكري بين الجزائر وعمان، فأجد الواقع اليومي يكذب الماضي والتاريخ، ويصيبني بخيبة أمل كبيرة، والله المستعان، وعليه التكلان.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
محبكم وراجي عفوكم والداعي لكم، محمد بن أحمد جهلان.
ملاحظة : لمن أراد تتبع ما يحدث في ميزاب وما يكتب عن إخوانكم على الفيسبوك، ينظر صفحات:
-غرداية تغردايت
-أخبار غرداية
وينظر صفحات الفتنة التي نطالب بإغلاقها:
-مالكية أهل القرارة
-أكبر مجمع لأخبار ولاية غارداية
20-01-14, 10:35 PM
العرض العادي
