بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
إن مما أمرنا الله به و حثنا عليه في غير ما موضع موالاة المؤمنين و البراءة من الكافرين و لا بد للمؤمن أن يتصف
بهما موالاة لإخوانه المؤمنين و براءة من الكافرين مع حسن المعاملة لمن لم يعادي المسلمين و لا حاربهم و لا أعان في حربهم
قال تعالى في سورة المائدة:
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) )
و قال تعالى في سورة الممتحنة :
( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) )
و أردت أن أتكلم في الموالاة للمؤمنين فقد أصبح بعضنا يخالف هذا الولاء في كثير من الأحيان فيتبرأ من المؤمنين
بمجرد صدور خطا أو زلل منهم و كأني به جعل حكمه و رأيه و نظرته معيارا و مقياسا للبراء و إذ ليس البراء إلا من الكافرين فقد حكم عليهم بالكفر حتى و إن نفاه عن نفسه فبراءته منهم حكم عليهم فهل أعطاه الله عهدا أم جعله على الناس حكما و حاكما
يخرج من يشاء من موالاته و يدخل من يشاء فيها فإن تبرأت من المؤمنين فقد كفرتهم شئت أم أبيت قلت أم لم تقل صرحت أم لم تصرح و هذا من سوء الطوية و يلزمه مراجعة نيته فقد أتى إثما عظيما مبينا فمن نصبه ليحكم على الناس أم أنه اغتر بعمله أو حاله فهل أمن مكر الله أم حكم على الناس بعدم المغفرة و سوء المآل
قد كتبت يوما هنا موضوعا دعوت فيه الإخوان إلى التعقل لكن يأبى بعضنا إلا أن يستمر في فعله ذلك
وكأني به لم يسمع أو لم يفهم فأعيد قولتي عسى أن يتذكر من يخشى الله و يرجو رحمته
إن ولاء المؤمنين مطلق ليس لأحد أن يحصره أو يضع له حدودا من عنده فالله حدده و بينه فجعل الإيمان هو المعيار
فمن ارتد أو كفر فقد حقت البراءة منه أما من بقي على الإيمان مهما أخطا و أساء أو زل فلا يخرج منها و لا يتبرأ منه إنما يتبرأ من فعله أو قوله أو عمله ذلك الذي ظهر و تأكد زيغه و عدوله عن الصواب. فإن كان من أخطا من المؤمنين مستحقا للبراءة بخطأ فلمن النصيحة و النصح و لمن الدعاء بالصلاح و الهداية و لمن الدعوة للتوبة و الأوبة؟؟؟؟
و إذا كان الخطأ يخرجه من الإيمان فهل سلم منا أحد قط من السيئات و حتى الكبائر من غيبة أو نميمة أو سوء ظن
أو بهت أو ازدراء أو كبر أو عجب بالنفس أو هوى متبع؟؟؟
إن البعض هنا جعل حركة حماس مقياسا للموالاة و للبراءة فهذا يتبرأ منك إن قلت بخطئها و هذا يتبرأ منك إن لم تقل
بخطئها فهذا يقول هذه الأخلاق السيئة صفة لاصقة يتصف بها أصحاب حماس و هذا يقول عن من انتقد حماس مبغض للمجاهدين
فإن كان عالما قالوا هذا علم بلاط و سلطان ألا ساء ما تحكمون جميعا
فهل أوحى إليكم الله أن حماس هي معيار الولاية و البراءة أم أخبركم رسوله صلى الله عليه و سلم بذلك أم هل حماس معصومة لنطلب منها أن لا تخطئ أو نطالب بعدم تخطيئها ما لكم كيف تحكمون؟؟
يقول الشيخ الحويني: ""يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قال: هلك الناس فهو أهلكهم ) (رواه مسلم)
الذي يقول: كل الناس غدارين، كل الناس كفار، كل الناس فسقة هو أفسق الناس، وهو أضل الناس؛ لأنه لا يعلم أقدار الخلق،
من الذي جعله حاكماً بهذا في الشمول والعموم على خلق الله؟!!
أتخذ عند الله عهداً، أم أطلعه الله على الغيب؟!!
هذا نوع من الافتراء وعدم معرفة قدر النفس، لهذا عوقب بأنه أهلك الناس: ( من قال: هلك الناس فهو أهلكهم )
فهذا جعل من ينتقد حماس من الضالين أو الخانعين أو الخاملين أو من عباد السلطان و من العملاء لأمريكا
وهذا جعل من يمدح حماس و يدافع عنها عميلا للمجوس و لإيران
فلست أدري هل هذا ما أمرنا به أم هذا ما جاء به امر ربنا و أمر نبينا صلى الله عليه و سلم
ثم يأتي من يقول إن المنتدى قد بان عواره وهناك منتديات لأهل السنة يمكن فيها قول الحق
لأن المنتدى يحذف ما يقال عن حماس فجعل نفسه وكيلا على المنتدى و حكم عليه بالضلال و كأني به يقول
أن هذا ليس منتدى لأهل السنة لأن أهل السنة يتبرؤون من حماس فمن جعلك وكيلا أو شهيدا علينا بالضلال أو سوء النية
أو الخروج من اهل السنة أم هل أنت المرجع الذي يحكم به الله هل نحن من أهل السنة أم من غيرهم لا يقول هذا إلا من يريد أن يكون الناس كلهم موافقين لما تهوى نفسه من الطعن في حماس و البراءة منه
فأقولها بملئ في و الله إني لأوالي حماس و أدعو لهم بالسداد و النصر.
أما المنتدى فمن قال أنه أصبحت نيته غير التي يظهرها فينطبق عليه قول رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنه أهلك القوم
لأنه ظن أن الكل يقاس عليه هو و أن قوله هو المعيار عند الله
وأعوذ بالله أن أتألى على الله أو أدعي ما ليس لي به علم و لا سلطان مبين.
و آخر يأتي ليقول إن كل ما قيل في حماس هو عميل للصهاينة و العلماء الذين تكلموا في حماس هم علماء البلاط و السلطان
فأقول له من جعلك على الأمة وكيلا فتحكم على عامتهم و علمائهم بالعمالة و الخيانة أم أنك نلت الشهادة من الله بالفوز
وتحتها شهادة لنا بالخذلان والخسران
أم من أنت حتى تتكلم في العلماء و تسيء الظن بنياتهم و تجعلهم خونة و عباد دنيا هل عندك علم الغيب أم يوحى إليك
أم هل حماس التي جعلتها مقياسا للولاية و البراءة أنزل الله بها سلطانا في كتباه أو على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم أم شهد لها الله بالعصمة فمن كان معها نجا و من خالفها و نصح لها و انتقدها و خطأها هلك ؟؟؟
و إني اقولها بملئ في كذلك إني أبرأ إلى الله مما فعلت حماس من شر و ظلم لإخواننا
يا عباد الله اتقوا الله و كونوا مع الصادقين و لا تجعلوا الهوى يسوقكم كيف شاء فالموالاة للمؤمنين و البراءة من الكافرين
فإن أخطا المؤمن فلا يلزم البراءة منه فهو يبقى لنا أخا ننصحه و ندعو له بالسداد و حماس على ثغر من ثغور الإسلام
أسأل الله أن يجزيهم عن المسلمين خيرا
وإن قلنا بأنها أخطأت هنا و هناك فإنه على النصيحة و النصح و حب الخير و حب السداد لها
ولا نرضى لها أن تحيد عن طريق الحق و إذا نصحنا لها هنا فلا يعني ابدا أنها لم تفعل خيرا قط أو أنها لم تصب ابدا
فالذي لا يعمل هو من لا يخطئ أسأل الله لنا و لهم الإخلاص لله و أن يثبتهم على الحق و ينير لهم سبيل الرشاد وأن يجعلنا لهم إخوانا فإن كنا لا نقدر إلا على الدعاء فاسأل الله أن لا يؤاخذنا بتقصيرنا تجاه أهلنا في فلسطين و كل بلاد المسلمين.
أما من يجعل تخطيء حماس أو انتقادها سبيلا للطعن فيها فأقول إن موقع حماس و جهدها محل للحسد و لا بد لها من حاسدين يحسدونها.
أسأل الله أن يعز الإسلام و المسلمين و يخذل أعداء الدين و أن يرزقنا الشهادة في سبيله على أرض الرباط و أن يوفق إخواننا في كل فلسطين لما فيه خيرهم و صلاحهم و أن يسدد خطى حماس و يبعد عنها أعداء الدين من الصهاينة و المجوس و أن لا يفتنهم بهم.
إخواني هذا رمضان شهر طاعات و بركات فلنغتنمه لما يصلح به حالنا و تزيد بها حسناتنا و تقل فيه سيئاتنا
قِيلَ : لِلْمُغِيرَةِ كَيْفَ أَصْبَحْت يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ؟ فَقَالَ : أَصْبَحْنَا مُعْتَرِفِينَ بِالنِّعَمِ مُقِرِّينَ بِالذُّنُوبِ يَتَحَبَّبُ إلَيْنَا رَبُّنَا،
وَهُوَ غَنِيٌّ عَنَّا، وَنَتَبَاغَضُ إلَيْهِ، وَنَحْنُ إلَيْهِ فُقَرَاءُ.
اللهم صل على محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين