الشيعة والقول بتحريف القرآن الكريم

[bangali50]

بقلم : asma825

فهم القرآن الكريم لدى الشيعة يختلف عنه لدى السنة ، فهو عندهم يقوم على تأويل الآيات وصرف معانيها إلى غير ما فهمه منها الصحابة عن النبى صلى الله عليه وسلم ، وإلى غير ما فهمه منها أئمة الإسلام عن الجيل الذى نزل عليه القرآن . وهم يرون أن القرآن الكريم الذى جمعه الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه قد تعرض للتحريف بالزيادة والنقص من قبل أعداء آل بيت الرسول وشيعته ويقصدون بهم من يسمونهم بالنواصب من الصحابة وأتباعهم (أهل السنة والجماعة ) .
يقول الكلينى فى كتابه " الكافى " (وهو لديهم بمكانة صحيح البخارى لدى السنة ) :
"عن جابر الجعفى قال : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب ، وماجمعه كما أنزل إلا أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام والأئمة من بعده ".
والمصحف المعتمد لدى علمائهم هو ما يسمونه " مصحف فاطمة "
جاء فى " الكافى " عن جعفر الصادق :" وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام ، قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد " .
وقد ألف أحد كبار علماء الشيعة ، وهو الحاج ميرزا حسين تقى النورى الطبرسى المتوفى عام 1320 هـ ( 1900م ) ، كتابا أسماه "فصل الخطاب فى إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " جمع فيه مئات النصوص من علماء الشيعة ومجتهديهم فى مختلف العصور بأن القرآن قد زيد فيه ونقص منه ، وقد طبع كتابه هذا فى ايران عام 1289 هـ .
ومما استشهد به ذلك العالم الشيعى على وقوع النقص فى القرآن الكريم مقاطع مما يسميه الشيعة ( سورة الولاية ) ونصها : " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبى والولى اللذين بعثناهما يهديانكما إلى الصراط المستقيم "
وقد نقل هذه ( السورة ) المستشرق " نولد كه " فى كتابه " تاريخ المصاحف " .
وبالتحليل نلاحظ مايلى :
أ ــ ورد لفظ " النبى " فى الآية المزعومة وليس " الرسول " مع أن المقام مقام بعثة و تبليغ وهذا ليس بأسلوب القرآن الكريم لأن الرسول هو الذى يوحى إليه ويبلغ بينما النبى يوحى إليه ولكنه غير مكلف بالتبليغ .
ب ــ من سياق الآية الزعومة نرى أن " الولى " أيضا يوحى إليه ويبعث ( اى أنه فى مرتبة أعلى من النبى )
والسؤال : ما الحاجة إلى الولى يبعث ويبلغ الناس مع وجود الرسول المكلف بهذه المهمة ؟ وهل حدث ذلك مع رسل آخرين غير محمد صلى الله عليه وسلم ؟ .
ومما يزعم علماء الشيعة أنه أسقط من القرآن مايسمى آية " وجعلنا عليا صهرك " من سورة " ألم نشرح لك صدرك " 0
ونعلم أن عليا رضى الله عنه لم يكن الصهر الوحيد للرسول صلى الله عليه وسلم ففى مكة له صهرهو " العاص بن الربيع الأموى " ، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم زوج ابنتين له لعثمان بن عفان رضى الله عنه ولذلك سمى " ذى النورين " وقد قال له الرسول صلى الله عليه وسلم لما توفيت الثانية : " لو كان لنا ثالثة لزوجناكها "
فشرف مصاهرة النبى صلى الله عليه وسلم لم يختص به على بن أبى طالب رضى الله عنه وحده .
ومن الأمثلة عندهم على نقص القرآن ما أورده أبو منصور أحمد بن على الطبرسى المتوفى فى سنة 588 هـ فى كتابه " الإحتجاج على أهل اللجاج " :
فهذا العالم يرى فى قوله تعالى من سورة النسـاء : " وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النسـاء " فجوة بين شطرى الآية ، فنكاح النساء ليس له علاقة بالقسط فى اليتامى ، كما أن ليس كل النساء يتامى فينكحن للقسط فيهن . ولكن ــ كما يقول ــ :"هذا من اسقاط المنافقين ( أى أصحاب رسول الله الذين جمعوا القرآن ) وأن بين القسط فى اليتامى ونكاح النساء من القصص والخطاب أكثر من ثلث القرآن أسقطه المنافقون " أ. هـ .
والسؤال : ــ إذا كان الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه هو الذى جمع القرآن ــ كما أنزل فى نظر العلماء الشيعة ــ وقد حكم المسلمين لمدة ثلاث سنوات فأى قرآن كان يقرأ مصحف عثمان أو القرآن الذى جمع أى مصحف فاطمة ؟، ولم لم يعلن فى مدة خلافته ـ وهو الآمر الناهى يومئذ ـ عن هذا الثلث الذى أسقط وغيره مما حذف من القرآن ويصحح الأمر؟
ـــ ما المقصود بالجملة " ليس فيه حرفا من قرآنكم " ؟ هل هو مكتوب بغير اللغة العربية ؟ ام يريد الراوى أن يقول : " ليس به آية واحدة من آيات قرآنكم ؟ وفى كلتا الحالتين ماصفات هذا القرآن العجيب ؟ .
ــ وهل انزل الله تعالى أحسن كتبه وأشملها وهو القرآن الكريم ليبقى سرا لدى الأئمة الشيعة عن جميع الأمم بما فيهم عامة الشيعة طوال هذه القرون إلى أن يظهره " الإمام المنتظر " والإسلام جاء للبشرية جمعاء منذ بعث النبى الكريم صلى الله عليه وسلم حتى قيام الساعة ؟ إذا كان الجواب بنعم فهذا ببساطة يعنى أن الإسلام الحقيقى ــ حسب مفهوم الشيعة ــ لم يظهرحتى الآن .
فما رأى علماء الشيعة ؟