العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع الأباضية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 13-08-13, 07:39 PM   رقم المشاركة : 1
ابوغنام
عضو نشيط






ابوغنام غير متصل

ابوغنام is on a distinguished road


الجزء الخامس من نقض شبهات الخليلي / لاتدركه الأبصار

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الجزء الخامس من نقض شبهات الخليلي الواردة في محاضرة له قديمة على اليوتيوب وقد انتهينا من شبهاته على آية الأعراف(رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا)

في الجزء الرابع تحدثنا عن شبهات الخليلي وأهم مافيها أن الإباضية يزعمون ان موسى سأل الله الرؤية تبكيتا لقومه حين ألحوا عليه بهذا الطلب واستخدم هذا الطلب وسيلة كما استخدم إبراهيم وسيلة مشابهة حين قال للشمس هذا ربي
وقالوا إن توبة موسى كانت لأنه استخدم هذه الوسيلة قبل أن يستأذن الله
وأثبتنا أن قوم موسى لم يكونوا عنده حين سأل الرؤية وحجتنا أن سؤال موسى لله كان في الأربعين يوما التي ذهب فيها إلى ربه وقوم موسى اتخذوا العجل في هذه الأربعين بنص القرآن وقد ذكر القرآن أن قوم موسى قالوا أرنا الله جهرة قبل ان يتخذوا العجل أي قبل هذه الأربعين يوما بدليل قوله تعالى(فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ)
فسورة الأعراف ذكر فيها ميقاتين لموسى مع ربه الأول ذهب وحده وسأل الرؤية والثاني اختار معه سبعين رجلا بعد اتخاذ قومه العجل..

وقلنا مادليلكم على ان موسى لم يستأذن ربه في السؤال(على فرض أن قومه كانوا عنده)وهل استأذن إبراهيم ربه حين استخدم وسيلته؟
وقلنا إن التوبة لايلزم أن تكون من ذنب وأنهم إذا سألونا هل موسى كان جاهلا بالعقيدة او لايعلم بماينبغي ومالاينبغي على الله فإننا نقول قد علمنا يقينا وقطعا أن موسى أعلم بالله من المعتزلة والأباضية وهو من أولى العزم من الرسل فإذا علمنا أن موسى لايجهل ذلك فبقي احتمالان 1–أنه قد أخطأ في الطلب وهذا ليس مستحيلا فالأنبياء قد يقعون في خلاف الاولى وفي شيء من الصغائر ثم لايقرهم الله عليها ولكن الذي يدفع هذا الاحتمال أن الله لم ينكر عليه سؤاله
2-أنه قد دفعه الشوق وخصوصا بعدمارأى خصوصية له لم تكن لأحد قبله وهي تكليم الله له
فطمع بالنظر في الدنيا فلم ينكر الله عليه ولم ينف الرؤية وإنما بين له
عدم قدرته عليها في الدنيا وضرب له المثل بالجبل الذي هو أقوى منه.
ونقول لهم إذا رددوا هل كان موسى يجهل عقيدته تشنيعا علينا ماقولكم في نوح حين سأل الله في ابنه الكافر؟هل كان يجهل العقيدة ؟أم أخذته العاطفة ووجدأن الله قد وعده بنجاة أهله فسأله ذلك؟وعلى كل حال فالله أنكر عليه ولم ينكر على موسى وموسى أخذه الشوق فسأل كما أخذت نوح العاطفة فسأل
ودلالة الآية أن موسى لايسأل ماهو مستحيل على الله والله لم ينكر عليه ولم يقل لست بمرئي ولم يقل لاتراني ولم يقل لاأرى وأن الله علق الرؤية باستقرار الجبل وهو أمر ممكن وذكرنا مماحكة الإباضية والمعتزلة
في أن الجبل مادام في علم الله أنه مستقر فهو من قسم المحال وقلنا يلزم من ذلك أن كل ماجرى في الدنيا من الممكنات يكون خلافه محال
وهذا فيه رائحة الجبر وعلم الله عن أمر جائز الحدوث أنه لن يحدث لايجعله من المحالات واختم التعليق على الدلالة بنقطة فاتتني في الجزء الرابع وهي الاعتراض بان (لن) تفيد التأبيد لقوله تعالى(لن يخلقوا ذبابا) فنقول ذكرنا الأمثلة التي تفيد انها لاتفيد التأبيد ونقول إنها هنا تفيد تأكيد النفي لاتأبيده فإن معنى التأبيد هنا لم يؤخذ من (لن) وإنما اخذ من المعنى وهو أن الخلق مختص بالله
والآن نكمل شبهات الخليلي حول بقية الآية
في قوله(فلما تجلى ربه للجبل ) لم يتعرض الخليلي لشيء حولها غير مسألة علم الله أن الجبل لن يستقر وقد أجبنا عنها ولكن الإباضي المتشدق الذي يملأ فمه بالكلام وهو مفلس مبلس(مسعود المقبالي)الذي وجدت بعض اهل عمان في النت يشككون فيه وفي سبب انتسابه للمذهب الأباضي يقول في مناظرته للشيخ حسام:
قال المقبالي :هل التجلي قطعي يدل على الرؤية ؟
فيقال في الجواب:
1-التجلي أكمل من الرؤية ففيه الرؤية وزيادة علم فيكون إبصارا مجليا
2-لايمكن ولايصح تأويل التجلي هنا لانه لو أُوّل لكان اجنبيا عن الرؤيةولاعلاقة له بها فموسى كان يعلم أن الله يقدر على دك الجبال وتسييرها
فالتجلي للجبل لابد أن يكون من جنس ماطلبه موسى
التجلي الظهور أي أن الله ظهر للجبل كشف مابينه وبين الجبل
في تاج العروس: فِي حديثِ الكُسوف: حَتَّى} تَجَلَّتِ الشَّمسُ، أَي انْكَشَفَتْ وخَرَجَتْ من الكسوفِ.
وقالَ الرّاغبُ: {التَّجَلِّي قد يكونُ بالَّذاتِ نَحْوَ: {والنَّهارُ إِذا} تجَلَّى} ؛ وَقد يكونُ بالأَمْرِ والفِعْلِ نَحْو {فلمَّا تَجَلَّى رَبّه للجَبَل} .
قلت: قَالَ الزجَّاجُ: أَي ظَهَرَ وبانَ، قالَ: وَهَذَا قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ

فِي الصِّحاحِ:} جَلَوْتُ العَرُوسَ {جِلاءً} وجَلْوَةً {واجْتَلَيْتُها: نَظَرْتُ إِلَيْهَا مَجْلُوَّةً.
وفي لسان العرب:
وَالْمَاشِطَةُ تَجْلُو العَرُوس، وجَلا العروسَ عَلَى بَعْلها جَلْوة وجِلْوة وجُلوة وجِلاءً واجْتَلاها وجَلَّاها، وَقَدْ جُلِيت عَلَى زَوْجِهَا واجْتَلاها زَوْجُهَا أَي نَظر إِليها. وتَجلَّيت الشيءَ: نَظَرْتُ إِليه
قال الخليلي: أدلة النافين للرؤية:
الأدلة العقلية:
1-أن الله ليس كمثله شيء فإذا أمكنت رؤيته كان مثله شيء.
الجواب:
يلزمكم على هذا الكلام المغلوط نقول إن الله تعالى ليس براءٍ ولاعالم لأن الذي يرى بيننا محدود والله ليس بمحدود ونقول الإنسان له ذات والله له ذات إذن يجب نفي الذات وإلا كان مثله شيء
والله موجود وحي والإنسان يكون موجودا وحيا فيلزم أن يكون مثله شي
فكلام الخليلي ضلال ووبال وخبال
وقال أسلافه من المعتزلة إنه يلزم أن يكون بين الرائي والمرئي أن يكون فرجة ونافذة وهذا تجسيم لله فنقول إن الله ينظر إلى عباده فيلزم هذا أن يكون بيننا وبينه فرجة..ثم هذا تشبيه للخالق بالمخلوق إذ أنه من قوانين الطبيعة التي خلقها الله أن يكون بين المخلوق والمخلوق فرجة لكي يراه
وهذا لايلزم الخالق فأنتم لاتعرفون كيفيته
ونقول لهم وقد نفوا ذلك بحجة أن ذلك يستلزم التجسيم
هل بينكم وبين الله حد أم هو حال فيكم؟إما أن تثبتوا مبياينة الله لخلقه وإما أن تكونوا حلولية
2-قال الخليلي:الرؤية تستلزم شروطا منها1-سلامة الباصرة 2-أن يكون المرئي ملتصقا بالباصرة 3-ألايكون بعيدا عنها....ألخ

قال الخليلي :وأجيب عن هذا بأن هذه الحال في الدنيا أما الآخرة فهي دار خرق العوائد وأن الله قادر على مايشاء ولكن نجيب عن هذا بأن هذه الرؤية هي التي عرفتها العرب فإذا كان هناك رؤية غير هذه الرؤية وتختلف طرقها فهي أحرى أن يكون لها اسم غير هذا الاسم إلا إن حملت على معنى العلم.

الجواب: كل هذا من قياس الغائب على الشاهد وهو رد لصريح القرآن ومتواتر السنة بخيال وفلسفة فحواها قياس أمور دنيوية على أمور أخروية
ولو صح ذلك بحجة اتفاق الاسم كما زعم الخليلي لكان يجب أن نقيس خمر الدنيا على خمر الجنةوأنهار الدنيا على أنهار الجنة


قال الخليلي:الأدلة النقلية:
قال تعالى(لاتدركه الأبصار) الأبصار لاتصل إلى ذاته فتدركه.
ثم ذكر الخليلي اعتراضات أهل السنة التالية:
-أن الإدراك يختلف عن الرؤية فهو إحاطة
-أن الآية محصورة في الدنيا وليست لجميع الأزمان فلاتشمل الآخرة
-أن هذه الجملة سالبة كلية ويُكتفى في مقابلها بالموجب الجزئي أي إن الآية لسلب العموم لا لعموم السلب
ثم بدأ الخليلي يرد على الاعتراضات فقال:
أ-إن الله خاطبنا بالعربية وهي تدل أن إدراك كل شيء بحسبه فإدراك العين رؤيتها وقال صاحب التاج:الرؤية إدراك المرئي فلم يفرق بين الرؤية والإدراك
وصاحب اللسان والقاموس قالوا في (الدرَك) اللحاق فيكون لاتدركه أي لاتلحقه الأبصار
والعرب تستعمل الإدراك فيما لاتكون فيه إحاطة كأدركت حياة فلان
ويقال أدركه السهم وهو لم يدرك إلا جزء منه
وقوله(حتى إذا اداركوا فيها) ولم يقل أحاط كل منهم بالآخر ويقال أدركت البحر ببصري

-واستدلت عائشة رضي الله عنها بالآية في نفيها لمن زعم ان محمدا رأى ربه

الجواب عن تلبيس الخليلي:
أ-الآن تقول إن الله خاطبنا بالعربية وفي آية(إلى ربها ناظرة) تتمحل لتصرفها عن ظاهرها
ومع هذا فإن الله عبر بفعل الإدراك لا الرؤية لأن هناك فرقا واضحا في العربية
أما ماذكر عن الإدراك في اللغة :ففي تاج العروس ج18 ص181
قال: قَالَ الأَزْهَرِيّ: نَصُّ الحِقَاق إِنّمَا هُوَ الإِدْرَاكُ، وأَصْلُه مُنْتَهَى الأَشيَاءِ، ومَبْلَغُ أَقْصَاهَا.


أن الآية مطلقة في نفي الرؤية وقيدتها الآيات التي تثبت الرؤية في مواضع
والإباضية يفسرون الدرك باللحاق ونحن لانقول إن البصر يلحق بالله تعالى
ففرق بين اللحاق والوصول
فوصول البصر لايفيد التمكن من تفاصيل المبصر
ولكن لحاق البصر فيه أنه لم يفت منه شيء فاللحاق مطلق فيعم الأطراف
فالرجل إذا انطلق يركض ثم انطلق خلفه رجل فإذا اقترب منه من خلفه قلنا وصل إليه وإذا وصل بجانبه او تمكن منه بمساواته وكونه معه في درجة واحدة قلنا أدركه لانه احاط به وتمكن منه


أما قوله(أدركت حياة فلان) فإنهم لايقولون ذلك بل يقولون(أدركت فلانا وفلان لم يدرك فلان)وكلام أهل الحديث في الرواة يبين ذلك بجلاء
ولوفرضنا ماقاله الخليلي فإن ذلك من المجاز والمقصود بإدراك حياة فلان إحاطة بتفاصيل جزء منها وذلك متمثلا بإحاطته بجسده وأخباره وقربه منه وتمكنه من لقائه ومعرفته
وأما قوله عن إدراك السهم فإن السهم يكون أدرك المرمي وتمكن منه وأحاط به ولم يمكنه الهرب منه
أما قوله(أدركت البحر ببصري) فهذا كذب فأين شاهده من كلام العرب؟
وأما قوله (حتى إذا اداركوا)فنحن تنزلا وعلى فرض أن تفسر الإدراك باللحاق فلحاق كل شيء بحسبه ولحاق البصر إحاطته بالمرئي ولحاقه بكل جانب منه وليس رؤيته من بعيد ورؤية جانب منه فقط
-فالادراك نوع من أنواع الرؤية ، وإذا نفي النوع لم ينتف الجنس ، ولو رجعنا للغة العربية لوجدنا معنا الإدراك الاحاطة :

وقال ابن منظور في لسان العرب: " الدْرك والدَرَك: أقصى قصر الشيء، زاد التهذيب ونحوه" اهــ

وهذا ابو حيان ينقل لنا في البحر المحيط ما روي عن جمع من العلماء بما فيهم ابن عباس حبر الأمة من أن الإدراك معناه الإحاطة بالشيء، فقال – أبو حيان:- وبذلك فسره هنا ابن عباس وقتادة وعطية العوفي، وابن المسيب، والزجاج، قال ابن المسيب:- لا تحيط به الأبصار، وقال الزجاج- وهو من علماء اللغة الكبار- لا تحيط بحقيقته، والإدراك يتضمن الإحاطة بالشيء والوصول إلى أعماقه، وحوزه من جميع جهاته. اهــ (نفسير البحر المحيط لأبي حيان 3/195).

ويقول الفخر الرازي في التفسير الكبير:-" والرؤية جنس تحته نوعان رؤية مع الإحاطة، ورؤية لا مع الإحاطة، فالأولى هي المسماة بالإدراك، فنفي الإدراك يفيد نفي نوع واحد من نوعي الرؤية، ونفي النوع لا يوجب نفي الجنس، فلم يلزم من نفي الإدراك عن الله تعالى نفي الرؤية عنه تعالى " (تفسير الفخر الرازي 13/138).

ثم إن عائشة – رضي الله عنها – استدلت بظاهر الآية في قوله تعالى ((لاتدركه الأبصار)) بنفي العموم كما هو واضح ، ويعرفه الأصوليون فالاية تفيد سلب العموم ولا تفيد عموم السلب ، وكما وضحت لك سابقاً أن الادراك من أنواع الرؤية وإذا نفي الادراك نُفي نوع من انواع الرؤية ولم ينتف الجنس الذي هو عموم الرؤية.
و هو دليل ضدكم لأن أم المؤمنين نزلت هذا الدليل على الرؤية في الدنيا لأن الدعوى التي ردت هي عليها دعوى أن النبي رأى ربه
وأجاب الخليلي عن قولنا(سلب العموم لاعموم السلب) بقوله:
يلزم ان يكون قوله(لايحب المعتدين)أن يكون يحب بعض المعتدين
ونقول ردا عليه : هذا ليس ردا ولكن أين يضع المخنوق يده؟!
إن الرؤية جنس فيه نوعان أما المعتدين فهم جنس واحد
فلايرد عليهم إشكال الخليلي مطلقا
-ثم لو فرضنا أن عائشة رضي الله عنهاتنفي رؤية
الله مطلقا في الدنيا والآخرة فإن قولها لايحتج به من وجهين
الأول:أن قول الصحابي حجة إلا إذا خالفه قول صحابي آخر وقد ثبت عن مجموعة من الصحابة إثبات الرؤية
الثاني:أن المثبت مقدم على النافي
فثبت أن احتجاجكم بقول عائشة ليس بحجة من كل وجه
فهي تقصد في الدنيا لوقوع السؤال عن الرؤية في الدنيا
ومع فرض أنها تريد العموم لاحجة بقولها لأنها خالفها غيرها من الصحابةوهي نافية وغيرهامثبت
فإن قالوا إذن بهذه القاعدة يسقط استدلال أهل السنة بأقوال الصحابة في الرؤية لأن عائشة خالفتهم فنقول لا لأن عائشة استدلت مستنبطة ولم تنسب القول لرسول الله بينما ماتواتر عن الصحابة ليس استنباطا منهم بل كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الصريح متواترا

قال ابن تيمية في منهاج السنة:
المستدل بالآية عليه أن يبين أن الإدراك في لغة العرب مرادف للرؤية وأن كل من رأى شيئا يقال في لغتهم إنه أدركه وهذا لا سبيل إليه كيف وبين لفظ الرؤية ولفظ الإدراك عموم وخصوص أو اشتراك لفظي فقد تقع رؤية بلا إدراك وقد يقع إدراك بلا رؤية فإن الإدراك يستعمل في إدراك العلم وإدراك القدرة فقد يدرك الشيء بالقدرة وإن لم يشاهد كالأعمى الذي طلب رجلا هاربا منه فأدركه ولم يره وقد قال تعالى فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين سورة الشعراء 61 62 فنفى موسى الإدراك مع إثبات الترائي فعلم أنه قد يكون رؤية بلا أدراك والإدراك هنا هو إدراك القدرة أي ملحوقون محاط بنا وإذا انتفى هذا الإدراك فقد تنتفى إحاطة البصر أيضا
قال الخليلي:
ب-قال أهل السنة:إن المقصود بقوله(لاتدركه الأبصار) أي في الدنيا وذلك جمعا بين الآية والآيات والاحاديث المتواترة الدالة على رؤيته في الآخرة
فأجاب الخليلي:إن الله وصف نفسه بأنه لاتدركه الابصار على سبيل التمدح فلايجوز ان تزول هذه الصفة عنه

فأجاب أهل السنة:
1-من صفات الله أنه المحيي والمميت فإذا دخل أهل الجنة الجنة واهل النار النار فهل ستزول صفة الله بأنه المحيي المميت لأنه لاموت بعدها
2-إن الله لايتمدح بصفة سلبية إلا إذا كانت تتضمن معنى ثبوتيا
وإلا فإن كان التمدح فقط بانه لايرى فإن العدم لايرى أيضا فهل يثنى على الله بمايوصف به العدم؟
قال الرازي: قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ الْمُرَادُ مِنْهُ إِمَّا نَفْسُ الْبَصَرِ أَوِ الْمُبْصِرِ، وَعَلَى/ التَّقْدِيرَيْنِ: فَيَلْزَمُ كَوْنُهُ تَعَالَى مُبْصِرًا لِأَبْصَارِ نَفْسِهِ، وَكَوْنُهُ مُبْصِرًا لِذَاتِ نَفْسِهِ. وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا وَجَبَ أَنْ يَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَرُورَةَ أَنَّهُ لَا قَائِلَ بِالْفَرْقِ.

أَنَّ لَفْظَ الْأَبْصارُ صِيغَةُ جَمْعٍ دَخَلَ عَلَيْهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ فَهِيَ تُفِيدُ الِاسْتِغْرَاقَ فَقَوْلُهُ: لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ يُفِيدُ أَنَّهُ لَا يَرَاهُ جَمِيعُ الْأَبْصَارِ، فَهَذَا يُفِيدُ سَلْبَ الْعُمُومِ وَلَا يُفِيدُ عُمُومَ السَّلْبِ.
فتَخْصِيصُ هَذَا السَّلْبِ بِالْمَجْمُوعِ يَدُلُّ عَلَى ثُبُوتِ الْحُكْمِ فِي بَعْضِ أَفْرَادِ الْمَجْمُوعِ، أَلَا تَرَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ إِنَّ زَيْدًا مَا ضَرَبَهُ كُلُّ النَّاسِ فَإِنَّهُ يُفِيدُ أَنَّهُ ضَرَبَهُ بَعْضُهُمْ.

قال ابن المنظور الأفريقي: "وفي التنزيل العزَّيز: {لاَ تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ}.

قال أَبو إسحق: أَعْلَمَ اللهُ أنه يُدْرِك الأَبصارَ وفي هذا الإِعلام دليل أنَّ خلقه لا يدركون الأَبصارَ أَي: لا يعرفون كيف حقيقة البَصَرَ وما الشَّيء الذي به صار الإنسان يُبْصِرُ من عينيه دون أن يُبْصِرَ من غيرهما من سائر أَعضائه، فَأَعْلَم أن خَلْقاً من خلقه لا يُدْرِك المخلوقون كُنْهَهُ ولا يُحيطون بعلمه، فكيف به تعالى والأَبصار لا تحيط به وهو اللَّطيف الخبير.

فأمَّا ما جاء من الأَخبار في الرؤْية، وصح عن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فغير مدفوع وليس في هذه الآية دليل على دفعها، لأنَّ معنى هذه الآية: إِدراك الشَّيء والإِحاطة بحقيقته ..."

انظر: لسان العرب، 4/65.

وقال في موضع آخر: "... وأَنشد للأَخطل:

وأَدْرَكَ عِلْمي في سوَاءة أَنها * تقيم على الأَوْتار والمَشْرَب الكدر

أَي: أَحاط علمي بها أَنها كذلك".

أنظر: لسان العرب، 10/422.

وقال العلامة أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي صاحب الأزهري - اللغوي المعروف - ما نصه: "وقوله : {لاَ تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} أي: لا تحيط به".

انظر: الغريبين في القرآن والحديث، 2/631، مادة (درك).

والعلامة أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي، قد أثنى عليه جمع من العلماء، إذ قال الذهبي: "العلامة أبو عبيد أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الهروي الشافعي اللغوي المؤدب صاحب الغريبين... ... قال ابن خلكان سار كتابه في الآفاق وهو من الكتب النافعة".

انظر: السير، 17/146.

وقال ابن كثير : "أبو عبيد الهروي صاحب الغريبين، أحمد بن محمد بن محمد ابن أبي عبيد العبدي، اللغوي البارع، كان من علماء الناس في الأدب واللغة، وكتابه الغريبين في معرفة غريب القرآن والحديث يدل على إطلاعه وتبحره في هذا الشأن".

انظر: البداية والنهاية، 15/534.

فلو سلمنا جدلاً بأن نفي الإدراك قصد في الدنيا - حسب قولكم - فهذا التفسير لا يلزم نفي الرؤية. فقوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}، فإعراب قوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}؛
لا: النافية،
تدركه؛ تدرك: فعل مضارع مرفوع بالضمة،
الهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به،
الأبصار: فاعل مرفوع بالضمة بالضمة الظاهرة على آخره.

فالإدراك في الآية جاءت على صيغة فعل مضارع {تُدْرِكُهُ}: فالمضارع هو كل فعل يدل على حدث في الحال أو المستقبل.

فقوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}، فـ{تُدْرِكُـ} فعل مضارع، والمضارع هو كل فعل يدل على حدث في الحال أو المستقبل، وهذا هو قول الشيخ عبد الغني الدقر، في كتابه "معجم القواعد العربية" إذ قال: "المضارعَ في كَوْنها مُرَاداً بِها الحالُ أو الاسْتِقْبالُ"

انظر: معجم القواعد العربية، معجم القواعد - باب الهَمْزَة - الإضافَةُ اللَّفْظِيَّة)

إذاً، نحن أمام خياران:

الأول: بأن الله يرى في الدنيا، بعلة فعل مضارع هو كل فعل يدل على حدث في الحال... وهذا يخالف عقيدة السلف الصالح ، لذلك هو مرفوض.

أو،

الثاني: بأن الله لا يرى في الدنيا، ويرى في الآخرة، بعلة إن فعل المضارع هو كل فعل يدل على حدث في الحال أو المستقبل.

ونلفت الانتباه إلى الحرف: أو، و "أَوْ" حرف عطف دل على التَّخيير -. فإن الله سبحانه قد نفى أن يُدرك بالأبصار في الدنيا: أي الحال، وبالتالي، قد تحقق الأمر الأول من تعريف المضارع وهو: الفعل الدال على حدث في الحال - وهذا ما أجمعت عليه الأمة الإسلامية قاطبة، عدا شرذمة انقرضت. وبالتالي، قد ثبتت الرؤية في الآخرة، بعدم رؤية الله في الدنيا فقط. وهذا ما قد أثبته الأئمة الأربعة وجميع السلف الصالح - رضوان الله عليهم. وهذا هو الصواب.
قلت:ويكفي أن موسى فرق بين الرؤية والإدراك ولو كان الإدراك رؤية لمافرق بينهما

ثم نقول للإباضية وهم يتشدقون بزعمهم أنه لاتوجد آية تدل دلالة قطعية على الرؤية ويحرفون الآيات التي دلالتها قطعية كآية سورة القيامة بغير قرينة قوية صحيحة لااعتراض عليها
نقول لهم هل هذه الآية قطعية؟إن أسهل جواب ينسف قطعية استدلالكم بها أنها تتكلم عن الدنيا لا الآخرة وأن الله تجلى للجبل فكيف لايتجلى لعباده إذن فهي ليست دليلا لكم حسب تعاملكم من آية سورة القيامة من باب أولى لأن القيامة دلالتها ظاهرة تؤازرها السنة أما استدلالكم بهذه الآية فإننا لو سلمنا بدلالتها على مدعاكم فإن لها وجها آخر نصرفها عن ظاهرها إليه بقرائن من القرآن ومتواتر السنة ولله الحمد
يقول عالم الإباضية الكازاخاني الجزائري ( 826ه ) :

[ فعندما قال جل وعلا : { لا تدركة الأبصار } فهو من تمام قدرته وجلالة ، واقد اجتهدت في مسألة الرؤية حتى تأكدت و بالأدلة النقلية أن الله يظهر لعبادة المؤمنين يوم القيامة ولكن مع فرض الرؤية وهي ثابتة ، فلا يمكن للرائي أن يحيط بالرب جل وعلا إحاطة كاملة ولكن الله هو من يحيط بالعباد حيث قال { و هو يدرك الأبصار } فمما يستخلص أن الإدراك يقصد به الإحاطة الكونية ]


‏(‏ الحجة البينة في مسائل الرب الكونية للعلامة الكازاخاني الجزائري ، ج2 ، م136 ، ص79




ب-قال الخليلي:إن الصفات لاتتبدل وقد تمدح بنفي الكفء والولد فلوجاز أن يتمدح بنفي بعض الصفات في الدنيا ثم يتلبس بها في الآخرة لجاز أن يتلبس بها كلها فلافرق بين تمدحه بأنه لايرى في الدنيا ثم يكون يرى في الآخرة بأن لايكون له ولد في الدنيا ثم يكون له ولد في الآخرة

الجواب:
إن صفات الله لاتتغير فإن الذي يتغير هو صفات المخلوقين وكلام الخليلي لايلزم إلا من قال باستحالة رؤية الله في الدنيا والآخرة وهذا خلاف صريح كتاب الله حين اخبر أنه تجلى للجبل
فالمخلوقين لاطاقة لهم في الدنيا على رؤيته أما في الآخرة فيغير الله خلقتهم فهم يبعثون على هيئة آدم طوله ستون ذراعا
ويعطيهم القدرة على رؤيته

النقطة الأخيرة التي ذكرها الخليلي:
وإن سلمنا بقاعدة ابن تيمية إن الله لايتمدح إلا بأمر ثبوتي فإن نفي الرؤية فيه أمر ثبوتي وهو الكبرياء لله كما في قوله عليه السلام(وليس بين القوم وبين أن يروا ربهم إلا رداء الكبرياء في جنة عدن)فهذا الحديث دل على أن صفة الكبرياء تقتضي عدم رؤية الله.
الجواب :
نقول:هل الحجاب فوق قدرة الله أم تحتها؟وهل يقدر الله على أن يراه عباده أم لا؟
ثم يقال:

1-إن صفة الكبرياء للمولى عز وجل هي صفة ذات كما أقر بها المشتبه عليه، وأما الرداء فهو حجاب؛ جاء في الحديث الصحيح وهو حديث الرؤية يوم القيامة :
"فيكشف الحجاب فينظرون إليه ..." الحديث.

فالرداء مخلوق بلا إشكال والكبرياء صفة ذات ليست مخلوقة ولاتخرج عن الذات وإن زعمتم أنها ليست صفة ذات فقد جسمتم حيث وافقتم على أن أهل الجنة يرون هذا الحجاب

الوجه الثاني :
نعم إن صفة الكبرياء صفة ذات لا تنفك عنه تعالى ؛ غير أنه جاء في الأثر أن الله تعالى يحدث من فضله لمن أراد وقدر له أن يراه في الآخرة قوة تمكنه من رؤيته وهو متصف بتلك الصفة؛ .

فإن أحوال الآخرة غير أحوال الدنيا


الوجه الثالث:
ما ذكره صاحب الروضة الندية بعد أن أورد الحديث المذكور، قال:

"فهذا يدل على أن الكبرياء على وجهه تبارك وتعالى هو المانع من رؤية الذات ولا يمنع من أصل الرؤية؛ فإن الكبرياء والعظمة أمر لازم لذاته تعالى فإذا تجلى سبحانه لعباده يوم القيامة كشف الحجاب بينهم وبينه فهو الحجاب المخلوق."

ثم قال:
"وأما أنوار الذات الذي يحجب عن إدراكها فذاك صفة للذات لا تفارق ذات الرب جل جلاله، ولو كشف ذلك الحجاب لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه..


الوجه الرابع:

كشف الله الحجاب بإذنه ورؤية المؤمنين له لا ينافي الكبرياء، أما الرؤية بغير إذن أو بإحاطة فهي التي تنافي الكبرياء. ونحو هذا كلامه سبحانه مع بعض عباده.

فثبت المدَّعى والحمد لله وهو الرؤية الخاصة بالمؤمنين في الآخرة, وعليه فقد تبين بهذا عدم انتهاض هذه الدعوى من أصلها وأنها دعوى أكبر من الدليل.

هذا مايسر الله جمعه من أقوال طلبة العلم من مصادر متعددة جعله الله نافعا ولوجهه خالصا وهدانا جميعا إلى سواء السبيل







التوقيع :
إن الروافض ألأم الأقوامِ=وأضلهم عن ملة الإسلامِ
قذفوا النبي وعرضه وتظاهروا=بالحب والتبجيل والإكرامِ
الوالغون بعرض أشرف مرسلٍ=وأجل من يمشي على أقدامِ
تبا لهم لايستحون وكلهم=أبناء متعة عابدي الآصنام
أحفاد (مزدك)قد أباح فروجهم=وأباح تفخيذا بسن فطام
كيف الهداية والأئمة منهم=قد قسّموا الأخماس في الأقسامِ
أما علي فهو رابع عشرة=هم أعظم الأجيال والأقوامِ
إنا عليهم ظاهرون بحقنا=بالعلم والأعلام والأقلامِ
خالد بن غنام السهلي
من مواضيعي في المنتدى
»» الموتى لايسمعون الفزعة ياطلاب العلم
»» قرن الشيطان هو العراق من كتب الأباضية
»» وقفات مع كتاب الرافضة سلامة القرآن من التحريف
»» وليس تسئل عنه الشاء والبقر
»» الجزء الخامس من نقض شبهات الخليلي / لاتدركه الأبصار
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:11 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "