العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام > كتب ووثائق منتدى الحوار العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-08, 03:16 PM   رقم المشاركة : 1
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


مع طرد المورسكيين وُلِدت أول دولة عنصرية في التاريخ


ما سأنقله أدناه هو ترجمة لمقال للمثقف الإسباني الإشبيلي الموسوعة رودريغو دي زياس (يقال أنه من أصول عربية) كتبه بمجلة لوموند دبلوماتيك الفرنسية LE MONDE DIPLOMATIQUEعدد مارس 1997.
وهذا المقال جد مهم حيث يكشف اللثام عن وثائق جديدة تأكد عنصرية الكاثوليك والأسباب التي دفعتهم لطرد المسلمين المورسكيين من إسبانيا سنة 1609.


أترككم مع المقال:

"منذ الحروب الأخيرة بيوغوسلافيا السابقة و القوقاز, كثر الحديث عن "التطهير العرقي". هذا الإجراء الذي يهدف عبثا لخلق "طائفة متجانسة", يعتمد على طرد أو تصفية (كما في رواندا سنة 1994) أقليات متهمة بكل الشرور. من بين أشنع عمليات "التطهير" نجد الإبادة الجماعية لليهود و الغجر بأوربا في الأربعينات على يد نظام هتلر, وكذلك إبادة الأرمن خلال العقد الأول من القرن العشرين على يد الدولة التركية الفتية. لكن النموذج العصري لهذه الإضطهادات العنصرية بدأ يتكون منذ سنة 1609 بإسبانيا مع طرد المورسكيين, هؤلاء المسلمون الذين أُجبروا على اعتناق الكاثولكية خلال سقوط غرناطة سنة 1492م, وهي السنة التي طُرد فيها اليهود من البلاد.

1-الوثائق المهمة

السير رتشارد فوكس فاسل إنجليزي, يعتبر ثاني لورد هولاند (1773-1840م). كان رجلا ثريا و مشهورا, لكن هذا لم يمنع من إصابته ببعض الإضطربات الصحية. سنة 1802م نصحه الطبيب بأخذ قسط من الراحة في مكان مناخه جاف و صحي. السر رتشارد اختار مدريد و استقر بها. بعد مضي سنتين تعلم اللورد الشاب الإسبانية و انشغل بالبحث عن مخطوطات لإغناء "مكتبة هولاند", هذا المقام العائلي السامق الذي لازال يثير الإعجاب بلندن. سنة 1804م اشترى حزمة وثائق مخطوطة من شخص يدعى إزدور دي أولمو. هكذا و دون أن يعلم , اشترى السير رتشارد عقد ازدياد أول دولة عنصرية في التاريخ.
رغم ذكائه و ثقافته, لم يدرك اللورد هولاند كل أهمية الوثائق التي حملها إلى لندن, حيث اكتفى بالكتابة على رأس الحزمة: "أوراق, مخطوطات, أوصاف و مراسلات مأرخة ما بين 1542 و 1610م حول المورسكيين بإسبانيا" ثم تابع " بعضها نسخ والباقي أصلي, من هذه الأخيرة بعض رسائل كونزالو لوبيز (والد أنطونيو لوبيز الشهير (1)) إلى فيليب الثاني مرفوقة بملاحظات هامشية مخطوطة أصلية تمثل ردود الملك).
في 21 نونبر 1989, عُرض مجموع هذه الوثائق في المزاد بلندن: هي الأن ضمن أرشيفي بإشبيلية تحت العنوان النوعي "مجموعة هولاند". الدراسة المعمقة لهذه المجموعة تبين حجم الجدل الذي دار داخل أعلى هيئات الدولة الإسبانية بخصوص الأقلية الإسبانية المسلمة المهمة و التي أُُجبرت على اعتناق الكاثولكية.
المشكل الإجتماعي و السياسي الذي طرحته هذه الأقلية كان هو مشكل جميع الأقليات : رفض الأغلبية لخصوصيات الأخر.
بداية , الخصوصية الدينية, لأن المورسكيين بقوا في الحقيقة مسيحيين-مسلمين. الخصوصية الإجتماعية و اللغوية كذلك, لأنهم كانوا مصرين على الحفاظ على لغنهم(العربية), طريقتهم في اللباس, عاداتهم في الأكل و النظافة(لا يأكلون الخنزير, ويغتسلون باستمرار, الشيئ الذي لم يتقبله المسيحيون أنذاك), و أعيادهم الخاصة. بالإضافة إلى ذلك, كان ينظر إليهم "كعميل للعدو الخارجي" أي حلفاء نشطين للإمبراطورية العثمانية. خصوصية المورسكيين كانت تجعلهم بشكل واضح "تهديدا للجمهورية المسيحية".


يتبع
2-في اتجاه دولة عنصرية






 
قديم 13-06-08, 01:23 AM   رقم المشاركة : 2
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


2-في اتجاه دولة عنصرية

"منذ تأسيس محاكم التفتيش على يد الملوك الكاثوليك و جعلها جزءا لا يتجزأ من الدولة (1481-1483م), كانت لإسبانيا نزعة دينية فريدة و موحدة. يمكن القول أن " القضية المورسكية" في إسبانيا أسبابها و نتائجها تذكرنا بالقضية اليهودية خلال الثلاثينات و الأربعينات و حتى بالوضعية الحالية لبعض الأقليات العرقية بأوربا وغيرها.
الفائدة الأساسية من "مجموعة هولاند" هي كشفها للتحول إلى دولة طائفية يمكن للإنسان المنتمي لأقلية طائفية أن يغير دينه للإنضمام لمجتمع الأغلبية, وحيث التحول إلى دولة عنصرية تصبح فيها الأقلية عرضة لاضطهاد المؤسسات, و فوق كل اعتبارات دينية.
على أية حال فأول خطوة في اتجاه الدولة العنصرية كانت متواضعة, وكان تاريخها أقدم من وثائق "مجموعة هولاند": سنة 1535م, أسقف كاتدرائية قرطبة طلب من البابا بولس الثالث أن يبارك فرض شرط "نقاء الدم" للوصول إلى وضيفة داخل الأسقفية. لكن البابا رفض , فلجأ أسقف قرطبة إلى الملك الإمبراطور "شارل كانت". هذا الأخير راقت له الفكرة و مارس ضغوطات على البابا لمباركة تطبيق هذا الشرط على عموم المملكة. و هكذا أُجبر البابا على القبول: كل شخص يطمح لشغل وضيفة في أسبانيا عليه إثبات عدم وجود أي عضو يهودي أو مسلم في عائلنه منذ أربعة أجيال على الأقل. هكذا أصبح هذا الشرط قانونا و لم يُلغى بصفة كاملة إلا في 13 ماي 1865, مع انقطاع بسيط خلال فترة حكم جوزيف بونبارت (1809-1812م)."
- يتبع -






 
قديم 19-06-08, 02:26 AM   رقم المشاركة : 3
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


"بخصوص اليهود أو" الخنازير", مثلا ذهبت الدولة الإسبانية إلى حد اعتبارمسألتهم "صراع بين التقليد الوطني(...) و تقليد يهودي غامض" ؛ "و انطلاقا من هذه الفكرة, سيُعتبر يهوديا كل من أظهر علامات قاطعة أو تخمينات خطيرة أو وجود أو الإصرار على التقليد اليهودي". ليس المهم كون التقليد يهودي أو مسلم: فالمشكلة كانت نفسها تماما. الإقتراحات, أعلاه, ذكرها الفرنسي كسافي فالا, و نشرها في مذكراته بعد سنة 1945(2). لكن فالا كان أقل صرامة من أسلافه الإسبان, لأنه اكتفى بضرورة أثبات الإنحدار من جدين غير يهوديين فقط لوصف مواطن ما ب"فرنسي صالح"
لقد رأينا أن" نقاء الدم " بإسباني قبل 1865 م لا يتم الحصول عليه إلا بعد 4 أجيال "غير ملوثة"؛ لكن ما يلفت الأنظار هو وجود استمرارية للتصورات إلى حد تصبح فيه محل تداول. فكسافي فالا كان كاثوليكيا صالحا إلى حد لا يمكن تصور تواطؤه مع النازيين المحتلين؛ وهذا ما أثبته خلال محاكمته أمام المجلس الأعلى للعدالة سنة 1947, وقد استفاد من شهادة الطبيب اليهودي غاسطون نورا."


(2) كسافي فالا ترأس الهيئة الفرنسية العليا للمسألة اليهودية 1941- 1942خلال الإحتلال النازي لفرنسا .

- يتبع بإذن الله -







 
قديم 23-06-08, 01:45 PM   رقم المشاركة : 4
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


"هل يمكن أن نتحدث عن "عنصرية دولة" في عهد شارل كانت؟ لا, لأن إجبارية إثبات "نقاء الدم" لم تشكل بعدا غير ديني بعد. نطلق على شخص أنه مسلم أو يهودي إذا كان يطبق شرائعهما : و هكذا فالديانات لا تنتقل عبر الدم , يعني بطريق وراثية عبر الجينات. لكننا أمام التباس أو سوء تقدير, وهو نوع من التحريف الطائفي للدولة فرضه الملوك الكاثوليك. غير أنه تحريف له دلالة: وثائق مجموعة هولاند التي تعود لفترة حكم فيليب الثاني, أتت بتعريف جديد للأقلية المورسكية. يتعلق الأمر ب"أمة". فماذا تعني "الأمة " في إسبانيا القرن السادس عشر؟ باختصار, كل جماعة واضحة التمييز يمكن أن يطلق عليها أمة. و هكذا , في عدة حالات يوجد كاثوليكيون إسبان صالحون يُنسبون إلى "الأمة المورسكية". "نقاء الدم" أدى إلى خلق معيار جماعي جديد لا يقل غموضا عن تعريف اليهودي كمنتمي ل"عرق " ما. منذ ذلك الوقت, الهيئات الكبرى بالبلاد, المجلس الأعلى لمحاكم التفتيش, مجلس الدولة, مجلس الخزينة, الحكام العامون لقشتالة و أراغون, دون احتساب رجال الكنيسة الأكثر تأثيرا, كل هؤلاء كانوا يرون ضرورة القضاء على "الأمة المورسكية".

اختلفت الأراء ثلاثة أقسام حول طريقة تنفيذ هذا الإقصاء: الإبادة, التهجيربكثافة, أو الإستيعاب القهري تحت المراقبة العليا.
ورغم كل شيئ فمن المبكر التحدث عن "عنصرية الدولة" , حيث لم يكن هناك قانون إسباني يمنع وجود أقلية-وإن كان يطلق عليها "امة"- على أراضيها.

ثلاث وثائق من مجموعة رولاند تقترح بوضوح حل الإبادة. إما بالإعدام أو الأشغال الشاقة بمناجم أمريكا و التجديف بالسفن, وهذا سيؤي إلى حد نسل المورسكيين. هذا الحل لم يلق قبول ملوك إسبانيا لندرة أو عدم تطبيقه خلال تلك الفترة. الإقتراحين الأخرين سيتم تطبيقهما: فيليب الثاني سيظهر دائما كمناصر للإستيعاب, بينما فيليب الثالث (1598-1621) سيدعم أنصار التهجير.

لم تكن الإعتبارات الإقتصادية غائبة في الإختيارات التي تم تبنيها: بالنسبة افيليب الثاني, واردات الجزية المفروضة على المورسكيين تشكل مبررا مهما لضرورة بقائهم. الجميع يستفيد منهم:الدولة, الكنيسة, كبار الأسياد الإقطاعيون الدين يشكلون الجزء المهم من الوزارات العلمانية بالدولة.

فيليب الثاني ملك حذر و واقعي, كان متأثرا بضغوطات كبار الأسياد الذين كانت مصالحهم معارضة لمصالح محاكم التفتيش. كان يماطل و يلجأ للجان, باختصار: كان يربح الوقت. و كان المورسكيون يدفعون. عندما تمردوا في مملكة غرناطة لبقديمة(1568-1571) تم الإنتصار عليعم و هُجّروا إلى مناطق أخرى من إسبانيا. لكنهم بقوا دائما هنا و لازالوا يدفعون, طبعا, أقل من السابق لأن ثقافة إنتاج الحرير اختفت من غرناطة. لقد كانت النشاط المورسكي الأكثر ربحا, لكن المورسكيين ضلوا أفضل المزارعين بالمناطق التي أعطوها قيمة و سقوها بأيديهم منذ أجيال عديدة.

بالمقابل, بالنسبة لفيليب الثالث, الوضع كان يُطرح من وجهة أخرى. هذا الملك لم يكن له ذكاء أبيه و لا إرادته. لقد أعطى زمام الحكم لشخص مفضل لديه: الماركيز البلنسي دودينيا الذي كان ذوقا لدوليرما ثم كاردينالا. ابتداءا من 1608 أصبح عم دوق دوليرما كبير المفتشين. نظرية التهجير التي كان يدعمها بقوة أنصار دو ليرما الذين يراقبون جهاز الدولة, هذه النظرية كان لها أيضا داعم اقتصادي: الخسائر التي ستترتب عن الطرد سيتم تعويضها بشكل كبير بالأرباح الناتجة عن مصادرة أملاك المورسكيين."

يتبع 3- التهجير






 
قديم 26-06-08, 10:33 PM   رقم المشاركة : 5
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


دفاع المورسكيين عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم

منذ أن بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و قلوب الكفار مملوءة غيظا و حنقا على شخصه و على ما جاء به من نور لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. فماترك المجرمون من نعث قبيح إلا و نعتوا به الرسول صلى الله عليه و سلم مع علمهم الجازم ببطلان اتهامتهم له, لكنهم أمام عجزهم عن رد دعوته السمحة و الطاهرة لجؤوا إلى أسلوب الضعفاء المبني على السب و الشتم و الرسم . و هذا ما يقرره الدكتور الفرنسي فارنند برودال في مقدمته لكتاب "المورسكيون الأندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية" (ص16) :" إن التهجمات ضد محمد أو ضد القرأن, هي ولاشك أقل حجة و إقناعا من إلحاح المسلمين و تركيزهم على إنسانية المسيح. و هي طريقة لإنكار إلاهيته و رفض التثليت و التي بمفردها تعد نفيا لوحدانية الله."
و هذا مشاهد فكلما فتحت حوارا مع النصارى و غيرهم عن صلب التوحيد جروك إلى مناقشة شبهات حول القرأن و النبي محمد صلى الله عليه و سلم.
لكن ما يغيظ الكفار أكثر هو رفض المسلم ,عالما كان أو عاميا أو بين ذلك , أن يُمسّ جناب نبيه محمد صلى الله عليه و سلم.
ما أريد طرحه من خلال هذا الموضوع هو رد فعل المورسكيين الأندلسيين أمام سب النبي صلى الله عليه و سلم خلال فترة مجاورتهم للنصارى بإسبانيا في القرن السادس عشر و بداية القرن السابع عشر أي بُعيد طردهم من إسبانيا.
بداية فالمورسكيون هم أولئك المسلمون الذين عاشوا في إسبانيا في ظل الحكم المسيحي بعد سقوط دولة الإسلام بالأندلس سنة 1492م و أُجبروا على التنصر و تغيير أسمائهم و أزيائهم و عاداتهم الإسلامية. و لمراقبتهم أسس النصارى محاكم التفتيش لتتبع عمليات تنصيرهم و معاقبة من يتشبت بالإسلام و تقديمه للمحاكمة حيث يتم سجنه أو مصادرة أمواله أو تعذيبه أو قتله أو جميع ذلك في أن واحد. بل من صدرت منه إشارة بسيطة قد تكون خاصة بالمسلمين عُرض على محاكم التفتيش لتقصي أمره.
رغم كل هذه الإجراءات ظل المورسكيون يحفظون بالإسلام باطنا و يخفوه بكل حذر عن أعين و مسامع جواسيس محاكم التفتيش في انتظار فرج يأتي من عند الله عز وجل.
في ظل هذه الظروف الصعبة استغل النصارى الفرصة فراحوا يتهجمون على النبي صلى الله عليه و سلم و ذكره بسوء أمام المورسكيين و ذلك للتثبت من مدى أخلاصهم للمسيحية, لكن المورسكيون كانوا يجابهون كل حقير نصراني يسب النبي محمد صلى الله عليه و سلم مع علمه بما سيجلبه عليه هذا الموقف من تبعات أليمة أمام محاكم التفتيش. لكن ما العمل و المقام مقام النبي صلى الله عليه و سلم و سبه ينفطر له القلب ألما.
أضع بين أيديكم شهادات دونتها محاضر محاكم التفتيش الإسبانية في القرن السادس عشر عن حالات توبع فيها مورسكيون بتهمة إخفاء الإسلام.
يذكر الدكتورالفرنسي لويس كاردياك في كتابه "المورسكيون الأندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية" ترجمة الدكتور عبد الجليل التميمي:
"في كثير من الأحيان, كان الموريسك لا يتحملون من يسب أو يشتم الرسول. من ذلك أن أحد الموريسك عندما(وصل ليقتني خمرا من الحانة) قد استُقبل عند مدخل الحانة بهذه الألفاظ: ( لتحرق النار الخالدة محمدا) غير أنه لم يتماسك عن الرد : (إن محمدا يعد رجلا خيرا و طيبا) "من أرشيف محاكم التفتيش بكوينكا. ملف255. الصفحة3455.".
و في نفس الكتاب يذكر كاردياك:
"اسم محمد يظهر دوما على لسان المسيحيين عندما يحلفون, وفي أحد الأيام بطليطلةكان مسيحيان في نقاش كبير عندما قال أحدهما: (إني أحلف باسم الله) و قد أخذ عليه رفيقه أن يستعمل مثل هذه العبارات قائلا له: (احلف باسم من لا تؤمن به). و قد رد عليه المسيحي قائلا: ( إني أحلف باسم محمد البغي الشرير) إلا أن أحد الموريسك كان حاضرا هذه المجادلة, سرعان ما استولى على هراوة(وكله يرتجف) قد هدد الشاتم قائلا له: (ماذا فعل لك محمد؟) و بالطبع فإن المورسكي هو الذي سيدفع الثمن بسوقه إلى دواوين التحقيق نتيجة شكاية المسيحي" من الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. ملف193. الصفحة 17.
و يتابع كاردياك :
"في سنة 1614م , لنفس هذا السبب, تمثلت بياتريس هارننداز أمام المحكمة, و على الرغم من صفتها المورسكية, فإنها استطاعت أن تبقى بإسبانيا بعد عملية الطرد النهائية: غير أن عددا من جيرانها كانوا يرتابون في ابتداعها, وفي إحدى الأمسيات , قضت سهرتها عند أحد أفراد جيرانها,وبينما كان رب البيت يشعل النارفي المدفئة, أصابه حرق و صاح: (بغي أنت يا محمد) و قد ردت عليه (لم يكن بغيا, ولكنه رسول)..." من الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. ملف 193. الصفحة 16.
كما لاحظتم فهذه مواقف تسجل بماء الذهب فنسأل الله أن يرحم هؤلاء القوم الذين غلبوا على أمرهم و رغم ذلك حاولوا بما أوتوا من استطاعة الدفاع عن إسلامهم و نبيهم صلى الله عليه و سلم.






 
قديم 29-06-08, 01:03 AM   رقم المشاركة : 6
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


3- التهجير

"يوم 22 شتنبر 1609م, الملك فيليب الثالث يوقع الظهير الذي سيعلن ميلاد أول دولة عنصرية في التاريخ. هكذا, لا أحد من أعضاء "الأمة المورسكية" يستطيع الإقامة على الأراضي الخاضعة للسيادة الإسبانية, ومن خالف أُعدم. المسؤول الرئيسي عن هذا الظهير لم يكن الملك, لكنه الدوق دوليرما.
المنظّر الأكبر للدولة العنصرية هو قس بلنسيو عضو محكمة التفتيش ببلنسية يُدعى فراي خايم بليدا: و هو مؤلف كتاب يعرض نظرياته و يبرهن فيه على أن إقصاء المورسكيين هو "ضرورة عاجلة". الكتاب كان غامضا بعض الشيئ بالنسبة للملك, فقام قس قريب من بليدا يدعى فراي لويس بلتران بتلخيصه و تبسيطه.
هذه الوثيقة تحمل رقم 40 ضمن مجموعة هولاند, تحمل القرار الملكي. لقد انتصر الذوق دوليرما: خمسمائة ألف رجل و امرأة و طفل سيتم تهجيرهم مع حوالي 75 بالمائة من "الخسارة".
كل أملاك هؤلاء التعساء ستنعش خزينة دوق دو ليرما و أنصاره. هكذا أصبح لدوليرما –لوحده- ثروة تفوق بكثير خزينة المجلس المالي الذي يعود إليه هو أيضا.
في هذه الفترة كانت إسبانيا مهيمنة عسكريا و سياسيا على أوربا, وكان عدد سكانها حوالي 8 ملايين نسمة , معرفة هاته المعلومات ستمكننا من قياس أهم عامل لتخلفها اللاحق و خرابها: في مناطق كاملة هُجرتالزراعة و أصبحت الأراضي أراضي موات. اختفت أكثر الحرف ازذهارا: النقل, حرف البناء, كبار مربي الحمير و البغال, مشيدوا القنوات المائية السقوية, منتجوا الغلات , كلهم كانوا مورسكيين.. أضف هذا إلى التضخم المتصاعد خلال القرن السادس عشر و الأوبئة و الفساد الإداري و لا مبالاة و جشع دوق دوليرما و الحروب المتواصلة؛ هذه الظروف أدخلت إسبانيا في أحلك فترة في تاريخها.
منذ توقيعها لاتفاقية شين غين, أصبحت إسبانيا المعاصرة حارس جنوب غرب أوربا. حرسُها المدني يراقب سواحل الأندلس لمنع الهجرة الإقتصادية للمغاربيين.
مثل أولئك البحارة الممقوتين الذين كانوا ينقلون المورسكيين باتجاه و هران لكن يلقونهم وسط البحر لربح الوقت و المال؛ البحارة الحاليون ينقلون بانتظام مهاجرين بين الريف و الأندلس و يرمون بهم أحيانا, وسط الظلام, بعيدا عن السواحل الأندلسية حيث يموتون غرقا. أما المحظوظون الذين وصلوا إلى الساحل فيتم إيقافهم و إرجاعهم مقيدي الأيدي من طرف الحرس المدني.
العنصرية ضد الغجر, أخر أقلية واضحة التكوين و التمييز, أصبحت عنيفة و بوثيرة غير منتظمة. لكن ليست إسبانيا وحدها المتبوعة بهذا, فإجراءات التطهير العرقي المتخذة ما بين 1992و1995 من طرف الوطنيين الصرب و الكروات ضد المسلمين بالبوسنة ذكرتنا بطريقة مأساوية أن الدولة العنصرية لا تنتمي فقط إلى الماضي السحيق."

تمت الترجمة و النقل ولله الحمد







 
قديم 29-06-08, 05:00 PM   رقم المشاركة : 7
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


موقف المورسكيين الأندلسيين من لحم الخنزير

قال تعالى : ( إنما حرم عليكم الميتة و لحم الخنزير و ما أهل به لغير الله ). البقرة /173

قال تعالى : ( حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و النطيحة و ما أكل السبع إلا ما ذكيتم ).المائدة 3

و قوله تعالى( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير ، فإنه رجس ) الأنعام ـ 145

و قوله عز و جل : ( إما حرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به ن فمن اضطر غير باغ و لا عاد فإن الله غفور رحيم ). النحل 115 .

هذه الأيات القرأنية كلها تأمر المسلم بتجنب أكل لحم الخنزيروقد أصبحت صفة عدم أكل لحم الخنزير صفة ملازمة للمسلم و ذلك بفضل توفيق الله لهم ثم بفضل امثتالهم لأوامره و إعطائها كل الأهمية التي تتطلبها دون استهتار أو تجاهل أو تأويل.
لكن كيف هو حال المورسكيين الأندلسيين مع هذا الأمر الرباني؟
كيف قاوم هؤلاء المغلوبون على أمرهم بعد سقوط دولة الإسلام بالادنلس, كيف قاوموا مظاهر العيش كنصارى و القيود المفروضة عليهم و التي تجبرهم على أكل لحم الخنزير و شرب الخمرإلى غير ذلك من الأشياء المحرمة على المسلم.
نعم لقد قاوموا كل ما يتعارض مع دينهم الإسلامي رغم إجبارهم على خلغه لصالح اعتناق الكاثوليكية المسيحية و قد سطروا في هذا الباب تضحيات أغفلها الإسبان و تجاهلها المسلمون.
و من مظاهر محافظتهم على الإسلام تجنب أكلهم لحم الخنزير بل و تجنب استعمال حتى ما قد يكون مرتبطا به من سكين إلى غير ذلك. أما إذا قدر الله و أكل أحدهم عن جهل لحم الخنزير وعلم بعد ذلك أنه لحم خنزير فزيادة في ورعه و احترامه لتعاليم ربه يضع أصبعه في فمه و يتقيأ كل ما أكله.
و قد عمل المورسكيون رغم المحنة على تمرير تعاليم الإسلام لأبنائهم و حرصوا على
تربيتهم بعيدا عن تعاليم النصارى.
و من أجل توثيق ما سردته أعلاه أنقل لكم فيما يلي بعض الشهادات التاريخية الإسبانية التي تبين التزام الأندلسيين المورسكيين بتعاليم الإسلام و من بينها تجنب أكل لحم الخنزير. و هذه الشهادات استقتها من كتاب "المورسكيون الأندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية" للفرنسي لويس كاردياك ترجمة عبد الجليل التميمي. و هو كتاب يتوفر على وثائق من الأرشيف الإسباني المتعلق بحياة المورسكيين قبل طردهم سنة 1609م.

يقول لوي كاردياك :

"إن حالة فالا نوناز مهمة جدا لأنها سمحت لنا بشرح هذين المظهرين, كان هذا الشخص يعيش في هوركاجو سنة 1550, عندما أوقف من طرف دواوين التحقيق. ففي شبابه الذي قضاه بأفيلا علموه أنه وجب عليه أن يمتنع عن شرب الخمر و أكل لحم الخنزير:" و أنه سيذهب إلى جهنم, وهذا ما اعتقده و أنه بسبب ذلك قد امتنع منذ ذلك اليوم, عن أكل لحم الخنزير, و قد صرح الأن بنذر ذلك إلى الشيطان, و هو يجد طعم الخمر مرا, شأنها شأن المرارة". أما الأن فقد أنجب أطفالا و سوف يحترم نتيجة لذلك التقاليد:" و كان يشم فم أبنائه ليعرف هل أكلوا لحم الخنزير و شربوا الخمر, و إذا ما أحس بشيئ من ذلك كان ينهر أبناءه و يستفسرهم عن سبب أكلهم لحم الخنزير و يخبرهم أن أجدادهم لم يأكلوه على الإطلاق".(الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني-الملف198-رقم15)

و قد ذهب بهم هذا الحرص الديني بعيدا: فإيزابال لاقوردا قد دعيت من طرف مسيحية لتناول طعام معها, وقد قدمت لها أكلا التهمته بشهية, إلا "أنه بعد أن تناولنا الغذاء, و جاء الحديث بأن المشوي الذي قدم لها, كان لحم خنزير, وضعت إيزابيل لا قوردا أصابعها في فمها و تقيأت كل ما أكلته" (الأرشيف التاريخي الوطني الأسباني- الملف193-الرقم4.)

هذا الإلتزام كان يشعر به على أنه أمر و هذا إلى درجة إثارة اشمئزاز و تقزز جسمي: فجوان هرادو بالقالة قد رفض الأكل في صحون بها لحم الخنزير و امتنع أن يستعمل سكينا بحجة أنه استعمل لذبح الخنزير. و لهذا السبب كان يقطع كل ما وجب أكله بأصابعه".(الأرشيف الوطني التاريخي الإسباني-الملف 194- رقم2)
و نفس هذا الأمر لمورسكية من كاطالانيا التي حضرت ذبح أحد الخنازير عند جزار القرية, فصاحت:"أنها لا تـاكل لحم الخنزير حتى و لو توجوها ملكة" (Ignacio Bauer y Landauer; Relaciones y manuscritos moriscos. Madrid. p60).

إن عدم أكل لحم الخنزيرأصبح إذن علامة على عقيدة الإسلام, وجوان الماريك كان لا يأكل شحم الخنزير و لا لحمه و لا المأكل التي تستعمل به, وهذا احتراما لأوامر دين محمد". و بعد إجراء تحقيق, سوف يكتشف أنه مارس " كثيرا من مظاهر دين محمد" (الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني- الملف191- الرقم 7)
كذلك هناك عدد من الشخصيات تتظاهر بشراء لحم الخنزير لأكله, في حين أنها تكتفي بإعطائه لكلابها: "كثير منهم يتظاهرون بشرائه, إلا أنهم لا يأكلونه, وعلى الخصوص كانت النساء المورسكيات, لا يرغبن في أي حال من الأحوال, اقتناءه" (Ignacio Bauer p60).






 
قديم 30-06-08, 11:39 PM   رقم المشاركة : 8
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


انتصار المورسكيين للنبي اسماعيل عليه السلام / وثائق حصرية

بسم الله الرحمان الرحيم. و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على أله و صحبه و من اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد,
فقد حافظ المسلمون بالأندلس بعد سقوط غرناطة سنة 1492م بأغلب تعاليم الدين الإسلامي. و قد خوّلت لهم معاهدة تسليم غرناطة التي عقدها الملكان الكاثوليكيان مع الملك المسلم أبي عبد الله الزغبي- عفا الله عنه- خولت للمسلمين الأحتفاظ بدينهم بل و حمايتهم من أذى النصارى.
فقد جاء في المادة الرابعة من المعاهدة: " يسمح صاحبا السمو, و سلالتهما, للملك أبي عبد الله الصغير و شعبه أن يعيشوا دائما ضمن قانونهم (أي بممارسة الشعائر الإسلامية) دون المساس بسكناهم و جوامعهم و مناراتهم......"
و جاء كذلك في المادة الثانية عشر :"لا يسمح بأي نصراني بدخول المساجد, أو أي مكان لعبادة المسلمين, دون إذن من الفقهاء. ومن يخالف ذلك يعاقبه صاحبا السمو"
و جاء في المادة الثانية و الثلاثون:"لا يجوز إرغام مسلم أو مسلمة على اعتناق النصرانية".
لكن ما كاد حبر المعاهدة يجف حتى نقض النصارى و ثيقة التسليم و كشر الصليب عن أنيابه و بدأ المسلمون الأندلسيون أطول رحلة اضطهاد في التاريخ يتعرض له شعب ما.
قام القساوسة و الرهبان بتحريض الملوك الكاثوليك ضد المسلمين و أوعزوا لهم بضرورة تنصيرهم و ذلك للمحافظة على الوحدة الدينية لإسبانية الكاثوليكية و كذلك لتجنب أي عودة محتملة للإسلام بالأندلس.
و بالفعل استجاب الملوك الكاثوليك لهذه التحريشات الصليبية و بدأوا في إصدارقوانين تحرم على المسلمين استعمال اللغة العربية و لباس الزي الإسلامي و التسمي بالأسماء الإسلامية و الإغتسال و الإحتفال بالأعياد الإسلامية بل صدرت قوانين تجبر المسلمين غلى التنصر و من خالف هذه المحظورات أُعدم أو صودرت أمواله أو عُذب حتى الموت إلى غير ذلك من فنون الإضطهاد.
إزاء هذه الفتنة الكبرى انقسم الأندلسيون المسلمون إلى ثلاقة أقسام:
- قسم هاجر من الأندلس إلى بلاد الإسلام بإفريقيا.
- و قسم رفض مفارقة أرض الأجداد و أظهر النصرانية و حافظ على الإسلام سرا في انتظار فرج من الله. فقد كانوا لا يتصورونأن الإسلام سيغيب غيبة طويلة عن الأندلس و كانوا ينتظرون بين ساعة و أخرى وصول جيش مسلم يقوده طارق أخر, لكن قدر الله و ما شاء فعل.
- أما القسم الثالث فقد ضعُف و تنصّر و العياذ بالله و انذمج في المجتمع النصراني الإسباني.

و في انتظار فرج من الله , قام المسلمون الذين ظلوا بالاندلس بتنظيم حياتهم الإسلامية السرية و قد كان الأمر في غاية الخطورة خاصة و أن محاكم التفتيش تتعقبهم و تراقب كل كبيرة و صغيرة عنهم.
لكنهم رغم ذلك حافظوا على الغقيدة الإسلامية و قاموا بما استطاعوا عليه من العبادات و نقلوا الإسلام إلى أولادهم و سطروا تاريخا مجيدا في المحافظة على الإسلام حتى طُردوا من إسبانيا سنة 1609م. نعم... طٌردوا مرفوعي الرأس بعدما يئس القساوسة و الرهبان من تنصيرهم.
و من العبادات التي حافظ عليها المورسكيون ,خلال فترة عيشهم في جحيم الحكم النصراني, إقامة شعائر عيد الأضحى, بل لم يكتفوا بذلك ووضعوا كتبا سرية تفسر للمورسكيين معنى هذه الشعيرة.
و بما أن النصارى يتسبون حادثة التضحية لإسحاق دون إسماعيل عليهما السلام فإن المورسكيين أخذوا على عاتقهم –جزاهم الله خيرا- مهمة الدفاع عن اسماعيل عليه السلام و بينوا أن ابراهيم عليه السلام أُمر بذبح اسماعيل و ليس اسحاق و ردوا و أفحموا النصارى.
و برز ت في هذا الباب شخصيتان مورسكيتان هما الشاعر محمد الربضان و الفقيه محمد ديفارا و كلاهما من أراغون.
وقد حفظ لنا التاريخ –بفضل الله عز وجل- و ثيقتان مهمتان و قد وُجدتا بالمكتبة الوطنية الفرنسية ببالريس. و تبين هاتان المخطوطتان درجة فقه المورسكيين رغم مرور أكثر من 110 عام على محاولات تنصير مسلمي الأندلس.
و قد قام الدكتور الفرنسي لوي كاردياك بنقل مقتطفات من هذه المخطوطات فيي كتابه " المورسكيون الاندلسيون و المسيحيون" (ص 57-58). ومنه نقلتها في هذا الموضوع الذي أضع بين أيديكم.

يقول لوي كاردياك:
"إن المسيحيين و المسلمين يدعون جميعا أنهم من سلالة إبراهيم, إلا أن المسيحيين يقولون أنهم منحدرون من فرع شريف بالتدرج المباشر لإسحاق, بينما المسلمون يعدون من أبناء إسماعيل الغير الشرعيين و قد كان المورسكيون أكثر حساسية لرؤية تاريخ شعب الله المختارحيث عبروا بتأثر عميق عن صدمتهم لذلك. فالشاعر محمد ربضان, أحد مورسكيي أراقون قد كتب قبل عدة سنوات من الطرد , قصيدة طويلة حول :"شهرة نسب" الرسول محمد و الشعب العربي. و في المقدمة النترية للقصيدة, شرح الأسباب التي دفعته ليكتب مثل هذا العمل:" إنه فوق كل ذلك, نلاحظ شيوع الرأي لدى المسيحيين الكفار و حيث يمنحون, بثقة كاملة و إصرار, صفة اللقيط لإسماعيل و لكل سلالته و ينزعون عنه مجد التضحية و يمنحونها لإسحاق. كما أن المسيحيين ينسبون إليهم إبراهيم الطيب عليه السلام.

و كانوا يقولون أنه نظرا لنسبه اللقيط, فإنه لا يمكن أن يكون نبيا, و على الرغم من أن الإيمان متمكن جدا في كل المملكة, بفضل عناية الله تعالى, فإن هؤلاء الناس يولدون دوما لدى الأشخاص الضعفاء الفتور و العار, فقلبهم ضعيف و تربيتهم الدينية مخزية, و بالإضافة إلى ذلك قد حثوا و تحت تهديد هؤلاء الكفار الذين وضعوا من أجل ذلك كل سعادتهم و غبطتهم"(155) إن رد الإعتبار هذا لإسماعيل عوض إسحاق سوف يتم انطلاقا من تفسير السورة رقم 37 من القرأن و حيث يظهر أن الإبن الذي قبل إبراهيم التضحية به هو إسماعيل, و بالفعل, اثر هذا الإمتحان, وحيث خرج الرسول منتصرا, بشر عليه السلام"بنبإ طيب": تمثل في ولادة إسحاق (156).
أما المورسكي الأراقوني محمد ديفارا فقد شرح لإخوانه أساس عيد الأضحى, وقد كتب:"أطلق عليه إبراهيم و قد جرب على ابنه الحبيب إلى نفسه إسماعيل, إلا أن تجربة الله وقعت عليه, و الذين يقولون أن ذلك وقع لإسحاق لم يدركوا شيئا, لأن الأمر كان, بالفعل,متعلقا بإسماعيل, ومحاولة التجربة قد تمت بالفعل لإبراهيم عندما لم يكن لديه إلا ابن واحد, وحدث هذا قبل ولادة إسحاق,و لو كان لإبراهيم ابنان , فإن الجواب سيكون حتما أقل نبلا, لأنه في هذه الحالة, سيبقى له ابن أخر يسليه عن التضحية عن الإبن الأول" و قد ذكر هذا المورسكي أيضا, قبول أبراهيم بتضحية ابنه و شجاعة إسماعيل ثم تدخل الملائكة و تقديم كبش بدلا عنه للتضحية:" و سوف يطلق ابراهيم ابنه اسماعيل حيث كان و سوف يبقى نسبه متعددا و مدعوما". (157)

الهوامش
(155)-مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس رقمesp.251.f°3 r° - V¨°. و قدم هذا القصيد على الشكل التالي: باسم القانون و السلالة و النسب المشهور لسيدنا و رسولنا محمد عليه السلام من خادم الله و الذي يرجو شفقته و رحمته محمد ربضان الأراغوني, أصيل مدينة رودا دو زالون (Rauda de Xalon), في سنة 1603 من ولادة المسيح ليتقبله الله برحمته. لقد أضفنا تاريخ إقامة الإسرائيليين و سلالتهم و تاريخ القيامة برزنامة الإثنى عشر قمرا و أخيرا 99 إسما من أسماء الله سبحانه"(ص10). "إن كل القصائد الموجودة في هذا المخطوط قد نشرها اللورد ستانلي من الديرلاي (Lord Stanley of Alderly) من مخطوطة بالمتحف البريطاني. راجع لذلك:
P. de Gayangos. Catalogue of de spanish mss in the British Museum. t1. p31)
و حسب مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس الموجودة في :
Journal of thr Royal Asiatic Society of Great Britain and Irland (1868-1872)
أما قصيدة الإثنى عشر قمرا فقد كانت تنقص في "مخطوطة باريس". و على ضوء ملحوظة دو ساسي (De sacy) يمكن أن نضيف أن تيكنور)Ticknor) قد نشر فقرات مطولة من قصيدة ربضان في كتابه:
Historia de la litertura espanola. Madrid; Rivadeneyra 1851-1856..LIV.pp 275-326
أما القسم المعنون Espantos del dia del juiciv من القصيدة فقد نشر فيt.V pp 405-409Memorial Historico Espanol
(156) القرأن سورة الصافات. أما الإنجيل فقد قدم رواية أخرى للإنجيل سفر التكوين 12 ص1-19. " إن إبراهيم استفاق مبكرا, أسرج حماره و أخذ معه رفيقين و ابنه اسحاق..." اقتبسنا فقرات الإنجيل من الترجمة Ecole biblique de Jerusalem) edition du cerf; Paris. 1961.
(157) المكتبة الوطنية بباريس ms.esp.397. f°40.r°-v° وحول إبراهيم و المسلمين راجع الكتاب التالي:
ِClaude Layron. l'homme que Dieu aime. ABRAHAM ...Paris. Les editions du cerf. 1969... 3°^partie "le premier des musulmans" pp 149-166.






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:42 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "