الحمد لله رب العالمين
يدندن الرافضة حول الفتنة التي حصلت بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وبالأخص بين طائفة علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه وطائفة معاوية بن ابي سفيان رضي الله تعالى عنه ويطعنون بالطائفة الأخرى ويقولون أنها باغية في حين أن الله تبارك وتعالى يصفهم بالإيمان ويقول أنهم أخوة ومؤمنين فسبحان الله كيف يترك الحسن الخلافة ويعطيها لمن هو ليس على حق يا رافضة الحق فمعاوية يشهد له محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك توصيته لأبنه بأهل بيت رسول الله وخصوصاً الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه فلما العناد يا قوم
يقول الحق تبارك وتعالى في القرآن الكريم :
{ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَىٰ ٱلأُخْرَىٰ فَقَاتِلُواْ ٱلَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيۤءَ إِلَىٰ أَمْرِ ٱللَّهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ }
تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق
{ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } أي فريقان من المؤمنين قاتل أحدهما صاحبه , { فأصلحوا بينهما } حتى يصطلحا ولا دلالة في هذا على أنهما إذا اقتتلا بقيا على الإيمان ويطلق عليهما هذا الاسم ولا يمتنع أن يفسق إحدى الطائفتين أو تفسقا جميعاً .
قلت ( تقي الدين السني ) : وفي هذا بيان واضح على أن الطائفتين مؤمنين وإن إقتتلا بقيا على الإيمان يا رافضة الحق وهذا واضح في تفاسيركم فأنهما طائفتين مؤمنين فسبحان الله تفاسيركم تصفهم بالإيمان وأنتم تطعنون في أحدى الفئتين هداكم الله الا تعساً لكم ولأيمانكم ودينكم لا تعرفون شيئاً
{ إنما المؤمنون إخوة } في الدين يلزم نصرة بعضهم بعضاً { فأصلحوا بين أخويكم } أي بين كل رجلين تقاتلا وتخاصما ومعنى الاثنين يأتي على الجمع لأن تأويله بين كل أخوين يعني فأنتم إخوة للمتقاتلين فأصلحوا بين الفريقين أي كفوا الظالم عن المظلوم وأعينوا المظلوم { واتقوا الله } في ترك العدل والإصلاح أو في منع الحقوق { لعلكم ترحمون } أي لكي ترحموا.
قلت ( تقي الدين السني ) : فالطائفتين مؤمنين بنص القرآن الكريم وكذلك أخوة فيما بينهم فيجب الاصلاح بينهم ولا سبهم وشتمهم يا رافضة لماذا لا تتبعون الثقل الأكبر يا رافضة الحق فهاتين الطائفتين المؤمنين وأخوة في الدين والنصرة فلماذا لا تنظرون الي حالكم يا رافضة تسبون من قال فيهم الله أنهم أخوة .. !!
تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق
وقوله { وإن طائفتان من المؤمنين } لا يدل على أنهما إذا اقتتلا بقيا على الايمان، ويطلق عليهما هذا الاسم، بل لا يمتنع ان يفسق احد الطائفتين او يفسقا جميعاً، وجرى ذلك مجرى ان تقول: وإن طائفة من المؤمنين ارتدت عن الاسلام فاقتلوها.
قلت ( تقي الدين السني ) : وليس يطلق عليهما لفظ الايمان إنما هما طائفتين مؤمنتين وهذا واضح بنص القرآن الكريم وهو الثابت في القرآن والكثير عند أهل التفسير من أهل السنة والجماعة فهم أقوى من فسر القرآن الكريم أما قوله ( بقيا ) وفي هذا لفظ الجمع يا رافضة الحق إن كنتم تسبون معاوية رضي الله تعالى عنه .
هل الجمع في تفسير الطوسي يخرج علي رضي الله عنه من دائرة كلامكم ؟؟
فالأية واضحة جلية لفظ المؤمنين أطلق عليهم ليس ما ذهب اليه الطوسي في تفسيره أن يطلق هذا الإسم بل الإسم ثابت على الطائفتين وكذلك يقول الطوسي : ( لا يمتنع أن تفسف أحد الطائفتين ) فهل طائفة علي من الفساق كما يقول الطوسي يا رافضة ؟
ثم اخبر تعالى { إنما المؤمنون } الذين يوحدون الله تعالى ويعملون بطاعاته ويقرون بنبوة نبيه ويعملون بما جاء به { أخوة } يلزمهم نصرة بعضهم بعضاً { فأصلحوا بين أخويكم } يعني إذا رجعا جميعاً إلى الحق وما أمر الله به { وأتقوا الله } أي اجتنبوا معاصيه وافعلوا طاعته واتقوه فى مخالفتكم { لعلكم ترحمون } معناه لكي ترحمون لان (لعل) بمعنى الشك والشك لا يجوز على الله تعالى، قال الزجاج: سموا المؤمنين إذا كانوا متفقين فى دينهم بأنهم أخوة، لاتفاقهم فى الدين ورجوعهم إلى اصل النسب لانهم لآدم وحواء.
قلت ( تقي الدين السني ) : فهل الطائفتين يا رافضة مؤمنين يوحدون الله تبارك وتعالى ويعملون بطاعته أم لا يا رافضة الحق ؟؟
والصريح أن الطائفتين مؤمنتين وهذا ما قاله الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم ولا شك في هذا الأمر كيف بالله عليكم تسبون أحدى الطائفتين وهي مؤمنة .. !!!!
ثم يقول ( إخوة ) فقد وصفهم الله تبارك وتعالى بالأخوة فيما بينهم فلماذا هداكم الله تبارك وتعالى تشتمون أخوة علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ؟؟
ثم أعلموا أن تتقوا الله في قولكم وفعلكم يا رافضة فليس في الطائفتين الا الايمان والأخوة في الدين وهذا ما قاله أئمتكم وعلمائكم في تفسير الأية ( أخوة في الدين ) فلماذا تطعنون بمن هو أخوة لعلي رضي الله عنه ؟؟
تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) مصنف و مدقق
وقوله: { فأصلحوا بين أخويكم } ولم يقل: فأصلحوا بين الأخوين من أوجز الكلام وألطفه حيث يفيد أن المتقاتلتين بينهما اخوَّة فمن الواجب أن يستقر بينهما الصلح وسائر المؤمنين إخوان للمتقاتلتين فيجب عليهم أن يسعوا في الإِصلاح بينهما.
قلت ( تقي الدين السني ) : إن المتقاتلين أخوة يا رافضة أخوة هداكم الله تبارك وتعالى إذاً طائفتين القتال بين معاوية وعلي رضوان ربي عليهما هم أخوة فيما بينهم وكما قال علي ( هم أخوةٌ لنا بغوا علينا ) سبحان الله علي يقول أنهم أخوةٌ لهم فلماذا تسبونهم يا رافضة ؟
تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق
{ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } اى المسلمين .
قلت ( تقي الدين السني ) بل المؤمنين يا الجنابذي فسبحان الله تعالى هم مؤمنين وأنتم تقولون كفار وتكفرونهم سبحان رب الارض والسماء ما هذه الا غباء مستفحل .
والحمد لله رب العالمين
كتبه / تقي الدين السني