قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله:
"إنني ألفت النظر إلى أن المواريث الشائعة بيننا
تتضمن أموراً هي الكفر بعينه.
لقد اطلعت على مقتطفات من الفتوحات المكية لابن عربي فقلت:
كان ينبغي أن تسمى الفتوحات الرومية!
فإن الفاتيكان لا يطمع أن يدسَّ بيننا أكثر شراً من هذا اللغو..
يقول ابن عربي في الباب (333) بعد تمهيد طويل:
"إن الأصل الساري في بروز أعيان الممكنات هو التثليث!
والأحد لا يكون عنه شيء البتة!
وأول الأعداد الاثنان،
ولا يكون عن الاثنين شيء أصلاً،
ما لم يكن ثالث يربط بعضها ببعض
فحينئذ يتكون عنها ما يتكّون،
فالإيجاد عن الثلاثة والثلاثة أول الأفراد"..
لم أقرأ في حياتي أقبح من هذا السخف،
ولا ريب أن الكلام تسويغ ممجوج لفكرة الثالوث المسيحي،
وابن عـربي مع عصابات الباطنية والحشاشين
الذين بذرتهم أوربا في دار الإسلام
أيام الحروب الصليبية الأولى؛
كانوا طلائع هذا الغزو الخسيس،
ولكن ابن عربي يمضى في سخافاته
فيقول عن عقيدة التثليث:
"من العابدين من يجمع هذا كله في صورة عبادته وصورة عمله،
فيسرى التثليث في جميع الأمور لوجوده في الأصل!!"
ويبلغ ابن عربي قمة التغفيل عندما يقول:
"إن الله سمى القائل بالتثليث كافراً
أي ساتراً بيان حقيقة الأمر فقال:
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}
[المائدة:73]
فالقائل بالتثليث ستر ما ينبغي أن يكشف صورته،
ولو بيّن لقال هذا الذي قلناه!!
واكتفى الأحمق بذكر الجملة الأولى من الآية،
ولم يُردفْها بالجملة الثانية:
{وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ}
[المائدة:73]
وذلك للتلبيس المقصود !.
هذا الكلام المقبوح موجود فيما يسمَّى بالتصوف الإسلامي!
وعوام المسلمين وخواصهم
يشعرون بالمصدر النصراني الواضح لهذا الكلام".
(تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل
ص 60 - 61)