الزميل الفاضل تقي الدين....
هل تريد اجابة لاشكال القول بالهوية أو الكنه بالرغم من تنزيه الله عن جميع الصفات والمسميات؟
الاجابة موجودة ... لكن يجب أن تفرغ نفسك لتقرأ وتحاول أن تفهم ما سأقتبسه من أقوال.
فأنا قد ذكرت هذا الاقتباس سابقا في موضوع آخر ولم ينتبه الزملاء الأفاضل لأهمية ما ذكرته أو على الأرجح لم يفهموه ولكنني أعول عليك هذه المره.
قال الامام المعز لدين الله في أحد أدعيته...
(اللهم انا نؤدي الحقائق بأداة جسدانية على نحو ما طبعنا عليه من هيئة القول والقبول لمن قيل له على نحو لطافة الشيء في هويته. وقد علمت أن الكلام الروحاني لم يصر جسمانيا حتى يعبر عنه بآلة الاجساد تشاكلا لقائله واداته, وانما عليه بلوغ الجهد في نفي ما يليق به من التشبيه بالتأويل وأنت في حكمتك وعدلك أولى من تجاوز عن العجز الضروري والامتناع الجبلي, وقد أيقنا أن العقل فوق النفس, اذ النفس بسيطة والعقل ألطف منها, وان النفس فوق المنطق لأن المنطق مركب من حرف بعد حرف, ونحن لو توهمنا الوقوف بالفكر والوهم على الأنفس البسيطة تكييفا لعجزنا عنها فمتى ما عجزنا عن ذلك بالقول الفكري الوهمي, فنحن بالقول المنطقي أعجز. فكيف من تعالى عن لطف العقل وقوته, وقد علمنا أن العقل من مبدعاته, ولا يدرك الخلق الخالق ولا المصنوع الصانع. تعالى من جل عن ادراك العقول والتفوس بلوائح التفكير, وتقدس من تجال في جبروته عن الشبيه والنظير وتعالى عن ذلك علوا كبيرا, لكنا يا رب لا نتجاوز في العبارة عن حكمتك وعدلك فنؤدي على التقريب والافهام بأداة جسدانية طبعنا عليها, لم نجد سبيلا الى سواها, وان كنا نعتقد في ذلك انك فوق كل مدحة وحكمة, متعال عن النعوت والصفات والنفي والاثبات, وجميع ما يوجد في الخلق من السمات والأدوات, اللهم هذا عذرنا فاقبله منا).
أتمنى أن تكون قد دققت فيما اقتبسته من أقوال الامام المعز فهو في غاية الأهمية وفي صلب الموضوع.
وأقتبس هنا أيضا ما يؤيد هذا الكلام ويفسره من أقوال الداعي عماد الدين القرشي لمن أراد الفهم....
ان الأسماء والصفات غير واقعه على المبدع تمام الوقوع ولا يعبر بها عنه بالقول المنطوق به المسموع, جل أن تقع الأسماء والصفات عليه وتعالى أن يشار اليه. فأن قلنا أبدع فالمبدَع وُصِف, وان قلنا خلق فالمخلوق عُني, وان قلنا أوجد فالى الموجَد أشير وكني بما أدت اليه ضرورة العبارة والحروف المستعارة.
وقال الداعي المؤيد في الدين...
اللهم انا نسألك المسامحة لمن هو من رق العبودية في ضيق الانحصار, اذ تناول ذكرك بغير ما أنت أهله بحكم الاضطرار (اذ لا بد من العبارة) وأن يكنى وبالأسماء اليه يشار, وهو متنزه عن الاشارة, متعال عن أن يرتقى اليه بالعبارة.
أما بالنسبة للتمثيل والتعطيل كمفردات فكما ذكرت لك أن التمثيل هو التشبيه بمعنى ايجاد المشترك بين موصوفين (بعض النظر عن الكمال والنقص في هذه الصفات)
والتعطيل هو بأن يقال لا هو أو لا اله فقط.... وشرح ذلك أيضا من كتاب راحة العقل ص 148 والذي يفصل استخدام لفظ (لا) وكونها موجهة نحو الصفات والموصوفات وليست موجهة لله تعالى.
أتمنى أن تكون قد وصلت الفكرة فنحن في نقاش علمي لا يستدعي المكابرة بعد الاقتناع.
وبعد هذا كله مرر على تفكيرك شريط ما تقولونه عن الاله الذي تصفونه وتسمعونه وترونه... الاله ذو اليدان اللتان كلتاهما يمين... الاله ذو الأصابع والقدم. فقط من باب المقارنة.
وشكرا لك