موقع الجديدة
د. رياض الأمير
جاءت نتائج الانتخابات الإيرانية غير متوقعة للكثيرين، حيث كان يتوقع أن يفوز جليلي في عملية مشابهة لما جرت بانتخاب احمدي نجاد. إن انتخاب حسن روحاني الذي نال على أكثر من 50 في المائة من الأصوات وحل جليلي في المرتبة الثالثة مفاجئة مفرحة لآلاف الإيرانيين الذين احفلوا في شوارع طهران بفوز روحاني ورددوا شعارات مؤيدة للتيار الإصلاحي ومطالبة بالمزيد من الحريات. إن إقبال الإيرانيين على صناديق الانتخاب بنسبة 72 بالمائة من اجل الاستفادة من فرصة في وجود شخص اقل تزمتا من الآخرين، رجله مع الإصلاحيين والأخرى مع المحافظين. لقد أطال علي خامنئي . بموافقته السماح لروحاني الترشيح للانتخابات الرئاسية من عمر النظام الحالي ،إضعاف الزخم الجماهيري للشعوب الإيرانية المطالبة بالتغير الجذري وكسب الوقت لانجاز بناء سلاح نووي ، الاستمرار في سياسة التدخل في دول الجوار. ان ما قام به المرشد الأعلى هو تقديم وجوه أكثر قبولا لدي الآخرين والاستمرار في نفس النهج القديم. وان كان حسن روحاني من الإصلاحيين الذين يمكن أن يشكلوا خطرا على نهج ولي الفقيه لما وافق على مشاركته في الانتخابات وزج بجانبه أكثر وجوه المحافظين من اجل أن يختار الإيرانيون أفضل المتوفر أمامهم.
بعض الكتاب العرب هللوا لفوز حسن روحاني لأنه ساهم بغلق احد الملفات مع السعودية متناسيين ان الملفات الأكثر خطورة وتعقيدا على مستوى المنطقة والعالم هما الملف النووي والتدخل في الشأن الداخلي في الدول العربية ومنها دعم نظام الأسد في سوريا.
في أول تصريح لحسن روحاني بعد فوزه مطالبته المجتمع الدولي بـ “الاعتراف بحقوق إيران في المجال النووي”، اتهام المعارضة السورية بسيطرة الإرهابيين عليها الذين يتلقون توجيهات من الخارج كما طالب بقاء الأسد.
لا شيء جديد تحت سماء نظام ولاية الفقيه وان التوقع تغير ما في سياسة إيران في وجود روحاني رئيسا أمل سابق لأوانه كثيرا ومن الممكن غير قابل للتحقيق لأنه قد سبقه محمد خاتمي الإصلاحي الذي لم يستطع من تغير أي شيء في سياسة النظام الخارجية وعلاقاته مع دول الجوار أو المجتمع الدولي، لان الحل والربط بيد علي خامنئي الأعلى والحرس الثوري والمؤسسات الأمنية الأخرى التي تتبعه ، وهذا ما سيكون عليه حال روحاني