استقراء من التأريخ فالتأريخ يشهد لأهل السنة

[رهين الفكر]

عندما نستقرئ التسلسل التأريخي للتغيرات التي احدثها اقوام في الإسلام ونشأت بسببها فرق عديدة ،، فإننا نجد ان فرقة واحدة فقط هي التي ثبتت على دين الإسلام في حين ان غيرها ادخل تغييرات لا توجد عليها دلائل او إثباتات

فمن حيث المبدأ فإنه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كل شيء لا خلاف عليه بين كافة الفرق ومن طعن في شيء كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما يطعن في ذات الرسول صلى الله عليه وسلم

وحين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإننا نجد ان ابابكر هو من تولى الخلافة وبإجماع من الصحابة آنذاك ،،، ووفقا لما جاءنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم بيّن ان الخليفة من بعده إنما هو ابو بكر كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث انه صلى الله عليه وسلم اراد ان يكتب كتابا ثم عدل عن ذلك ،، وسبب عدوله صلى الله عليه وسلم انه علم ان الله يأبى والمسلمون إلا ابابكر ،،، وهذا هو سبب عدوله صلى الله عليه وسلم عن كتابة الكتاب كما ثبت من حديث المرأة والتي امرها رسول الله ان تأتيه بعد عام فقالت فإن لم اجدك قال فأتي ابا بكر ،،، وكذلك انه صلى الله عليه وسلم امر الا يصلي احدا بالناس إلا ابابكر

وحين ننظر إلى من طعن في خلافة ابي بكر فإننا لا نجد ان لديه دليل لا من قال الله ولا مما صح عن رسوله وكان صريحا في معناه ،،،

وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الخلفاء من قريش ،، فلم يقل انهم من بني هاشم او من بني عبدالمطلب ولا قال انهم من عترتي ،، ابدا ،، بل قال انهم من قريش

وليس ادل على صحة خلافة ابي بكر انه لم يعترض احدا عليه الا ما حصل من سعد بن عبادة وكانت مخالفة سعد لأنه يريد ان تكون الخلافة في الأنصار لا في قريش

وارى – من وجهة نظري – ان عمل علي بن ابي طالب تحت إمرة ابي بكر في اول توليه للخلافة هي دليل على انه لم يتأخر ،،، وليس ادل على ما اقول ان ابا بكر حين ارسل جيش اسامة وخلت المدينة إلا من قلّة من الرجال فإنه ولحماية المدينة جعل ابو بكر الرجال على انقاب المدينة وكان احدهم هو علي بن ابي طالب ،، فكيف يكون تأخر عن البيعة وهو يعمل تحت إمرة ابي بكر

جاء في كتاب جاء في كتاب الكامل في التأريخ تحت سنة (11) تحت عنوان : ذكر خبر طليحة الأسدي

اقتباس: وجعل أبو بكر بعد مسير الوفد على أنقاب المدينة عليًا وطلحة والزبير وابن مسعود وألزم أهل المدينة بحضور المسجد خوف الغارة من العدو لقربهم فما لبثوا إلا ثلاثًا حتى طرقوا المدينة غارة مع الليل وخلفوا بعضهم بذي حسى ليكونوا لهم ردءًا فوافوا ليلًا الأنقاب وعليها المقاتلة فمنعوهم وأرسلوا إلى أبي بكر بالخبر فأرسل إليهم أبو بكر أن الزموا أماكنكم ففعلوا فخرج فى أهل المسجد على النواضح فردوا العدو واتبعوهم حتى بلغوا ذا حسىً فخرج عليهم الردء بأنحاء قد نفخوها وفيها الحبال ثم دهدهوها بأرجلهم على الأرض فنفرت إبل المسلمين وهم عليها ورجعت بهم إلى المدينة ولم يصرع مسلمٌ‏.‏

فكيف نصدق بمقولة ان علي تأخر في البيعة ثم نراه يأتمر بإمرة ابا بكر الصديق رضي الله عنه ،،، لا يستقيم هذا الأمر ولا يمكن تصديقه

كما انه حين تمت مبايعة علي بن ابي طالب خليفة للمسلمين فإننا لم نرى احدا يعتذر إليه او يتأسف منه انهم بايعوا من سرق منه الخلافة - كما اشار إلى ذلك إبن حزم - ،،، لم نرى اي اثر لذلك على الإطلاق ،، ولا نرى انه عتب عليهم او إتخذا موقفا منهم على ما صنعوه ،،، فثبت بذلك ان مزاعم الرافضة إنما هي مزاعم كاذبة ولا توجد لا ادلة ولا شواهد ولا قرائن تدل عليه

كما اننا لا نعلم انه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لم يأمر من يدخل في الإسلام بأن يؤمن بالإمامة في اي مرحلة من مراحل حياته صلى الله عليه وسلم ،، ولا طالبهم بها ولا كانت ركنا من اركان الدين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ،، بل ثبت كما في الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى رواه البخاري ومسلم ،،، حين حارب ابو بكر المرتدين كان إرتدادهم إما عن الإسلام او إتباعهم لمدّعي النبوة مع بقاء إيمانهم برسلة محمد صلى الله عليه وسلم او منعهم للزكاة ،،،

فإن كانت الإمامة ركن من اركان الدين ،، فهل رأينا ان علي بن ابي طالب قاتل احدا عليها حين تولى الخلافة ،، وهل دعا إليها حين بايعه الناس خليفة للمسلمين ،، لم نرى شيئا من ذلك وقد استمرت خلافته ما يزيد على الخمس سنوات

ولماذا يتنازل الحسن بن علي وهو معه جيش يستطيع ان يقاتل به ،، فقد تنازل الحسن ومعه حوالي اربعين الف مقاتل ،،، ولماذا على الأقل لم يستقل بالكوفة وبمن اطاعة من بلاد المسلمين وهي كثير فلم يكن مع معاوية إلا الشام ولعل ايضا مصر معه

إن الحقائق التأريخية والمنطق يثبت ان اهل السنة والجماعة هم الذين على الحق

[أبو فراس السليماني]

بارك الله فيكم