العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-14, 07:38 AM   رقم المشاركة : 1
ساري الليل
مشترك جديد








ساري الليل غير متصل

ساري الليل is on a distinguished road


Talking سفارة أبو صالح , أم لعبة مصالح ؟!!

سفارة أبو صالح , أم لعبة مصالح ؟!!
كتبه / زياد الشكري (ساري الليل)

أول سؤال سيبادر إلى ذهنك , من هو أبو صالح ؟! ... أبو صالح هو واحد من أسماء المهدي محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر عند الفرقة الشيعية الإمامية الإثني عشرية . وهو الغائب في السرداب - بسَّر من رأى - حياً يُرزق منذ منتصف القرن الثالث , ومنذ وفاة والده الحسن العسكري حسب زعم الإمامية , وله من الإسماء التي سُمَّي بها ما يفوق المائة وثمانين إسماً - أكثر من أسماء الله الحُسنى ! - فيما عدَّه العالم الشيعي المُحدّث النوري الطبرسي ( المتُوفي 1320 هـ ) في كتابه (النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب) الذي ألفه باللغة الفارسية وعُرّب عنها ...

ونذكر منها لا على سبيل الحصر :


- أبو بكر ... (وهذا الإسم بالذات ليفكر فيه كل شيعي !)
- أسماء فارسية : بهرام , بنده يزدان , پرويز , فيروز , خجسته , كيقباد دوّم , خسرو مجوس.
- أسماء من أسماء الله الحسنى : الباسط , الحقَّ , العدل.
- أسماء إدعَّى الطبرسي أنها نقلاً عن كتب الكفرة الهنود التي تبشر بالمهدي : خدا شناس , راهنما , لنديطارا .
- أسماء إدَّعى الطبرسي أنها في كتب التوراة والإنجيل : فرخنده , قيذموا , ماشع .
- أسماء نقلاً عن كتب الديانة الزرادشتية الفارسية المجوسية : زند أفريس وسروش ايزد.
- أسماء إدعاءات الخوارق : صاحب الزمان, صاحب العصر, صاحب الغيبة, صاحب الرجعة, صاحب الأمر, صاحب الكرة البيضاء !

ونزعم أن أبا صالح لا وجود له أصلاً , وأن المرويات الشيعية التي قُصد منها إثبات وجوده هي التي تنفي وجوده ! فهي متناقضة ومتضاربة حول المعلومات الأساسية عنه , مثل : إسم أمه , الغموض والإضطراب حول تأريخ مولده , وهذا غير المرويات الصريحة القائلة بأن الحسن العسكري لم يخلف ولداً , وغيرها التي تصرَّح بأن ورثة الحسن العسكري إقتسموا ماله بدون ذكر القسمة لولده , وإنكار عمه جعفر أن لأخيه الحسن العسكري ولد - فنعتوه بجعفر الكذاب لذلك ! - ولكن تجاوزنا بسط الحديث عن الغائب , لنبسطه عن سفارة المهدي في غيبته الصغرى . والإنابة عنه في غيبته الكبرى , لنثبت من طريق آخر أن لا وجود لأبي صالح , وأن جماهير الشيعة الإمامية تم اللعب بهم في أكبر لعبة مصالح شهدتها ميادين العقائد ! ولكن قبلها سنعرض - بإختصار - نظرية هامة ذات صلة إن لم تكن أساس هذه الخديعة , وهي نظرية الحق الإلهي .

نظرية الحق الإلهي Divine right :

هي نظرية أوروبية , سادت في أرض فارس قبل الإسلام ومفادها أن الأُسر المالكة الحاكمة تجري فيها دماء إلهية وأن الله يؤيدها بروحه فهم ظله في أرضه , ولهم على الناس السمع والطاعة , كما عرَّفها الأستاذ أحمد أمين في (فجر الإسلام) . ويذهب إلى أن التشيع كان مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد , ومن كان يريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية وزرادشتية وهندية ومن كان يريد إستقلال بلاده والخروج على مملكة الإسلام , كل هؤلاء كانوا يتخذون حب أهل البيت ستاراً لهم .فاليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة , وقال الشيعة أن النار لن تمسنا إلَّا قليلاً كما قال اليهود ان النار لن تمسنا إلَّا أياماً معدودات . والنصرانية ظهرت في التشيع بقول بعضهم أن نسبة الإمام إلى الله كنسبة المسيح إليه . وقالوا أن اللاهوت إتحد بالناسوت في الإمام . وفي كتبهم ومصادرهم المعتبرة عندهم ما يؤكد هذه الصلات القوية , ولولا أن نخشى الإطالة لعرضنا بعضها هنا ولها مقال آخر إن شاء الله .

ولا غنى لنا عن رأي الدكتور - الشيعي السابق - موسى الموسوي : في نظرية ولاية الفقيه التي صدح فيها الخمينئ بحقه الإلهي في الإنابة عن الغائب وبالتالي الإنابة عن الله ورسوله ! , يقول الموسوي : (ولاية الفقيه هي الجناح أو البدعة الثانية التي أُضيفت إلى سلطة الذين يدعون أنهم نواب الإمام المهدي في عصر الغيبة الكبرى , وهذه الفكرة بالمعنى الدقيق فكرة حلولية دخلت الفكر الإسلامي من الفكر المسيحي القائل أن الله تجسد في المسيح , والمسيح تجسد في الحبر الأعظم , وفي عصر محاكم التفتيش في إسبانيا وإيطاليا وقسم من فرنسا كان البابا يحكم المسيحيين وغيرهم بإسم السلطة الإلهية المُطلقة , وقد دخلت هذه الفكرة إلى الفكر الشيعي بعد الغيبة الكبرى وأخذت طابعاً عقائدياً عندما أخذ علماء الشيعة يسهبون في الإمامة ويقلون بأنها منصب إلهي أُنيط بالإمام كخليفة لرسول الله , وبما أن الإمام حي ولكنه غائب عن الأنظار ولم يفقد سلطته الإلهية بسبب غيبته فإن هذه السلطة تنتقل منه إلى نوابه لأن النائب يقوم مقام المنوب عنه في كل شئ) . ولتصحبنا هذه النظرية التي تجعل البشر في مصاف الآلهة إلى آخر المطاف لتتضح صلتها بما نحن فيه !

الغيبة الصغرى لأبي صالح :


غيبة الإمام الثاني عشر يقسمها الشيعة إلى : غيبتين صغرى وكُبرى ... الغيبة الصغرى منذ مولد المهدي أو موت أبيه الحسن - إختلفوا حولها - ويُمكن إعتبارها الفترة الممتدة من 260 هـ وإلى 329 هـ , أي هي فترة لا تجاوز الـ70 عاماً . وهي فترة السفارة عن الإمام , فهو في هذه الفترة لم يشاهده أحد ولم يتحدث إلى أحد - تُوجد روايات مُلفقَّة ضربنا بها عرض الحائط لتناقضها مع غيرها ! - بل إدعى بعض الشيعة أنهم سفراء الإمام وأنهم الموكلون بجمع الأموال من عوام الشيعة لأخذها إلى الإمام , وكانوا يحملون الأسئلة الموَّجهة للإمام من الجماهير , ثم يعودون إليهم بالإجابات ويزعمون أن الإمام هو المُجيب ! وفي المرويات أن المعجزات ظهرت على أيديهم تأكيداً لسفارتهم كأنهم رُسل الله ممن تجري لتأييدهم المعجزات !

وهم أربعة سفراء :

1 / عثمان بن سعيد العمري .
2 / إبنه محمد بن عثمان بن سعيد .
3 / والحسين بن روح النوبتخي .
4 / علي بن محمد السمري .

ويقول المرجع الشيعي الشيرازي - المعاصر - عن السفراء الأربعة : (تشكل السفارة عن الإمام المعصوم حدثاً تاريخياً وتنظيمياً مهماً في مسألة الاتصال بالإمام المفترض الطاعة ومن ثم تبليغ أوامره وممارسه بعض مهامه، فالسفارة العامة هي منصب رفيع وجليل ظهر آبان الغيبة الصغرى للإمام وانتهى بوفاة الشيخ علي السمري رضوان الله عليه، ولم يصل إلى رتبة السفارة إلا أربعة أشخاص وهم عثمان العمري ومحمد العمري والحسين بن روح وعلي السمري) ... ثم يذكر الروايات المطوَّلة في أفضال هؤلاء السفراء على الشيعة وظهور المعجزات على أيديهم وقيامهم بكامل الواجب في السفارة وقضاء حوائج الشيعة وجمع الأموال ... ويواصل الشيرازي ليذكر الرواية عن السفير الرابع : (لّما حضرته الوفاة اجتمع الشيعة عنده وطلبوا منه أن يعين من يقوم مقامه في السفارة فقال: لله أمر هو بالغه، أي لابد من وقوع الغيبة الكبرى) ... والكلام على لسانه - الشيرازي - : ( ثم انقطعت السفارة فمن ادعاها بعد ذلك أو ادعى المشاهدة مع النيابة الخاصة فهو كذاب مفتر على الحجة عجل الله فرجه ... فيكون المرجع في الدين والشرائع العلماء والفقهاء بأمر الإمام عليه السلام فان النيابة ثابتة لهم على سبيل العموم، كما ورد في التوقيع الشريف لمسائل اسحاق بن يعقوب حيث قال عليه السلام: «واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم») ...

وهذا يعني أن للإمام الغائب :
- نيابة خاصة : وإختصَّ بها أربعة سفراء , إنتهى عهد السفارة بموت آخرهم .
- نيابة عامة : عدد لا نهائي من النواب , حتى ظهور المهدي الغائب وخروجه .

وهو كلام جميل ... لولا التقية والكذب , وهنا لا نعني كذب الشيعة على غيرهم بل على بعضهم البعض وهذا طافح في مروياتهم , وظاهرة لا ينكرها الشيعة أنفسهم ! ...

ولتبيان ذلك :

وردت الرواية التالية في (أصول الكافي) في كتاب العلم: (عن زرارة بن أعين عن أب جعفر: قال: سألته عن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاء آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن رسول الله، رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه فقال: يا زرارة إن هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم، ولم ... ثم قال: فقلت لأبي عبد الله: شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين، فقال: فأجابني بمثل جواب أبيه).

وهكذا يفهم صراحة من رواية زرارة بن أعين وهو الراوي المعتمد للإمام الباقر و جعفر الصادق أن الأئمة كانوا يتبعون التقية في الفتاوى وبيان القضايا الدينية أيضا، وكانوا يعطون إجابات مختلفة للتقية أو المسألة الواحدة، فيكون بعضها صحيحاً وبعضها خاطئاً كما كان يحدث أيضاً أن يحرموا الحلال على أساس التقية ثم يحلوا الحرام أيضاً على أساس التقية.

لهذا لا نستغرب عندما نجد شيخهم الطوسي -المُلقب بشيخ الطائفة ورئيس الإمامية- (المُتوفي 460هـ) يثبت في كتابه (الغيبة) / ص 384: (وكان أبو القاسم رحمه الله من أعقل الناس عند المخالف والموافق ويستعمل التقية) وأبو القاسم هو السفير الثالث لأبي صالح ! وهو يكذب على المخالف للشيعة والموافق للشيعة ! ... فتأمل !!

وعلى ذكر كتاب (الغيبة) للطوسي فهذا يقودنا إلى الحديث عن كتاب آخر وإسمه أيضاً (الغيبة) وهو لشيخهم النعماني (المتوفي 360 هـ) والذي يكتسب أهميته من معاصرة النعماني لفترة الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى . وسنأتي لبعض توثيقه - كشاهد على العصر ! - لفترة الغيبة الصغرى , ولكن بعد عرض إشكالية جديدة أمام الشيعة الإمامية , وتناقض آخر ضمن تناقضاتهم التي لا تنتهي ,وهي إشكالية الشيخ المفيد (336 - 413 هـ) !

إشكالية المفيد :

من كلام الشيرازي ومرويات الشيعة حول السفارة والإنابة عن المهدي الغائب , فإن من يدعي أن الإمام الغائب راسله بعد إبتداء الغيبة الكبرى - وهذا في رسالة السفير الأخير - فهو كذاب ومفتري على الإمام , ومع ذلك نجد واحداً من كبار علمائهم وهو الشيخ المفيد شيخ الطوسي يدَّعى رسائلاً - يسمونها بالتوقيعات - وصلته من الناحية المقدَّسة - من الإمام - وبرر لذلك بأن الإمام يُمكن أن يتصل بأوليائه الثقاة المنقطعين لخدمته ! وبهذا يصبح النائب ضد الإمام , فإن صحَّ قول المفيد سقط قول الإمام ! وإن صحَّ قول الإمام سقط عالمهم المفيد ! ... وهذا واحد من تناقض الإماميَّة . ولنضف أن من مرويات التكفير ما ورد في كتاب (الغيبة) الذي ألفه تلميذه الطوسي ! ... وعقول القوم قد تطير !!

وإن كان المجال يتسع لإشكالياتهم المتلاحقة , فلديهم من المرويات الكثير الذي يُكفّر من يذكر إسم المهدي ! ومن يتحدث عنه صراحةً ولا يكتم خبره , فأين شيعة اليوم من هذه المرويات ؟! ولكثرة هذه المصادمات النصية صرَّح الممقاني من أكبر شيوخهم في عصرنا بقوله : (إن ما يُعتبر غلواً عند الشيعة الماضيين , أصبح اليوم من ضرورات المذهب).

سياحة في كتاب الغيبة للنعماني :

في مقدمة الكتاب ذكر النعماني ما يفيد إضطراب الشيعة في فترة الغيبة الصغرى , وعلل أسباب تأليفه : (فإنَّا رأينا طوائف من العصابة المنسوبة إلى التشيع ممن يقول بالإمامة , شكَّوا جميعاً إلَّا القليل في إمام زمانهم وولي أمرهم وحجة ربهم , للمحنة الواقعة بهذه الغيبة فلم يزل الشك والإرتياب قادحين في قلوبهم حتى أداهم ذلك إلى التيه والحيرة والضلال ... ) ص 28 وأيضاً : ( فإنه روي عنهم عليهم السلام - يقصد الأئمة - ما حدَّثنا به محمد بن همام , قال : حدَّثنا أحمد بن الحسن الميثمي , عن رجل من أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : سمعته يقول نزلت هذه الآية التي في سورة الحديد , ولا يكونوا كالذين أوتو الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون , في أهل زمان الغيبة , ثم قال عز وجل : إن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون , وقال : إنما الأمد أمد الغيبة , وتأويل هذه الآية جاء في أهل زمان الغيبة وأيامها دون غيرهم من أهل الأزمنة , وأن الله تعالى نهى الشيعة عن الشك في حجة الله تعالى , كما قال أمير المؤمنين في كلامه لكميل بن زياد : لا تخلو الأرض من حجة لله إما ظاهر معلوم أو خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته وحذرهم من أن يشكوا ويرتابوا فيطول عليهم الأمد فتقسو قلوبهم ) ص 31.

والأدهى من كل ذلك أن النعماني يشير إلى أن غرابة فكرة إختفاء المهدي وغيبته في السرداب بالنسبة للشيعة أنفسهم في عصره , فيقول في مقدمة كتابه : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي , وهذا الرجل ممن لا يُطعن عليه في الثقة ولا في العلم بالحديث والرجال الناقلين له , قال حدثنا علي بن الحسن التيملي قال حدثني أخواي أحمد ومحمد ابنا الحسن بن علي بن فضّال عن أبيهما عن ثعلبة بن ميمون عن أبي كهمس عن عمران بن ميثم عن مالك بن ضمرة قال : قال أمير المؤمنين لشيعته / (أما أنكم لن تروا ما تحبون وما تأملون يا معشر الشيعة حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض وحتى يسمي بعضكم بعضاً كذابين ) ص 33

ثم يطبطب على هؤلاء المخدوعين المصدقين لهذه الخرافة , برواية ذكرها بسندها إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر في معنى قوله ( يا أيها الذين آمنوا إصبروا وصابروا ورابطوا ... ) : (إصبروا على أداء الفرائض وصابروا عدوكم ورابطوا إمامكم المنتظر) ... وهو بهذه الرواية يخالف ويناقض الروايات الكثيرة التي تنهى الشيعة عن القتال , وتأمرهم بتحمُّل الظلم والضيم حتى خروج المهدي , وتكفّر كل منضوٍ تحت راية غير راية المُنتظر , فالمصابرة أمام العدو لا تكون إلَّا عند القتال !

وقد ذكر النعماني في بيان أحوال الشيعة في عصره أيلولة طوائف المنتسبة إلى التشيع بالجملة عدا شرذمة صغيرة إلى الإنقسام بين عدة أقوال في المهدي : منهم من يقول : أين هو؟ وأنَّى يكون له هذا؟ وإلى متى يغيب وكم يعيش؟ وله الآن نيفٌ وثمانون سنة , زمنهم من ذهب إلى أنه ميت , ومنهم من أنكر ولادته وجحد وجوده وإستهزأ بالمصدّق به , ومنهم من أنكر إمكانية عيشه وتعمير الله له ! وإن كان هذا في زمان السفارة وإدعاء السفراء أنهم رسل المهدي إلى الشيعة , فكيف يصدق شيعة اليوم هذه الأكذوبة ولا سفارة بين مهديهم وبينهم تأتيهم مؤيدة بالمعجزات الإلهية ! .

وما ذهب إليه النعماني في أمر المهدي الغائب أنه لا يُشترط للإيمان به رؤيته , بل ويسلك مسلكاً شاذاً في إيجاد حل لإختلاف شيعة عصره حول ولادة المهدي من عدمها , بأن جعل شهادة القابلة كافية شرعاً لإعتبار ولادة المهدي , مدللاً برواية عن القابلة حكيمة ! ولكن إن سلمنا بهذه , فمن هي أُم الإمام ؟! حقيقة لا يوجد شيعي واحد يؤمن بالإمام الغائب يعرف هذه المعلومة الغائبة ! ويروي النعماني حديثاً بإسناده إلى علي بن أبي طالب , يخطب من على المنبر : (الذي يعرف الناس ولا يعرفونه) ويروي حديثاً آخر بإسناده إلى علي بن أبي طالب : (حتى إذا غاب المتغيّب من ولدي عن عيون الناس) فيقول النعماني : (أليس هذا الحديث موجباً لهذه الغيبة ؟ وشاهداً على صحة قول من يعترف بهذا ويدين بإمامة صاحبها ؟) ثم يذكر حديثاً منسوباً أيضاً لعلي بن أبي طالب : (وماج الناس بفقده أو يقتله أو بموته ... وأجمعوا أن الحجة ذاهبة , والإمامة باطلة) فيتسأل النعماني : (أليس هذا موافقاً لما عليه كافة الناس الآن من تكذيب قول الإمامية في وجود صاحب الغيبة ؟ وهي محققة في وجوده وإن لم تره) ... وهنا تظهر حقائق هامة لكل شيعي :

1/ أن أمر المهدي في عصر النعماني كان مُختلفاً حوله بين : ولادته أو عدمها , قتله أو فقده , حياته أو موته , إخفاء الله له أو إخفاء أبوه له ! فكيف تم تجاوز هذا الخلاف ليُعدَّ يقيناً قاطعاً في يومنا هذا ؟!
2/ هل يصح في الأذهان مجهولية أُم حجة الله في أرضه على عباده ؟! وهل أرسل الله ضمن أنبيائه ورسله من لا يُعرف واحدٌ من والديه ؟!
3/ هنالك مرويات كثيرة في عدم جواز ذكر المهدي سواء شأنه أو أسمه حتى , فكيف أضحى المهدي على الألسنة الشيعية بمناسبة وبدون مناسبة ؟!
4/ هنالك مرويات كثيرة عن مواطأة إسم المهدي وكنيته , لإسم النبي وكنيته , ومعروف إسم النبي محمد بن عبد الله - صلوات الله عليه وسلامه - وكنيته أبو القاسم , أما المهدي الغائب إسمه محمد بن الحسن ولا ولد له يُكنَّى به !
5/ ليسأل الشيعة أنفسهم عن التوقيعات الكثيرة الصادرة عن الإمام , التي كانت بأيدي السفراء الأربعة عن قضاء الحوائج وإستفسارات العامة طيلة السبعين عاماً - فترة السفارة - أين هي مخطوطاتها ؟! ولمَ لمْ يصلنا منها شئ ؟! ولن كانوا يقرأنوها للشيعة دون أن يعطونها لهم بأيديهم كونها صادرة لصاحب الغرض من الإمام ؟! ولن نقطع بالإجابة : أن السفراء خشوا أن يكتشف الشيعة عدم تطابق خطوطهم , فهذه متروكة لتحريك العقول !
6/ ما هي مصارف الأموال التي كان يجمعها السُفراء ؟! وإن سلموها للإمام الغائب فماذا فعل بها ؟! , والواضح أن مصارفها ليست بالمعلومة مما يفتح الآفاق على لعبة المصالح !!

مآل حال الشيعة البائس في عصرنا الحالي لإيمانهم بخرافة المهدي :

1/ دينياً :
أصبح الشيعة يدينون بتقليد المراجع والفقهاء , ولهؤلاء الفقهاء الحق الإلهي التشريعي حتى في مجابهة نصوص القرآن الكريم القطعية , وحتى في مجابهة مروياتهم نفسها فالحق ما قاله الفقيه النائب عن الإمام الغائب .

2/ مادياً :
دفع أموال الخمس لنواب الغائب إلزاماً , رغم المرويات التي تحلهم من هذا الإلزام , ومنها ما ورد في الجزء الثاني من (أُصول الكافي) للكليني المُلقّب بثقة الإسلام (المتُوفي 329هـ ) : (عن عمر بن يزيد قال: رأيت مسمعاً بالمدينة وقد كان حمل إلى أبي عبد الله تلك السنة مالا فرده أبو عبد الله .. إلى أن قال: يا أبا سيار قد طيبناه لك، وأحللناك منه فضم إليك مالك وكل ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محللون حتى يقوم قائمنا) . مما دفع حسين الموسوي - الشيعي السابق - للقول في هذه الرواية : (ولو كان الإمام موجوداً فلا يعطى له حتى يقوم قائم أهل البيت، فكيف يمكن إذن إعطاؤه للفقهاء والمجتهدين؟!) ويستغرب حسين الموسوي من بيان الخوئي - المرجع الشيعي المُعاصر - في مستحق الخمس ومصرفه: الذي يقسم الخمس في زماننا زمان الغيبة نصفين:
- نصف لإمام العصر الحجة المنتظر (عج) وجعل أرواحنا فداه -يقصد بعج عجَّل الله فرجه-
- ونصف لبني هاشم أيتامهم ومساكينهم وأبناء السبيل ..
إلى أن قال:
النصف الذي يرجع للإمام عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام، يرجع فيه في زمان الغيبة إلى نائبه وهو الفقيه المأمون العارف بمصارفه، إما بالدفع إليه أو الاستئذان منه .. الخ , انظر كتاب (ضياء الصالحين مسألة 1259 ص347)، إن فتوى الإمام الخوئي تختلف عن فتوى الطوسي الذي لم يذكر شيئاً عن إعطاء الفقيه الخمس , والكلام للموسوي رداً على الخوئي.

3/ سياسياً :
يقول الدكتور فاروق عبد السلام في كتابه : (ولاية الفقيه في ميزان الإسلام) : (والدارس المبتدئ للقانون الدستوري والنظم السياسية يُصاب بالذهول حينما يُطالع ويتأمل جيداً المادة العاشرة بعد المائة من الدستور الإيراني في عهد ولاية الفقيه بقيادة الخميني - بل أن القارئ العادي غير المُتخصص - يُصاب بالدوار والدهشة , ويعجب كل العجب كلما تأمل هذه المادة العجيبة ! ولا يستطيع منع نفسه من السؤال والإستفسار : كيف حدث هذا ؟ وكيف يُمكن أن يحدث هذا في القرن العشرين , وفي بلد من البلدان , وفي شعب من الشعوب , أن يسلم الشعب رقبته ببساطة هكذا , ويمنح فرداً واحداً من أبنائه كل هذه السلطات والصلاحيات , حتى لو كان هذا الفرد فقيهاً عالماً عادلاً أو ملكاً من الملائكة ؟!! ... يمنح فرد في الثمانين من عمره حق تعيين وعزل السلطات الثلاث : التشريعية والقضائية والتنفيذية وأن يكون وحده صاحب الكلمة الأخيرة في إعلان الحرب وعقد الصلح وتعيين وعزل قادة القوات المسلحة والدفاع الوطني والحرس الثوري وحق العفو عن الأحكام ! ... إن طالب المرحلة المتوسطة في أي مكان في العالم إذا قُدّر له أن يطلع على فقرات المادة العاشرة بعد المائة من الدستور الإيراني في عهد ولاية الفقيه بقيادة الخميني , ل يتردد لحظة واحدة في أن يفرك عينيه جيداً ويعيد فقرات هذه المادة العجيبة مرات وهو يسأل نفسه في دهشة : ما معنى أن يكون هناك رئيس على رئيس الجمهورية يتحكم في تعيينه وعزله ؟!! وما معنى قول المادة الثالثة عشرة بعد المائة من نفس الدستور الإيراني الجديد :"رئيس الجمهورية هو أعلى سلطة رسمية في الدولة بعد منصب القيادة" ؟!!) .

مخرج :

د. موسي الموسوي : ( إن فكرة ظهور رجل من آل محمد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً فكرة جميلة ومليئة بالآمال الخيِّرة ولكن علماء الشيعة ألصقوا بالإمام " المهدي " جناحين أثقلا كاهل الشيعة في كل زمان ومكان وهذان الجناحان هما: بدعة الخمس في أرباح المكاسب، وبدعة ولاية الفقيه، فالأولى تعني دفع ضريبة مالية ما أنزل الله بها من سلطان والثانية تعني عبودية الإنسان للإنسان بلا قيد ولا شرط) .

[هناك من الآراء والمعتقدات ما يكفي في بيان فسادها مجرد عرضها ]

================

المصادر :
1- الغيبة للنعماني .
2- الغيبة للطوسي .
3- النجم الثاقب في معرفة أحوال الإمام الحجّة الغائب للنوري الطبرسي .
4- موسوعة التأريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ج2 لـ د. أحمد شلبي .
5- لله ثم للتأريخ لحسين الموسوي.
6- الشيعة والتصحيح لموسى الموسوي.
7- الثورة البائسة لموسى الموسوي.
8- نقد ولاية الفقيه لمحمد مال الله.
9- متى يشرق نورك أيها المنتظر ؟ لعثمان الخميس.
10- موقع الشيرازي على الشبكة.
11- أصول وتأريخ الفرق الإسلامية لمصطفى بن محمد بن مصطفى.
12- متفرقات.







التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» مظاهر التغلغل الإيراني الشيعي في البلدان السنية
»» سلوك أب رافضي مع إبنته !!!!!!!!!!!!
»» سفارة أبو صالح , أم لعبة مصالح ؟!!
 
قديم 13-06-14, 02:33 AM   رقم المشاركة : 2
العز بن عبد السلام
مشرف







العز بن عبد السلام غير متصل

العز بن عبد السلام is on a distinguished road


ماشاء الله .. إلى المفضلة مباشرة ..
بارك الله فيك
أخي زياد







التوقيع :
• كتاب: ثم أبصرت الحقيقة

مقالات
الأستاذ عبد الملك الشافعي

قالَ شيخ الإسلام الحافظ الإمام الزاهد أبو إسماعيلَ عبد الله بن محمدٍ الهروي:
عرضتُ على السيفِ خمسَ مرات، لا يقالُ لي ارجع عن مذهبك، لكن يقالُ لي: اسكت عما خالفك، فأقولُ لا أسكت.

[تذكرة الحفاظ: 3/1184]


من مواضيعي في المنتدى
»» كتاب: تفنيد أهل السنة والجماعة لمذهب الأشاعرة
»» كتاب: فقه الرد على المخالف pdf
»» كتاب: فقه الرد على المخالف - الشيخ خالد السبت
»» خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي رضي الله عنهما - شخصيته وعصره pdf
»» وجوب عداوة اليهود والمشركين وغيرهم من الكفار
 
قديم 14-06-14, 02:48 AM   رقم المشاركة : 3
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road


بارك الله فيك ..

موضوع وافي وشافي ..







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "