خواتيم سورة الزخرف ومفتتح سورة الدخان
1 ـ قال ربنا سبحانه في خواتيم سورة الزخرف :
{ سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82)} .
وقال : { وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85)} .
وقال في أوائل سورة الدخان :
{ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7)} .
2 ـ قال تعالى في أواخر سورة الزخرف :
{ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)} .
وقال في أوائل سورة الدخان :
{ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8)} .
فالذي هو في السماء إله وفي الأرض إله لا إله إلا هو فاتصل الموضعان وتناسبا .
3 ـ قال عزّ وجل في أواخر سورة الزخرف :
{ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)} .
وقال في أوائل سورة الدخان :
{ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10)} .
فذكر اللعب والتهديد في الموضعين حتى يلاقوا ما يلاقون .
جاء في البحر المحيط (1) : مناسبه سورة الدخان أنه تعالى ذكر في اواخر سورة الزخرف : { فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)} . فذكر يوما غير معين ولا موصوفاً فبين في أوائل سورة الدخان ذلك اليوم وصفه ، فوصفه فقال : { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10)} . وان العذاب ياتيهم ويحل بهم من الجدب والقحط ويكون العذاب في الدنيا ، وإن كان العذاب في الآخرة فيكون يومهم الذي يوعدون يوم القيامة .
وجاء في روح المعاني (2) : وجه مناسبة سورة الدخان لما قبلها أنه عزّ وجل ختم سورة الزخرف بالوعيد والتهديد وافتتح سورة الدخان بشيء من الإنذار الشديد وذكر سبحانه في أواخر سورة الزخرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم : { وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ (88)} . وقال في سورة الدخان نظيره في ما حكى عن أخيه موسى عليهما الصلاة والسلام قوله تعالى : { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ (22)} .
(1) بحر المحيط 8/32
(2) روح المعاني 25/110