رقم الحديث في مبحثي(13)رقم الحديث في الكتاب(33)
حدّثنا عيّاش بن الوليد قال: حدّثنا عبدالأعلى قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق , عن يزيد بن عبدالله بن قُسيط , عن شرحبيل –أخي بني عبدالدار- عن أبي هُريرة قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول " ماتكلّم مولودٌ من الناس في مهدٍ إلّا عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلّم وصاحب جُريج" قيل : يانبي الله! وما صاحبُ جريج؟ قال : " فإنّ جُريجاً كان رجلاً راهباً في صومعةٍ له , وكان راعي بقرٍ يأوي أسفل صومعته , وكانت امرأةٌ من أهل القرية تختلف إلى الراعي , فأتت أمّه يوماً فقالت : يا جريج! وهو يُصلّي , فقال – في نفسه , وهو يُصلي-: أمي وصلاتي؟ فرأى أن يُؤثر الصلاة , ثم صرخت بهِ الثانية , فقال في نفسه : أمي وصلاتي ؟ فرأى أن يُؤثر الصلاة , ثم صرخت به الثالثة , فقال : أمّي وصلاتي؟ فرأى أن يُؤثرَ صلاته , فلمّا لم يُجبها . قالت : لا أماتكَ الله ياجريج! حتى تنظرَ في وجهِ المومسات, ثم انصرفت. فأُتيَ الملكُ بتلك المرأةِ ولدت. فقال : ممَّن؟ قالت : من جُريج. قال: أصاحب الصومعة؟ قالت: نعم . قال:اهدِموا صومعته وأْتوني به , فضربوا صومعته بالفؤوس حتى وقعت , فجعلوا يدهُ إلى عُنقه بحبل , ثم انْطُلِقَ به , فمرّ به على المومسات , فرآهنَّ , فتبسّم , وهنّ ينظرنَ إليه في الناس . فقال الملكُ : ما تزعمُ هذه ؟ قال : ما تزعم ؟ قال : تزعم أنّ ولدها منك . قال : أنتِ تزعمين؟ قالت : نعم . قال : أين الصغير ؟ قالوا: هذا في حِجرها , فأقبل عليه . فقال : من أبوك ؟ قال: راعي البقر . قال الملك : أنجعلُ صومعتك من ذهب ؟ قال :لا . قال من فِضة ؟ قال : لا . قال : فما نجعلُها ؟ قال: ردّوها كما كانت . قال : فما الذي تبسَّمت ؟ قال : أمراً عرفتُهُ , أدركتني دعوة أمي , ثمّ أخبرهم".
تخريج الحديث:
أخرجه المصنّف في أحاديث الأنبياء , باب قول الله تعالى (واذكر في الكتاب مريم)(3436), ومسلم في البر والصلة , باب تقديم الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها (7/8).
ِفقه الحديث:
1/ عِظمُ بر الوالدين وتأكيد حقّ الأم وأن دُعائها مُستجاب.
2/ إثبات كرامات الأولياء وهو مذهب أهل السُنّة , خلافاً للمُعتزلة.
3/استحباب الوضوء للصلاة عند الدُعاء بالمهمات.
4/ إن الوضوء كان معروفاً في شرعِ من قبلنا , فقد ثبت هذا الحديث في صحيح البُخاري "فتوضأ وصلَّى"
ملاحظتي وتعليقي:
1/ مَعرفة من هُما اللذان تكلما في المهد.
2/ إذا كانت استُجيبت الدعوة في هذا الرجلُ الصالح الذي لم يتعمّد العُقوق , فكيّف بالمقصّر المتعمّد للعقوق , فعلى الابن الحذرَ الحذرْ. من العقوق , وعلى الوالدين الحذرَ الحذرْ, من الدُعاء على أبنائهم.
3/وتعليقاً على ما أشارت إليهِ الفقرة رقم (2) من فِقه الحديث , إذ أنّ شريعتنا أثبتت الكرامات لأولياء الله الصالحين ولم تُثبت المُعجزات لهم , فالمعجزات تخصُّ الأنبياء فقط ولا يدخل فيها الصالحون من الأولياء , ثمّ إنّ بعض الجماعات المُنتسبة للإسلام مع شدّة ضلالها كالمتصوِّفة , تُبالغ في جانب الكرامات , بل وتفتريها من وَحي خيالها الكاذب , وكذلك بعضُ السحرة حينما يفعلون أفعالاً خارقةً عن العادة يزعمون أنّها كرامات , فليتعلّم المُسلم , من هو الوليُّ الصالح؟ , وما معنى الكرامة؟ , حتّى لا يجرُّه كذِبُ الفجرة إلى ما لا يُحمد عُقباه من خللٍ في دينه وعقيدته , وحتّى لا يلتبسَ عليهِ الحقُّ بالباطل .
4/ وإشارةً على ما أشارت عليه الفقرتين (3/4) من فِقه الحديث , أنبّه: أنّه على المُسلم التعلّم لكيفية اللجوء إلى الله أثناء وقوع المهمات , وفيهِ فضلُ الوضوء والصلاة, حيثُ أنّها من الأعمال المُسبِّبة للفرج والتي يلجأ بها الإنسانُ إلى ربّه.
انتهى.
ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)