بسم الله الرحمن الرحيم
الى شباب وشابات الامة التي شرفها الله تعالى بالقرآن وجعلها خير امة اخرجت للناس
الى الامة التي شرفها الله تعالى ببعثة محمد خير الأنام فكان خير قدوة وهو البشير النذير
الى كل شاب وفتاة ،الى كل من غرق او غرقت بالمعاصي ، وهم في غفلة وهم لا يشعرون ....... إليكم جميعا ً هذه القصة المؤثرة والمعبرة لعلنا نأخذ منها العبر والدروس ونصحو من غفلتنا ونعود الى جادة الصواب قبل فوات الآوان
شاب يافع ، لديه طموح الشباب ، كان يعيش مثل بعض اقرانه لا يأبهون بأوامر الله تعالى وغرق في بحر الشهوات والملذات دون حسيب او رقيب ،
وذات ليلة اراد الله به خيراً ، فرأى في المنام مشهدا ً أيقظه من غفلته ، واعاده الى رشده ،يحدثنا هذا الشاب عن قصته فيقول :
في ليلة من الليالي ذهبت الى فراشي كعادتي لأنام ، فشعرت بمثل القلق يساورني ، فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم ونمت ،فرأيت فيما يرى النائم ، ان شيئا ً غريبا ً وضخما ً قد وقع من السماء على الارض.. لم اتبين ذلك الشيء ، ولا استطيع وصفه ، فهو مثل كتلة النار العظيمة رأيتها تهوي فأيقنت بالهلاك..
واصبحت اتخبط في الارض ، وابحث عن اي مخلوق ينقذني من هذه المصيبة .. قالوا هذه بداية يوم القيامة ، وان الساعة قد وقعت ، وهذه اول احداثها ... فزعت كثيرا ، وتذكرت جميع ما قدمت من اعمال ، الصالح منها والطالح ، وما ارتكبت من معاصي وما اقترفت يداي من الآثام وندمت اشد الندم ، عضضت اصابعي ياسناني حسرة على ما فرطت في جنب الله .... قلت وقد تملكني الخوف ماذا افعل الآن ؟ و كيف انجو ؟ فسمعت مناديا يقول لاينفع اليوم الندم ، وتذكرت قول الله تعالى الذي غفلنا عنه " يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم " وسمعت صوت المنادي يقول سوف تجازى بما عملت ... اين كنت في اوقات الصلوات ؟ اين كنت عندما كنت تسمع اوامر الله تتلى في القرآن ؟ لماذا لم تمتثل لأوامر الله تعالى ؟ لما لم تجتنب النواهي ؟ لما لما لما ........ كنت غافلا عن ربك ..قضيت اوقاتك في اللعب واللهو والغناء .. وجئت الآن تبكي .. سوف ترى عذابك . زادت حسراتي لما سمعت المنادي يتوعدني بالعذاب ... بكيت وبكيت وبكيت ... ولكن بلا فائدة ، وفي هذه اللحظة العصيبة استيقظت من نومي .. تحسست نفسي فإذا انا على فراشي وقد ابتل من شدة بكائي ..لم اصدق اني كنت احلم فقط حتى تأكدت من من نفسي... تنفست الصعداء ، يا الله ..... كيف لو كان هذا حقيقيا وكان هذا مصيري ،استيقظت وما زال الخوف يتملكني ، إنها لحظات عصيبة بكل ما للكلمة من معنى وصدقوا هذا إنه موقف رهيب .. ففكرت وقلت في نفسي والله ان هذا انذار لي من الله .. ويوم الحشر لا بد آت ، إذا لماذا اعصي الله .. لما لا اصلي .. لما لا انتهي عما حرم الله .. اسئلة كثيرة جالت في خاطري حتى انجو من ذلك اليوم العظيم ماذا علي ان اعمل وبينما انا غارق في افكاري خرق صمت المكان أذان الفجر يدعو
الله اكبر الله اكبر حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة خير من النوم ، فقلت في نفسي نعم والله لم يفت الاوان بعد ، توضأت وصليت الفجر في المسجد القريب من بيتنا ،وقرأت ما تيسر من القرآن فأحسست وكأني اول مرة اقرأ فيها القرآن ، واحسست بلذة وطمأنينة وحلاوة في قلبي لم اشعربها من قبل، ولما اصبح الصباح اول ما فعلته كان ان نزلت الى سيارتي نظرت بداخلها واخرجت ما كان فيها من اشرطة غنائية واتلفتها واخرجت جوالي ومسحت ما كان فيه من ارقام ومقاطع واغاني ، ووضعت في سيارتي بعض الاشرطة الاسلامية والمحاضرات ، وبقيت على هذه الحال كل يوم اتقدم خطوة الى الامام في طريق الهداية التي اسأل الله تعالى ان يثبتني وإياكم عليها ...
والله نسأل ان يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه وان يجعلنا من الذين اذا ذكروا يذكرون وان يغفر لنا ذنوبنا وخطايانا انه تعالى سميع مجيب ..والله اسأل ان يجعل هذا العمل في ميزان حسنات كل من ساهم ويساهم في نشر هذه الواقعة لتكون عبرة لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد
ولا تنسونا إخوتي وأخواتي من صالح دعائكم