العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-10, 04:16 AM   رقم المشاركة : 1
خادم ابا القاسم
موقوف






خادم ابا القاسم غير متصل

خادم ابا القاسم is on a distinguished road


الامام علي بن ابي طالب و القران الكريم

من فضائل الإمام من القرآن الكريم
لعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن هناك من الآيات القرآنية الكريمة التي نزلت في حق الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - ومن المفروض أن نتعرض لها ، قبل الحديث الشريف ، غير أننا نعتمد في هذه الآيات
الكريمة على التأويل ، والاستدلال بروايات ذكرت في أسباب النزول لهذه الآيات الكريمة ، ومن ثم فعمادنا هنا قول علماء التفسير وأئمته - وليس قول جدنا ومولانا وسيدنا النبي المعصوم ، صلى الله عليه وسلم - والمعروف أن تلك اجتهادات ،
وفوق كل ذي علم عليم ، هذا فضلا عن أن كثيرا من الآراء التي دارت حول الإمامة لم تظهر على أيام النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما ظهرت بعد أن تكونت نظريات الفرق المختلفة حول الإمامة .

وأما هذه الآيات - غير آية المباهلة وآية المودة وغيرهما من الآيات التي تعرضنا لها من قبل - فسنذكر الآيات الكريمة التالية:

- 1 - آية البقرة 207 :
قال الله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله * والله رؤوف بالعباد ) .

روى الإمام القرطبي في تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن ) : قيل : نزلت في علي رضي الله عنه ، حين تركه النبي صلى الله عليه وسلم ، على فراشه ، ليلة خرج إلى الغار ( 1 ) .
* هامش *
( 1 ) تفسير القرطبي ص 829 . ( * )

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بإسناده إلى الأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المفسر قال : ( رأيت في بعض الكتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما أراد الهجرة ، خلف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه ، ورد
الودائع التي كانت عنده ، وأمره ليلة خرج إلى الغار - وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه ، وقال له : ( اتشح ببردي الحضرمي الأخضر ، فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه ، إن شاء الله تعالى ، ففعل ذلك ) . ( فأوحى الله إلى جبريل
وميكائيل عليهما السلام : أني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ) فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ؟ فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله عز وجل إليهما ، أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ؟ آخيت بينه وبين نبيي محمد ، فبات على
فراشه ، يفديه بنفسه ، ويؤثره بالحياة ، إهبطا إلى الأرض ، فاحفظاه من عدوه ، فنزلا ، فكان جبريل عند رأس علي ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي : بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، يباهي الله عز وجل به الملائكة ؟ فأنزل الله
عز وجل على رسوله - وهو متوجه إلى المدينة - في شأن علي ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) ( 1 ) .

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن سيدنا الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين ، عليهما السلام ، قال : إن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ، علي بن أبي طالب عليه السلام . وقال علي عليه السلام ، عند مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر

وبات رسول الله في الغار آمنا * موقى وفي حفظ الإله وفي ستر
وبت أراعيهم ولم يتهمونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر
( 2 ) .
* هامش *
( 1 ) أسد الغابة 4 / 103 - 104 . ( 2 ) المستدرك للحاكم 3 / 4 ، فضائل الخمسة 2 / 311 - 312 . ( * )
ج 2 - ص 383
2 - آية البقرة 274 :
قال الله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية * فلهم أجرهم عند ربهم
* ولا خوف عليهم * ولا هم يحزنون ) .

وقال القرطبي في تفسيره : روي عن ابن عباس أنه قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، كانت معه أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم جهرا ( 1 ) .

وفي تفسير المنار : وأخر عبد الرازق وابن جرير وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنها نزلت في علي ، كرم الله وجهه ، كانت له أربعة دراهم ، فأنفق بالليل درهما ، وبالنهار درهما ، وسرا درهما وعلانية درهما .

وفي رواية الكلبي : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حملك على هذا ؟ قال ، حملني أن استوجب علي الله الذي وعدني ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا إن ذلك لك ) .

وروى ابن كثير في تفسيره ( تفسير القرآن العظيم ) بسنده عن ابن جبير عن أبيه قال : كان لعلي أربعة دراهم فأنفق درهما ليلا ، ودرهما نهارا ، ودرهما سرا ، ودرهما علانية ، فنزلت ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار * سرا وعلانية ) -
وكذا رواه ابن جرير ، من طريق عبد الوهاب بن مجاهد ، وهو ضعيف ، لكن رواه ابن مردويه ، من وجه آخر عن ابن عباس ، أنها نزلت في علي بن أبي طالب ( 2 ) .

وروى المحب الطبري في الرياض النضرة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار * سرا وعلانية ) ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، كانت معه أربعة دراهم ، فأنفق في الليل درهما ،
* هامش *
( 1 ) تفسير المنار 3 / 77 . ( 2 ) تفسير ابن كثير 1 / 487 . ( * )
ج 2 - ص 384
وفي النهار درهما ودرهما في السر، ودرهما في العلانية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حملك على هذا ؟ قال : أن استوجب على الله ما وعدني ، فقال : ألا إن لك ذلك ، فنزلت الآية . وتابع ابن عباس مجاهد وابن النائب ومقاتل ( 1 ).

وروى الزمخشري في تفسيره : وعن ابن عباس : أنزلت في علي ، لم يملك إلا أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية ( 2 ) .

وذكره السيوطي في تفسيره ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ) ، وقال : أخرجه عبد الرازق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن عساكر ، وذكره الهيثمي في مجمعه ( 4 ) .

وروى ابن الأثير في أسد الغابة ( 4 ) بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، كان عنده أربعة دراهم ، فأنفق في الليل واحدا ، وفي العلانية واحدا .
ورواه عفان بن مسلم عن وهيب عن أيوب عن مجاهد عن ابن عباس مثله .

وروى الواحدي في أسباب النزول بسنده عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال : كان لعلي رضي الله عنه ، أربع دراهم ، فأنفق درهما بالليل ، ودرهما بالنهار ، ودرهما سرا ، ودرهما علانية ، فنزلت ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار * سرا وعلانية ) .
* هامش *
( 1 ) الرياض النضرة 2 / 273 .
( 2 ) تفسير الزمخشري 1 / 126 ( المطبعة البهية المصرية - القاهرة 1343 ه‍ / 1925 م ) .
( 3 ) مجمع الزوائد 6 / 324 ، فضائل الخمسة 1 / 275 .
( 4 ) أسد الغابة 4 / 104 . ( * )


ج 2 - ص 385

وقال الكلبي : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، لم يكن يملك غير أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حملك على هذا ؟ قال : حملني أن أستوجب على الله الذي وعدني ، فقال له صلى الله عليه وسلم : ألا إن ذلك لك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ( 1 )



* هامش *
( 1 ) أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري : أسباب النزول ص 58 ( ط الحلبي - القاهرة 1388 ه‍ / 1968 م ) . ( * )

3 - آية المجادلة 12 :
قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة *
ذلك خير لكم وأطهر * فإن لم تجدوا * فإن الله غفور رحيم ) .

وفي تفسير ابن كثير : قال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى تصدقوا ، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب ، قدم دينار صدقة تصدق به ، ثم ناجى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن عشر خصال ، ثم أنزلت الرخصة .

وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد ، قال علي رضي الله عنه : آية في كتاب الله عز وجل ، لم يعمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان عندي دينار ، فصرفته بعشرة دراهم ، فكنت إذا ناجيت صلى الله عليه وسلم ، تصدقت بدرهم ، فنسخت ، ولم يعمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي ، ثم تلا هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ) - الآية .

وروى ابن جرير بسنده عن علي بن علقمة الأنصاري عن علي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ما ترى ، دينار ؟ قال : لا يطيقون ، قال : نصف دينار ؟ قال : لا يطيقون ، قال : ما ترى ؟ قال : شعيرة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إنك لزهيد ، قال : فنزلت : ( أأشفقتم أن تقدموا بين نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب الله
عليكم ) - الآية ، قال علي : ( فبي خفف الله عن هذه الأمة ) .
وروى الترمذي بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما نزلت ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ) - إلى آخرها ، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ما ترى ، دينار ، قال : لا يطيقونه ، وذكره بتمامه مثله - ثم قال هذا حديث حسن غريب ، ثم قال : ومعنى قوله شعيرة : يعني وزن شعيرة من ذهب ( 1 ) .

ورواه الفخر الرازي في التفسير الكبير ، ورواه الطبري في تفسيره ، والمتقي الهندي في كنز العمال ، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والدورقي ، وابن حبان ، وابن مردويه وسعيد بن منصور . وذكره السيوطي في تفسيره ، والمحب الطبري في ذخائره ، وقال : أخرجه أبو حاتم ( 2 ) .

وروى الترمذي في صحيحه بسنده عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : لما نزلت ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ) ، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ما ترى دينار ؟ قلت : لا يطيقونه ،
قال : فنصف دينار ، قلت : لا يطيقونه ، قال : فكم ، قلت : شعيرة ، قال : إنك لزهيد ، قال : فنزلت ( أأشفقتم أن تقدموا بين نجواكم صدقات ) - الآية ، قال : فبي خفف الله عن هذه الأمة - قال الترمذي : ومعنى قوله : شعيرة ، يعني وزن شعيرة من ذهب ( 3 ) .

وروى النسائي في الخصائص بسنده عن علي بن علقمة عن علي رضي الله
* هامش *
( 1 ) تفسير ابن كثير 4 / 509 - 510 ، تحفة الأحوذي 9 / 192 .
( 2 ) تفسير الطبري 28 / 15 ، كنز العمال 1 / 268 ، ذخائر العقبى ص 109 .
( 3 ) صحيح الترمذي 2 / 227 . ( * )


ج 2 - ص 387

عنه قال : لما نزلت : ( يا أيها الذين آمنوا إذ ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ) - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلي رضي الله عنه : مرهم أن يتصدقوا ، قال : بكم يا رسول الله ؟ قال : بدينار ، قال : لا يطيقون ، قال : فبنصف
دينار ، قال : لا يطيقون ، قال : فبكم ، قال : بشعيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لزهيد ، فأنزل الله ( أأشفقتم أن تقدموا بين نجواكم صدقات ) - الآية ، وكان علي رضي الله عنه يقول : خفف بي عن هذه الأمة ( 1 ) .

وروى الإمام الطبري في تفسيره ( 2 ) بسنده عن ليث عن مجاهد قال قال علي عليه السلام : ( إن في كتاب الله عز وجل الآية ، ما عمل أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي ) ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ) ، قال : فرضت ، ثم نسخت .

وذكره الفخر الرازي في تفسيره ، وقال في آخره : وروى ابن جريج والكلبي وعطاء عن ابن عباس : أنهم نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا ، فلم يناجه أحد ، إلا علي ، تصدق بدينار ، ثم نزلت الرخصة ،
وقال القاضي : والأكثر في الروايات على أن علي بن أبي طالب تفرد بالتصدق قبل المناجاة ، ثم ورد النسخ ، وإن كان قد روي أيضا أن أفاضل الصحابة وجدوا الوقت ، وما فعلوا ذلك .

وروى الواحدي في أسباب النزول : وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إن في كتاب الله الآية ما عمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول ) - الآية ، كان لي دينار فبعته ، وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد ، فنسخت بالآية الأخرى ، ( أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) ( 3 ) .

* هامش *
( 1 ) تهذيب الخصائص ص 85 - 86 .
( 2 ) تفسير الطبري 28 / 14 .
( 3 ) الواحدي : أسباب النزول ص 276 . ( * )


ج 2 - ص 388

وروى الزمخشري في تفسيره عن علي رضي الله عنه : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان لي دينار فصرفته ، وكنت إذا ناجيته صلى الله عليه وسلم ، تصدقت بدرهم ، قال الكلبي : تصدق به في عشر كلمات
سألهن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعن ابن عمر : لعلي ثلاث ، ولو كانت لي واحدة منهن ، أحب إلي من حمر النعم ، تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى ( 1 ) .

وروى المحب الطبري في الرياض النضرة عن علي عليه السلام أنه قال : آية في كتاب الله عز وجل لم يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوى ، كان لي دينار ، فبعته بعشرة دراهم ، فلما أردت أن أناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قدمت درهما ، فنسختها الآية الأخرى ( أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) . قال أخرجه ابن الجوزي في أسباب النزول .

وروى النسفي ( 2 ) في تفسيره ( مدارك التنزيل وحقائق التأويل ) قال علي رضي الله عنه : هذه آية من كتاب الله ما عمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان لي دينار فصرفته ، فكنت إذا ناجيته صلى الله عليه وسلم ، تصدقت بدرهم ،
وسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عشر مسائل ، فأجابني عنها ، قلت : يا رسول الله ، ما الوفاء ، قال : التوحيد ، وشهادة أن لا إله إلا الله ، قلت : وما الفساد ؟ قال : الكفر والشرك بالله ، قلت : وما الحق ؟ قال : الإسلام والقرآن والولاية
إذا انتهت إليك ، قلت : وما الحيلة ؟ قال : ترك الحيلة ، قلت : وما علي ؟ قال : طاعة الله وطاعة رسوله ، قلت : وكيف أدعو الله تعالى ؟ قال : بالصدق واليقين ، قلت : وماذا أسأل الله ؟ قال : العافية ، قلت : وما أصنع لنجاة نفسي ؟ قال : كل حلالا ، وقل
* هامش *
( 1 ) تفسير الزمخشري 2 / 443 . ( 2 ) تفسير النسفي 4 / 235 . ( * )


ج 2 - ص 389

صدقا ، قلت : وما السرور ؟ قال : الجنة ، قلت : وما الراحة ؟ قال : لقاء الله ، فلما فرغت منها ، نزل نسخها . وفي تفسير الظلال : وقد عمل بهذه الآية الإمام علي - كرم الله وجهه - فكان معه - كما روي عنه - دينار ، فصرفه دراهم ، وكان كلما
أراد خلوة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأمر ، تصدق بدرهم ، ولكن الأمر شق على المسلمين ، وعلم الله ذلك عنهم ، وكان الأمر قد أدى غايته ، وأشعرهم بقيمة الخلوة التي يطلبونها ، فخفف الله عنهم ، ونزلت الآية التالية ( أأشفقتم . . . . . ) برفع التكليف ، وتوجيههم إلى العبادات والطاعات المصلحة للقلوب ( 1 ) .

وفي تفسير القرطبي : روى الترمذي بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما نزلت ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ) ، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ما ترى ، دينارا ؟ قلت : لا يطيقونه ،
قال : فنصف دينار ؟ قلت : لا يطيقونه ، قال : فكم ؟ قلت : شعيرة ، قال : إنك لزهيد ، قال : فنزلت : ( أأشفقتم أن تقدموا بين نجواكم صدقات ) - الآية ، قال : فبي خفف الله عن هذه الأمة .

وروي عن مجاهد : أن أول من تصدق في ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وناجى النبي صلى الله عليه وسلم ، وروي أنه تصدق بخاتم .

وذكر القشيري وغيره عن علي بن أبي طالب أنه قال : في كتاب الله عز وجل آية ما عمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي ، وهي ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ) ، كان لي دينار فبعته ، فكنت إذا ناجيت
الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد ، فنسخت بالآية الأخرى ( أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) - الآية . وكذلك قال ابن عباس : نسخها الله بالآية التي بعدها . وقال ابن عمر : لقد كانت لعلي رضي الله عنه ثلاث ، لو كانت لي واحدة منهن ، كانت أحب إلي من حمر النعم ، تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى ( 2 ) .

* هامش *
( 1 ) في ظلال القرآن 6 / 3512 .
( 2 ) تفسير القرطبي ص 6472 . ( * )


- آية الحاقة 12 :
قال الله تعالى : ( وتعيها أذن واعية )

قال السيوطي في تفسيره : أخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن مكحول قال : لما نزلت ( وتعيها أذن واعية ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سألت ربي أن يجعلها أذن علي ) ، قال مكحول فكان علي يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شيئا فنسيته .

وروى الواحدي في أسباب النزول : حدثنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، أخبرنا الوليد بن أبان ، أخبرنا العباس الدوري ، أخبرنا بشر بن آدم ، أخبرنا عبد الله بن الزبير قال : سمعت صالح بن هشيم يقول : سمعت بريدة
يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلي : إن الله أمرني أن أد************ ولا أقصيك ، وأن أعلمك وتعي ، وحق على الله أن تعي ، فنزلت ( وتعيها أذن واعية ) ( 2 ) .

وروى الإمام الطبري في تفسيره بسنده عن بريدة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي : يا علي ، إن الله أمرني أن أد************ ولا أقصيك ، وأن أعلمك وأن تعي ، وحق على الله أن تعي - فنزلت ( وتعيها أذن واعية ) ( 3 ) - كما رواه بطريق آخر عن بريدة الأسلمي باختلاف يسير ( 4 ) .

وروى الإمام الطبري أيضا عن مكحول يقول : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وتعيها أذن واعية ) ، ثم التفت إلى علي عليه السلام ، فقال : سألت الله أن
* هامش *
( 2 ) أسباب النزول ص 294 . ( 3 ) تفسير الطبري 29 / 35 . ( 4 ) تفسير الطبري 29 / 36 . ( * )


ج 2 - ص 391

يجعله أذنك ، قال علي : فما سمعت شيئا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنسيته ( 1 ) .
وروى الزمخشري في الكشاف عن النبي صلى الله عليه وسلم ، عند نزول هذه الآية ( وتعيها أذن واعية ) ، سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي ، قال علي رضي الله عنه : ( فما نسيت شيئا بعد ، وما كان لي أن أنسى ) ( 2 ) - وروى الفخر الرازي مثله في تفسيره كالكشاف .

وروى الحافظ ابن كثير في تفسيره ( 3 ) : قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدثنا العباس بن الوليد بن صبيح الدمشقي ، حدثنا زيد بن يحيى ، حدثنا علي بن حوشب : سمعت مكحولا يقول : لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
( وتعيها أذن واعية ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سألت ربي أن يجعلها أذن علي ) ، قال مكحول : فكان علي يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شيئا قط ، فنسيته .

وروى ابن كثير أيضا في التفسير قال قال ابن أبي حاتم أيضا : حدثنا جعفر بن محمد بن عامر ، حدثنا بشير بن آدم حدثنا عبد الله بن الزبير أبو محمد - يعني والد أبي أحمد الزبيري ، حدثني صالح بن الهشيم ، سمعت بريدة الأسلمي يقول : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، لعلي : إني أمرت أن أد************ ، ولا أقصيك ، وأن أعلمك وأن تعي ، وحق لك أن تعي ، قال : فنزلت هذه الآية ( وتعيها أذن واعية ) .

قال ابن كثير : ورواه ابن جرير عن محمد بن خلف عن بشر بن آدم ، به - ثم رواه ابن جرير من طريق آخر عن داود الأعمى عن بريدة ، به ( 4 ) .
* هامش *
( 1 ) تفسير الطبري 29 / 35 .
( 2 ) تفسير الكشاف 2 / 485 .
( 3 ) تفسير ابن كثير 4 / 647 ( دار الكتب العلمية - بيروت 1406 ه‍ / 1986 م ) .
( 4 ) تفسير ابن كثير 4 / 647 . ( * )


ج 2 - ص 392

وفي تفسير القرطبي : وروى مكحول أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند نزول هذه الآية ( سألت ربي أن يجعلها أذن علي ) ، قال مكحول : فكان علي رضي الله عنه يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شيئا قط فنسيته ، إلا
وحفظته - ذكره الماوردي . وعن الحسن ( البصري ) نحوه ، ذكره الثعلبي قال : لما نزلت ( وتعيها أذن واعية ) قال النبي صلى الله عليه وسلم : سألت ربي أن يجعلها أذنك يا علي ، قال علي : فوالله ما نسيت شيئا بعد ، ما كان لي أن أنسى .
وقال أبو برزة الأسلمي ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ، لعلي : يا علي ، إن الله أمرني أن أد************ ولا أقصيك ، وأن أعلمك ، وأن تعي ، وحق على الله أن تعي ( 1 ) .

وفي التفسير ( الدر المنثور ) للسيوطي قال : وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن مكحول قال : لما نزلت ( وتعيها أذن واعية ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سألت ربي أن يجعلها أذن علي ، قال مكحول : فكان علي يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شيئا فنسيته . وقال أيضا : وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي ، وابن مردويه وابن عساكر وابن النجار ، عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : إن الله أمرني أن أد************ ولا أقصيك ، وأن أعلمك ، وأن تعي ، وحق لك أن تعي ، فنزلت هذه الآية ( وتعيها أذن واعية ) ( 2 ) .

وروى الهيثمي في مجمعه عن أبي رافع ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال لعلي بن أبي طالب ، عليه السلام : إن الله أمرني أن أعلمك ، ولا أجفوك ، وأن أد************ ، ولا أقصيك ، فحق علي أن أعلمك ، وحق عليك أن تعي .
هامش *
( 1 ) تفسير القرطبي ص 6743 . ( 2 ) فضائل الخمسة 2 / 273 - 274 . ( * )


ج 2 - ص 393

قال : رواه البزار ( 1 ) - وذكر ما يقرب من ذلك المتقى في كنز العمال ( 2 ) .
وروى الحافظ أبو نعيم في حليته قال : حدثنا محمد بن مسلم ، حدثني أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله ، حدثني أبي عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن عبد الله عن أبيه محمد عن أبيه عمر عن أبيه علي قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : يا علي ، إن الله أمرني أن أد************ ، وأعلمك لتعي ، وأنزلت هذه الآية ( وتعيها أذن واعية ) ، فأنت أذن واعية لعلمي ) ( 3 ) .

وروى أبو نعيم بسنده عن سليمان الأحمسي عن أبيه عن علي قال : والله ما نزلت آية ، إلا وقد علمت فيما أنزلت ، وأين أنزلت ، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ، ولسانا سؤالا ( 4 ) .

وعن أبي البختري قال : سئل علي عن نفسه ، فقال : كنت إذا سئلت أعطيت ، وإذا سكت أبتديت ( 5

وعن المنهال بن عمرو عن التميمي عن ابن عباس قال : كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم : عهد إلى علي سبعين عهدا ، لم يعهد إلى غيره ( 6 ) .

وفي نور الأبصار : عن مكحول عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قول الله تعالى : ( وتعيها أذن واعية ) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي ، ففعل ، فكان علي ، رضي الله عنه يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كلاما ، إلا وعيته وحفظته ، ولم أنسه ( 7 ) .

* هامش *
( 1 ) مجمع الزوائد 1 / 131 . كنز العمال 6 / 398 .
( 3 ) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 1 / 67 ( دار الفكر - بيروت ) .
( 4 ) حلية الأولياء 1 / 67 - 68 .

( 5 ) حلية الأولياء 1 / 68 .
( 6 ) حلية الأولياء 1 / 68 .
( 7 ) نور الأبصار ص 78 . ( * )


ج 2 - ص 394

وفي كنز العمال عن علي عليه السلام في قول الله تعالى : ( وتعيها أذن واعية ) قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي ، فما سردت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شيئا فنسيته . قال : أخرجه الضياء المقدسي وابن مردويه ( 1 ) ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ( 2 ) .

ورواه ابن المغازلي في مناقب علي رضي الله عنه عن مكحول مرسلا ، وابن المؤيد في فرائد السمطين ( 3 ) .


* هامش *
( 1 ) كنز العمال 6 / 408 .
( 2 ) معرفة الصحابة 1 / 306 - 307 .
( 3 ) ابن المغازلي : مناقب علي - رضي الله عنه ص 265 ، 319 ، فرائد السمطين 1 / 198 - 200 . ( * )











 
قديم 09-07-10, 04:30 AM   رقم المشاركة : 2
خادم ابا القاسم
موقوف






خادم ابا القاسم غير متصل

خادم ابا القاسم is on a distinguished road


آية الرعد 7 :
قال الله تعالى : ( إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد ) .
روى السيوطي في تفسيره : أخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، والديلمي ، وابن عساكر ، وابن النجار ، وأبو نعيم في المعرفة ، أنه لما أنزلت آية ( إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد ) ، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يده على صدره ، فقال : أنا المنذر ، وأومأ بيده إلى منكب علي ، رضي الله تعالى عنه ، فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون من بعدي .

وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقرأ ( إنما أنت منذر ) ، ووضع يده على صدره ، ثم وضعها على صدر علي ، وهو يقول ( ولكل قوم هاد ) . وأخرج ابن مردويه ، والضياء في المختارة عن ابن عباس في الآية ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المنذر أنا ، والهادي علي بن أبي طالب ) .

ج 2 - ص 395
وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن علي بن أبي طالب في قول الله تعالى : ( إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد ) أنه قال : ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المنذر ، وأنا الهادي ) ، وفي لفظ : والهادي رجل من بني هاشم ، يعني نفسه .

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي عليه السلام ( إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد ) ، قال علي عليه السلام : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المنذر ، وأنا الهادي . قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( 1 ) .

وروى المتقي الهندي في كنز العمال ، قال : أنا المنذر ، وعلي الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي - قال أخرجه الديلمي عن ابن عباس ( 2 ) - كما ذكره المناوي في كنوز الحقائق ، والشبلنجي في نور الأبصار ( 3 ) .

وفي تفسير الطبري عن يحيى بن رافع في قوله تعالى : ( إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد ) ، قال : قال قائد ، وقال آخرون هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

وعن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت ( إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد ) وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر ، ولكل قوم هاد ، وأومأ بيده إلى منكب علي ، فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون بعدي ( 4 ) .

وفي تفسير ابن كثير : قال أبو جعفر بن جرير : حدثني أحمد بن يحيى
* هامش *
( 1 ) المستدرك للحاكم 3 / 129 ، كنز العمال 1 / 251 ، مجمع الزوائد 7 / 41 ،
محمد بيومي مهران : الإمام علي بن أبي طالب 2 / 263 - 264 ( دار النهضة العربية - بيروت 1990 ) .
( 2 ) كنز العمال 6 / 157 .
( 3 ) كنوز الحقائق ص 42 ، نور الأبصار ص 78 .
( 4 ) تفسير الطبري 16 / 356 - 357 دار المعارف - القاهرة 1969 ) . ( * )
ج 2 - ص 396
الصوفي ، حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري ، حدثنا معاذ بن مسلم ، حدثنا الهروي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : لما نزلت ( إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد ) قال : وضع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، يده على صدره ، وقال : أنا المنذر ، ولكل قوم هاد ، وأومأ بيده إلى منكب علي ، فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون من بعدي .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير علي ( إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد ) قال : الهادي رجل من بني هاشم ، قال الجنيد : هو علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال ابن أبي حاتم : وروي عن ابن عباس في إحدى الروايات ، وعن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، نحو ذلك ( 1 ) .


6 - آية السجدة 18 :
قال الله تعالى : ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) .
قال السيوطي في الدر المنثور : أخرج الواحدي وابن عدي وأبو الفرج الأصفهاني وابن مردويه والخطيب وابن عساكر ، عن ابن عباس أنه قال : قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب ، رضي الله عنه : أنا أحد منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأملأ للكتيبة منك ، قال له علي رضي الله عنه : أسكت يا فاسق ، فنزلت الآية ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) ، يعني بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد .

وأخرج ابن إسحاق وابن جرير ، عن عطاء بن يسار قال : نزلت في المدينة في علي بن أبي طالب ، والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، كان بين علي والوليد كلام ، فقال الوليد : أنا أبسط منك لسانا ، وأحد منك سنانا ، وأورد منك
* هامش *
( 1 ) تفسير ابن كثير 2 / 776 ، وانظر تفسير الآية في التفسير الكبير للفخر الرازي . ( * )
ج 2 - ص 397
للكتيبة ، فقال علي ، رضي الله عنه : أسكت يا فاسق ، فنزلت الآية . وأخرج ابن أبي خاتم عن عبد الرحمن أبي ليلى قال : إن آية ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) - نزلت في علي بن أبي طالب ، والوليد بن عقبة ( 1 ) .

وروى الطبري في تفسيره في قول الله تعالى : ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) بسنده عن عطاء بن يسار قال : نزلت في المدينة في علي بن أبي طالب ، والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، كان بين الوليد وبين علي عليه السلام كلام ، فقال
الوليد : أنا أبسط منك لسانا ، وأحد منك سنانا ، أورد منك للكتيبة، فقال علي عليه السلام : أسكت فإنك فاسق، فأنزل الله فيهما ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كان يعملون *
وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها * وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ) ( 2 ) .

وفي تفسير القرطبي : قال ابن عباس ، وعطاء بن يسار : نزلت الآية في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وذلك أنهما تلاحيا ، فقال له الوليد : أنا أبسط منك لسانا ، وأحد سنانا ، وأورد للكتيبة - وروى أملأ للكتيبة - جسدا ، فقال له
علي : أسكت ، فإنك فاسق ، فنزلت الآية . وذكر الزجاج والنحاس : أنها نزلت في علي وعقبة بن معيط ، قال ابن عطية : وعلى هذا يلزم أن تكون الآية مكية ، لأن عقبة لم يكن بالمدينة ، وإنما قتل في طريق مكة منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من بدر .
* هامش *
( 1 ) أنظر ( محمد بيومي مهران : الإمام علي بن أبي طالب 2 / 266 - 267 ) .
( 2 ) سورة السجدة : آية 18 - 20 ، تفسير الطبري 21 / 68 . ( * )
ج 2 - ص 398
ويعترض القول الآخر بإطلاق اسم الفسق على الوليد ، وذلك يحتمل أن يكون في صدر إسلام الوليد لشئ كان في نفسه ، أو لما روي من نقله عن نبي المصطلق ما لم يكن ، حتى نزلت فيه ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) ويحتمل أن تطلق الشريعة
ذلك ، لأنه كان على طرف مما يبغي ، وهو الذي شرب الخمر في زمن عثمان رضي الله عنه ، وصلى الصبح بالناس ، ثم التفت وقال : أتريدون أن أزيدكم ؟ ونحو هذا مما يطول ذكره ( 1 ) .

وفي تفسير ابن كثير : عن عطاء بن يسار ، والسدي وغيرهما : أنها نزلت في علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط ( 2 ).

وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس في قوله تعالى : ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ) ، قال : أما المؤمن فعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وأما الفاسق فعقبة بن أبي معيط ، وذلك لأسباب كان بينهما ، فأنزل الله ذلك ( 3 ).

وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن ابن عباس : أن الوليد بن عقبة قال لعلي بن أبي طالب : ألست أبسط منك لسانا ، وأحد منك سنانا ، وأملأ منك حشوا ؟ فأنزل الله تعالى : ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) ( 4 ) .

وروى الواحدي في أسباب النزول أنها نزلت في علي بن أبي طالب بن عقبة ، روى بسنده عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، لعلي بن أبي طالب ، رضي الله عنه : أنا أحد منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأملأ للكتيبة منك ،
* هامش *
( 1 ) تفسير القرطبي ص 5187 - 5188 .
( 2 ) تفسير ابن كثير 3 / 736 .

( 3 ) فضائل الخمسة من الصحاح الستة 2 / 629 .
( 4 ) تاريخ بغداد 13 / 321 . ( * )
ج 2 - ص 399
فقال له علي : أسكت فإنما أنت فاسق ، فنزل ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) ، قال : يعني بالمؤمن عليا ، وبالفاسق الوليد بن عقبة ( 1 ) .

وفي الرياض النضرة ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ) - الآية ، قال ابن عباس : نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، لأشياء بينهما - أخرجه الحافظ السلفي . وعن ابن عباس : أن الوليد قال لعلي : أنا أحد منك سنانا ،
وأبسط لسانا ، وأملأ للكتيبة ، فقال له علي : أسكت فإنما كأنت فاسق - وفي رواية : أنت فاسق ، تقول الكذب - فأنزل الله ذلك ، تصديقا لعلي . قال قتادة : لا والله ما استووا في الدنيا ، ولا عند الله ولا في الآخرة ، ثم أخبر عن منازل الفريقين ، فقال تعالى : ( أما الذين آمنوا . . . ) الآية ( 2 ) .
* هامش *
( 1 ) أسباب النزول ص 235 - 236 . ( 2 ) الرياض النضرة 2 / 273 - 274 . ( * )

- آية هود 17 :
قال تعالى : ( أفمن كان على بينة من ربه * ويتلوه شاهد منه ) .

وفي تفسير القرطبي : أن الشاهد هو علي بن أبي طالب ، روي عن ابن عباس : أنه قال : هو علي بن أبي طالب ،
وروي عن علي أنه قال : ما من رجل من قريش ، إلا وقد أنزلت فيه الآية والآيتان ، فقال له رجل : أي شئ نزل فيك ؟ فقال علي : ( ويتلوه شاهد منه ) ( 3 ) .
وفي تفسير الطبري : قيل إن الشاهد هو علي بن أبي طالب ،

وروي عن جابر عن عبد الله بن نجي قال : قال علي رضي الله عنه : ما من رجل من قريش ، إلا وقد أنزلت فيه الآية والآيتان ، فقال له رجل : أي شئ نزل فيك ؟ قال علي :
* هامش *
( 3 ) تفسير القرطبي ص 3244 . ( * )


ج 2 - ص 400

أما تقرأ الآية التي نزلت في هود ( ويتلوه شاهد منه ( 1 ) ) .
وقال الإمام الطبري - بعد أن ذكر الأقوال المختلفة - وأولى هذه الأقوال التي ذكرناها بالصواب في تأويل قوله تعالى : ( ويتلوه شاهد منه ) ، قول من قال : جبريل ، لدلالة قوله تعالى : ( ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة ) على صحة ذلك ،
وذلك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، لم يتل قبل القرآن كتاب موسى ، فيكون ذلك دليلا على صحة قول من قال : عني به لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، أو محمد نفسه ، أو علي ، على قول من قال : عني به علي ( 2 ) .

وروى السيوطي في الدر المنثور في تفسير الآية : أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في المعرفة ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : ما من رجل من قريش ، إلا وقد نزل فيه الآية والآيتان ، فقال له رجل : أي شئ نزل فيك ؟ قال : أما تقرأ سورة هود ( أفمن كان على بينة من ربه * ويتلوه شاهد منه ) ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على بينة من ربه ، وأنا شاهد منه ( 3 ) .
وذكره المتقي الهندي في كنز العمال ( 4 ) .

وقال الفخر الرازي في التفسير الكبير في تفسير الآية : قال : فذكروا في تفسير الشاهد وجوها - إلى أن قال : وثالثها : أن المراد هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، والمعنى : أنه يتلو تلك البينة ، وقوله : منه ، أي هذا الشاهد من محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعض منه ، والمراد منه تشريف هذا الشاهد بأنه بعض من محمد صلى الله عليه وسلم ( 5 ) .
* هامش *
( 1 ) تفسير الطبري 15 / 272 .
( 2 ) تفسير الطبري 15 / 276 .
( 3 ) فضائل الخمسة 1 / 270 .

( 4 ) كنز العمال 1 / 251 .
( 5 ) فضائل الخمسة 1 / 271 . ( * )

ج 2 - ص 401

وروى صاحب كتاب ( الغارات ) عن المنهار بن عمرو ، عن عبد الله بن الحارث قال : سمعت عليا يقول على المنبر : ما أحد جرت عليه المواسي ، إلا وقد أنزل الله فيه قرآنا ، فقام إليه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، فما أنزل الله تعالى فيك ؟
قال : يريد تكذيبه ، فقام الناس إليه يلكزونه في صدره وجنبه ، فقال : دعوه ، أقرأت سورة هود ؟ قال : نعم ، قال : أقرأت قوله سبحانه : ( أفمن كان على بينة من ربه * ويتلوه شاهد منه ) ، قال : نعم ، قال : صاحب البينة محمد صلى الله عليه وسلم ، والتالي الشاهد أنا ( 1 ) .


8 - آية المائدة 55 :
قال الله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) .

روى السيوطي في تفسيره : أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال : تصدق علي بخاتمه ، فقال النبي للسائل : من أعطاك هذا الخاتم ، فقال : ذاك الراكع ، فنزلت الآية . وأخرج عبد الرازق ، وعبد بن حميد ، ابن جرير ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه عن ابن عباس : أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب .

وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال : وقف بعلي سائل ، وهو راكع في صلاة تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعلمه ذلك ، فنزلت الآية على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم ، على أصحابه ، ثم قال : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر ، عن سلمة بن كهيل قال :
* هامش *
( 1 ) شرح نهج البلاغة 6 / 136 - 137 . ( * )

ج 2 - ص 402

تصدق علي بخاتمه ، وهو راكع ، فنزلت ( إنما وليكم الله ) - الآية ( 1 ) .
وفي نور الأبصار عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوما من الأيام ، الظهر ، فسأل سائل في المسجد ، فلم يعطه أحد شيئا ، فرفع السائل يديه إلى السماء ، وقال : اللهم اشهد ، أني سألت في
مسجد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، فلم يعطني أحد شيئا ، وكان علي ، رضي الله عنه ، في الصلاة راكعا ، فأومأ إليه بخنصره اليمنى ، وفيه خاتم ، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بمرأى من النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في
المسجد ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، طرفه إلى السماء ، وقال : اللهم إن أخي موسى سألك فقال : ( رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي *
اشدد به أزري * وأشركه في أمري ) ( 2 )، فأنزلت عليه قرآنا ( سنشد عضدك بأخيك * ونجعل لكما سلطانا * فلا يصلون إليكما ) ( 3 ) ، وإني محمد نبيك وصفيك : اللهم فاشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا ،
أشد به ظهري . قال أبو ذر رضي الله عنه : فما استتم دعاءه ، حتى نزل جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل ، قال : يا محمد ، إقرأ ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) .
قال : نقله أبو إسحاق أحمد الثعلبي في تفسيره ( 4 ) .

وفي تفسير القرطبي : أن سائلا سأل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يعطه أحد شيئا ، وكان علي - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه - في الصلاة في الركوع ، وفي يمينه خاتم ، فأشار إلى السائل بيده حتى أخذه .
* هامش *
( 1 ) فضائل الخمسة 2 / 13 - 15 .
( 2 ) سورة طه : آية 25 - 32 .

( 3 ) سورة القصص : آية 35 .
( 4 ) نور الأبصار ص 77 .

ج 2 - ص 403

قال الإمام الطبري : وهذا يدل على أن العمل القليل لا يبطل الصلاة ، فإن التصدق بالخاتم في الركوع عمل جاء به في الصلاة ، ولم تبطل الصلاة به ، وقوله : ( ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ، يدل على أن صدقة التطوع تسمى زكاة ، فإن عليا تصدق بخاتمه في الركوع .

وقال ( ابن خويز منداد ) قوله تعالى : ( ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) تضمنت جواز العمل اليسير في الصلاة ، وذلك أن هذا خرج مخرج المدح ، وأقل ما في باب المدح أن يكون مباحا ، وقد روي أن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، أعطى السائل شيئا ، وهو في الصلاة ، قد يجوز أن تكون هذه صلاة تطوع ، وذلك أنه مكروه في الفروض ( 1 ) .

وفي تفسير الطبري ( 2 ) بسنده عن السدي قال : ثم أخبرهم بمن يتولاهم فقال : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ، هؤلاء جميع المؤمنين ، ولكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، مر به سائل ، وهو راكع في المسجد ، فأعطاه خاتمه .

وفي رواية أخرى بسنده عن أبي جعفر قال : سألته عن هذه الآية ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ، قلت : من الذين آمنوا ؟ قال : الذين آمنوا ، قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب ، قال : علي من الذين آمنوا .

وفي رواية ثالثة : حدثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) ، قال

علي بن أبي طالب .

وفي رواية رابعة عن غالب بن عبد الله قال : سمعت مجاهد يقول في قوله
* هامش *
( 1 ) تفسير القرطبي ص 2218 - 2219 . ( 2 ) تفسير الطبري 10 / 425 - 426 . ( * )


ج 2 - ص 404

تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله ) - الآية ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع .
وفي تفسير ابن كثير ( 1 ) : قال ابن أبي حاتم بسنده عن عتبة بن أبي حكيم قي قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) - الآية ، قال : هم المؤمنون ، وعلي بن أبي طالب .
وعن سلمة بن كهيل قال : تصدق علي بخاتمه وهو راكع ، فنزلت ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ،
وقال ابن جرير بسنده عن غالب بن عبد الله قال : سمعت مجاهد يقول في قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله ) - الآية : نزلت في علي بن أبي طالب ، تصدق وهو راكع ،
وعن ابن عباس في قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله ) - نزلت في علي بن أبي طالب .

وروى ابن مردويه من طريق سفيان الثوري عن سنان عن الضحاك عن ابن عباس قال : كان علي بن أبي طالب قائما يصلي ، فمر سائل وهو راكع ، فأعطاه خاتمه ، فنزلت ( إنما وليكم الله ورسوله ) - الآية .

وعن أبي صالح عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد والناس يصلون بين راجع وساجد ، وقائم وقاعد ، وإذا مسكين يسأل ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أعطاك أحد شيئا ؟ قال : نعم ، قال : من ؟
قال : ذلك الرجل القائم ، قال : على أي حال أعطاكه ؟ قال : وهو راكع ، قال : وذلك علي بن أبي طالب ، قال : فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عند ذلك ، وهو يقول : ( ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا * فإن حزب الله هم الغالبون ) .
وعن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس في قوله الله تعالى : ( إنما
* هامش *
( 1 ) تفسير ابن كثير 2 / 113 - 114 ( بيروت 1986 ) . ( * )


ج 2 - ص 405

وليكم الله ورسوله ) - الآية : نزلت في المؤمنين ، وعلي بن أبي طالب أولهم .

وروى المحب الطبري عن عبد الله بن سلام قال : أذن بصلاة الظهر ، فقام الناس يصلون ، فمن بين راكع وساجد ، وسائل يسأل ، فأعطاه علي خاتمه ، وهو راكع ، فأخبر السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة * ويؤتون الزكاة * وهم راكعون ) .
قال : أخرجه الواحدي وأبو الفرج والفضائلي ( 1 ) .

وروى الفخر الرازي في التفسير الكبير عن عطاء عن ابن عباس : أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ، وروي أن عبد الله بن سلام قال : لما نزلت هذه الآية ( إنما وليكم الله ورسوله ) - الآية ، قلت يا رسول الله : أنا رأيت عليا يتصدق بخاتمه على محتاج ، وهو راكع ، فنحن نتولاه .

ويقول الفخر الرازي : قالت الشيعة : هذه الآية دالة على أن الإمام - بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم - هو علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - . ويقول : وتقريره أن نقول أن هذه الآية دالة على أن المراد بها ( إمام ) ، ومتى كان الأمر كذلك ، وجب أن يكون هذا الإمام هو علي بن أبي طالب .

وفي تفسير المنار : ورواه من عدة طرق أنها نزلت في أمير المؤمنين ، علي المرتضى ، كرم الله وجهه ، إذ مر به سائل ، وهو في المسجد ، فأعطاه خاتمه ( 2 ) .

وروى الواحدي في أسباب النزول في قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) ، قال جابر بن عبد الله : جاء عبد الله بن سلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أن قوما من قريظة والنضير قد هجرونا وفارقونا ، وأقسموا

* هامش *
( 1 ) الرياض النضرة 2 / 302 . ( 2 ) تفسير المنار 6 / 366 . ( * )


ج 2 - ص 406

ألا يجالسونا ، ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل ، وشكى ، ما يلقى من اليهود ، فنزلت هذه الآية ، فقرأها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء .
ونحو هذا قال الكلبي ، وزاد : أن آخر الآية في علي بن أبي طالب ، رضوان الله عليه ، لأنه أعطى خاتمه سائلا ، وهو راكع في الصلاة .
وعن ابن عباس قال : أقبل عبد الله بن سلام ، ومعه نفر من قومه قد آمنوا ، فقالوا : يا رسول الله ، إن منازلنا بعيدة ، وليس لنا مجلس ولا متحدث ، وإن قومنا لما رأونا آمنا ، بالله ورسوله صدقناه ، رفضوا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا
يناكحونا ولا يكيلوا منا فشق ذلك علينا ، فقال لهم النبي - عليه الصلاة والسلام - ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) - الآية . ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ، خرج إلى المسجد ، والناس بين قائم وراكع ، فنظر سائلا فقال : هل أعطاك أحد
شيئا ؟ قال : نعم خاتم من ذهب ، قال : من أعطاكه ؟ قال : ذلك القائم ، وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال على أي حال أعطاك ؟ قال : أعطاني وهو راكع ، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قرأ ( ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) ( 1 ) .

وفي تفسير الزمخشري : أن آية ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) - الآية ، إنا نزلت في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - حين سأل سائل ، وهو راكع في صلاته ، فطرح له خاتمه كأنه كان مرجا في خنصره
، فلم يتكلف لخلعه كثير عمل يفسد بمثله صلاته ، فإن قلت كيف صح أن يكون لعلي ، رضي الله عنه ، واللفظ لفظ جماعة ، قلت : جئ به على لفظ الجمع ، وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ، ليرغب الناس في مثل فعله ، فينالوا مثل نواله ، ولينبه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية
* هامش *
( 1 ) أسباب النزول ص 133 - 134 . ( * )


ج 2 - ص 407

من الحرص على البر والإحسان ، وتفقد الفقراء ، حتى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير ، وهم في الصلاة ، لم يؤخروه إلى الفراغ منها ( 1 ) .

وفي كنز العمال : عن ابن عباس قال : تصدق علي عليه السلام بخاتمه ، وهو راكع ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، للسائل : من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذلك الراكع ، فأنزل الله فيه ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) - الآية . قال : وكان في خاتمه مكتوبا ( سبحان من فخري بأني له عبد ) ، ثم كتب في خاتمه بعد ( الملك له ) .
قال : أخرجه الخطيب في المتفق ( 2 ) .

وعن أبي رافع : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو نائم - أو يوحى إليه - وإذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها وأوقظه ، فاضطجعت بينه وبين الحية ، فإذا كان شئ كان بي دونه ، فاستيقظ وهو يتلو هذا الآية ( إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ، فقال : الحمد لله ، فرآني إلى جانبه ، فقال : ما أضجعك هنا ؟ قلت : لمكان هذه الحية ، قال : قم إليها فاقتلها ، فقتلتها ، ثم أخذ بيدي فقال : يا أبا رافع ، سيكون بعدي قوما
يقاتلون عليا ، حقا على الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ، ليس وراء ذلك شئ.
قال : أخرجه الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم ( 3 ) .

وروى الهيثمي في مجمعه ( 4 ) بسنده عن عمار بن ياسر قال : وقف على
* هامش *
( 1 ) تفسير الكشاف 1 / 262 .
( 2 ) كنز العمال 6 / 319 .

( 3 ) كنز العمال 7 / 305 .
( 4 ) مجمع الزوائد 7 / 17 . ( * )


ج 2 - ص 408

علي بن أبي طالب سائل ، وهو راكع في تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعلمه بذلك ، فنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذه الآية ( إنما وليكم ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه .
قال : رواه الطبراني في الأوسط - كما ذكره السيوطي في الدر المنثور ، وقال : أخرجه الطبراني في الأوسط ، وابن مردويه عن عمار بن ياسر .

هذا ويذهب الفيروزآبادي إلى أن الآية الشريفة إنما هي ظاهرة في إمامة الإمام علي بن أبي طالب ، عليه السلام، ومن ثم فإن مفادها إنما يكون : إنما وليكم الله ورسوله وعلي بن أبي طالب ، فقوله تعالى : ( والذين آمنوا ) - الآية ، وإن كان لفظ جمع،
ولكنه قد أريد منه شخص واحد ، وحمل لفظ الجمع على الواحد جائز ، إذا كان على سبيل التعظيم . ولفظ الوالي ، وإن كان له معان متعددة - كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف ومالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف وغير ذلك -
ولكن الظاهر من التولي هنا - بعد وضوح تبادر الحصر من إنما - هو مالك الأمر ، أو الولي بالتصرف أو المتصرف ، فإنه المعنى الذي يلائم الحصر في الله جل وعلا ، وفي رسوله ، وفي علي بن أبي طالب ، لا المحب أو الصديق أو الناصر ،
وما أشبه ذلك . ذلك لأنه من الواضح المعلوم : أن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض - كما في القرآن الكريم - من دون اختصاص بالثلاثة المذكورين .

وفي بعض الروايات المتقدمة ، وإن فسر الولي فيها ، بمعنى المحب أو الصديق أو الناصر ، ولكن ظهور كلمة ( إنما ) في الحصر - بل وضعها له لغة بمقتضى تبادره عنه عرفا ، والتبادر علامة الحقيقة ، كما حقق في الأصول - مما

ج 2 - ص 409

يعني تفسير الولي بمعنى مالك الأمر ونحوه ، مما يناسب الاختصاص بالله ورسوله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( 1 )

وفي تفسير الطبري ( مجمع البيان في تفسير القرآن ) يقول : ( إنما وليكم الله . . . . . ) أي الذي يتولى مصالحكم ، ويتحقق تدبيركم ، هو الله تعالى ورسوله . وهذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة علي ، بعد النبي صلى الله عليه وسلم ،
بلا فصل ، والوجه فيه : أنه إذا ثبت أن لفظ وليكم ، تفيد من هو أولى بتدبير أموركم ، وتجب طاعته عليكم ، ثبت أن المراد بالذين آمنوا ( علي ) ، ثبت النص عليه بالإمامة ( 2 )



* هامش *
( 1 ) فضائل الخمسة 2 / 18 - 19 .
( 2 ) مجمع البيان في تفسير القرآن 3 / 211 ( تصحيح أبو الحسن الشعراني - طهران 1379 ه‍ )

- آية القصص 61 : قال الله تعالى : ( أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه * كمن متعناه متاع الحياة الدنيا * ثم هو يوم القيامة من المحضرين ) .

يروي الإمام الطبري في تفسيره بسنده عن مجاهد عن الآية الكريمة قال : نزلت في حمزة وعلي وأبي جهل ( 3 ) .
وفي تفسير الكشاف للزمخشري : قيل نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي جهل ، وقيل في علي وحمزة وأبي جهل ( 4 ) .
وروى المحب الطبري في الرياض النضرة : قال مجاهد : نزلت في علي وحمزة وأبي جهل ، وروي أنه في ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي جهل ( 5 ) .

* هامش *
( 3 ) تفسير الطبري 20 / 62 . ( 4 ) تفسير الزمخشري 2 / 168 . ( 5 ) الرياض النضرة 2 / 274 . ( * )


ج 2 - ص 410

وروى الواحدي في أسباب النزول في قوله تعالى : ( أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه ) قال : أخبرنا أبو بكر الحارث قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن سليمان قال أخبرنا عبد الله بن حازم الأباني قال : أخبرنا بلال بن المحبر،
قال : أخبرنا شعبة عن أبان عن مجاهد في هذه الآية قال : نزلت في علي وحمزة وأبي جهل ، وقال السدي : نزلت في عمار والوليد بن المغيرة ، وقيل نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبي جهل ( 1 ) .

وفي تفسير ابن كثير : قيل إنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي جهل ، وقيل في حمزة وعلي وأبي جهل ، وكلاهما عن مجاهد ( 2 ) .

وفي تفسير القرطبي : قال ابن عباس : نزلت في حمزة بن عبد المطلب ، وفي أبي جهل بن هشام ، وقال مجاهد : نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبي جهل ، وقال محمد بن كعب : نزلت في حمزة وعلي ، وفي أبي جهل وعمارة بن الوليد ، قاله السدي ( 3 ) .


10 - آية التوبة 19 :
قال الله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام * كمن آمن بالله واليوم الآخر
* وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله * والله لا يهدي القوم الظالمين ) .

روى السيوطي في الدر المنثور : أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : ( أجعلتم سقاية الحاج ) - الآية ، نزلت في علي والعباس .

وأخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس قال : قعد العباس وشيبة يفتخران ، العباس يقول : أنا أشرف منك ، أنا عم النبي صلى الله عليه وسلم ،
* هامش *
( 1 ) أسباب النزول ص 229 . ( 2 ) تفسير ابن كثير 3 / 632 چ ( 3 ) تفسير القرطبي ص 5019 . ( * )


ج 2 - ص 411

وصنو أبيه ، وساقي الحجيج ، ويقول شيبة : أنا أشرف ، أنا أمين الله على بيته وخازنه ، فهلا ائتمنك كما ائتمنني ، فاطلع عليهما علي رضي الله عنه ، فأخبراه بما قالا ، فقال علي رضي الله عنه : أنا أشرف منكما ، أنا أول من آمن وهاجر ،
فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه ، فما أجابهم بشئ ، فنزل عليه الوحي بعد أيام ، فأرسل إليهم ، فقرأ عليهم ( أجعلتم سقاية الحاج ) - الآية ( 1 ) .

وفي تفسير ابن كثير عن أبي صخرة قال : سمعت محمد بن كعب القرظي يقول : افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار ، وعباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت ، معي مفتاحه ، ولو أشاء بت فيه ، وقال
العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، لو أشاء بت في المسجد ، فقال علي ، رضي الله عنه : ما أدري ما تقولان ، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر ، قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله عز وجل ( أجعلتم سقاية الحاج ) - الآية كلها .

وقال عبد الرازق : أخبرنا معمر عن عمرو عن الحسن قال : نزلت في علي وعباس وعثمان وشيبة ، تكلموا في ذلك ، فقال العباس : ما أراني إلا أني تارك سقايتنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أقيموا على سقايتكم ، فإن لكم فيها خيرا ) ( 2 ) .

وفي تفسير القرطبي : قال افتخر عباس بالسقاية ، وشيبة بالعمارة ، وعلي بالإسلام والجهاد ، فصدق الله عليا ، وكذبهما ، وأخبر أن العمارة لا تكون بالكفر ، وإنما تكون بالإيمان والعبادة وأداء الطاعة ، وهذا بين لا غبار عليه ( 3 ) .

وفي تفسير الطبري بسنده عن الحسن قال : نزلت في علي وعباس وعثمان وشيبة ، تكلموا في ذلك ( أي في سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، والإيمان
* هامش *
( 1 ) محمد بيومي مهران : الإمام علي بن أبي طالب 2 / 263 .
( 2 ) تفسير ابن كثير 2 / 535 .
( 3 ) تفسير القرطبي 2930 - 2931 . ( * )


ج 2 - ص 412

بالله والجهاد في سبيله ) ، فقال العباس : ما أراني إلا تارك سقايتنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقيموا على سقايتكم ، فإن لكم فيها خيرا ) .

وعن أبي صخر قال : سمعت محمد بن كعب القرظي يقول : افتخر طلحة بن شيبة من عبد الدار ، وعباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت ، معي مفتاحه ، لو أشاء بت فيه ، وقال عباس أنا صاحب السقاية
والقائم عليها ، ولو أشاء بت في المسجد ، وقال علي : ما أدري ما تقولان ، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر ، قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام * كمن آمن بالله * وجاهد في سبيل الله * لا يستوون عند الله * والله لا يهدي القوم الظالمين ) ( 1 ) .

وعن السدي : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام * كمن آمن بالله * وجاهد في سبيل الله * لا يستوون عند الله ) ( 2 ) قال : افتخر علي وعباس وشيبة : أنا أعمر مسجد الله ، وقال عباس أنا القائم على السقاية ، وقال علي : أنا هاجرت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأجاهد معه في سبيل الله ( 3 ) ، فأنزل الله : ( الذين آمنوا وهاجروا في سبيل الله ) - إلى ( نعيم مقيم ) ( 4 ) .

وفي تفسير المنار : عن كعب القرظي قال : افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار ، وعباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت ، معي مفتاحه ، ولو أشاء بت فيه ، وقال العباس : أنا صاحب السقاية ، والقائم
عليها ، ولو أشاء بت في المسجد ، فقال علي رضي الله عنه : ما أدري ما يقولان ، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر ، قبل الناس ، وأنا صاحب
* هامش *
( 1 ) تفسير الطبري 14 / 171 ( دار المعارف - القاهرة 1958 ) .
( 2 ) سورة التوبة : آية 19 .

( 3 ) تفسير الطبري 14 / 172 .
( 4 ) سورة التوبة : آية 20 - 21 - 121 . ( * )


ج 2 - ص 413

الجهاد ، فأنزل الله ( أجعلتم سقاية الحاج ) الآية كلها ( 1 ) .

وعن ابن سيرين قال : قدم علي بن أبي طالب مكة ، فقال للعباس : أي عم ، ألا تهاجر ؟ ألا تلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أعمر المسجد ، وأحجب البيت ، وأنزل الله ( أجعلتم سقاية الحاج ) - الآية ( 2 ) .

وفي تفسير النسفي ( 3 ) : نزلت جوابا لقول العباس ، حين أسر ، فطفق علي ، رضي الله عنه ، يوبخه بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقطيعة الرحم ، فقال العباس : تذكر مساوينا ، وتدع محاسننا ، فقيل : أولكم محاسن ؟ فقال : نعمر
المسجد ، ونسقي الحاج ، ونفك العاني . وقيل : افتخر العباس بالسقاية ، وشيبة بالعمارة ، وعلي ، رضي الله عنه ، بالإسلام والجهاد ، فصدق الله تعالى عليا ( الذين آمنوا وهاجروا * وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ) أولئك ( أعظم درجة عند الله ) من أهل السقاية والعمارة ( وأولئك هم الفائزون ) ، لا أنتم المختصون بالفوز دونهم .

وروى الواحدي في أسباب النزول : لما أسر العباس يوم بدر ، أقبل عليه المسلمون ، فعيروه بكفره بالله وقطيعة الرحم ، وأغلظ علي ، رضي الله عنه ، له القول ، فقال العباس : ما لكم تذكرون مساوينا ، ولا تذكرون محاسننا ، فقال له علي
رضي الله عنه : ألكم محاسن ؟ قال : نعم ، إنا لنعمر المسجد الحرام ، ونحجب الكعبة ، ونسقي الحاج ، ونفك العاني ، فأنزل الله ( ما كان للمشركين أن يعمروا ) - الآية . وقال ابن عباس - في رواية الوالبي - قال العباس بن عبد المطلب - حين أسر يوم بدر - لئن كنتم سبقتمونا إلى الإسلام ، والهجرة والجهاد ، لقد كنا نعمر

* هامش *
( 1 ) تفسير المنار 10 / 195 . ( 2 ) تفسير المنار 10 / 194 - 195 . ( 3 ) تفسير النسفي 2 / 120 - 121 . ( * )


ج 2 - ص 414

المسجد ، ونسقي الحاج ، ونفك العاني ، فأنزل الله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ) - الآية .

وقال الحسن البصري والشعبي والقرطي : نزلت الآية في علي والعباس وطلحة بن شيبة ، وذلك أنهم افتخروا ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت ، بيدي مفتاحه ، وإلي ثياب بيته ، وقال العباس : أنا صاحب السقاية ، والقائم عليها ، وقال علي : ما أدري
ما تقولان ، لقد صليت ستة أشهر ، قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . وقال ابن سيرين ، ومرة الهمداني : قال علي للعباس : ألا تهاجر ، ألا تلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ألست في أفضل من الهجرة ؟ ألست أسقي حاج بيت الله ، وأعمر المسجد الحرام ؟ فنزلت الآية ( 1 ) .


وفي تفسير الفخر الرازي : قال ابن عباس - في بعض الروايات - إن عليا عليه السلام ، لما أغلظ الكلام للعباس ، قال العباس : إن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد ، فلقد كنا نعمر المسجد الحرام ، ونسقي الحاج ، فنزلت الآية ( 2 ) .

وفي تفسير الدر المنثور للسيوطي قال : أخرج أبو نعيم ، في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس قال : قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران ، فقال له العباس : أنا أشرف منك ، أنا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصنو أبيه ، وساقي
الحجيج ، فقال شيبة : أن أشرف منك ، أنا أمين الله على بيته وخازنه ، أفلا ائتمنك ، كما ائتمنني ؟ فاطلع عليهما علي عليه السلام ، فأخبراه بما قالا ، فقال علي : أنا أشرف منكما ، أنا أول من آمن وهاجر ، فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه ، فما أحاجبهم بشئ ، فانصرفوا ، فنزل عليه الوحي بعد
* هامش *
( 1 ) تفسير الطبري 17 / 5 . ( 2 ) أسباب النزول للواحدي ص 163 - 164 ، وانظر : نور الأبصار ص 77 . ( * )


أيام ، فأرسل إليهم ، فقرأ ( أجعلتم سقاية الحاج ) - الآية .

وأخرج عبد الرازق ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن الشعبي قال : نزلت هذه الآية : أجعلتم سقاية الحاج ، في العباس وعلي تكلما في ذلك .

وأخرج ابن مردويه عن الشعبي قال : كان بين علي والعباس منازعة ، فقال العباس لعلي : أنا عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنت ابن عمه ، وإلي سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام فأنزل الله ( أجعلتم سقاية الحاج ) - الآية .

وأخرج عبد الرازق عن الحسن قال : نزلت في علي وعباس وعثمان وشيبة ، تكلموا في ذلك ( 1 ) .

* هامش * ( 1 ) فضائل الخمسة 1 / 280 - 281 . ( * ) - آية النحل 43 ، والأنبياء 7 :
قال الله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر * إن كنتم لا تعلمون ) .

روى الطبري في تفسيره عن جابر الجعفي قال : لما نزلت : ( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) ، قال علي عليه السلام : نحن أهل الذكر ( 2 ) .

وفي تفسير ابن كثير بسنده عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر ، عليه السلام : نحن أهل الذكر ( 3 ) .

وأخرج الإمام الثعلبي من معنى هذه الآية الآية في تفسيره الكبير عن جابر قال: لما نزلت هذه الآية قال علي: نحن أهل الذكر
وفي المراجعات : وهذا هو المأثور عن سائر أئمة الهدى من أهل البيت ،
* هامش *
( 2 ) تفسير الطبري 17 / 5 . ( 3 ) تفسير ابن كثير 2 / 885 . ( * )


ج 2 - ص 416

وقد أخرج العلامة البحريني في الباب نيفا وعشرين حديثا صحيحا في هذا المضمون ( 1 ) .



12 - الصافات 24 :
قال الله تعالى : ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) .

روى ابن حجر الهيثمي في صواعقه : أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وقفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي ، وكان هذا هو مراد الواحدي بقوله : روى في قوله تعالى : ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) ، أي
عن ولاية علي وأهل البيت ، لأن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم ، أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم عن تبليغ الرسالة أجرا ، إلا المودة في القربى ، والمعنى أنهم يسألون : هم والوهم حق الموالاة ، كما أوصاهم النبي صلى الله عليه وسلم ، أم
أضاعوها وأهملوها ، فتكون عليهم المطالبة والتبعية . وأشار بقوله - كما أوصاهم النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى الأحاديث الواردة في ذلك ، وهي جد كثيرة ( 2 ) . كما في حديث الثقلين برواياته المختلفة ( 3 ) .

* هامش * ( 1 ) المراجعات ص 27 .
( 2 ) الصواعق المحرقة ص 229 .
( 3 ) أنظر عن حديث الثقلين أعلاه ( ص 81 - 91 ) . ( * )


آية الإنسان 8 - 12 :
قال الله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله ،
لا نريد منكم جزاء ولا شكورا
* إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا
* فوقاهم الله شر ذلك اليوم * ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) .

وفي تفسير الزمخشري : عن ابن عباس ، إن الحسن والحسين مرضا ، فعادهما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في ناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نذرت

ج 2 - ص 417

على ولدك ، فنذر علي وفاطمة ، عليهما السلام - وفضة جارية لهما - إن برآ مما بهما ، أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا ، وما معهم شئ ، فاستقرض علي من شمعون اليهودي ثلاثة أصوع من شعير فطرزت فاطمة صاعا ، واختبزت خمسة أقراص ،
على عددهم ، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني ، أطعمكم الله من موائد الجنة ، فآثروه ، وباتوا لم يذوقوا ، إلا الماء ، وأصبحوا صياما ، فلما أمسوا ،
ووضعوا الطعام بين أيديهم ، وقف عليهم يتيم فآثروه ، ثم وقف عليهم أسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ علي ، رضي الله عنه ، الحسن والحسين ، وأقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون
كالفراخ من شدة الجوع ، قال : ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم ، وقام فانطلق معهم ، فرأى فاطمة في محرابها ، قد التصق ظهرها ببطنها، وغارت عيناها، فساءه ذلك، فأنزل الله جبريل، وقال : يا محمد ، هنأك الله في أهل بيتك ، فاقرأ السورة ( 1 )

وروى الواحدي في أسباب النزول في قوله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ) ، قال : قال عطاء عن ابن عباس : وذلك أن علي بن أبي طالب ، أجر نفسه يسقي نخلا بشئ من شعير ليلة ، حتى أصبح ، وقبض الشعير ، وطحن ثلثه ،
فجعلوا منه شيئا ليأكلوا يقال له : ( الخزيرة ) ، فلما تم إنضاجه ، أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ، ثم عمل الثلث الباقي ، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه ، وطووا يومهم ذلك ، فأنزلت فيهم هذه الآية ( 2 ) .

وروى ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة ( فضة ) النوبية - جارية فاطمة
* هامش *
( 1 ) تفسير الكشاف 2 / 511 - 512 . ( 2 ) أسباب النزول ص 296 . ( * )


ج 2 - ص 418

الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - بسنده عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال : في قول الله تعالى : ( يوفون بالنذر * ويخافون يوما كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) . قال : مرض الحسن
والحسين ، فعادهما جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نذرت على ولدك نذرا ، فقال علي : إن برآ مما بهما ، صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكرا ، وقالت فاطمة كذلك ، وقالت جارية يقال
لها فضة نوبية : إن برأ سيداي ، صمت الله عز وجل شكرا ، فألبس الغلامان العافية ، وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فانطلق علي إلى شمعون الخيبري ، فاستقرض منه ثلاثة آصع من شعير ، فجاء بها فوضعها ، فقامت فاطمة إلى صاع
فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من أولاد المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله عز وجل ، على
موائد الجنة ، فسمعه علي ، فأمرهم فأعطوه الطعام ، ومكثوا يومهم وليلتهم ، لم يذوقوا ، إلا الماء . فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع وخبزته ، وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ووضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم يتيم فوقف
بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، يتيم بالباب من أولاد المهاجرين ، استشهد والدي ، أطعموني ، فأعطوه الطعام ، فمكثوا يومين لم يذوقوا ، إلا الماء . فلما كان اليوم الثالث ، قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته ، فصلى علي
مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ووضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم أسير ، فوقف بالباب وقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة ، تأسروننا ، وتشدوننا ، ولا تطعموننا ، أطعموني فإني أسير ، فأعطوه الطعام ، ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء ، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأى ما بهم من الجوع ، فأنزل الله

ج 2 - ص 419

تعالى : ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر ) - إلى قوله تعالى : ( لا نريد منهم جزاء ولا شكورا ) ( 1 ) .

وروى المحب الطبري في الرياض النضرة : عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) قال : أجر علي نفسه يسقي نخلا بشئ من شعير ليلة حتى أصبح ، فلما أصبح قبض الشعير فطحن
منه ، فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له ( الخزيرة ) ( دقيق بلا دهن ) ، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فسأل ، فأطعموه إياه ، ثم صنعوا الثلث الثاني ، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه إياه ، ثم صنعوا الثلث الثالث ، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه إياه وطووا يومهم ، فنزلت ( 2 ) .
ورواه المحب الطبري أيضا في ذخائر العقبى ( 3 ) .

وفي نور الأبصار : أن عبد الله بن العباس قال في قول الله تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) مرض الحسن والحسين رضي الله عنهما ، وهما صبيان ، فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس معه ، فقالوا : يا أبا
الحسن لو نذرت على ولدك نذرا ، فقال علي : إن برآ مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكرا ، قالت فاطمة : وأنا أيضا أصوم ثلاثة شكرا ، وقال الصبيان : ونحن نصوم ثلاثة أيام ، وقالت جاريتهما فضة : وأنا أصوم ثلاثة أيام شكرا ، فألبسهما
الله العافية ، فأصبحوا صياما ، وليس عندهم طعاما . فانطلق علي إلى جار له من اليهود - يقال له شمعون - يعالج الصوف ، وقال له : هل لك أن يعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد بثلاثة آصع من شعير ، فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة فقبلت وأطاعت ، ثم

* هامش *
( 1 ) أسد الغابة 7 / 236 - 237 . ( 2 ) الرياض النضرة 2 / 302 - 303 . ( 3 ) ذخائر العقبى ص 102 . ( * )


ج 2 - ص 420

غزلت ثلث الصوف ، وأخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرص . وصلى علي المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أتى منزله فوضع الخوان فجلسوا ، فأول لقمة كسرها علي رضي الله عنه ، إذا
مسكين واقف على الباب ، فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد ، أنا مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني مما تأكلون ، أطعمكم الله من موائد الجنة ، فوضع علي رضي الله عن ، اللقمة من يده ، ثم قال :

فاطمة ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين
أما تري ذا البائس المسكين * جاء إلى الباب له حنين
كل امرئ بكسبه رهين
فقالت فاطمة رضي الله عنها :
أمرك سمع يا ابن عم وطاعة * ما لي من لوم ولا ضراعة
باللب غذيت وبالبراعة * أرجو إذ أنفقت من جماعة
أن ألحق الأبرار والجماعة * وأدخل الجنة بالشفاعة
قال : فعمدت إلى ما في الخوان فدفعته إلى السكين ، وباتوا جياعا ، وأصبحوا صياما ، لم يذوقوا إلا الماء القراح . ثم عمدت إلى الجزء الثاني من الصوف فغزلته ، ثم أخذت صاعا فطحنته وعجنته ، وخبزت منه خمسة أقراص ، لكل واحد قرص ،
وصلى علي المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أتى منزله ، فلما وضعت الخوان وجلس ، فأول لقمة كسرها علي رضي الله عنه ، إذا يتيم من يتامى المسلمين عقد وقف على الباب وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، أنا يتم من يتامى
المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فوضع علي اللقمة من يده ، وقال :
فاطم بنت السيد الكريم * قد جاءنا الله بذا اليتيم
ج 2 - ص 421
من يطلب اليوم رضا الرحيم * موعده في جنة النعيم
فأقبلت السيدة فاطمة رضي الله عنها ، وقالت :
فسوف أعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي
أصبحوا جياعا وهموا مثالي * أصغرهم يقتل في القتال
ثم عمدت إلى جميع ما كان في الخوان ، فأعطته اليتيم ، وباتوا جياعا لم يذوقوا إلا الماء القراح ، وأصبحوا صياما ، وعمدت فاطمة إلى باقي الصوف فغزلته ، وطحنت الصاع الباقي ، وعجنته وخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرص ، وصلى على
المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أتى منزله ، فقربت إليه الخوان ثم جلس ، فأول لقمة كسرها ، إذا أسير من أسارى المسلمين بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، إن الكفار أسرونا وقيدونا وشدونا ، فلم يطعمونا ، فوضع علي اللقمة من يده ، قال :
فاطمة ابنة النبي أحمد * بنت نبي سيد مسود
هذا أسير جاء ليس يهدي * مكب في قيده المقيد

يشكو لنا الجوع والتشدد * من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الموحد * ما يزرع الزارع يوما يحصد
فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تقول :
لم يبق مما جاء غير صاع * قد دبرت كفي مع الذراع
وابناي والله ثلاثا جاعا * يا رب لا تهلكهما ضياعا
ثم عمدت إلى ما كان في الخوان فأعطته إياه ، فأصبحوا مفطرين ، وليس عندهم شئ ، وأقبل علي والحسن والحسين نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهما يرتعشان كالفرخين من شدة الجوع ، فلما أبصرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
قال : يا أبا الحسن ، أشد ما يسوؤني ما أدرككم ، انطلقوا بنا إلى ابنتي فاطمة ، فانطلقوا إليها ، وهي في محرابها ، وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع ، وغارت عيناها ، فلما

ج 2 - ص 422

رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ضمها إليه ، وقال : واغوثاه ، فهبط جبريل عليه السلام ، وقال : يا محمد ، خذ ضيافة أهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبريل ، قال : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) - إلى قوله تعالى : ( وكان سعيكم مشكورا ) ( 1 ) .

وروى السيوطي في تفسيره ( الدر المنثور ) قال: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ) - الآية - قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 2 ).
هذا وقد جاءت القصة في تفسير القرطبي مطولة ، وإن تردد في قبولها ( 3 ) ، كما جاءت القصة في تفسير الطبرسي والفخر الرازي ( 4 ) ، وعلي بن إبراهيم ( 5 ) ، ومن عجب أن يتجاهل الإمام الطبري القصة تماما ( 6 ) .

* هامش *
( 1 ) سيد الشبلنجي : نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار ص 112 - 114 .
( 2 ) فضائل الخمسة 1 / 256 . ( 3 ) تفسير القرطبي ص 6919 - 6926 .
( 4 ) مجمع البيان 5 / 404 ، تفسير الفخر الرازي 9 / 291 .
( 5 ) تفسير علي بن إبراهيم ص 707 .
( 6 ) تفسير الطبري 29 / 113 . ( * )
- آية الحج 19 :
قال الله تعالى : ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) - الآية .

روى البخاري في صحيحه بسنده عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ، قال قيس : وفيهم ونزلت : هذان خصمان اختصموا في ربهم ، قال : هم الذين بارزوا يوم بدر ، علي وحمزة وعبيدة ، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة ( 7 ) .

* هامش *
( 7 ) صحيح البخاري 6 / 123 - 124 . ( * )


ج 2 - ص 423

وروى البخاري في صحيحه بسنده عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ، وقال قيس بن عباد : وفيهم أنزلت : هذان خصمان اختصموا في ربهم ، قال : هم الذين تبارزوا يوم بدر ، حمزة وعلي وعبيدة - أو أبو عبيدة بن الحارث - وشيبة بن ربيعة وعتبة والوليد بن عتبة ( 1 ) .

وروى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : نزلت هذان خصمان اختصموا في ربهم ، في ستة من قريش ، علي وحمزة وعبيدة بن الحارث ، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة ( 2 ) .

وروى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال : قال علي رضي الله عنه ، فينا نزلت هذه الآية : ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) ( 3 ) .

وروى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد : سمعت أبا ذر ، رضي الله عنه ، يقسم لنزلت هذه الآية في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر ( 4 ) .

وروى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي مجلز عن قيس قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما ، إن هذه الآية ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) ، نزلت في الذين برزوا يوم بدر ، حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة ( 5 ) .
* هامش *
( 1 ) صحيح البخاري 5 / 95 .
( 2 ) صحيح البخاري 5 / 95 .
( 3 ) صحيح البخاري 5 / 95 - 96 .

( 4 ) صحيح البخاري 5 / 96 .
( 5 ) صحيح البخاري 5 / 96 . ( * )


ج 2 - ص 424

وروى مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما : أو هذان خصمان اختصموا في ربهم ، إنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر : حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ( 1 ) .

وفي تفسير ابن كثير : عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب أنه قال : أنا أول من يجثو بين الرحمن للخصومة يوم القيامة ، قال قيس : وفيهم نزلت : ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) قال : هم الذين بارزوا يوم بدر ، علي وحمزة وعبيدة ، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة - انفرد به البخاري ( 2 ) .

وفي تفسير القرطبي في قوله تعالى : ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) ، أخرج مسلم عن قيس بن عباد ، قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما إن ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) ، إنها نزلت في الذين بارزوا يوم بدر ، حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، رضي الله عنهم ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة .
وقال ابن عباس : نزلت هذه الآيات الثلاث ( 19 - 21 ) على النبي صلى الله عليه وسلم ، في ثلاثة نفر من المؤمنين ، وثالثة نفر كافرين ، وسماهم كما ذكر أبو ذر .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إني لأول من يجثو للخصومة بين يدي الله يوم القيامة ، يريد قصته في مبارزته - هو وصاحباه - ذكره البخاري ، وإلى هذا القول ذهب هلال بن يساف ، وعطاء بن يسار وغيرهما ( 3 ) .

وروى الواحدي في أسباب النزول في قول الله تعالى : ( هذان خصمان
* هامش *
( 1 ) صحيح مسلم 8 / 166 .
( 2 ) تفسير ابن كثير 3 / 340 ، وانظر : الصواعق المحرقة ص 195 .
( 3 ) تفسير القرطبي ص 4417 . ( * )


ج 2 - ص 425

اختصموا في ربهم ) الآية ، عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عبادة قال : سمعت أبا ذر يقول : أقسم بالله ، لنزلت - ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) - في هؤلاء الستة : حمزة وعبيدة وعلي بن أبي طالب - وعتبة وشيبة والوليد بن عتبة .
وعن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن علي قال : فينا نزلت هذه الآية ، وفي مبارزتنا يوم بدر - ( هذان اختصموا في ربهم ) ( 1 ) .
وفي مغازي الواقدي : قال عتبة لابنه : قم يا وليد ، وقام إليه علي ، وكان أصغر النفر ، فقتله علي عليه السلام ، ثم قام عتبة ، وقام إليه حمزة ، فاختلفا ضربتين ، فقتله حمزة ، رضي الله عنه ، ثم قام شيبة ، وقام إليه عبيدة بن عبد المطلب - وهو
يومئذ أسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - فضرب شيبة رجل عبيدة بذباب السيف ، فأصاب عضلة ساقه فقطعها ، وكر حمزة وعلي على شيبة فقتلاه ، واحتملا عبيدة فحازاه إلى الصف ، ومخ ساقه يسيل ، فقال عبيدة : يا رسول الله ، ألست شهيدا ؟ قال : بلى ، قال : أما والله ، لو كان أبو طالب حيا ، لعلم أنا أحق بما قال منه ، حين يقول :

كذبتم وبيت الله نخلي محمدا * ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل
ونزلت هذه الآية ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) ( 2 ) .

وفي السيرة الحلبية : قيل : وهذه المبارزة ، أول مبارزة وقعت في الإسلام ، وفي الصحيحين عن أبي ذر ، أنه كان يقسم قسما ، إن هذه الآية ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) ، نزلت في حمزة وصاحبه ( علي بن أبي طالب ) ، وعتبة وصاحبه ( شيبة ) يوم بدر .
* هامش *
( 1 ) أسباب النزول ص 207 ، نور الأبصار ص 86 .
( 2 ) الواقدي : كتاب المغازي 1 / 69 - 70 ( تحقيق مارسدن جونسي - عالم الكتب - بيروت 1984 ) . ( * )


ج 2 - ص 426

وفي البخاري عن علي ، رضي الله عنه : أنه أول من يجثو للخصومة بين يدي الرحمن يوم القيامة ( 1 ) .
وفي زاد المعاد : وكان علي يقسم بالله : لنزلت هذه الآية فيهم ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) ( 2 ) .


15 - آية مريم 96 :
قال الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) .
روى السيوطي في تفسيره : أخرج ابن مردويه والديلمي ، عن البراء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلي : يا علي قل : اللهم اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فأنزل الله : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) ، قال : نزلت في علي ( 3 ) .

وأخرج الحافظ السلفي عن محمد بن الحنفية ، رضي الله عنه ، قال في تفسير الآية : لا يبقى مؤمن ، إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته . وأخرج البيهقي وأبو الشيخ والديلمي ، أنه صلى الله عليه وسلم قال : لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من
نفسه ، وتكون عترتي أحب إليه من نفسه ، ويكون أهلي أحب إليه من أهله ، وتكون ذاتي أحب إليه من ذاته وأخرج الديلمي أنه صلى الله عليه وسلم قال : أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم وحب أهل بيته ، وعلى قراءة القرآن ( 4 ) .

* هامش *
( 1 ) السيرة الحلبية 2 / 402 ( القاهرة 1964 ) .
( 2 ) ابن قيم الجوزية : زاد المعاد في هدى خير العباد 3 / 180 ( مؤسسة الرسالة - بيروت 1985 ) .
( 3 ) فضائل الخمسة 1 / 276 ( مؤسسة الأعلى - بيروت 1973 ) .
( 4 ) الصواعق المحرقة ص 261 - 262 . ( * )


ج 2 - ص 427

وفي تفسير الزمخشري قال : روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال لعلي : يا علي ، قل : اللهم اجعل لي عندك عهدا ، وفي صدور المؤمنين مودة ، فأنزل الله هذه الآية ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : يعني يحبهم الله ويحببهم إلى خلقه ( 1 ) .

وفي تفسير القرطبي : واختلف فيمن نزلت ، فقيل في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، روى البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلي بن أبي طالب : ( قل يا علي ، اللهم اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي في قلوب المؤمنين مودة ) ، فنزلت الآية ، ذكره الثعلبي ( 2 ) .


* هامش *
( 1 ) تفسير الكشاف 2 / 18 . ( 2 ) تفسير القرطبي ص 4200 . ( * )









 
قديم 09-07-10, 04:33 AM   رقم المشاركة : 3
خادم ابا القاسم
موقوف






خادم ابا القاسم غير متصل

خادم ابا القاسم is on a distinguished road


6 - آية الشورى 23 :
قال الله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى *
ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا * إن الله غفور شكور ) .

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين عليهما السلام ، قال : خطب الحسن بن علي ، عليهما السلام ، على الناس ، حين قتل علي عليه السلام ، فحمد الله وأثنى عليه - فساق الحديث إلى أن قال - ( أيها الناس
من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي ، وأنا ابن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنا ابن الوصي ، وأنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل
ينزل إلينا ، ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا

ج 2 - ص 428

المودة في القربى ) ، ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) ، فاقتراف الحسنة مودتها أهل البيت ( 1 ) .
وذكره المحب الطبري في الذخائر ( 2 ) ، والهيثمي في مجمع الزوائد ( 3 ) ، وابن حجر الهيثمي في صواعقه ( 4 ) .

وأخرج الدارقطني : أن عمر بن الخطاب سأل عن علي ، فقيل له : ذهب إلى أرضه ، فقال : اذهبوا بنا إليه ، فوجدوه يعمل ، فعملوا معه ساعة ، ثم جلسوا يتحدثون ، فقاله له علي : يا أمير المؤمنين ، أرأيت لو جاءك قوم من بني إسرائيل ، فقال لك
أحدهم : أنا ابن عم موسى عليه السلام ، أكانت له عندك أثرة على أصحابه ، قال : نعم ، قال : فأنا والله ، أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وابن عمه ، قال : فنزع عمر رداءه ، فبسطه فقال : لا والله لا يكون لك مجلس غيره حتى نفترق ،
فلم يزل جالسا عليه حتى تفرقوا . وذكر علي له ذلك إعلاما بأن ما فعله معه من مجيئه إليه ، وعمله معه في أرضه ، وهو أمير المؤمنين ، إنما هو لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فزاد عمر في إكرامه ، وأجلسه على ردائه ( 5 ) .

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن حبيب بن أبي ثابت : قال : كنت أجالس أشياخنا ، إذ مر علينا علي بن الحسين عليه السلام ، وقد كان بينه وبين أناس من قريش منازعة في امرأة تزوجها منهم ، لا يرض منكحها ، فقال أشياخ الأنصار :
ألا دعوتنا أمس ، لما كان بينك وبين بني فلان ، إن أشياخنا حدثونا أنهم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد ، ألا نخرج لك من ديارنا ،
* هامش *
( 1 ) المستدرك للحاكم 3 / 172 .
( 2 ) ذخائر العقبى ص 138 .
( 3 ) مجمع الزوائد 9 / 146 .

( 4 ) الصواعق المحرقة ص 259 .
( 5 ) الصواعق المحرقة ص 272 . ( * )

ج 2 - ص 429

ومن أموالنا ، لما أعطانا الله بك ، وفضلنا بك ، وأكرمنا بك ، فأنزل الله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ، ونحن ندلكم على الناس - قال : أخرجه ابن منده ( 1 ) .

وروى المحب الطبري في ذخائر العقبى بسنده عن ابن عباس قال : قال الله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ، قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وابناهما ( 2 ) .
قال : أخرجه أحمد في المناقب - ما ذكره الهيثمي في مجمعه في موضعين ، وقال فيهما : رواه الطبراني وابن حجر في صواعقه ، وقال : أخرجه أحمد والطبراني وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس وذكره الشبلنجي في نور الأبصار - نقلا عن البغوي في تفسيره ( 3 ) - .

وروى ابن حجر في صواعقه : أخرج أحمد والطبراني وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس : أن هذه الآية لما نزلت قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ، قال : علي وفاطمة وابناهما .

وأخرج الطبراني عن الإمام علي زين العابدين ، أنه لما جئ به أسيرا ، عقب مقتل أبيه مولانا الإمام الحسين رضي الله عليهما ، وأقيم على درج دمشق ، قال بعض جفاة أهل الشام : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم ، وقطع قرن الفتنة ، فقال له :
ما قرأت ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ، قال : وأنتم هم ؟ قال : نعم . وقال الشيخ شمس الدين بن العربي - رحمه الله - :
* هامش *
( 1 ) ابن الأثير : أسد الغابة 5 / 367 .
( 2 ) ذخائر العقبى ص 25 .
( 3 ) مجمع الزوائد 7 / 103 ، 9 / 168 ، الصواعق المحرقة ص 258 ، نور الأبصار ص 112 . ( * )

ج 2 - ص 430

رأيت ولائي آل طه فريضة * على رغم أهل البعد يورثني القربا
فما طلب المبعوث أجرا على الهدى * بتبليغه إلا المودة في القربى

وأخرج الإمام أحمد عن ابن عباس في ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) ، قال : المودة لآل محمد صلى الله عليه وسلم .
وروى أبو الشيخ وغيره عن علي - كرم الله وجهه - ( فينا آل حم آية ، لا يحفظ مودتنا ، إلا كل مؤمن ، ثم قرأ ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ( 1 ) .

ونقل الثعلبي والبغوي عن ابن عباس : أنه لما نزل قول الله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ( 2 ) .
قال قوم في نفوسهم : ما يريد إلا أن يحثنا على قرابته من بعده ، فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ، أنهم اتهموه ، فأنزل : ( أم يقولون افترى على الله كذبا ) ، فقال القوم : يا رسول الله ، إنك لصادق ، فنزل : ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ) ( 4 ) .

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ، قالوا : يا رسول الله ، من قرابتنا هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وابناهما ، عليهم السلام ( 5 ) .
وذكره الهيثمي في مجمعه ، والسيوطي في تفسيره ( 6 ) .

وروى الحافظ أبو نعيم في الحلية بسنده عن الإمام جعفر الصادق عن أبيه
* هامش *
( 1 ) الصواعق المحرقة ص 258 - 259 .
( 2 ) سورة الشورى : آية 23 .
( 3 ) سورة الشورى : آية 24 .

( 4 ) سورة الشورى : آية 25 .
( 5 ) فضائل الصحابة 2 / 669 .
( 6 ) مجمع الزوائد 9 / 168 ، تفسير الدر المنثور 6 / 7 . ( * )

ج 2 - ص 431

( الإمام محمد الباقر ) عن جابر : قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، أعرض علي الإسلام ، فقال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : تسألني عليه أجرا ؟ قال : لا ، إلا
المودة في القربى ، قال : قرباي أو قرباك ، قال : قرباي ، قال : هات أبايعك ، فعلى من لا يحبك ، ولا يحب قرباك ، لعنة الله ، قال صلى الله عليه وسلم : آمين ( 1 ) .

وفي تفسير ابن كثير بسنده عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال : لما نزلت هذه الآية : ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ، قالوا : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم ؟ قال : فاطمة وولدها رضي الله عنهم ( 2 ) .

وعن محمد بن علي بن عبد الله عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس ، رضي الله عنهم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحبوا الله تعالى لما يغذوكم من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا أهل بيتي بحبي ) ( 3 ) .

وفي تفسير القرطبي بسنده عن ابن عباس : لما أنزل الله عز وجل : ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ، قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين نودهم ، قال : ( علي وفاطمة وأبناؤهما ) .

ويدل عليه أيضا ما روي عن علي رضي الله عنه ، قال : ( شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، حسد الناس لي ، فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة ، أول من يدخل الجنة ، أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا ، وذريتنا خلف أزواجنا ) .

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي ، وآذاني
* هامش *

1 ) حلية الأولياء 3 / 201 .
( 2 ) تفسير ابن كثير 4 / 169 - 170 .
( 3 ) تفسير ابن كثير 4 / 171 - 172 ، تحفة الأحوذي 10 / 292 . ( * )
ج 2 - ص 432
في عترتي ، ومن صنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ، ولم يجازه عليها ، فأنا أجازيه عليها غدا ، إذا لقيني يوم القيامة ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة ، مكتوبا بين عينيه ، : آيس من رحمة الله ، ومن مات على بغض آل محمد لم يرح ( يشم ) رائحة الجنة ، ومن مات على بغض آل بيتي ، فلا نصيب له في شفاعتي ) .

وذكر هذا الخبر الزمخشري في تفسيره بأطول من هذا ، فقال من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ، ثم منكر ونكير ،
ألا ومن مات على حب آل محمد ، فتح له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد ، جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة . ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد ، جاء يوم
القيامة مكتوبا بين عينيه : آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ، ألا ومن مات علي بغض آل محمد ، لم يشم رائحة الجنة ( 1 ) .

وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل
الإيمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد ، بشره ملك الموت بالجنة ، ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة ، كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد ، جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ،
* هامش *
( 1 ) تفسير القرطبي ص 5841 - 5843 ، تفسير الكشاف 2 / 339 . ( * )
ج 2 - ص 433
ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة ، مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ، ألا ومن مات على بغض آل محمد ، لم يشم رائحة الجنة ) ( 1 ) .

وفي التفسير الطبري بسنده عن أبي الديلم قال : لما جئ بعلي بن الحسين عليهما السلام أسيرا ، فأقيم على درج دمشق ، قام رجل من أهل الشام ، فقال : الحمد لله الذي قتلكم ، واستأصلكم ، وقطع قرني الفتنة ، فقال له علي بن الحسين ، عليه السلام
: أقرأت القرآن ؟ قال : نعم ، قال : أقرأت آل حم ؟ قال : قرأت القرآن ، ولم أقرأ آل حم ، قال : ما قرأت ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ، قال : وإنكم لأنتم ؟ قال : نعم ( 2 ) .

وفي تفسيره الزمخشري في قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ، قال : وروي أنها لما نزلت قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وابناهما .

وقال الفخر الرازي في تفسيره الكبير - بعد أن نقل الرواية المتقدمة عن صاحب الكشاف : ( فثبت أن هؤلاء الأربعة ( علي وفاطمة والحسن والحسين ) أقارب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا ثبت هذا ، وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ، ويدل عليه - يعني اختصاصهم بمزيد التعظيم - وجوه :

الأول : قوله تعالى : ( إلا المودة في القربى ) ، ووجه الاستدلال به ، أن آل محمد هم الذين يؤول أمرهم إليه ، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل ، كانوا هم الآلة ، ولا شك في أن فاطمة وعليا والحسن والحسين ، عليهم
* هامش *
( 1 ) تفسير الزمخشري ( الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل 2 / 339 ( المطبعة البهية المصرية - الطبعة الأولى - القاهرة 1344 ه‍ / 1925 ) .
( 2 ) تفسير الطبري 25 / 16 . ( * )

السلام ، كان التعليق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أشد التعليقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل .
والثاني : لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يحب فاطمة عليها السلام ، قال صلى الله عليه وسلم : ( فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما يؤذيها ) ، وثبت بالنقل المتواتر عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يحب عليا والحسن والحسين ، عليهم السلام ، وإذا ثبت ذلك ، وجب على كل الأمة مثله ، لقوله تعالى : ( واتبعوه لعلكم تهتدون ) ،
ولقوله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) ،
ولقوله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ،
ولقوله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) .

والثالث : إن الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة ، وهو قوله : ( اللهم صل على محمد * وعلى آل محمد * وارحم محمدا وآل محمد ) ، وهذا التعظيم لم يوجد في غير حق الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب - قال الشافعي :
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بساكن خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كما نظم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي
( 1 )

وروى السيوطي في تفسيره ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ) في تفسير قول الله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ،
قال : وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ، قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وولداهما ( 2 ) .

* هامش *
( 1 ) تفسير الكشاف 2 / 238 ، فضائل الخمسة 1 / 263 - 264 . ( 2 ) تفسير الدر المنثور 6 / 7 . ( * )


ج 2 - ص 435

وفي نور الأبصار : وروى الإمام أبو الحسين البغوي في تفسيره - يرفعه بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما - قال : لما نزلت هذه الآية ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى ) ، قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله تعالى بمودتهم ، فقال : علي وفاطمة وابناهما .

وأخرج ابن سعد والملا في سيرته ، أنه صلى الله عليه وسلم قال : استوصوا بأهل بيتي خيرا ، فإني أخاصمكم عنهم غدا ، ومن أكن خصمه ، خصمه الله ، ومن خصمه الله ، أدخله النار . وأخرج الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خيركم خيركم لأهلي من بعدي ( 1 ) .

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ، وقال : رواه أبو يعلى ، ورجاله ثقات ( 2 ) .

وأخرج أحمد والترمذي عن علي رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أحب هذين - يعني الحسن والحسين - وأباهما وأمهما ، كان معي في درجتي يوم القيامة ( 3 ) .

وروى الإمام أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم بسنده عن زيد بن أرقم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلي وفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم ( 4 ) .

وروى الإمام ابن تيمية في ( رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم ) : وقد ثبت
* هامش *
( 1 ) نور الأبصار ص 112 - 114 .
( 2 ) مجمع الزوائد 9 / 174 .
( 3 ) مسند الإمام أحمد 1 / 77 ، تحفة الأحوذي 10 / 237 .
( 4 ) أنظر : الترمذي 5 / 656 ، وابن ماجة ، في المقدمة ( باب فضل الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنهم )
مسند الإمام أحمد
2 / 442 ، 3 / 642 ، المستدرك للحاكم 3 / 149 . ( * )


عن النبي صلى الله عليه وسلم ، من وجوه صحاح، أن الله لما أنزل عليه ( إن الله وملائكته يصلون على النبي * يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) ، سأل الصحابة : كيف يصلون عليه ؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد ، وعلى
آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ( 1 ) .


* هامش *
( 1 ) ابن تيمية : رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم ص 23 - 24 ( جدة - الطبعة الأولى 1405 ه‍ / 1985 م ) . ( * )
آية آل عمران 103 :
قال الله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )

أخرج الثعلبي في تفسيره عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه ، أنه قال : نحن حبل الله الذي قال فيه ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) . وكان جده سيدنا الإمام علي زين العابدين ، إذا تلا قول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وكونوا مع الصادقين ) ( 2 ) يقول دعاء طويلا يشتمل على طلب اللحوق بدرجة الصادقين ، والدرجات العلية، وعلى وصف المحن ، وما انتحلته المبتدعة المفارقون لأئمة الدين والشجرة النبوية الشريفة ، ثم يقول : ( وذهب آخرون إلى التقصير في
أمرنا ، واحتجوا بمتشابه القرآن ، فتأولوا بآرائهم ، واتهموا مأثور الخبر ) إلى أن قال : ( فإلى من يفزع خلف هذه الأمة ، وقد درست أعلام هذه الملة ، ودانت الأمة بالفرقة والاختلاف ، يكفر بعضهم بعضا ، والله تعالى يقول : ( لا تكونوا كالذين
تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ) فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة ، وتأويل الحكم إلى أهل الكتاب ، وأبناء أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، الذين احتج الله بهم على عباده ، ولم يدع الخلق سدى من غير حجة ، هل

* هامش *
( 2 ) سورة التوبة : آية 119 . ( * )


ج 2 - ص 437

تعرفونهم أو تجدونهم ، إلا من فروع الشجرة المباركة ، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وبرأهم من الآفات ، وافترض مودتهم في الكتاب ) ( 1 ) .


18 - آية النساء 54 :
قال الله تعالى : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) :
أخرج أبو الحسن المغازلي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام ، أنه قال : في هذه الآية ، نحن الناس والله ( 2 ) .
وعن ابن عباس في قول الله تعالى : ( أم يحسدون الناس ) ، قال ابن عباس : نحن الناس ، دون الناس ( 3 ) .

19 - آية البينة 7 :
قال الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات * أولئك هم خير البرية ) .
وروى الطبري في تفسيره بسنده عن ابن أبي الجارود عن الإمام محمد بن علي الباقر ( أولئك هم خير البرية ) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنت يا علي وشيعتك ( 4 ) .

وفي تفسير الدر المنثور للسيوطي : في تفسير قول الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات * أولئك هم خير البرية )، أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقبل علي عليه السلام ، فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ونزلت : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات * أولئك هم خير البرية ) ، فكان
* هامش *
( 1 ) الصواعق المحرقة ص 233 .
( 2 ) الصواعق المحرقة ص 233 .

( 3 ) تفسير ابن كثير 1 / 778 .
( 4 ) تفسير الطبري 30 / 171 . ( * )


ج 2 - ص 438

أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا أقبل علي عليه السلام ، قالوا : جاء خير البرية .
وقال : وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا - ( علي خير البرية ) .

قال : وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لما نزلت : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات * أولئك هم خير البرية ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلي : هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .

وقال : وأخرج ابن مردويه عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألم تسمع قول الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات * أولئك هم خير البرية ) ؟ أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض ، إذا جئت الأمم الحساب تدعون غرا محجلين ( 1 ) .

وفي الصواعق المحرقة : قول الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات * أولئك هم خير البرية ). قال : أخرج الحافظ جمال الدين الذرندي عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، أن هذه الآية لما نزلت ، قال صلى الله عليه وسلم ، لعلي : هو أنت
وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي عدوك غضابا مقحمين ، قال : ومن عدوي ؟ قال : من تبرأ منك ولعنك ، وخير السابقون إلى ظل العرش يوم القيامة ، طوبى لهم ، قيل : ومن هم يا رسول الله ؟ قال : شيعتك يا علي ومحبوك ( 2 ) .

وأخرج الدارقطني : يا أبا الحسن : أما أنت وشيعتك في الجنة ، وإن قوما يزعمون أنهم يحبونك يصغرون الإسلام، ثم يلفظونه ، يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية ، لهم نبز يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فقاتلهم ، فإنهم مشركون ( 3 ) .

* هامش *
( 1 ) تفسير السيوطي ، فضائل الخمسة 1 / 277 - 278 .
( 2 ) الصواعق المحرقة ص 246 - 247 ، نور الأبصار ص 70 ، 101 .
( 3 ) الصواعق المحرقة ص 247 . ( * )


ج 2 - ص 439

20 - آية يونس 58 :
قال الله تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته * فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) .

روى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن ابن عباس ، ( قل بفضل الله وبرحمته ) - بفضل الله النبي صلى الله عليه وسلم ، وبرحمته علي عليه السلام ( 1 ) .


* هامش *
( 1 ) صحيح مسلم 15 / 36 . ( * )









 
قديم 09-07-10, 09:16 AM   رقم المشاركة : 4
مهذب
عضو ماسي






مهذب غير متصل

مهذب is on a distinguished road


هذا فقط ...

أين نقطة البااااااااء في البسملة ؟؟

وأين الحروف في بداية بعض السور ؟؟؟؟؟؟

الظاهر أنك تلميذ بليد جدا !!!

لذلك أتنبأ لك بمستقبل باهر في حظيرة الحوزة !!!!!






 
قديم 09-07-10, 09:25 AM   رقم المشاركة : 5
أبو سند
مشرف








أبو سند غير متصل

أبو سند is on a distinguished road


كيف تأخذ فضائل الامام علي من كتبنا

وين فضائل الامام علي بكتبكم ؟

عجيب !!

مو احنا نواصب لان فضائل الامام علي بكتبنا

وانتم شيعته لان

الامام علي بكتبكم حمار بعوضه دابه ديوث جبان يحبه الشيطان ........الخ حاشاه رضي الله عنه وارضاه







التوقيع :
معضلة التقية في دين الإمامية
جواب , لماذا أهل البيت وليس أهل البيوت ؟
من مواضيعي في المنتدى
»» التحدي الكبير بخصوص البيت المعهود في آية التطهير فمن لها ؟
»» حوار ثنائي حول الإمامة مع الضيف محاور عقائدي
»» اضطراب مفجع في مفهوم الولاية أوقع علماء الشيعة في الشرك الأكبر بشهادة بعضهم .
»» حسبنا كتاب الله
»» ان كان الدفاع عن أم المؤمنين وعرض الرسول وحرمه طائفيه / أنا طائفي
 
قديم 09-07-10, 12:51 PM   رقم المشاركة : 6
blue_to0oth
عضو فعال







blue_to0oth غير متصل

blue_to0oth is on a distinguished road


زميلنا خادم

النسخ واللصق لا يُجدي نفعاً ، ضع حديث واحد لنتناقش به ، ثم نضع الحديث التالي بعد الانتهاء من الحديث الأول ، وهكذا

ثم يازميلنا ، هذه في كتبنا ، لو أتاك شيعي او نصراني او يهودي وسألك سؤالاً هل ستقول له "صحيح البخاري ومسلم" ؟!

ناقش بعلم ، هداك الله







التوقيع :
ثبت في صحيح البخاري برقم 3750 و3542 عن عقبة بن الحارث أنه قال: صلى أبا بكرٍ العصر ثم خرج يمشي ، فرأى الحسنَ يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه وقال: بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي ، وعليٌ يضحك .

صَدَقْتَ فِيما قُلْتَ أيُّها الصِّدِّيقْ، وَما أجْمَلَكَ أيُّها الحَسَنْ، ودُمْتَ ضاحِكاً فائِزاً أيُّها الكَرّارْ .

اخوكم من روم الْمُـــهَاجِرِيْنَ وَالْأَنْـصَـارِ لِلْـرَّدِّ عَلَىَ الْشِّـيْعَة
ومنهاج السنة السرداب
نك نيم بالتوك Blue_To0oth
من مواضيعي في المنتدى
»» الزميلة \ للدعوه همتي ، انتِ مطلوبةٌ هنا
»» طلب من الزملاء الرافضة حول رواية عفير عن ابيه عن جده عن ابيه
»» اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا لكم عليكم لكم
»» انا استبصرت وتشيعت ..
»» نزهونا عن الألوهية وقولوا فينا ما شئتم ؟!
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:50 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "