لعل من ألأمور التي يندى لها جبين الباحث العربي المسلم في تاريخ أمته هو ذلك البون الشاسع بين حقيقة الأحداث وبين خيال ما تم دسه من قبل بعض المنتفعين والمندسين بعرض تاريخ هذه الأمة العريض ودسهم للسم بين الدسم في تاريخها ليوهموا الجاهل والخامل أن هذه هي حقيقة الأحداث التي جرت في تلك الفترات السالفة معتمدين ومستندين على قوة السلطة الحاكمة التي تبارك مثل هذه الممارسات الخاطئة المسيسه والمجانبة للصواب لأنها تخدم في المقام الأول تشبثهم وبقائهم على دكه الحكم متناسين في الوقت نفسه قول الله تعالى (( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ومن ثم أيضا إن تاريخ الأمة يعتبر هو عرضها وشرفها ولبنتها التي تحافظ على قوامها وتوازنها فالحاضر ما هو إلا بذرة الماضي وثمرة المستقبل فمن هنا ورغبة منا في مخاطبة عقول العقلاء من أبناء وطننا الأكبر في المملكة العربية السعودية من مثقفين وكتاب نضع لكم هذا البحث المتواضع الذي أردنا فيه إن نبين وبما لا يقبل الشك مدي الظلم المجحف الذي تعرض له تاريخ الدولة الفاطمية كما ظلم المصلحون في كل عهد وزمان وهي في الوقت ذاته دعوه بل صرخة مدوية بكم لن تهبوا لا صلاح ما قد أفسد وتنزعوا فتيل الفتنة القادمة فصدقا إن مثل هذه الأمور أن مررت بسلام لأصبح الطريق سالكا لغيرها حتى تأتى الطامة الكبرى فلا ندرى بماذا نبدأ وماذا نصلح .
نسب الفاطميين بين الحقيقة والخيال :
من اكبر الإشكاليات التي تقابل الباحث المحايد في التاريخ الإسلامي هو ذلك التشعب والاختلاف الكبير بين مؤرخ وأخر والتي تندرج في مجملها تحت طائلة الرغبات الدنيوية والمنعطفات السياسية في الدول الإسلامية المتعاقبة والخلط والتدليس المسيس في نقل أحداث الأمم الغابرة واكبر رزية في رأيي هي ما تعاقب علية مؤرخي الدولة العباسية من يقع على عاتقهم إشكالية هذا الخلط الحاصل بين الباحثين في نسب الأئمة الخلفاء الفاطميين المنحدر من نسل الأمام علي بن أبي طالب سلام الله علية فتجد تارة التشكيك في انتسابهم إلي النسل الشريف ونسبهم تارة إلي اليهود وتارة إلي المجوس ولكن ومن حسن طالع الأجيال المتعاقبة انه كلما زاد الغش على تاريخ هذه الأمة قيض لها الله لها من يحفظ لها ارثها ويسلط الضوء على مكامن التزييف والأفك والبهتان القابع بين دفأت صفحات تاريخها فممن كتب وفند الحقائق في مثل هذه الإشكالية التي سنبدأ بتفنيدها لاعتماد الكثير من المسيسين علي مصادر مشبوهة ظلمت هذا العهد الزاهر مع إغضاء الطرف عن المؤرخات الكثيرة التي أنصفت وذكرت حقائق هذا الصراع ومنها ما ذكره المؤرخ أحمد بن علي المقريزي حين تطرق لهذه المسألة فقال :
((وهذه أقوال إن أنصفت يتبين لك أنها موضوعة . فإن بني علي قد كانوا إذ ذاك على غاية من وفور العدد وجلالة القدر عند الشيعة . فما الحامل لشيعتهم على الإعراض عنهم والدعاء لابن مجوس أو لابن يهودي . فهذا مما لا يفعله أحد ولو بلغ الغاية في الجهل والسخف . . وإنما جاء ذلك من قبيل ضعفة خلفاء بني العباس عندما غضوا بمكان الفاطميين. ( انظر الخططج 2 ص 21 وما بعدها . . فصل ذكر ما قيل فينسب الخلفاء الفاطميين بناة القاهرة)
وأيضا ما ذكره ابن خلدون في مقدمته حيث قال:
((ومن الأخبار الواهية ما يذهب إليه الكثير من المؤرخين والإثبات في العبيدين خلفاء الشيعة بالقيروان والقاهرة من نفيهم عن أهل البيت صلوات الله عليهم والطعن في نسبهم إلى إسماعيل الإمام ابن جعفر الصادق. يعتمدون في ذلك على أحاديث لفقت للمستضعفين من خلفاء بني العباس تزلفاً إليهم بالقدح فيمن ناصبهم وتفنناً الشماتة بعدوهم حسبما نذكر بعض هذه الأحاديث في أخبارهم ويغفلون عن التفطن لشواهد الواقعات وأدلة الأحوال التي اقتضت خلاف ذلك من تكذيب دعواهم والرد عليهم)).
وأيضا مقالة المقريزي في كتابة اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء في الصفحة 13 من الجزء الأول وما بعدها في معرض ردة لمحاضر الطعن والنقض في نسب الخلفاء الفاطميين فيقول :
(( وأنت إذا سلمت من العصبية والهوى، وتأملت ما قد مر ذكره من أقوال الطاعنين في أنساب القوم علمت ما فيها من التعسف والحمل مع ظهور التلفيق في الأخبار، وتبين لك منه ما تأبى الطباع السليمة قبوله، ويشهد الحس السليم بكذبه،فإنه قد ثبت أن الله تعالى لا يمد الكذاب المفتعل بما يكون سبباً لانحراف الناس إليه، وطاعتهم له على كذبه.))
فهذا غيض من فيض ينسف دعاوى من ادعى وافترى على هذا العهد الزاهر وقدح بجهلة بنسب كان من واجبة أن لم يعظمه عدم الخوض في صحته أو اعتماد وجه نظر من ناوئه وبغضبة حسد من عند نفسه .
الفاطميين وفرية عدائهم للإسلام :
يسقط الكثير ممن يعنى بتاريخ الدول الإسلامية المتعاقبة خاصة من يعتمد ويرتكز على بسط أحادية فكرة على الخلط الواضح والتدليس وربط الأحداث التي جرت في تلك الحقب ليصنف هذا العهد الزاهر في خانة التربص وهدم أركان الدين مستندين على روايات ملفقة كما ذكرنا للمستضعفين والمرضين والمنتفعين على حدا سواء والتي منها ما ذكر في البيان الذي صدر مؤخرا عن هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية والذي جافي الحقائق والشواهد التاريخية المؤكدة على إن العهد الفاطمي كان عهدا زادت في عصره أسهم التدين والعلم إلي مركزة المرموق وهذا ما سنثبت صحته إن شاء الله ونبدأ بما قسمناه واقتطفناه من هذا البيان ما نصه :
((وقال الذهبي في العبر في خبر من غبر ج 2 / ص 199وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون ، للإسلام جاحدون ، ولمذهب المجوسية والوثنية معتقدون ))
فهذه الفرية نسأل الله العافية والسلامة في ديننا واخرتنا ودنيانا لايكاد العاقل بغض النظر عن اعتقادة ومذهبيتة ان يستسيغ رمي الناس بالكفر والتفسيق لأي مسلم دون دليل واضح وبين كيف والشواهد تؤكد على ان مأ أملي مثل هذه الفرية تشيع وتعصب اعمي صاحبة من تلمس سبل الحقائق لأعتلاء رجال الدين صهوة شهواتهم في لي عنق علم التاريخ وهذه من المصائب التي منيت بها هذه الأمه فالكثير ومع الأسف لم يكن أعتنائهم بالعلم الذي لايفقهونة ولايتحلون باأبسط ابجدياتة الا لقتطاف مايستسيغونة لتسويق عقائدهم وتسويغها للعامة والحشوية فالتاريخ في مفهوم رجال الدين ليس لدراستة واستحصال الفائدة من أحداثة بل ليكون وسيلة يمرر عبرها افكار وتوجهات تسهم في احكام قبضتهم على رقاب العامة والحشوية .
والمثال السابق الذى اقتبسناه خير دليل على صحة مانقول فنحن نعلم ان من اعتنق وأمن بشئ لم يدخر مافي وسعة الى اظهارة للملاء ويحاول بقدر المستطاع ان يخفي اثار مايخالف فكرة وينقضة او يشكك فية ولكن العاقل المحايد لو قام هنا بمقارنة بسيطة بين الشواهد الحية للأرث الفاطمي والتي ابرزها جامع الأزهر الذي ابرز دور الحضارة الإسلامية يتأكد له وبما لايقبل الشك أن العهد حقيقة أن العهد الفاطمي أول من أنتهج مبدء التقريب بين المذاهب المتعددة والتى أصطلت بنيران أختلافاتها الأمة الأسلامية جمعا والذي لامست فية الشعوب وعرفت المعنى المنطوى تحت لواء حريه العقيده وحريه الاعراب عن هذه العقيده. والتي كان اولها عندما نزل ابو عبداللّه الشيعى ارض المغرب وسيطر عليها باسم الفاطميين، واراده اخوه ابو العباس ان ينفى عن القيروان من يخالف مذهبه،
فقال له ابو عبداللّه: (ان دولتنا دوله حجه وبيان، وليست دوله قهر، واستطاله، فاترك الناس على مذاهبهم).
فهذا من الأدلة الواقعية التى تؤكد مدى قوة الحجة التي يستند عليها الفاطميين في نشر دعوتهم وأيضا عدم خوفهم من شئ يخشون خروجه الي الملاء امتدت هذه الدوله واصله الى مصر، وانشات الجامع الازهر مقرا لدعوتها، دعت المذاهب الاسلاميه كلها الى ان تتولى تدريس مبادئها فى الجامع الازهر. فكان للمالكيه خمس عشره حلقه، وللشافعيه مثلها ولاصحاب ابى حنيفه ثلاث حلقات.
ثم اصبحت القاهره ملجا للعلماء والمفكرين يفرون اليها منالاضطهاد والفقر. هذا القاضى ابو الفضل محمد بن احمد بن عيسى البغدادى، امام الشافعيه يفد الى مصر الفاطميه فيملى من مذهبه فيها ما شاء ان يملى، ويظل كذلك حتى يموت سنه 441 ، وابو الفتح سلطان بنابراهيم الفلسطينى يفد كذلك بين العلماء الوافدين.
وابو الحجاج يوسف الميورقى والذى توفى فى سنة (523).
ومجلى بن جيع المخزومى والذى توفى فى سنة (550).
والقاضى ابو الحسن الموصلى الخلعى والذى توفى فى سنة (448).
وعبداللّه بن رفاعه السعدى والذى توفى فى سنة (561).
والقاضى القضاعى. هولاء الخمسه ممن وفد الى مصر وولى القضاء للفاطميين بالرغم من انهم كانوا شافعيى المذهب. وعدا عن هولاء الشوافع، فمن فقهاء المالكيه لجا الى مصر الفاطميه، امثال محمد بن سليمان المعروف بابى بكر النعال، الذى كانت اليه امامه المالكيه واليه كانت الرحله بمصر، وكانت حلقته فى الازهر الفاطمى تدور على سبعه عشر عمودا لكثره الطلاب الذين كانوا يقصدونه. وهناك قصه الفقيه المالكى عبدالوهاب بن على، الذى وصفه الخطيب فى تاريخ بغداد بانه لم ير فى المالكيه افقه منه. هذا العالم تضيق به دنيا الاسلام فيكاد يموت من الجوع فى بغداد ويتطلع الى البلد الذى يحفظ عليه رمقه ويقيه بوس العيش فلا يجد الا مصرالفاطميه، فما ان يصل الى مصر حتى تتلقاه الدوله بالترحاب،وتغدق عليه المال، وتامره بالانصراف الى عمله. ولكن الامر لايطول به فيمرض بالفالج، فيقول: لا اله الا اللّه عندما عشنا متنا وعبدالجليل مخلوف الصقلى وابو بكر الطرطوشى محمد بن الوليد الاندلسى نزيل الاسكندريه وغيرهم.
ويقول ابن ابى اصيبعه: انه لما وصل المهذب بن النقاش - وكانا فاضلا فى صناعه الطب - الى الشام من بغداد، اقام بدمشق مده ولميحصل له بها ما يقوم بكفايته، وسمع بالديار المصريه انعام الخلفاءفيها وكرمهم واحسانهم الى من يقصدهم ولا سيما ارباب العلم والفضل، فتوجه الى مصر، فوهبت له الاموال واقام فيها مكرما.
وبلغ الامر الى ان الغزالى الذى هاجم الفاطميين ، والذى شحن كتبه بالتحامل عليهم والطعن فيهم، لم يجد آخر الامر الا مصر الفاطميه بلدا يوويه ويشجعه على مواصله البحث والدرس. وتناسى الفاطميون تعصب الغزالى واعتداءه عليهم ولم يذكروا الا انه عالم، وحق العالم عليهم حق كبير، وتجاهلوا ما نالهم منه فى كتبه (القسطاس) و (المنقذ من الضلال) و(المستظهر) وغيرها، فاحلوه فى دولتهم على الرحب والسعه، والف بعض كتبه ككتاب (مشكاه الانوار) فى رعايتهم وبين ظهرانيهم.
والجدير بالذكر ومما يمكن الأستناد عليه لنفي ماذهب الية الذهبي في مقولتة شهادة المؤرخين على اختلاف مشاربهم وأعتقاداتهم ومدحهم للأئمة الفاطميين الخلفاء في ذلك العصر والذى نورد هنا ماتوصل الينا ومنها:
يقول ابن الأثير : وكان المعز عالما فاضلا جوادا شجاعا جاريا على منهاج أبيه من حسن السيرة وإنصاف الرعية . وستر ما يدعون إليه إلا عن الخاصة . ثم أظهره وأمر الدعاة بإظهاره إلا أنه لم يخرج فيه إلى حد يذم به (1)
ويقول ابن إياس : وكان المعز رجلا عادلا عاقلا حازما لبيبا فصيحا شاعرا وله شعر جيد . فمن ذلك قوله :
* ما با من عذري فيك حتى عذرا * * وبدا البنفسج فوق ورد أحمرا *
* همت بقبلته عقارب صدغه * * فاستل ناظره عليها خنجرا *
ويقول ابن الأثير عن العزيز بالله : كان يحب العفو ويستعمله . وكان حليما كريما شجاعا وفيه رفق بالرعية . . ( 2 )
ويقول ابن إياس : وكان العزيز يحب العدل في الرعية . وينصف المظلوم من الظالم . وكان كريما جوادا ممدوحا . فأحبته الرعية وصفا له الوقت بالديار المصرية . وكان خيار بني عبيد قاطبة . . ( 3 )
أما الحاكم بأمر الله فقد قال عنه ابن إياس : فلما تولى الخلافة أظهر العدل بين الرعية وسار في الناس سيرة حسنة . . ( 4 )
ويقول ابن الأثير عن الخليفة الظاهر لدين الله : وكان جميل السيرة حسن السياسة منصفا للرعية . . ( 5 )
وكان الحاكم في دولته بدر بن عبد الله الجمالي الملقب بالأفضل أمير الجيوش وكان عادلا حسن السيرة . . ( 6 )
ويقول ابن إياس عن الخليفة الحافظ لدين الله : وكان الحافظ لدين الله رجلا حليما لين الجانب . قليل الأذى . . ( 7 )
قال ابن خلدون في تاريخه عنه: "إن ما رمي به الحاكم بأمر الله غير صحيح، ولا يقبله العقل السليم".
قال المقريزي عنه في كتاب اتعاظ الحنفاء: "إن جمله القوانين التي أصدرها الحاكم بأمر الله جاءت بدافع الشعور الديني لإصلاح النفوس والأخلاق وتطهيرها من رذائل المجتمع".
أقوال المؤرخين في العصرالحديث:
قال محمد عبد الله عنان "منصفا دون أن يشعر" وهو من الذين تهجمواعلى الإمام الحاكم بأمر الله والفاطميين في كتابه الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية قال: "لقد ظلم التاريخ الحاكم بأمر الله، كما ظلم غيره من المصلحين، فالحاكم بأمر الله كان مصلحا على طريقته، وكان يرمي بما يصدره من قوانين وأحكام إلى تحقيق غايات خفيت على العامة لأنها تتعلق بسياسة الدولة العليا ومن هنا كان الريب في حكمتها وكانت القسوة في تطبيقها".
================================
فاين هذة الأقول ممن اعتمد النظرة الأحادية التي تفسد وتبعد أكثر من ان تقرب ابناء البلد الواحد من بعضهم البعض فمما يؤكد ايضا مدى الأجحاف والخروج عن النسق الذى انتهجة الذهبي ومريدية خطبة مولانا الحاكم باأمر الله سلام الله علية التى تؤطر وتبين بحق سواء لمتبعية او لمعارضيه المنهج الذى سارت علية الدولة فى حكمها لمصر فقد قال سلام الله علية :
بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله ووليه أبي علي الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين إلى كل حاضر وباد.
إما بعد: فان أمير المؤمنين يتلو عليكم آية من كتاب الله المبين "لا إكراه في الدين"، مضى أمس بما فيه، وجاء اليوم بما يقتضيه، الصلاح والإصلاح بين الناس أصلح، والفساد والإفساد بينهم مستقبح؛ ألا من شهد الشهادتين أحق أن لا تنفك له عروة، ولا توهن له قوة. بحي على خير العمل يؤذن المؤذنون، ولا يؤذنون، ويخمس المخمسون ويربع المربعون في الصلاة على الجنائز؛ولا يعترض أهل الرؤية فيما هم عليه صائمون، ولا يشتم السلف، ولا يبغي الخالف على من قبله خلف؛ "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون".
معشر المؤمنين، نحن ألائمة، وأنتم الأمة، عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون.
وقوله عليه السلام: لا يسب السلف كقول بعض آبائه عليه السلام وصيته لشيعته:لا تكونوا سبابين ولا عيابين.
فهذا هو الدين الحق الذي انتهجه الأئمة الفاطميين الخلفاء في مصر ولعل ابلغ مايبين ويدحض مثل هذه الأفترائات ماذكرة داعي الدعاة المؤيد في الدين هبة اللّه بن موسى الشيرازي فى كتابة (( المجالس المؤيدية )) بأن أففتح كتابة بهذا الدعاء الذي يرسم السياسة العامة للدولة ومذهبها فقال :
"اللهم وكل من دعا إلى الإمامة الإسماعيلية، وانتمى إلى الدعوة الفاطمية، فتنقص واحدا من الرسل، وقدح في شيء من الشرائع والسبل، وأجاز في شيء من معالم شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله، صلاتها وزكاتها وصومها وحجها وجهادها، أقل سنة من الرخصة، أو جوز في ركن من أركانها أدنى نكتة من الفرصة، من ماض وغابر وغائب وحاضر، اللهم فاجعله موضع النقمات، وموضع اللعنات، من أهل الأرض والسموات؛ اللهم إنا نشهدك، ونشهد ملائكتك أنا براء ممن هذه سبيله، وأنه من المشركين، وأن الله بريء من المشركين ورسولُه؛ اللهم ومن نسب إلينا من ذلك ما لسنا بأهله، وافترى الكذب علينا بعناده وجهله، تدنيسا للأعراض المطهرة، وتدليسا على الدعوة المنورة، فإنه يا رب من المكذبين بآياتك، المتقلبين في لعناتك؛ اللهم بحق كرام أوليائك، في أرضك وسمائك، إلا أخذته بالسمع والبصر، وجعلته في دنياه قبل أخراه محلا للعبر، كما قلت وقولك الحق المبين: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون).
الفاطميين وعلاقتهم بالصليبيين :-
ومن الدلائل القوية التي تتحفنا بها دفأت كتب التاريخ المؤكدة على ان هذا العهد الزاهر كان الحامل للواء الأسلام بحق والذاب عن حوزتة والمهتم بجميع شؤونه سواء كان ذلك عبر مناظرة دعاه أئمة الهدى الخلفاء الفاطميين لأهل الزيغ والضلال وإبعاد شبهاتهم عن حوزة الإسلام والابتداع فيه بما ليس من أصوله آو بالتصدي لأعداء الإسلام المتربصين على حدود بلاد أهله هذا في الوقت الذي كان غيرهم من حكام الدولة العباسية فى بغداد وحكام الدولة الأموية في الأندلس لاهين كما يخبرنا بة كتاب الأغاني للأصفهاني وكتاب الحيوان بين الملاهي والمعازف وملاعبة الجواري ولم يكتفوا بتلك الرزايا بل تعدوها برزية اكبر وأوكلوا لفقهائهم ومؤرخيهم مهمة النيل بأعدائهم ألمنغصي عليهم راحة الانغماس بملذاتهم واستحصال شهواتهم والطعن بهم وبتاريخهم ..
فمن المطاعن التي ألصقت مع الأسف زورا وبهتانا بالفاطميين إقامتهم للعلاقات مع الصليبيين أعداء المسلمين خاصة أن هذا المطعن قد استخدم كوسيلة لتأكيد عداء الفاطميين للمسلمين وميلهم للصليبيين على أساس عقيدتهم الباطنية المعادية للإسلام وبات هذا الأمر حقيقة مسلم بها عند الجميع بحيث غطى على كل مآثر الدولة الفاطمية وإنجازاتها مع ان واقع الحال يؤكد عكس ما أتهمهم بة المنتهزين والوصوليون ألمنتفعين من تحريف التاريخ من تدفعهم رغباتهم وحبهم لأن تتغلب المنفعة على الفضيلة لتتزيف الحقائق على الناس ليشترى بها منفعة وقتية تزول وتبقى الحقيقة نورها مشع تأكل بطريقها سبل الأفك والبهتان ...
فمما تذكرة كتب التاريخ عن مآثر هذه الدولة في حمايتها وصدها لعدوان أعداء الإسلام المتربصين بأهلة ما ذكره ابن الأثير في كتابة الكامل في التاريخ الجزء السابع عن أحداث عام 387 ه . أنه قد وقعت فيها معركة كبيرة بين جيش برجوان الفاطمي قائد جيوش الحاكم بأمر الله وجيش الدوقس الرومي وانهزم فيها الدوقس ودخل جيش الفاطميين أنطاكية...
بل ويسترسل بان الأثير في كتابة السابق الجزء الثامن منه أن قال مستعرضا لأحداث عام 491 ه فقال :
((استولى الفرنجة على بيت المقدس في عهد الخليفة المستعلي بالله وسير الأفضل بن بدر الجمالي وزير الآمر بأحكام الله ابن المستعلي الجيوش إلى الفرنجة عام 498 ه فقهرهم وأخذ الرملة ودارت بينهم معارك طاحنة لكنه لم ينجح في إخراجهم من القدس وعكا ويافا وعاد إلى عسقلان وكان مع الفرنج جماعة من المسلمين منهم بكتاش بن تتش )
وأيضا ما يقوله في الجزء الثامن ص 260 .
(( وفي عام 504 ه قام والي عسقلان من قبل الفاطميين بمراسلة الفرنج وهادنهم وتحصن بهم في مواجهة دولته . وجهز الأفضل جيشا وسيره نحو عسقلان . ووثب أهل عسقلان على الوالي وقتلوه وبذلك انتهت الفتنة وأنقذت عسقلان))
فهذا واختصارا لما سبق الذي أوردناه كدليل ومن كتب ألعامه على موقف الفاطميين من الصليبيين وعلاقتهم بهم التي ابعد ماتكون من التعاون على هدم الإسلام كما يريد البعض أن يشيع ولكنها حماية وصون للإسلام وحدوده ولكن السؤال الملح الذي يجب أن نسأله هو لماذا سكت المؤرخون عن بكتاش وغيره ممن تعاونوا مع الصليبيين هل لأنهم من السنة . . ؟
ولما ذا سكتوا عن السلطان الأيوبي الملك الكامل الذي سلم القدس إلى الصليبيين عام 626 هـ
كل هذا وأمثاله والتي حتمتها وأفرزتها كتابات المنتفعين من الخلافات السياسية التي رفعت أقوام وغطت على مساوئهم وخفضت أقوام وحاولت أن تنكر محاسنهم وانجازاتهم .
الخلفاء الفاطميين وفرية تعطيل الحدود:-
من المؤسف حقا أن تاريخ امتنا العربية مليء بمثل هذه المهاترات العصبية المجحفة المجانبة للحقائق الحية والدامغة لكل اصحاب الأهواء فكيف يستقيم الحال ان صدقنا او قلنا ان الخلافة الفاطمية كانت تعطل حدود الله ابان حكمها فما الذي يجبرها على الأعتناء وبناء المساجد لتقام فيها فروض الله التي افترضها على خلقة بل والحرص عليها الي أن تعددت المساجد ولا زال بعضها شاهدا على اثارها الى اليوم كالجامع الازهر ومسجد الحاكم بامر الله وغير ذلك .
* فيا اهل السنة والجماعة الكرام افيقوا من نومكم وايقضوا ضمائركم واحذروا ان لا يكون ائمة اهل البيت خصومكم يوم القيامة يوم لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً...
نسأل الله ان يهدينا جميعا الى طريق الحق المبين.
16-08-09, 08:00 PM
الظلم والاجحاف الذي تعرضت له الدولة الفاطمية والله المستعان
واله وقتل الاطفال والنساء والشيوخ
العرض العادي
