أجمع العلماء من أهل السنة (ومن وافقهم من الزيدية والمعتزلة)على أن الصحابة كلهم عدول دون استثناء...
طبعا نحن لا ندرس إلا مذهب أهل السنة، وليس لنا بأهل البدع من شيعة أو معتزلة أو غيرهم
قال ابن حجر: اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة الإصابة الجزء1 صفحـة 9
وقال ابن تيمية: الذي عليه سلف الأمة وجمهور الخلف أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين عدول بتعديل الله تعالى لهم.
وقال الإمام العراقي: إن جميع الأمة مجمعة على تعديل من لم يلابس الفتن منهم، وأما من لابس الفتن منهم - وذلك من حين مقتل عثمان رضي الله عنه- فأجمع من يعتد به في الإجماع على تعديلهم أيضا، إحسانا للظن بهم، وحملا لهم في ذلك على الاجتهاد. شرح ألفية العراقي الجزء 3صفحـة13و14
وعلينا أن نميز بين العدالة والعصمة
فالعصمة تعني ألا يقترف معصية صغيرة أو كبيرة قط، وهذه لا تكون إلا للأنبياء عليهم السلام.
أما العدالة فكما عرفنا سابقا، تمنع من الكبائر، ومن الإصرار على الصغائر، ومن اقتراف الصغائر التي تدل على الخسة كالوشاية بأحد، أو سرقة بضعة دراهم وما شابه، (لكن قد تقع منهم صغائر أخرى لا تدل على الخسة، كالغضب أو الشتم لأحد المسلمين مثلا، وما شابه ذلك)، وتمنع من خوارم المروءة كأن يكون غير نظيف أو غير محترم في ملابسه، أو يأكل في الطريق... وخوارم المروءة تختلف بحسب الزمان والعادات والأعراف
قال الخطيب البغدادي: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم ، واختياره لهم في نص القرآن، فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله تعالى المطلع على بواطنهم إلى تعديل أحد من الخلق لهم. وهذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء.
ما الأدلة على عدالة الصحابة من الكتاب والسنة.
1-كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: أنتم متمون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله. (حسن صحيح/ الترمذي
وقال سيدنا عمر بن الخطاب في هذه الآية: لو شاء الله تعالى لقال أنتم، فكنا كلنا، ولكن قال كنتم، خاصة لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ومن صنع صنيعهم، كانوا خير أمة أخرجت للناس. وروي عنه أنه قال: يا أيها الناس من سره أن يكون من تلكم الآية، فليؤد شرط الله منها
2-لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وكلاً وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير} (الحديد 10)
قال ابن حزم في هذه الآية: الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا لهذه الآية، لأن الله سبحانه قال: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} (الأنبياء 101) فثبت أنهم جميعا من أهل الجنة، وأنه لا يدخل أحد منهم النار.
لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم
السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه
يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين
للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون
"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيم"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
:" لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
روى الشيخان في صحيحيهما عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب"
ووجه الاستدلال هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في حجة الوداع، وقد اجتمع فيها أصحابه كلهم أو جلهم، يدعوهم جميعا أن يبلغوا مَن وراءهم، دون تحديد أشخاص معينين بصفات مخصوصة، وهي شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم أنهم أهل ليبلغوا عنه حديثه وأمره.
قال ابن حبان في صحيحه: هذا الحديث أعظم دليل على أن الصحابة كلهم عدول، و ليس فيهم مجروح ولا ضعيف...
روى أصحاب السنن الأربعة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الهلال -يعني رمضان- فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ قال نعم، قال يا بلال أذن في الناس أن يصوموا غدا.
روى الشيخان في صحيحيهما عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه قال: أنه تزوج أم يحيى بنت أبي إهاب، فجاءت أمة سوداء فقالت: قد أرضعتكما، قال: فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأعرض عني، قال: فتنحيت، فذكرت ذلك له، فقال: كيف؟ وقد زعمت أن قد أرضعتكما.
ووجه الاستدلال من هذين الحديثين أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قبل خبر المجهول من الصحابة وبنى عليه حكما شرعيا، فلو لم يكن عدلا لما قبل خبره، أو طلب له مزكيا وشاهدا
روى الشيخان في صحيحيهما، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم....
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون. (أخرجه مسلم)
اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمار ، وتمسكوا بعهد ابن مسعود "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه. فتح الباري وصحيح مسلم
" من سب أصحابي ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "
" أحسنوا إلى أصحابي ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجيء قوم يحلف أحدهم على اليمين قبل أن يستحلف عليها ، ويشهد على الشهادة قبل أن يستشهد
وأجمع المسلمون من أهل السنة والجماعة على عدالتهم وفضلهم وشرفهم ، وإليك طرفاً من أقوال أئمة الإسلام وجهابذة النقاد فيهم ،
قال ابن عبد البر رحمه الله كما في الاستيعاب : " قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول " .
وقال ابن الصلاح في مقدمته : " ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ، ومن لابس الفتنة منهم فكذلك ، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع ، إحساناً للظن بهم ، ونظراً إلى ما تمهد لهم من المآثر ، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة " أهـ .
وقال الإمام الذهبي : " فأما الصحابة رضي الله عنهم فبساطهم مطوي ، وإن جرى ما جرى ..... ، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل ، وبه ندين الله تعالى " .
وقال ابن كثير : " والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة " ثم قال : " وقول المعتزلة : الصحابة كلهم عدول إلا من قاتل علياً قول باطل مردود " ، ثم قال : " وأما طوائف الروافض وجهلهم وقلة عقلهم ، ودعاويهم أن الصحابة كفروا إلا سبعة عشر صحابياً - وسموهم- فهذا من الهذيان بلا دليل " .
وقال الخطيب في الكفاية - لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكر لأوجب الحال التي كانوا عليها - من الهجرة ، وترك الأهل والمال والولد ، والجهاد ونصرة الإسلام ، وبذل المهج وقتل الآباء والأبناء في سبيل الله - القطع بتعديلهم واعتقاد نزاهتهم وأمانتهم ، وأنهم كانوا أفضل من كل من جاء بعدهم .
الصحابة بشراً ، وليسوا بالمعصومين لكنهم كانوا في القمة ديناً وخلقاً وصدقاً وأمانة
والذين قالوا : إن الصحابة عدول لم يقولوا قط إنهم معصومون من المعاصي ، ولا من الخطأ والسهو والنسيان
وإنما أثبتوا لهم حالة من الاستقامة في الدين تمنعهم من تعمد الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
حتى الذين أقيم عليهم حدُُّ أو قارفوا ذنباً وتابوا منه ، لا يمكن أن يتعمدوا الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين جانبوا المآثم والمعاصي لا سيما الكبائر منها .
وأما الذين لابسوا الفتن فكانوا مجتهدين يعتقد كل منهم أن الحق معه ، وعليه أن يدافع عنه والمجتهد مأجور على اجتهاده أخطأ أم أصاب ، ومع ذلك فهم قليل جداً بالنسبة لأكثر الصحابة الذين اعتزلوا هذه الفتن ،
كما قال محمد بن سيرين : " هاجت الفتن وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف فما خف لها منهم مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين " .
ونحن حينما نصف صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما هم له أهل فإنما نريد صحابته المخلصين الذين أخلصوا دينهم ، وثبتوا على إيمانهم ، ولم يغمطوا بكذب أو نفاق ،
فالمنافقون الذين كشف الله سترهم ، ووقف المسلمون على حقيقة أمرهم ، والمرتدون الذين ارتدوا في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بعده ، ولم يتوبوا أو يرجعوا إلى الإسلام ، وماتوا على ردتهم ،
هؤلاء وأولئك لا يدخلون في هذا الوصف إطلاقاً ، ولا تنطبق عليهم هذه الشروط أبداً ، وهم بمعزل عن شرف الصحبة ،
وبالتالي هم بمعزل عن أن يكونوا من المرادين بقول العلماء والأئمة :
وفي تعريف العلماء للصحابي ما يبين ذلك بجلاء ،
حيث عرفوه بأنه من لقي - النبي صلى الله عليه وسلم - مؤمناً به ومات على ذلك .
وأما الزعم بأن الصحابة - أنفسهم في زمنهم - كان يضع بعضهم بعضاً موضع النقد ، وينزلون بعضاً منزلة أسمى من بعض ، وهو يعني بعض المراجعات التي كانت تدور بينهم حول بعض الأحاديث ، فلم يكن ذلك عن تكذيب منهم للآخر كما جاء عن أنس رضي الله عنه : " لم يكن يكذب بعضنا بعضاً " ، بل كانت الثقة متوفرة بينهم ، ولكنهم بشر لم يخرجوا عن بشريتهم ، فلا يمنع أن يراجع بعضهم بعضاً في بعض الأمور والأحكام ، إما للتثبت والتأكد ، لأن الإنسان قد ينسى أو يسهو أو يغلط عن غير قصد ، ومن ذلك ما ثبت من مراجعة الخليفتين أبي بكر و عمر رضي الله عنهما لبعض الصحابة في بعض مروياتهم ، وطلبهم شاهداً ثانياً ، فلم يكن ذلك منهم عن تهمة ولا تجريح ، وإنما هو لزيادة اليقين والتثبت في الرواية ، وليقتدي بهم في ذلك من بعدهم ، وليس أدل على ذلك من قول عمر رضي الله عنه ، لأبي موسى الأشعري - وقد طلب منه أن يأتي بمن يشهد معه على سماعه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما إني لم أتهمك ولكنه الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وقد تكون هذه المراجعة لأنه ثبت عند الصحابي ما يخالف الحديث ، أو ما يخصصه أو يقيده ، أو لأنه رأى مخالفته لظاهر القرآن ، أو لظاهر ما حفظه من سنة إلى غير ذلك ، وما دار بينهم من مراجعات مدون ومحصور في كتب الحديث ، ومشفوع بأجوبته ، وهم فيها بين مصيب له أجران ، ومخطئ له أجر واحد .
فليس من الإنصاف إذاً ، أن تُجعل هذه المراجعات دليلاً على اتهام الصحابة بعضهم لبعض ، وتكذيب بعضهم لبعض كما يزعم المرجفون .
إذاً فتعديل الصحابة رضي الله عنهم أمر متفق عليه بين المسلمين ، ولا يطعن فيهم إلا من غُمص في دينه وعقيدته ، ورضي بأن يسلم عقله وفكره لأعدائه ، معرضاً عن كلام الله وكلام رسوله وإجماع أئمة الإسلام .
كلمـات قد تقـال والرد عليهـا
قد يقال إن " العدالة " تشمل عنصري الكفاءة والأمانة في النقل والشهادة ،
والكفاءة تعني دقة التحري والتثبت
فيما الأمانة تعني الصدق وتوخي التقوى واستحضار النية خالصة لوجهه تعالى
عنصر ( التحري والتثبت) إن كان يعني بها التثبت من حفظ الحديث وتحري الدقة في نقله فهذا يسميه علماء الحديث "الضبط" وهو صفة مستقلة عن العدالة،
فقد يكون المرء عدلا غير ضابط، أو ضعيف الضبط بحسب قدرته على الحفظ،
وإن كان القصد بها التحري في صفات من ينقل عنه،
فهذا لا يدخل في مفهوم العدالة، فقد رأينا رواة ثقات رووا عن ضعفاء،
لأن الإنسان التقي النقي يحسن الظن عادة بالناس ما لم يثبت له العكس..
بالنسبة للصحابة، فإنهم يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة،
فليس عليهم أن يتحروا المصدر
وأما دقتهم في الحفظ والنقل فهذه كانت ملكة فطرية عند العرب، تميزوا بها عن غيرهم من الشعوب، فكانوا يحفظون القصائد الطوال ويؤدونها كما حفظوها، ويحفظون الأنساب وغيرها، وقد كانت أمة العرب أمة أمية، فكانت تعتمد على الحفظ في نقل تاريخها وأخبارها وعلومها، ولعل هذا من جملة الحكم التي جعلتها موضع اختيار الله تبارك وتعالى لتكون أمة الرسالة ويكون منها صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم
ولا نقول إن الصحابة مقدسين بمعنى معصومين عن الخطأ، وخبر الفتنة أكبر دليل على ذلك، فقد أخطأ عدد كبير منهم في ذلك، لكنهم أخطؤوا في الاجتهاد، أخطؤوا في طريق بحثهم عن الحق، ولم يتعمدوا ارتكاب المعاصي
الصحابة ليسوا معصومين عن الخطأ أو ارتكاب الصغائر
لكنهم جميعا عدول، لا يرتكبون الكبائر، ولا يصرون على الصغائر، ويترفعون عن الصغائر التي تدل على الخسة، وعن خوارم المروءة..
وبالتالي فهم ثقة، نأخذ عنهم الدين والحديث والعلم الشرعي باطمئنان تام وثقة مطلقة
من أين عرفنا هذا..وهل تم عمل بحث تاريخي مستقص لحياة كل الصحابة، تمت فيها ملاحظة هذه الأمور، وبالتالي حكمنا بموجبها على عدالة الصحابة؟
لا... لم يكن هناك بحث كهذا..
فالعلماء عندما قرروا أن الصحابة عدول، لم يكن قرارهم مبنيا على بحث مستقص عن سير حياة الصحابة، وإن كانت مثل هذه الأبحاث الجليلة قد عرفها تاريخنا، في علم الرجال وعلم الجرح والتعديل، للبحث عن عدالة رواة الحديث، لكن لم يتم إخضاع الصحابة لهذا البحث؟ لماذا؟
لأن آيات القرآن الكثيرة، والأحاديث النبوية المتواترة بالمعنى، قد أفادت بعدالة الصحابة، والنهي عن سبهم، وبيان فضلهم على سائر الأمة..
فالعلماء بنوا رأيهم بناء على هذه الأدلة..
فأي خبر يردني عن أن عمرًا اقترف كبيرة أحكم على الخبر بالكذب، لأنه يناقض القرآن والسنة..
فإن قيل لي إن عمرًا غضب أو شتم أو ضرب لا أستبعد هذا، لكن إن قيل لي إنه سرق أو خدع أو كذب أحكم بكذب الخبر على الفور..
ووفق هذا المنظار يتم تمحيص الأخبار التاريخية التي وردتنا عن الصحابة..
سعيد بن المسيب ليس من الصحابة
إذن سعيد يحتاج أن أبحث في عدالته لأثبتها حتى أقبل منه الحديث..
هل معناة ذلك ننفي " قدسية " الصحابة وإن صدر من أحدهم أي فعل أو قول يجب نفهم منه إنه ننفي إجلالهم واحترامهم
إن كان المقصود بالقدسية العصمة، فالعصمة لا تكون إلا للأنبياء،
وإثبات العدالة لا يعني القدسية..
إنه يعني كما قال ابن الأنباري: "المراد من عدالة الصحابة قبول روايتهم، من غير تكلف البحث عن أسباب العدالة وطلب التزكية، إلا أن يثبت ارتكاب قادح، ولم يثبت ذلك" (
وقال ابن عبد البر: "قد كفينا البحث عن أحوالهم، لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول". (الاستيعاب1/