الدكتور حسين الحسيني
جامعة بغداد
الخطاب الذي ألقاه السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الحفل الذي أقيم في جامعة بغداد لمناسبة ما يدعى بيوم الغدير، بالرغم من إدعاء الحكيم أن خطابه توحيدي يؤكد أهمية وحدة الصف العراقي، إلا أنه في الحقيقة كان خطابا طائفيا تكفيريا،
عمار الحكيم يرى كما يرى غيره من الشيعة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أوصى "يوم الغدير" المسلمين بمبايعة علي بن أبي طالب (ع) من بعده خليفة على المسلمين، وينسبون نزول الآية القرآنية الكريمة ((اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينًا".. والآية "يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل، فما بلّغت رسالته، والله يعصمك من الناس". إنما نزلت في حق يوم النعمة أو يوم الغدير!!.. بينما كتب التفسير وأسباب النزول والتاريخ تروي غير ذلك. كما إن إدعاء عمار الحكيم بأن (التاريخ الأسلامي الذي نقرأه اليوم مليء بالزيف والتحريف للحقائق، حيث كتبته صنائع الحكام، وأنه تاريخ سعى جاهدا إلى طمس الحقائق،)... فمن يدريك يا عمار إن رواية يوم الغدير وبيعة خم ماهي إلا جزء من ذلك التاريخ المفبرك؟؟
هل يجوز أن نعتبر يوم الغدير عيدا للمسلمين لا بل وأن عمار وغيره يعتبرونه أفضل من عيدي الفطر والأضحى؟.. بل وأفضل من يوم الجمعة؟.. وهل يجوز أن نكفر كل من لايقتنع بولاية الإمام علي وأحقيته على بقية الخلفاء الراشدين؟ وهل يجوز أن نؤمن بما يقوله المفيد وصاحب كتاب "حق اليقين في معرفة أصول الدين" في نقله عن الشيخ المفيد في أن ((من أنكر الإمامة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار؟)).