اظنك يا أخ مؤدب لم تقرأ جيدا ما كتبتُ قبل أن تعقِّب على مشاركتي ذلك التعقيب المقتَضَب الذي يتجاهل أصولا معروفةً في النقد والحكم على الأشياء، كما يتجاهل آداب الحوار الودي الأخوي في الاسلام... والله المستعان !
دعني أبيّن لك ما غاب عنك في غمرة الحماس والإندفاع في مهاجمة الرافضي المدعوعنوان ...
1 ـ الاخ النعمان بن ثابت نسب إلى عبد الله بن المبارك قولا غريبا شاذا ً لايليق بمثل ذلك التابعي الجليل أن يقوله في حق أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز الذي اشتهر في خلافته بالزهد والعدل، والتقى والورع والصلاح ، والحرص على التمسك بشرع الله حتى ذاع صيته في الآفاق، وأصبح في ذلك مضرب الأمثال، وحتى عمّ الخير في خلافته التي لم تتجاوز العامين إلاّ قليلا فشمل الرخاء جميع العباد، وساد الأمن أرجاء البلاد... نعم نسب أخوك النعمان بن ثابت إلى ابن المبارك قولا يُستَبعد أن يصدر عن مثله لأنّ فيه إساءة بالغة لخليفة راشد من أعلام خلفاء الامة، وانتقاصا بيّنا مِن قدره وفضله ومكانته في الإسلام!!
2 ـ نسب أخوك النعمان بن ثابت إلى ابن المبارك قولا يُستَبعد أن يصدر عن مثله لأنّ فيه من الغلوّ الممجوج والمذموم للأشخاص والمنهي ّ عنه نهيا قاطعاً في الإسلام مافيه !!
3 ـ نسب أخوك النعمان بن ثابت إلى ابن المبارك قولا يُستَبعد أن يصدر عن مثله لأنّ فيه تجاوزا لآداب الإسلام في عدم التنابز بالألقاب، وعدم بخس الناس أشياءهم، وعدم الإنتقاص من أقدار ذوي القدر والفضل في الاسلام . فضلا عن أنه يتناقض مع مبدأ من المباديء الاساسية في الاسلام ألا وهو مبدأ تكريم الله للإنسان عامّةً وللإنسان المسلم المؤمن على وجه الخصوص، حيث يقلّل ابن المبارك كما تزعم الرواية من شأن إنسان عاقل، مؤمن موحّد، عابدٍ لله زاهد هو الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز لتجعله أهونَ من "غبار ٍ أي والله من غبار ٍ دخل في أنف حيوان، نعم حيوان !!
فإن كان هذا هو شأن أمير المؤمنين الخليفة الراشد سيدنا عمر بن عبد العزيز فماذا يكون إذن شأن ابن المبارك نفسه، وماذا يكون إذن شأنك وشأن غيرك من عباد الله !!
4 ـ فعل أخوك النعمان ذلك كلّه ولم يذكر لنا من أين أتى بهذا الهراء !! ولم ينبهه أو يُنكر عليه ذلك أحدٌ منكم !! وبدلا ً من أن تطالبه بذكر المصدر وبيان صحة نسبة هذا الهراء لابن المبارك يا سيد مؤدّب أراك تندفع في الاتجاه الخاطيء وتصوّب سهامك إلى غير الهدف الصحيح !! ألم تسمع من قبل يا مؤدب المحترم بالقاعدة الفقهية التي تنص على أنّ "البيّنة على من ادّعى ... " واعلم أخيرا هداك الله أنّ أيّة بيّنة سيأتي بها إن أتى بها لن تكون على ضوء مابيّنته آنفا مقبولةً على الإطلاق!
وإنني على ضوء ماأعرفه من غزارة علم التابعي الجليل عبد الله بن المبارك، وعظيم أدبه، وسعة حكمته، وحسن سيرته لأنزّهه عن أن يصدر عنه مثل هذا الهراء .
.