من المذنب المقصر القاعد غريب الإخوان الشامي
اللهم إن كانت هذه التغريدات فيها خيرا، وصدرت من قلب مخلص فاقبلها وانفع بها، وإلا فمغفرتك وسترك أوسع لي
والمسلمون يسعى بذمتهم أدناهم، وغريب الإخوان من أدناهم بل أدناهم، فلا يمنعك ذلك أخي الحبيب من قراءة خربشاتي
تخيَّل أخي نفسك جنديا في جيش معاوية بن سفيان رضي الله عنه في معركة صفين تقف وجها لوجه مع جيش علي بن أبي طالب
في معركة قتل فيها من الصحابة والتابعين ما يقارب من 16000 قتيل رحمهم الله رحمة واسعة، كلٌ ظن نفسه على الحق
وهل كان الحشد لهذه المعركة -التي زاد عدد المتقاتلين فيها عن 150 ألف جندي- إلا بالتعبئة التي تقنع الجندي بالموت في المعركة
ملاحظة: هذه التغريدات خاصة بأهل السنة ولا دخل للرافضة بها فليكفوا شرهم عنا، فليس لهم منا إلا الجهاد حتى يرتدعوا
وقد أجمع أهل السنة فيما بعد أن الحق كان بجانب علي رضي الله عنه، وقد وردت عدة أحاديث نبوية تؤكد ذلك
وأنا هنا لست في معرض إثبات الحق لصالح جهة معينة في الشام، إنما المطلوب أن نستفيد من تاريخنا حتى لا نقع في الفتنة مرة أخرى
وبيت القصيد أن كل طرف في النزاع لديه من القصص والأحداث الحقيقية ما يستطيع به أن يعبأ ويحشد جنده عليها
فالجندي المخلص في جيش معاوية خرج ابتداء للأخذ بالثأر من قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه ويا له من مطلب شريف
وقد سمع هذا الجندي أن علي بن أبي طالب قاتل كبار الصحابة كالزبير وطلحة وأم المؤمنين في معركة الجمل
كما سمع أن بعض الجنود من جيش علي أرادوا-ولم يتم لهم ذلك- أخذ النساء المشاركات في معركة الجمل سبايا للتسري
وقد تم تعبئة الجندي في جيش معاوية أن "الأشتر النخعي-من قتلة عثمان- هو من قيادات الجيش عند علي بن أبي طالب"
وقد غلى الدم في عروق هذا الجندي عندما علم أن قاتل الزبير غيلة هو جندي من جيش علي اسمه عمرو بن جرموز
وعندما قتل جيش معاوية عمار بن ياسر الذي قال فيه الرسول "تقتله الفئة الباغية" سمع هذا الجندي تأويلا فاسدا
مفاده: "إنما قتل عمار بن ياسر من أخرجه من بيته للقتال" يقصدون بذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه
لقد كانت كل هذه الأحداث الحقيقية سببا لحشد الجنود وأهل الشام وراء جيش معاوية ولكن ذلك لا يعني أن الحق كان معه
ففي الفتن يستطيع كل طرف أن يحشد عشيره خلفه ويعبئه للقتال بناء على أحداث حقيقية من أخطاء الطرف الآخر
فيا أحبتي من قادة الفصائل في الشام هل لنا أن نحقن الدماء في حل المشاكل بيننا عن طريق الشرع بدل التغريد بها علنا
وهل لنا أن نبحث في أصل مشروع كل فصيل وأهدافه العليا والتأكد من مواءمته للشرع وعدم ولائه لجهات مشبوهة
فمن كان هدفه تحرير البلاد وتطبيق الشرع وإقامة دولة إسلامية يكون فيها الولاء والبراء للإسلام لا للقوميات المنتنة
فهو أخونا ونواليه ونتحد معه في مواجهة أحقر عدو نصيري ورافضي وأشرس عدو صليبي وكافر
ومن كان ولاؤه لغير الله ولا يريد دولة إسلامية ويتآمر مع أعداء الأمة من حكام الخليج ودول الردة والغرب الكافر
ويريدها علمانية، فليس بأخ لنا وإن اتفقنا آنيا معه على قتال نظام بشار، نسال الله أن يرده لجادة الصواب وأن يهديه للحق
وقد كتبت هذا الموضوع لما رأيته من تكالب على الدولة الإسلامية وعلى جبهة النصرة بدأت تظهر أثاره إعلاميا وعسكريا
وأحب أن أذكر إخواني قادة الفصائل ببعض الحقائق والمعطيات علها تكون سببا في توحدهم على مطلب الإسلام وتطبيق الشريعة
إن سكوت الغرب الكافر عن عشرات الآلاف من المجاهدين الشرفاء في الشام وهم على مرمى حجر من فلسطين
له من الأسباب على أرض الواقع مما يجب على كل منصف أن يقر لصاحب الفضل بها، حتى وإن لم يقتنع به وبمنهجه
إن أمريكا التي كانت تخطط لحكم العالم ل 200 سنة قادمة ضمن ما يسمى بالنظام العالمي الجديد تكسرت وتحطمت آمالها
على صخرة الجهاد في أفغانستان وفي العراق، وهي تلملم جندها في خراسان بعد أن اندحرت في العراق في ذل وانكسار
وأصبحت استراتجيتها الجديدة(القيادة من الخلف)واستُنزفت اقتصاديا وفقدت رغبتها في القتال والدخول في معارك جديدة
وهذا فتح المجال واسعا للجهاد أن ينتشر في الشام بهذه السرعة والإقدام بفضل الله أولا وآخرا، وأظهر أهل الشام فيه بطولة نادرة
ولو كانت ثورة الشام المباركة قبل معركة أفغانستان والعراق، لكان للغرب الكافر شأنا آخرا، وربما دخل بقواته لحماية اليهود
إن إخوانكم في دولة العراق الإسلامية -سابقا- قدموا تضحيات جسام في هزيمة أمريكا وإيقاف تمدد المشروع الرافضي
وقدموا لذلك ما لا يقل عن 4000 عملية استشهادية ضد أمريكا والروافض وعملائها في العراق، وتقدموا من فورهم
لنصرتكم في الشام بنصف المال والرجال والعتاد، فالله الله فيهم فإنه سائلكم عنهم يوم القيامة، فماذا ستقولون له
هل ستقولون له: نحن أهل الشام وهم أهل العراق، والله يقول:" وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"
أم ستقولون له أنكم تريدون تحرير الشام فقط ورسوله يقول لكم:" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله"
ولو فعل ذلك خالد بن الوليد ولم يخرج من جزيرة العرب إلى الشام مجاهدا لربما بقينا نحن أهل الشام على دين النصارى
إخواني قادة الفصائل المجاهدة يمكنكم أن تعبئوا جنودكم على أخطاء الدولة الإسلامية كما شئتم فهو أمر متيسر وسهل
ولن يكون حال أبي بكر البغدادي مع جنده في ذلك أفضل من حال الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع جنده
ويمكنكم في المقابل تأليف القلوب وجمع الجنود وخفض الجناح والوحدة مع أكبر وأقوى جهة ساهمت في تراجع أمريكا وهزيمتها
وليس في ديننا من فرق بين عراقي وشامي أو تونسي وشيشاني فكلها بلاد واحدة وعدونا واحد، فالله الله في جهادكم
وإلا يكون .. فستجدون في جيش البغدادي كأمثال الأشتر النخعي وعمرو بن جرموز كما أن من بين جنودكم من هو مثلهم
مع ملاحظة أن مثال علي ومعاوية هو للاستفادة من الحدث باتقاء شر الفتن وليس للتصنيف بين الفصائل في الشام المباركة
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
م.غريب الإخوان الشامي
ذو القعدة 1434