وباستعراض خطب علي رضي الله عنه وأدعيته يتكرر الاستغفار وطلب العفو والرحمة ممايشير صراحة إلى جواز وقوع الذنب أو الخطأ .
يقول في إحدى أدعيته : نسأل الله منازل الشهداء ومعايشة السعداء ومرافقة الأنبياء
( الشريف الرضي:1/103) .
ويقول : اللهم اغفر لي ماتقربت به منك بلساني ثم خالفه قلبي , اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ وسقطات الألفاظ وسهوات الجنان وهفوات اللسان (الشريف الرضي:6/63) .
وقال : كنت كارهآ الولاية على أمة محمد لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( أيما وال ولي الأمر من بعدي أقيم على حد الصراط ونشرت الملائكة صحيفته فإن كان عادلآ أنجاه الله بعدله وإن كان جائرآ انتفض به الصراط حتى تتزايل مفاصله ثم يهوي إلى النار)) . (الشريف الرضي:7/171)
وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى ثم يرتبط في قعرها)) . (الشريف الرضي9/461).
ومن أقواله الأخرى :
_اللهم إنك أعلم بي من نفسي وأنا أعلم من نفسي منهم اللهم اجعلني خيرآ مما يظنون واغفر لي ما لايعلمون) .
(الشريف الرضي, النهج:16/284) .
لا تكفوا عن مقالة حق أو مشورة بعدل, فإني لست في نفسي بفوق أن لا أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ماهو أملك به مني.).
( نهج البلاغة شرح محمد عبده, النهج:2/201).
__ ومن وصيته للحسن(ع) : بادرت بوصيتي إليك . . . قبل أن يعجل بي أجلي دون أن أفضي إليك بما في نفسي , أو أن أنقص في رأيي كما نقصت في جسمي أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى وفتن الدنيا . . . )) . إن النقصان في الرأي وغلبة الهوى تتعارض مع مفهوم العصمة . ومن الوصية أيظآ (( . . . وإنك طريد الموت . . . فكن على حذر أن يدركك وأنت على حال سيئة)) , (( وإن مهبطك بها لا محالة إما على جنة أو على النار )) .
(( أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته وإن أنت لم يجتمع إليك ماتحب من نفسك وفراغ نظرك وفكرك,فاعلم أنك إنما تخبط العشواء وتتورط الظلمات وليس طالب الدين من خبط أو خلط والإمساك عن ذلك أفضل . . ولاتقل ما لا تعلم وإن قل ماتعلم )).
ـــــ ومن وصيته إلى الحسين (ع) : . . . . من أعجب برأيه ضل ومن استغنى بفعله زل
(الحراني ,تحفة العقول :68)
ويثار في موضوع عصمة الإمام تنازل الحسن (ع) لمعاوية فإذا كان مصيبآ فخلافة معاوية شرعية ثم كيف تنازل عن الإمامة وقد نالها بنص إلهي ؟ وإذا كان مخطئآ فكيف يتفق ذلك مع عقيدة العصمة ؟ وواجه الشيعة نفس الإشكال بخروج الحسين لمقاتلة الأمويين وهو مخالف لما اتبعه الحسن من قبل فأيهما كان مخطئآ وأيهما المصيب ؟ .
وباستعراض أدعية علي بن الحسين (ع) يتكرر أيظآ الاستغفار وطلب العفو والرحمة (( مولاي ارحم كبوتي لحر وجهي وزلة قدمي وعد بحلمك على جهلي وبإحسانك على إساءتي فأنا المقر بذنبي المعترف بخطيئتي )) , (( أنا الذي أوقرت الخطايا ظهره وأنا الذي أفنت الذنوب عمره وأنا الذي بجهله عصاك )) , (( اللهم إني أعوذ بك من هيمان الحرص وسورة الغضب . . . ومتابعة الهوى ومخالفة الهدى وسنة الغفلة وتعاطي الكلفة وإيثار الباطل على الحق والإصرار على المأثم والاستكثار من المعصية )) , (( اللهم إني أتوب إليك من كبائر ذنوبي وصغائرها وبواطن سيئاتي وظواهرها)) .
(زين العبدين ,الصحيفة : 82,31,44,8)