لذة الجهاد ....
“إن مقادير الرجال تبرز في ميادين النزال لا على منبر الأقوال ، إن حياة الجهاد ألذ حياة، ومكابدة الشظف أجمل من التقلب بين أعطاف النعيم، إن الجهاد هو الضمان الوحيد لصلاح الأرض وحفظ الشعائر ، إن أرض الجهاد لتصقل الروح وتصفي القلب وتقلب كثيرا من الموازين.”
ساحات الجهاد ومواطنه ليست كغيره من المواطن، فعندما يصل ذو التجربة الأولى للساحات الجهادية فإنه سيعيش في عالم آخر ، فلا الأرض هي الأرض التي عاش فيها واعتاد عليها ولا الرجال هم الرجال ولا القلوب هي القلوب. عالم آخر إذا وفِقت للعيش فيه فلن ترضى بغيره ، عالم يتطلب منك الكثير الكثير لكي تعيش عزيزا في الدنيا شهيدا في الآخرة.
للمجاهد في أرض الجهاد أقرب ما يكون للموت فينبغي عليه أن يجتهد في مضاعفة الأعمال الصالحة وأن يلغي من قاموسه ( أنا مجاهد إذا يكفي ) والتركيز على أعمال القلوب وتجديد النية وإن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه، رجل استشهد، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت. ولكنك قاتلت حتى يقال جريء. فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار .
اعلم أخي إن كنت في مكانك على ارتباط بالجبهات تساعدهم فيما يحتاجون ويستفيدون منك وأنت في مكانك فلا تستعجل بالنفير مع أن للساحات نكهة لا مثيل لها ، فاحتسب الأجر وربما يكون ما تقدمه وأنت في مكانك أكثر مما تقدمه وأنت في ساحة الجهاد، فإن أحسست بخطر أو ريبة فاستعن بالله ولا تتردد واترك بعدك شخص خال من الشبه يواصل ما كنت تقوم به.