صوفـــي يحاول انقاذ ما يمكن انقاذة " وشهد شاهد من أهلها "

[الحنبلي]

هذا أحد الأخوة الصوفيـة أنقل لكم اعترافاته الصريحة والواضحــة في أحد المنتديات الصوفيــة التي تحاول ترقيع ما يقع فيه المتمصوفة من شركيات وضلال

أنقل كل مشاركاته من موضوع واحد :-

( 1 )

أرى أنك تسير ببحثك هذا في أتجاة وكلامنا في أتجاة أخر

هل تدين لله عز وجل بأن ما يفعله الناس عند قبور الصالحين من ذبح ونذور هو من قبيل أهداء الثواب لهم ؟

وهل تجزم بأن الأصل فيما عليه العوام اليوم وبخاصة عوام المتصوفة من ذبح للصالحين ليس نذراً حقيقياً لهم ؟

عندنا بمصر قبور الأولياء كالعيادات المتنوعة والمتخصصة هذا الولي يشفي من وجع البطن وهذا الولي يرزق الولد لمن لا ولد لها وهذا الولي يشفي من الجنون والصرع وهذا الولي يستنصر به على الأعداء ألخ وقد ذهبنا في جولات كثيرة ووجدنا هذا بعينه ولا أدري أأنتم تعيشونفي وادي ونحن والناس جميعهم في وادي أخر


يذكرني ذلك حينما كنا نرى الناس بكثرة على أفران الخبز ونري الأذدحام بصورة لا تعقل ونري القحط والفقر والديون قد أنهك قوى الناس في مصر ويظهر الرئيس مبارك وحاشيته ويقول الحمد لله الناس شبعانة وبطونها مليانة وعايشين في سعادة وتجد المصفقين والمهللين أعداداً غير عادية فكنا نقول ساعتها هؤلاء في وادي وما نحن فية والناس في واد أخر


أنزل إلى الساحات يا شيخ وأنظر بعينك نظرة حقيقية ولا تجامل أحد على حساب الدين

كنا نرى بعض أهلنا ونحن صغار يصنعون شيئ يسمى ( بالنابت ) وهو فول يصنع بطريقة مخصوصة ويذهبون به عند ضريح السيدة زينب رضي الله عنها ويقولون هذا نذر أم هاشم (( ولو مودناش النذر الست تزعل مننا ) وكنا نرى أيضاً من خلفاء الطرق ومريديها مثل هذا حتى أصبح النذر سنوياً في كل مولد يلزم الفرد نفسه به حتى أنه يعتقد أنه لو لم يفي به في سنة من السنين تغضب عليه السيدة زينب رضي الله عنها أو السيد البدوي قدس سرة ويحدث له من المصائب العظام


لما نهون من هذه الأشياء وندور حولها ونختلق تبريرات لما لا نترك هذه الأفعال حتى من باب درء الشبهات ؟

لتعلم يا شيخ أن ذنب هؤلاء العامة في رقاب من يجيز مثل هذه الأفعال


يذهب الرجل أو تذهب المرأة وهم يشتكون من ألم أو فقر أو عدم أنجاب أو أي شيئ من مهمات الدنيا يذهبون ألى أحد الصالحين ممن يعتقدون فيهم أنهم سوف يجيرونهم مما هم فيه ويقف المحتاج عند القبر ويطلب من الولي الصالح ما يريد ويقول له ( والله يا سيدي فلان لو عملت ليه كذا وكذا وكذا ... لك عندي ندر كذا أو كذا )))

فما تقول أذاً في هذه العبارة ؟؟؟

هي عبارة صحيحة نسمعها كل يوم وليلة

وعليه فكثير من المتصوفة الذين تركو الطرق الصوفية وتوهبوا ذنبهم في رقاب المتساهلين ممن لا يرى بأس بمثل هذه الأفعال

مثال أخر عندما كنا في سن العشرين وكنا نذهب للموالد مع مشايخنا وأبائنا كنا نجتمع نحن وأولاد المشايخ وكنا كثرة وأعداداً كبيرة وكنا نطوف بالموالد نلعب ونلهوا ونفعل كل ما يحلو لنا ومع ذلك نحضر مجالس الذكر ( الحضرة ) ونخرج بعد ذلك نفعل أي شيئ لا ينكر علينا أحد مثلنا مثل كثير جداً ممن يرتاد الموالد هذا لأننا كنا في وسط هذه الصوفية الشعبية التيأتكلم عنها وأجزم بأن هؤلاء على خطر عظيم وتدافعون أنتم عنهم فهم في جهل وضلال وغي ومنغمسين في الأوحال وأنتم تصححونلهم أفعالهم بدلاً من أن تنكروا عليهم وتصوبوالهم الطريق

تمر الأيام والسنوات ولا ترى واحد من أبناء هؤلاء المشايخ إلا وقد سار ( وهابي ) وهم إلى اليوم أصحابنا وتربطنا بهم علاقات الصداقة والأخاء وقد ترى الحضرة في البيت وفيه من الأبناء ( وهابية ) !

بذكركم أننا في واد وأنتم فيواد أخر (( أنا في وسط قاعدة عريضة من الصوفية الشعبية التي تمتلئ بها الساحات والموالد وعشت وسط هذه الجموع ورأيت خطراً بالغاً وأحذر منه أخواني وأشحذ الهمم على العمل من أجل تصحيح المسار فلما ينكر علينا البعض ولا يصدقنا ؟ ))

وكلنا شاهد عيان على ذلك الوهابية تنادي بالنزول للموالد وتذكير الناس بالسنة والعلم والشرع الشريف فأين دور الصوفية من ذلك وموقفهم ؟

ولما كل يوم والأخر نرى اعدادا مهولة من المتصوفة والعوام المرتادين للموالد يتركون الطرق الصوفية ويتوهبوا ؟؟؟

أليس ذلك دليلاً على خطئ هؤلاء



( 2 )


اللهم أجعلني من المتقين

يا عم الشيخ فراج ومن مثل سيدي صالح الجعفري رضي الله عنه هذا الولي الصالح الشهير وهو العالم العامل والفقية الأزهري صاحب درس الثلاثاء بصحن الأزهر الشريف رضي الله عنه وقدس سره

يا شيخ ولما لا نكون أنا وأنت وغيرنا مثل الشيخ الجبرتي فقد خطت يده أشياء رأها بعينية وشاهدها حقيقة , والذي أذكره أنا كلنا نراه ونشاهده والمشكلة الأن لم تصبح أنني أشهر بالصوفية في مصر ولا أنني أتهمهم بالشرك وغيرة بل تعدى الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك

أنت يا شيخ وأنا أحسن بك الظن تسدل الستار على أمر عظيم وتحاول مع ثلة من المشايخ أن تؤلوا أفعال بعض الناس وهم كثيرين جداً يا شيخ الطرق الصوفية في مصر تريد غربلة حقيقية

يا شيخ تتسائلون لماذا تنتشر الوهابية بهذة الصورة المذهلة , وتتسائلون كيف في خلال عشرين سنة أصبحت الوهابية بمصر بهذا الحجم , وتتسائلون كيف أستطاعت الوهابية أن تخترق الأزهر الشريف وتخترق المؤسسات العلمية والدينية بل والسياسية والفنية ولا توجد مؤسسة في مصر إلا وهي مخترقة من الوهابية

تتسائلون كل هذه الأسئلة ولا تجدون لها جواباً صحيحاً بل الجواب أمامكم ولكن لا تحاولون أن تنظروا له وتصدقوة

إن الطرق الصوفية الشعبية المنتشرة بغزارة في الريف المصري والقرى هي التي شوهت صورة التصوف الصحيح وجعلت الناس ينفرون من التصوف ويرتمون بين أحضان الوهابية التي ظهرت بالمظهر السني ودعت الناس إلى الصلاة والصيام والقيام وأظهرت لهم السنة والتي كانت غائبة تماما عن أعين الناس في جل مدن مصر في السنوات الأخيرة الماضية


يا شيخ الفقير على صغر سنة كانت له سياحة واسعة جداً مع والده وكثير من المشايخ والخلفاء والنواب في الموالد الكبيرة والصغيرة والرجبيات التي تعمل للمشايخ وللموالد الصغيرة التي تقام في القرى والنجوع

يا شيخ ربما كنا نذهب في اليوم الواحد لعدة أماكن يقام فيها موالد مختلفة ففي اليوم الواحد نحضر أكثر من اربع أو خمس موالد كلها نخرت في جسد التصوف وأحدثت فيه شقاً وجرحاً غائرا

يا شيخ كنت قد عزمت ألا أتكلم في مثل هذه الأشياء معكم مره أخرى ولكن ما أراه اليوم من أنتشار واسع للوهابية وعمل جاد وأختراق أكثر وأكثر للمؤسسات العلمية والعملية والأن تعمل الوهابية على أختراق المؤسسات الصوفية أختراقاً بات واقعياً وقد تحول أكثر من شيخ طريقة صوفية إلى الوهابية فلن أسكت عن محاربة هؤلاء وهؤلاء في أي مكان كان

سمعتم محمد حسان وهو ينوي النزول للموالد ليدعوا الناس إلى السنة فأين أنتم ؟؟؟؟؟؟؟؟

أنتم مقتصرون على جماعتكم وتتكلمون من خلال طريقتكم فلا تنكرون علينا إن نحن بصرنا بما لم تبصرون به ولا تقطعوا علينا الطر يق فربما لنا أطلاع أوسع منكم بما يحدث في الزوايا والطرق الأخرى


والأخ عاطف الذي يقول أن ليس هناك من يذبح للأولياء ! أتعجب من قوله هذا لأن الواقع غير ما يقول ولا أدري لماذا يدافع عن أناس يفعلون ذلك فعلاً وهو يحاول أن يؤل لهم فعلهم

وهذا سبب من الأسباب التي تحمل كثير من المنتسبين للتصوف سنوات كثيرة على جهل عندما يصادف وهابي ويتحدث معه الوهابي ويحذره من هذه الأفعال يعود هذا الصوفي ويبحث ويذهب دروس الوهابية ثم ينقلب على الصوفية ويقول بعد ذلك حقاً فأنا كنت أفعل أفعال شركية وبدعية وأن مع الصوفية

يا شيخ أنقل لك ما مارسته بنفسي وشاهدته وغيري شاهده كثيراً بل ليس بغائب عنا وعنكم كثير من شباب الطرق الشعبية تحولت إلى وهابية وأقسم بالله على ذلك ولتسئل من المفرط ومن الذي أوصل هؤلاء إلى ذلك

يا شيخ التصوف هو الأخذ بالعزائم وهو الأحتياط في الأفعال والأقوال والصوفي في أصله مجتهد في الأتباع حتى أن أحدهم كان يقول لو تكلمت بلغتي لقالت أنها سنية واليوم الصوفية الشعبيين متهمين وهم كثرة وأنتم تدافعون عنهم



( 3 )


كلامك يا شيخ يخالف الواقع بل يعارضه أشد معارضة بل ونحن عندما نسئل هؤلاء العوام ماذا تفعل يقولولون ( هذا نذر سيدنا الحسين السنوي أو نذر سيدي أحمد البدوي ) وعندما نسئله هل تهب ثوابه لسيدنا الحسين أو السيد البدوي يقول وهل هؤلاء يحتاجون منا ثواب هؤلاء في حضرة الله وفي أعلى مقامات الجنان بل نحن من يحتاج منهم

وعندي دليل قاطع وواقعي إن شئت فاستوثق منه ذهبت أكثر من مرة مع مشايخ الطريقة البرهانية وهم أصحاب شهادات عالية وفيهم الخطباء والمتقدمين في الطريقة وعندما دخلنا على الضريح في الزيارة في سيدنا الحسين وسيدي إبراهيم الدسوقي وسيدي موسى أبا العمران قالوا جميعاً (( ( أمين أمين أمين , شيئ لله شيئ لله شيئ لله ) وأخذوا يتمتمون بعد ذلك كل واحد يدعو في سرة وهم أصحابنا وأصدقائنا ومنهم أقارب لنا وعندما سئلتهم عن ذلك فقالوا كيف يدعوا الصغير للكبير فأنت تأتي إلى هنا تسئلهم وتطلب منهم لتأخذ والله هذا معتقد هؤلاء

وللعلم هؤلاء عندما يدخلون على قبور الصالحين لا يدعون بالدعاء المأثور وعندما سئلتهم لماذا لا تقولون الدعاء ( السلام عليكم دار قوم مؤمنون .........الدعاء ) قالوا هذا الدعاء ليس لهؤلاء بل هو لأهل القبور العادية !!!!!!!!!! وبعدين يا شيخ المسئلة مش إن أنا أكتب وأنت تكتب وكل واحد يقول ما يحلوا له لا والله الواقع غير كدا خالص وعلينا أما غلق هذه الأبواب جملة وألا عدم الترويج لمثل هذه العقائد
وكما قلت فالواقع العام للطرق الصوفية الشعبية عندنا متدني جداً ونحن نعمل جاهدين على تنقية الساحة من مثل هذه الأفكار والأعتقادات فلا تأتوا أنتم وتثبتوها في قلوب الناس

وأن نحن منعنا من كل المنتديات فلا يضر ذلك في شيئ لاننا نستطيع أن نخرج ونحدث الناس ونجهر بالأعتقاد الصحيح الذي كان عليه أئمة السنة من السادة الصوفية الكرام



( 4 )


والله يا سيدي فراج صوفي ولا أتخيل أن أنتهج نهجاً غير نهج سادتي أهل الطريق والتصوف والسلوك من أهل السنة والعلم والفقة والفتوة ولم أنكر المدد والأمداد ولم أنكر الأتصال الروحاني بين المريد وشيخه ولا بين الأحياء والمنتقلين ولم أنكر التوسل بل غاية ما أنكره هو الأستغاثة وطلب العون والتوجة بالدعاء والنداء على الصالحين عند وقوع الشدائد وأجزم لك أن ذلك عند السادة الصوفية المحققين من القواطع العظمى ومن الحجب الكبرى


أسأل الله أن يهدينا ويهديه ويهدي به ضال المتمصوفة