لماذا يدافعون عن الامويين? سأكشف لكم السر
د. معن الجربا
العامة والسذج من الناس هم من يعتقدون بأن الخوض في احداث التاريخ يعتبر من قبيل الترف الفكري وانه مضيعة للوقت لأنهم لا يعلمون بأن الماضي هو الذي صنع لنا الحاضر وأن الحاضر يستمد شرعيته من الماضي وان الحاضر هو الذي سوف يصنع لنا المستقبل كثير من الناس لا يعلم لماذا يوجد بيننا اليوم طائفة من الناس تحاول ان تدافع عن تاريخ الأمويين بكل ما أوتيت من قوة رغم أن هذه الطائفة هي نفسها تقر وتعترف بفظائع الجرائم التي اقترفها الامويون في حق الاسلام والمسلمين والصحابة والتابعين وهدم للكعبة المشرفة وتبديل لسنة (النبي صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم) ولكنها في الوقت نفسه (أي هذه الطائفة) تحاول ان تضفي على تاريخ الأمويين صفة القدسية وشرف الصحبة للرسول الكريم (عليه السلام) وتحاول منع الناس من الخوض في أفعالهم او محاسبتهم.اولا هل تعلمون من هي هذه الطائفة?
هذه الطائفة ايها الكرام هم الحكام الفاسدين الذين يعيشون بيننا اليوم وهم يروجون لهذه الفكرة من خلال امبراطورياتهم الاعلامية والدينية لغسل أدمغة الناس ثانيا هل تعرفون لماذا هم يفعلون ذلك هم يفعلون ذلك لأنهم كطائفة ظالمة تعيش بيننا اليوم لا تملك أي شرعية دينية لما تقترفة من ظلم وفسوق الا من خلال تاريخ الامويين فهم يقولون لكم وببساطة " نعم ان الامويين كانوا ظالمين وفاسقين ولكنهم كانوا من الصحابة والتابعين ولا يجوز محاسبتهم او نقدهم او التطاول عليهم" وهذا الكلام يعني بطريقة غير مباشرة بأنكم ايها المواطنون عليكم أن تجدوا لنا العذر والمبرر فيما نقوم به نحن اليوم من ظلم وأنه لا يحق لكم ان تعترضوا عليه او تنتقدوه لأن الامويين الذين هم من الصحابة والتابعين والذين هم افضل منا بكثير كان فيهم الفاسق والفاجر والظالم, فمن باب أولى ان يكون فينا نحن ايضا ظالمين وفاسقين وعليكم ان تعذرونا في ذلك لاننا لن نكون افضل من هؤلاء الصحابة والتابعين المتمثلين في الامويين, طبعا هم يقولون لكم هذا الكلام بينما يتناسون ويخفون عنكم الحديث الشريف الذي ورد في كتب صحاح الحديث لدينا نحن اهل السنة والجماعة من ان الملائكة سوف تمنع بعض الصحابة من الورود على حوض الكوثر وان الملائكه سوف تقول للرسول (عليه السلام) انك لا تعرف ماذا بدلوا وغيروا من بعدك وسوف يقول الرسول عنهم سحقا... سحقا وطبعا وكما قلت في مقالي السابق حاشى للخلفاء الراشدين الاربعة والمبشرين بالجنة واهل بيعة الرضوان ان يكونوا من ضمن هؤلاء الممنوعين لأنهم فيمن قال الله تعالى عنهم "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا" وفيمن نزل فيهم قوله تعالى"رضي الله عنهم ورضوا عنه" اما غير الخلفاء الراشدين والمبشرين بالجنة واهل بيعة الرضوان فإنهم تحت طائلة حديث المنع عن حوض الكوثر اذا غيروا وبدلوا كما ورد في كتب صحاح الحديث لدينا نحن اهل السنة والجماعة.
إن هذه الطائفة التي تروج لتلك الفكرة التي ذكرناها في الاعلى هي اصلا لا تملك من الذكاء ما يؤهلها لإبتكار مثل هذه الحيلة ولكنها استوحت ذلك من خلال خبث أحبار وكهنة اليهود الذين حرفوا التوراة وشوهوا صورة انبيائهم مع الاحتفاظ بقدسيتهم في الوقت نفسه فقد قال اليهود عن انبيائهم والعياذ بالله بأنهم سرقوا وارتكبوا الفواحش والزنا وشربوا الخمر ولكنهم رغم ذلك يعتبرون مقدسين ولا يجوز المساس بهم او انتقادهم . والذي يريد ان يصل اليه هؤلاء الاحبار من خلال ذلك هو اقناع اتباعهم بطريقة غير مباشرة ومن خلال هذه الحيلة بان عليكم تقديسنا وطاعتنا مهما ارتكبنا من اخطاء ومن ظلم ومن فسوق لأن الانبياء قبلنا قد فعلوا مثل ذلك مع قدسيتهم وفضلهم ومكانتهم ونحن من باب اولى لن نكون افضل منهم. طبعا الفرق الوحيد بين خطة احبار وكهنة اليهود وبين خطة احبار وكهنة المسلمين هو ان ما قاله احبار اليهود عن الانبياء كان محض افتراء وكذب اما ما قاله احبار المسلمين عن تاريخ الامويين فقد كان صحيحا ودقيقا لأن تاريخ الامويين لا يمكن التزوير فيه حيث أن احداثه كانت احداثاً عامة شهدها كل الناس ولا يمكن تواطؤ كل الناس على الكذب, اما تاريخ انبياء اليهود فقد كان من الممكن التزوير فيه لأن التوراة قد ضاعت وأتلفت اكثر من مرة خلال حروب بني اسرائيل مع الامم الاخرى وذلك حسب ما ورد في كتب اليهود انفسهم, ثم تم استعادة التوارة واصبح المسؤول عنها عدد محدود جدا من الاحبار مما اتاح امكانية التزوير فيها حيث ان تواطؤ عدد محدود جدا من الناس على الكذب امر ممكن ووارد عقلا .. اذن فالقضية والهدف مشترك بين خطة احبار وكهنة اليهود وبين خطة احبار وكهنة المسلمين وهو التبرير لظلمهم وفسوقهم وجبروتهم.
منقووول