إنكار قدرة الله سبحانه ونسبة الأفعال إلى الكواكب

[القاضي عمار الرصاص]

اختلفت الإسماعيلية في تعريف القدر، ولكن تعاريفهم يجمعها إنكار قدرة الله، ونسبة الأفعال إلى النجوم أو إلى الناطق.
فهؤلاء إخوان الصفاء يقولون بأن القدر هو: "موجبات أحكام النجوم"([1]).
وهذا السجستاني يعرفه بأنه: "فعل الناطق"([2])([3]).
ويقول: "وأما القضاء والقدر فإنهما ما يضافان إلى الأصلين([4]) أيضاً ويستعملان في الإضافات الأنسية التي أقصاها إصابة الناطقية والأساسية([5]) وما يشرعه الناطق ويؤوله الأساس([6])، ألا ترى أن الله تعالى ذكره ذكر القضاء عند ذكر النطقاء بقوله: ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ﴾ [فصلت:12]، ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء:23]، وقوله﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ﴾ [الجمعة:10]، وأما القدر فهو ما يقدره الأساس ويضع كل شيء في موضعه من التأويل الذي يستقر في النفوس"([7]).
وإذا أمعنا النظر وجدنا أنهم ينسبون حتى خلق الإنسان وتطوره إلى فعل الكواكب.
فهذا إبراهيم بن الحسن الحامدي يرى:" بأن الإنسان إنما وجد من غير جماع ولا توسط نطفة ولا اغتذاء برحم أو إنماء في بطن أنثى وإنما كان وجوده بسبب الكواكب عندما كانت في درجة شرفها فدارت ودبرت وتدافع الهواء وامتزجت الأمهات وأمطر مطراً نظير المني فأخرجت الأرض الجنة لجميع الحيوان حالاً بعد حال حتى ظهرت جثة الإنسان بقوة تأثير الأصلين([8]) الذين كانا السبب في وجود آدم الروحاني وزوجته في الروحانيين" ([9]).
ويرى أيضاً بأن الأدوار التي يمر بها الإنسان في بطن أمه إنما هي من فعل الكواكب فيقول:"وكان فعل زحل كالسلالة في الخلقة وفعل المشتري كالنطفة وفعل المريخ كالعلقة وفعل الشمس كالمضغة وفعل الزهرة كالعظام وفعل عطارد كاللحم الذي هو التمام"([10]).
وأما عطارد وزحل فهما اللذان يكونان الجنين([11]).
وأما صاحب النقش والتصوير فهو عطارد بشراكة من الشمس وزحل والقمر([12]).
وأما الحركات التي تصدر من الإنسان فهي فيض الكواكب والأفلاك؛ فالقلب من قوة الشمس والرجلان بقوة زحل والرأس بقوة القمر وعطارد يزيد في كل قوة وهو يرسم التصوير والزهرة هي من يتولى التذكير والتأنيث([13]).
فنستنتج مما سبق أن الإسماعيلية يقولون بأن القدر وما يقع في هذا الكون من خلق وتدبير ليس من الله سبحانه وإنما من فعل الكواكب.


[1] - رسائل أخوان الصفا وخلان الوفاء، 4/73-75 ،دار صادر ، بيروت ، ولم يذكر رقم الطبعة ولا تاريخها.

[2] - - الناطق: هو الرسول، سمي بذلك لأن إسم الناطق محمودٌ شريفٌ لا يفارقه الحق ولا يضاده. انظر: الافتخار؛ للسجستاني، . تحقيق: مصطفى غالب، ص61، دار الأندلس ، ولم يذكر رقم الطبعة ولا تاريخها.
، وراحة العقل للكرماني، تحقيق: مصطفى غالب، الحاشية ص100، 101 ، دار الأندلس ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الثانية ، 1983م .

[3] - انظر: كتاب الافتخار؛ للسجستاني، ص40،41.

[4] - الأصلان هنا هما الناطق والأساس.

[5] - الناطقية والأساسية هما النبوة والإمامة كما قال مصطفى غالب في حاشية الافتخار، انظر: كتاب الافتخار، للسجستاني، ص40.

[6] - الأساس أصل من الأصول الأربعة الإسماعيلية الذين هم: السابق، والتالي، والناطق والأساس. والأساس هو الإمام الذي يلي الناطق مباشرة ويكون منطلقاً للأئمة القائمين بالفعل، ويذهب الإسماعيلية إلى أن لكل ناطقِ دورٍ أساس يرافقه في كافة مراحل حياته، ومنه تتسلسل الأئمة المستورون في الأدوار الصغيره.انظر كنز الولد؛ لإبراهيم بن الحسن الحامدي، تحقيق: مصطفى غالب ، ص93، دار الأندلس، 2000-1420هـ، ولم يذكر رقم الطبعة.

[7] - الافتخار للسجستاني، ص40، 41.

[8] - الأصلان هما السابق والتالي .

[9] - انظر: كنز الولد؛ لإبراهيم الحامدي ، ص134، 135.ا لأنوار اللطيفة لمحمد بن طاهر الحارثي اليماني، تحقيق محمد حسن الأعظمي، ص99 ، توزيع الفاو ، صنعاء ، ولم يذكر رقم الطبعة ولا تاريخها .

[10] - كنزل الولد؛ للحامدي ، ص140 .

[11] - انظر: المصدر السابق ، ص141 .

[12] - انظر: المصدر السابق، ص144 .

[13] - المصدر السابق نفس الصفحة، جامعة الجامعة ضمن سمط الحقائق في عقائد الإسماعيلية لعلي بن حنظلة ، تحقيق عباس العزاوي ، 365 ، الفاو للنشر والتوزيع صنعاء شارع الرياض، ولم يذكر رقم الطبعة ولا تاريخها .

[يامي - شرقاوي - سني]

البــداية ==> فلسفــة ,, والنّهــاية ==> إلحــاد ..

[سالم السهلي]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يامي - شرقاوي - سني     البــداية ==> فلسفــة ,, والنّهــاية ==> إلحــاد ..

+1.........

[القاضي عمار الرصاص]

أين الإسماعيلي لينظر في كلام سلفه.

[عقائدي]

يبدو أن زميلنا الرصاص منشغل كثيرا في الحديث عن الكواكب هذه الأيام وعن أفعالها الخارجة عن ارادة الله..

لكن لنقرأ سوية هذه الصفحات من كتاب أدعية الامام المعز لدين الله للأيام السبعة ونرى...

تحقيق اسماعيل قربان بوناوالا - دار الغرب الاسلامي

[عقائدي]

الصفحة رقم 7 من نفس الكتاب

[عقائدي]

الصفحة رقم 8 من نفس الكتاب

[عقائدي]

الصفحة رقم 9 من نفس الكتاب

[عقائدي]

الصفحة رقم 10 من نفس الكتاب

[عقائدي]

وهذه الصفحة رقم 11 من نفس الكتاب لكي تكتمل الصورة