وادلتهم عقلية وشرعية :
يقولون لو أمكن رؤية الله, لكان جسما متحيزا موجودا في مكان ما, و هذا تجسيم و تجزئة لصفات الله, يقول الله عز و جل:
"لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار''
فالرؤية قد تكون بغير البصر و يعني بهذا العلم و اليقين, و لا يريد بهذا الرؤية الحسية البصرية....
لكن نجد أن الله تعالى يقول {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15]
في هذه الآية يخبرنا الله تعالى بأن الكفار محجوبون عنه وهذا نوع من أنواع العذاب لهم يوم القيامة ..لذا عذبوا بالحجاب عن ربهم في الآخرة...
وأما جزاء المؤمنين
يوم القيامة يكون للمؤمنين ثواب ونعيم ومن ضمن هذا النعيم هو رفع الحجب بين الله وبين المؤمنين وهذا خاص لهم أي للمؤمنين ولا يكون في الدنيا لذا اندك الجبل لما تجلى له ....
وإلا ماقيمة الحجاب الذي يقام بين الله وبين الكفار يوم القيامة !!
قال الشَّافعيُّ - رحِمه الله -: (ما حُجِب الفجَّارُ إلا وقد عُلِم أنَّ الأبرار يَروْنه - عزَّ وجلَّ)
أقول إذا حُجِبَ أولياؤُه عن رؤيته - جل وعلا - أيضًا، فأيُّ فضيلةٍ لَهم على أعدائِه من الكفار؟!
قال تعالى {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً} [الأحزاب: 44]
قال ثعلبٌ - وهو من فحول علماء اللُّغة الكِبار -: (أجمع أهلُ اللُّغة على أنَّ اللُّقيا هاهنا هي الرُّؤية؛ وذلك لأنَّه لا يُمكن ملاقاةٌ وتَحيَّة وخطابٌ باللغة إلا بِرؤية).