وشهد شاهد من اهلها

[المهندس احمد السامرائي]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه
اما بعد هذا موضوع لشخص عراقي قدمه فاردت ان انقل هذا الموضوع بدون اي تصرف مني
وشهد شاهد من اهلها
ورد في كتاب علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 3 – 8 باب 3 ( العلة التي من أجلها عبدت الأصنام ) عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، في قوله الله عز وجل ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سوعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ) قال : كانوا يعبدون الله عز وجل فماتوا ، فضج قومهم وشق ذلك عليهم فجاءهم إبليس لعنه الله فقال لهم : اتخذ لكم أصناما على صورهم فتنظرون إليهم وتأنسون بهم وتعبدون الله فأعد لهم أصناما على مثالهم فكانوا يعبدون الله عز وجل وينظرون إلى تلك الأصنام ، فلما جاء هم الشتاء والأمطار أدخلوا الأصنام البيوت فلم يزالوا يعبدون الله عز وجل حتى هلك ذلك القرن ونشأ أولادهم فقالوا : إن آباءنا كانوا يعبدون هؤلاء فعبدوهم من دون الله عز وجل فذلك قول الله تبارك وتعالى ( ولا تذرن ودا ولا سواعا ) الآية . ولو نظرنا في أهل زماننا لوجدناهم قد بلغوا النتيجة نفسها، فهم في مبتدأ أمرهم كانوا يحترمون مراجعهم لأن هؤلاء المراجع يرددون على مسامعهم كلمات الله ويذكرونهم بربهم وضرورة اتباع اوامره من جهاد وحج وزكاة وخمس وصلة رحم والاخلاق الحسنة ، وشيئاً فشيئاً أصبح هذا الاحترام يتخذ صورة التقديس حتى استحال اليوم الى صنمية يعبد من خلالها المقلدون مراجعهم بعدما زينوا لهم دنياهم وخففوا لهم من واجباتهم الدينية تجاه رب العزة فأسقطوا لهم فريضة الجهاد والموت بشرف وحللوا لهم مودة العدو بل وصفوهم بالقوات الصديقة ، فلم يعد هؤلاء المقلدون يسمعون أو يرون سوى ما يقوله لهم مراجعهم، والمؤلم حقاً إنهم ما عادوا يسألون مراجعهم عن الدليل الشرعي والحجة العقلية التي يعتمدون عليها في فتواهم وتشريعاتهم المخالفة تماماً لشرع الله، بل إنهم ينظرون بعين الريبة والازدراء لكل من يقول لهم إن مراجعكم ليسوا أناساً معصومين ولا ينبغي لكم أن تتبعوهم إتباعاً أعمى، أما من ينتقد هؤلاء المراجع فهو بالنسبة لهم كافر مُنْمَس. هذه الصنمية التي تعيد الى الأذهان ما ذكره القرآن الكريم عن اليهود الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، قال تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31، وهي الآية التي فسرها الإمام الصادق ع بما مضمونه : (إنهم لم يأمروهم بعبادتهم، ولو أمروهم ما أطاعوهم، ولكن أحلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً فأطاعوهم فعبدوهم من حيث لا يشعرون) فالسيستاني وباقي المراجع الأربعة ماكانوا ليتخذونهم مقلديهم أصناماً لولا تحليلهم للناس مايشتهون من حرام وتحريمهم عليهم واجب الشرع