بسم الله الرحمن الرحيم
الزميل الهاوي , موضوعوك في البداية يغر القارئ بصحته طبعا بالنسبة لمن لا يؤمن بالائمة الاثنا عشر وقد اتيتم بادلة , ولكن المنصف الحقيقي يتين له فساد قولك من اساسه ويتبين لك السبب في سياق هذه النقاط:
اولا : ان الراي الذي بنيت عليه قولك في تعداد هؤلاء الاثنا عشر ماخوذ من قول الحافظ ابن حجر , طيب هل هذا راي هو راي جميع علماء اهل السنة وهل الجميع متفق معه ؟؟؟؟ الجواب بكل بساطة كلا ولزيادة التوضيح نورد بعض ارآء علماء اهل السنة :
رأي السيوطي:- وعلى هذا فقد وجد من الاثني عشر خليفة الخلفاء الأربعة , والحسن ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز , ويحتمل إن يضم إليهم المهتدي العباسي لأنه فيهم كعمر بن عبد العزيز , وكذلك الطاهر لما اوتيه من العدل, وبقي الاثنان المنتظران , احدهما المهدي لأنه من أهل بيت محمد (صلى الله عليه وسلم).
قال ابن أبي العز الحنفي ( 1 ) : والاثنا عشر : الخلفاء الراشدون الأربعة ، ومعاوية وابنه يزيد ، وعبد الملك بن مروان وأولاده الأربعة ، وبينهم عمر بن عبد العزيز ثم أخذ الأمر في الانحلال. التاريخ الخلفاء 10
قول ابن كثير وابن تيمية:
وهو إن المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى يوم القيامة يعلمون بالحق وان لم تتوال أيامهم ويؤيده ما أخرجه مسدد في مسنده الكبير من طريق أبي بحرة إن أبا الجلد جدثه انه لا تهلك هذه الأمة حتى يكون منها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق منهم رجلان من أهل بيت محمد (صلى الله عليه واله) يعيش احدهما أربعين سنة والآخر ثلاثين سنة وعلى هذا فالمراد بقوله (ثم يكون الهرج) أي الفتن المؤذنة بقيام الساعة من خروج الرجال ثم يأجوج ومأجوج إلى إن تنقضي الدنيا. البداية والنهاية 6/256
ولعل خير ما يوضح المراد هو قول ابن الجوزي في تفسير هذا الحديث (الاثنا عشر خليفة) : (هذا الحديث قد أطلت البحث عنه , فما رأيت احد وقع على المقصود به ) كشف المشكل 1/449
وهؤلاء علماؤكم يقرون بعدم اجماعهم ومعرفتهم الحقيقية على انه من هم هؤلاء الاثنا عشر وقد اطال البحث عنه ابن القيم الجوزي وخرج بتيجة عدم تشخيص احد من علماء اهل السنة لهؤلاء الاثنا عشر تشخيصا واقعيا.
ثانيا : ما ذكرته من الصفات وقولك انه لا ينطبق على ائمة اهل البيت عليهم السلام هي احدى هذه الصفات
ا- (يجتمع الناس عليهم ) فهذه الصفة لم تجتمع في احد من هؤلاء الخلفاء الذين ذكرتهم فلم يجتمع كل الناس على مبايعتهم حتى مثل علي بن ابي طالب فلم يبايعه كثير من الصحابة امثال الزبير بن العوام وطلحة بن الزبير وام المؤمني عائشة ,وكذلك ابو بكر فقد خرج عن مبايعته كثيرين واولهم علي بن ابي طالب حتى اجمع العلماء على ان علي (ع) لم يبايع الا بعد ستة اشهر فقد تخلف الكثير عنهم وكذلك بالنسبة لبقية الخلفاء فالاجتماع بالمعنى المذكور غير متحقق في هؤلاء الخلفاء والمطلع على التاريخ يعرف ذلك جيدا الا ان يكو ن للاجتماع عليهم معنى آخر وهو الاجتماع على صلاحهم وتقواهم وهذا ينطبق على ائمة اهل البيت فقد اجتمع جميع المذاهب على صلاحهم بلا ريب ولا شك.
ب- ( يكون الديين قائما ) لعل خير حديث يوضح هذا هو الحديث السادس في موضوعكم والذي هو منقول عن صحيح مسلم
- وأخرج مسلم - واللفظ له - وأحمد عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول : لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش . . .
خير دليل على كون الدين قائما هو بمعنى باقيا , وهو ايضا دليل على ان هؤلاء الاثنا عشر هم خلفاء من بعد وفاة الرسول (ص) الى قيام الساعة والحديث واضح لا مجال فيه للف والدوران .
اما قوله عزيزا ومنيعا فهو ان اولناه على مذهب الامامية هو كون الدين الاسلامي من احد اقطاب الاديان في الوقت الحاضر وهناك الكثيرين من يدخلون اليه الى قيام الساعة وهو بقوانين جهاده عزيز ومنيع .
ثالثا : لو اولنا قوله الدين عزيزا ومنيعا على ضوء المذهب السني فلا ادري كيف ينطبق ذلك على يزيد بن معاوية ..... يزيد بن معاوية .... يزيد
الزميل الهاوي انتم تقصدتم وضع القوس حول رضي الله عنه ليزيد بن معاوية فقط لكي تهيج به مشاعر الامامية ولكن لا تدري انك بفعلتك هذه خرطت نفسك في سلك النواصب لاهل البيت ......
هل تعلم لماذا اقول ذلك , اسمع بعض اقوال علمائكم في يزيد بن معاوية وانت احكم على نفسك:
قال ابن كثير في كتابه البداية والنهاية 8 : 243 دار إحياء التراث العربي ـ بيروت:
"وقد أخطأ يزيد خطأ فاحشاً في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام، وهذا خطأ كبير فاحش، مع ما انضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم، وقد تقدم أنه قتل الحسين وأصحابه على يدي عبيد الله بن زياد.
قال الحافظ السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء ص208 دار العلوم - بيروت:
"ولما قُتل الحسين وبنو أبيه، بعث ابن زياد برؤوسهم إلى يزيد، فسُرَّ بقتلهم أولاً، ثمَّ ندم لمَّا مقته المسلمون على ذلك، وأبغضه الناس، وحُقَّ لهم أن يُبغضوه".
وقال في منظومته التي في آخر كتاب تاريخ الخلفاء، ص518 ما نصه:
ثمَّ اليزيدُ ابنُه أخبِثْ به ولداً ..... في أربع بعدها ستون قد قُبِرا
قال الحافظ الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام 5 : 30 دار الكتاب العربي - بيروت:
"ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل ، وقتل الحسين وإخوته وآله ، وشرب يزيد الخمر ، وارتكب أشياء منكرة ، بغضه الناس ، وخرج عليه غير واحد ، ولم يبارك الله في عمره...".
وقال يصفه في في كتابه سير أعلام النبلاء 4 : 37 ـ 38 مؤسسة الرسالة - بيروت:
"وكان ناصبياً، فظاً، غليظاً، جلفاً. يتناول المُسكر، ويفعل المنكر. افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس. ولم يبارك في عمره. وخرج عليه غير واحد بعد الحسين. كأهل المدينة قاموا لله، وكمرداس بن أدية الحنظلي البصري، ونافع بن الأزرق، وطواف بن معلى السدوسي، وابن الزبير بمكة".
قال العلامة التفتازاني (ت 792 هـ)، واسمه مسعود بن عمر - فيما نقله عنه المناوي في فيض القدير - :
"الحق أنَّ رضى يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل البيت مما تواتر معناه، وإن كان تفاصيله آحاداً، فنحن لا نتوقّف في شأنه، بل في إيمانه، لعنةُ الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه".
انظر: فيض القدير 3 : 109 ، دار الكتب العلمية - بيروت.
كلام ابن تيمية في الوصية الكبرى، وهي الرسالة السابعة من "مجموعة الرسائل الكبرى" له:
قال في ص307 من الرسالة المذكورة:
"وأمَّا الأمر الثاني: فإنَّ أهل المدينة النبوية نقضوا بيعته [يقصد يزيد بن معاوية] ، وأخرجوا نوابه وأهله، فبعث إليهم جيشاً، وأمره إذا لم يطيعوه بعد ثلاث أن يدخلها بالسيف ويبيحها ثلاثاً، فصار عسكره في المدينة النبوية ثلاثاً يقتلون وينهبون ويفتضون الفروج المحرَّمة، ثم أرسل جيشاً إلى مكَّة، وتوفِّي يزيد وهم محاصرون مكة، وهذا من العدوان والظلم الذي فُعل بأمره".
لا ادري ما الذي جعلك تكتب رضي الله عنه ليزيد الذي اقر علماؤكم قبل علمائنا على فسقه وفجوره وتعديه وقتله الحسين بن علي , انتم تسموننا كفار ومنافقين لاننا نقول في بعض الصحابة القول الحق ولكن لا احد يقول شئ ليزيد الذي قتل كثير من الصحابة بنص قول ابن كثير .... نعم قتله للحسين بن علي (ع) غفر له جميع خطآياه عندكم حتى ولو كان قتل الصحابة او اعتدى على المدينة المنورة وسفك الدماء وتعدى على النساء كما يقول ابن تيمية .
فاذا تقرون بكون الاسلام عزيز بخلافة يزيد فعلى الدنيا السلام.
ما ادري الى اين تجر العصبية المذهبية الانسان الى القول , الى سلك النواصب الذين صرح الرسول بخروجهم عن الدين في غير موضع .
رابعا: ان كلامكم اوله ينقض آخره , فانتم في البداية تقولون ان الاسلام يكون عزيزا ومنيعا في عهدهم والحق واضحا وصالحا ثم تاتي بعد اسطر قليلة لتقول (لا يوجد مدح لهم أو فضل لهم) و ( لا يوجد امر بالإقتاد بهم أو إتباعهم ) عجيب والله والاعجب من ذلك هو من يوافقك وهو يدرك هذا التناقض الصريح في صفحة واحدة ولعل العصبية المذهية يوجب الانسان عن الاغماض جبرا عن التناقض , نعم تفسيرك للحديث لا يدع مجال لغير تاويل وبطلان تفسيرك خير دليل عليه هو تناقضك (والعاقل تكفيه الاشارة ).
والله ولي التوفيق