إشكال على كراهة: عدم رؤية غائط المعصوم بابتلاع الأرض له يوافق اللطف أم يخالفه ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فمن خلال قراءاتي المتفرقة وقفت على حقيقة - ذات شقين - جديرة بالتأمل وربما يكون أثرها جانبي على معتقد التشيع الإمامي ، ولكني دائماً ما يطرق ذهني نظرية اللطف الإلهي التي تُعَدُّ الحجر الأساس لوجوب الإمامة على الله تعالى ، والذي يعرفوه : ( بما يكون العبد معه أقرب إلى الطاعة وأبعد عن المعصية ، ولا يكون له حظٌّ في التمكين ، ولا يؤدي إلى الإلجاء )
فحاولت تحليل تلك الحقيقة من منظار اللطف الإلهي ، وقبل أن أعرض الإشكال إليكم الشقين لتلك الحقيقة وكما يلي:
الشقُّ الأول: رائحة نجوهم كرائحة المسك أو أطيب
1- روى صدوقهم في كتابه ( من لا يحضره الفقيه ) ( 4 / 418 ) :[ 5914 وروى أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال : حدثنا علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) قال : للامام علامات .. وتكون رائحته أطيب من رائحة المسك ].
2- قال علامتهم محمد حسن النجفي في كتابه ( جواهر الكلام ) ( 13 / 73 ) : [ وأن رائحة نجوهم كرائحة المسك ].
3- قال شيخهم عباس القوچاني في تعليقه على كتاب ( جواهر الكلام ) السابق ( ص 72 هامش رقم 3 ) :[ ويكون رائحته أطيب من رائحة المسك ].
4- يقول عالمهم التبريزي الأنصاري في كتابه ( اللمعة البيضاء ) ص 92 :[ وورد في الأخبار الكثيرة كون بولهم ونجوهم في رائحة المسك الأذفر ].
الشقُّ الثاني: لا يُرى لهم بولٌ ولا غائط لأن الأرض مأمورة بابتلاعهما
1- روى صدوقهم في كتابه ( من لا يحضره الفقيه ) ( 4 / 418 ) :[ 5914 وروى أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال : حدثنا علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) قال : للامام علامات .. ولا يرى له بول ولا غائط ، لأن الله عز وجل قد وكل الأرض بابتلاع ما يخرج منه ].
2- قال علامتهم محمد حسن النجفي في كتابه ( جواهر الكلام ) ( 13 / 73 ) : [ ولا يُرى لهم بول ولا غائط .. وأمرت الأرض بستره وابتلاعه ] .
3- قال شيخهم عباس القوچاني في تعليقه على كتاب ( جواهر الكلام ) السابق ( ص 72 هامش رقم 3 ) :[ ولا يرى له بول ولا غائط لأن الله عز وجل قد وكل الأرض بابتلاع ما يخرج منه ].
4- يقول محققهم الداماد في كتابه ( إثنا عشر رسالة ) ( 3 / 119 ) :[ ولا يرى له بول ولا غائط لان الله عز وجل قد وكَّل الارض بابتلاع ما يخرج منه ].
5- يقول عالمهم التبريزي الأنصاري في كتابه ( اللمعة البيضاء ) ص 92 :[ وورد في الأخبار الكثيرة كون بولهم ونجوهم في رائحة المسك الأذفر ، وأمر الأرض بابتلاعهما مطلقا ، وأن ذلك إحدى خواص المعصوم ].
فالمتأمل في الحقيقة الأولى - بكون رائحة بولهم وغائطهم أطيب من المسك - يجد أنها خارقة لما اعتاده البشر ولا شك بدلالتها على أن الله تعالى قد خصهم بأمر دون سائر البشر من باب الكرامة لهم والإكرام وأنه أمرٌ معجز يخرق قوانين البشر التي اعتادوها ..
ولا شك بأن أعناق مخالفيهم - عدا المعاندين - ستخضع لتلك الكرامة والخارقة فيقروا لهم بالإمامة ، كما قال سبحانه ( إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (الشعراء:4) .
فلا شك بأنها لطفٌ يقرب العباد من الطاعة - بالإقرار بإمامته - ويبعدهم عن تلك المعصية .
ولكن المفاجأة جاءتنا في الشق الثاني من تلك الحقيقة وهي أن الله تعالى منع العباد من رؤية بولهم وغائطهم من خلال أمر الأرض بابتلاعهما ، فلا يرى الناس تلك الخارقة فيحرموا أمراً كان من الممكن أن يكون لطفاً لهم يقربهم من الإقرار بإمامته !!!
فمن خلال شقي الحقيقة يترشح الإشكال التالي:
كيف يخصهم الله تعالى بتلك الخارقة ثم يحرم الناس من الاطلاع عليها ؟!
مع انطباق صفات اللطف الواجب عليها ، لكونها سبباً يقرب العباد من الطاعة ويبعدهم عن المعصية ، فتخضع أعناقهم لما خصَّ الله تعالى به الإمام دون سائر البشر.