الحمد لله القائل:
{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}﴿الأنعام: 106﴾
قد كتبت عن أول الآية الشريفة في شذرات إسماعيلية
http://www.dd-sunnah.net/forum/showp...3&postcount=17
وقول الله في الآية الكريمة من سورة ﴿الأنعام: 106﴾ فيه فوائد كثيرة ترد على الباطنية كفرهم وشركهم
فقول الله تعالى :
{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}﴿الأنعام: 106﴾
الآية الكريمة فيها ثلاثة أمور :
1- إثبات الوحي من الله لرسوله وهذا فيه إثبات النبوة والرسالة لرسول الله وكذلك إثبات كون القرآن كلام الله تعالى
2- إثبات التوحيد لله وإثبات إستحقاقه تعالى للألوهية وبطلان ألوهية من سواه وهذا الأمر كثير جداً جداً في كلام الله وسأذكر بعض الآيات من كلام الله تعالى التي تدل على ذلك مثل قوله تعالى:
{ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}﴿البقرة: 255﴾
{اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}﴿آل عمران: 2﴾
{شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}﴿آل عمران: 18﴾
وفي آية ﴿آل عمران: 18﴾ دليل على أن الباطنية ليسوا من أهل العلم والسبب أنهم دعاة للشرك ويشهدون ويصرحون بوجود ألهة من دون الله مثل قول :
الحامدي في كتابه كنز الولد ص 200 (( وكل لمن فوقه مربوب وكلهم عن غيب ذي العزة محجوب .فذو العزة هو المبدع , ومبدعه الغيب سبحانه ))
وهذا القول منهم يبطل تأويلهم الذي يحتجون به بقول الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}﴿آل عمران: 7﴾
فأنهم ليسوا من أهل العلم بشهادة الله فضلاً أن يكونوا من الراسخين فيه
3- الإعراض عن المشركين في هذه الآية يفسره قوله تعالى:
{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}﴿الحجر: 94﴾
وهو بيان حالهم وأن ما هم عليه هو الشرك بالله
ووالله إن الآية
{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}﴿الأنعام: 106﴾
في الحكم والمعنى مثل الآية:
{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}﴿الحجر: 94﴾
فالصدع هو الإتباع فمن يتبع ولا يصدع بما يتبعه فليس بمتبع إلا أن يكون معذوراً
ولذالك قال الله تعالى بعد آية الحجر مباشرة :
{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴿95﴾ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿96﴾}
فالصدع بالحق الذي يتبعه المسلم هو الإعراض عن دين المشركين
ولذلك جميع أئمة الدعوة السلفية النجدية رضوان الله عليهم أجمعين يقولون في المسلم الذي يقيم أو يسافر لبلاد الكفر لا بد له من إظهار العداوة والتصريح للكفار بأن ما هم عليه هو الكفر المبين ولا يجيزون له السفر أو الإقامة بغير ذلك حسب ما أعرف عنهم رضي الله عنهم وارضاهم.
وبذلك تعلم أيها المتابع الكريم بأن قول الباطنية
بوجوب إخفاء دين الله الذي يعتقدونه ما هو إلا لكون ما هم عليه
إبطال للنبوة وهدم لدين رب البرية