[ALIGN=CENTER]القبة الحامية للأرض
[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER](الغلاف الجوي) [/ALIGN]
للمؤلف هارون يحيى ( مقال )
نحن على الأكثر وبدون أن ندرك، هناك أحجار سماوية كثيرة تسقط على الكواكب السيارة. ومثلما تسقط على الكواكب الأخرى فإنها تسقط أيضاً على كوكبنا.
إن الأحجار الساقطة على الكواكب الأخرى تحدث فوهات بركانية كبيرة عند سقوطها إلا أن هذه الأحجار الساقطة على كوكبنا لا تحدُث نفس الضرر، والسبب يعود الى الغطاء الجوي الذى يحيط بها. والذى يتصدى لهذه الأحجار ونتيجة الاحتكاك الذى يحدث بين الأحجار وبين الغلاف الجوي فإنها تحترق وتفقد معظم حجمها. وبهذا فإن الغلاف الجوي يقوم بدفع الكوارث الكبيرة إذا ما وقعت.
وقد ذكرت خاصية هذا الغلاف فى القرآن الكريم كما هو مبين:
((وَجَعَلنَا السَّمَآءَ سَقفاً مَّحفُوظاً وَهُم عَن آياتِها مُعرِضُونَ)). (سورة الأنبياء،32).
من أهم مكونات (القبة الحامية) المجال المغناطيسي الذى يحيط بالدنيا والذى يعد واحداً من الأمثلة المهمة. فالطبقة العلوية من الغطاء الجوي والمسماة بـ " فان الان" متكونة من نطاق او حزام مغناطيسي. وهذا النطاق ظهر للوجود بسبب خاصية نواة الأرض.
فالنواة، تحتوي على عناصر الحديد وال************ل والتى لها خاصية مغناطيسية ثقيلة. ولكن الأهم من ذلك هو أن النواة متكونة من طبقتين مختلفتي البناء (التكوين): فالنواة الداخلية صلبة، اما النواة الخارجية فهى بحالة سائلة التكوين. وهاتان الطبقتان تتحرك إحداها حول الأخرى، فهذه الحركة على العناصر الثقيلة تسبب تكوين نوع من التأثيرات المغناطيسية التى تؤدى بالتالي الى تكون مجال مغناطيسي. اذن فحزام " فان الان" هو هذا المجال المغناطيسي، وهو يمتد حتى يصل الى آخر الغلاف الجوى.
فالغلاف الجوي المغناطيسي يقوم بحماية الأرض من الكوارث التى تأتيها من الفضاء الخارجي. ومن أهم الكوارث التى قد تصل الى الأرض هى الرياح الشمسية، وذلك لأن الشمس بالإضافة الى الحرارة والأشعة تبعث برياح متكونة من النيوترونات والألكترونات التى تصل سرعتها الى 1,5 مليار كيلومتر فى الساعة. فالرياح الشمسية، لا تستطيع أن تنفذ من خلال الدوائر والحلقات المغناطيسية لحزام فان الان والتى تبعد عن الارض حوالي 40,000 ميل فعندما تقترب هذه الرياح من هذه الغطاء تكون بحالة قطرات مطرية صغيرة وعندما تغادر هذه الأجواء تسقط حولها.
فأشعة (×) والأشعة فوق البنفسجية القادمة الى الارض يتم امتصاص القسم الأكبر منها من قبل الغلاف الجوى ولولا هذه الخاصية لما كان هناك إماكن لوجود الحياة على الأرض. ومن ناحية أخرى فان الطبقة المحيطة بالأرض تقوم بإيصال الأشعة غير الضارة نسبيا الى الأرض والأمواج الراديويه والضوء الموجود ولولا ذلك، أى لو كان هذا الغطاء منعدما من هذه الخاصية لم يكن هناك الاتصالات ولم تكن هناك الضوء الذى من خلاله تستطيع الكائنات أن تعيش.
إن طبقة الأوزون المحيطة بالأرض تمنع وصول أشعة الشمس فوق البنفسجية والتى لها اضرار على الكائنات الحية. فأشعة الشمس فوق البنفسجية القادمة من الشمس تكون ذات طاقة كبيرة تستطيع أن تقتل جميع الكائنات الحية.
إن جزيئة غاز الأوكسجين (02) توجد فيها ذرتين من الأوكسجين (2)، وجزيئة غاز الأوزون (03) توجد فيها ثلاث ذرات من الأوكسجين (3). فمن الأشعة القادمة من الشمس، تأخذ غاز الأوكسجين ذرة اوكسجين مكونا بذلك جزيئة أوزون، فبمساعدة الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس تتكون طبقة الأوزون.
إن طبقة الأوزون لا تسمح بنفاذ الأشعة فوق البنفسجية المميتة الى الأرض وفى نفس الوقت مكونة طبقة أساسية لشروط الحياة.
وباختصار فان نواة الأرض لولا خاصية تكوينها للمغناطيسية والغلاف الجوي لولا قيامه بدور المصفاه للأشعة المضرة بدون شك لم تكن هناك حياة على الأرض.
ولتوفر هذه الشروط والامتيازات فى الغطاء الجوي لا بد أن مكونه وصانعه هو الله وعدم وجود مثل هذا الغلاف الجوى لبقية الكواكب له سبب واضح هو ان الارض خلقت لمعيشة الانسان عليه، فمثلا مارس نواتها صلبة ولكن هذا ليست سببا كافيا لتكوين جو مغناطيسي محافظ حولها، فحجم عطارد ليست بقدر الارض ولهذا السبب لا تستطيع ان تكون ضغطا كافيا لتكوين الطبقة السائلة، وبالإضافة فان حجمها غير ملائم لتكوين هذا المجال المغناطيسي، فمثلا قطر فينوس تقريبا مثل الارض، فكتلتها تقريباً أقل من الارض بقدر 2%ووزنها تقريبا نفس وزن الارض ولهذه الأسباب يجب أن تكون نواتها مغاطيسية وبالرغم من ذلك فان فينوس ايضا محرومة من هذه الخاصية وسبب ذلك هو أن الزهره تدور أبطء من الارض فالارض تكمل دورانها حول نفسها فى يوم واحد ولكن فينوس تكمل هذه الدورة حول نفسها فى بـ 243 يوماً .
أتمنى أن نجمع العالم هارون يحيى مع العالمين الفاضلين زغلول النجار و عبد المجيد الزنداني في ندوة علمية عالمية لمدة أسبوع