السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سلمنا جدلا بمفهوم الشيعة عن الوصية واعتقادهم حول ولايتهم المزعومة وعصمتهم المفقودة فإننا في الوقت نفسهم سنطالبهم بنفس السيناريو التي سارت به الوصية الأولى وفق مفهومهم وتفسيرهم وأوهامهم .
فالشيعة يرون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى إلى الكرار رضي الله عنه بشكل علني وبحضور أكثر من مائة ألف صحابي ويرون أن رزية الخميس كانت أيضا بحضور مجموعة من الصحابة لتأكيد تلك الوصية .
ولعل الشاهد في زعم الرافضة أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص على إبلاغ الأمة بولاية علي رضي الله عنه أكثر من حرصه على إخبار علي نفسه .
ولأن استشهاد الكرار رضي الله عنه جاء بعد أكثر من ثلاثين عاما من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر الذي صاحبه وفاة العديد من صحابة رسول الله إضافة إلى مقتل الكثير منهم في الفتن التي صاحبت استشهاد عثمان رضي الله عنه مرورا باالمعارك التي جرت بين المسلمين في عهد علي رضي الله عنه .
ولأنه لا كتب ولامراجع مكتوبة في عصر الخلفاء الأربعة وفي ظل وفاة العديد من الصحابة وظهور جيل جديد بعد وفاة رسول الله وصل عمره إلى الثلاثين عاما مما يعني عدم رؤيتهم لرسول الله أو سماعه وهو يوصي لعلي رضي الله عنه وأولاده .
والسؤال هنا :
هل حرص الكرار رضي الله عنه قبل استشهاده على إخبار الأمة بأن وصيهم وإمامهم من بعده هو الحسن رضي الله عنه .
وهل كان ذلك الإخبار وسط جماعة كبيرة من الأمة ليعرفوا إمامهم أم كانت وصيته بشكل سري وخاص وبحضور الأقارب فقط .
وهل كانت الوصية مكتوبة بين الأئمة !
وإذا كانت مكتوبة فهل الهدف عرضها على الناس ليصدقوا أم ليصدق الإمام نفسه .
أم أن الأئمة لايحتاجون للوصية أساسا لأنهم يعرفون ترتيبهم ولايفرق بينهم وبين الإمامة سوى موت السابق حتى ولو لم يوصي لمن بعده !
ثم :
هل استغل الكرار رضي الله عنه موسم الحج قبل استشهاده ليقول للناس مقتديا برسول الله لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا وإن إمام الأمة من بعدي الحسن فلاتختلفوا عليه وبايعوه حتى يكون كلامه حجة على جموع الحجيج وخاصة الجيل الشاب الجديد الذي ولد بعد فاة النبي صلى الله عليه وسلم أم أن الإمامة لم تخطر على باله ولايعلم عنها شيئا .
وأيضا :
هل كان الناس يعرفون ترتيب الأئمة الامر الذي يترتب عليه معرفتهم بمن يموت أولا ومن يموت لاحقا في ضوء معرفة الترتيب .
وهل يتناسب ذلك مع طبيعة البشر وحياة الناس .