هدآك الله ركز قليلاً ولا تتعجل برد ..
حسناً أين وجدت بالآيات أمر لك وحث بدعاء الأئمة ؟ أنت تخلط بين شفاعة النبي يوم القيامة والأولياء والتي أثبتها بذكرك للروآيتين ! فأين نجد الرآبط بين فعلكم بالإعتقاد في الأئمة بقدرتهم على الإستجابةبالإستشفاء والعون وماإلى ذلك وبين شفاعة النبي ومن حددتهم الآيات بالشفاعة ؟
الشفاعة بالإصطلاح كما نعلمها هي "التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة"، يعني أن يكون الشافع بين المشفوع إليه، والمشفوع له واسطة لجلب منفعة إلى المشفوع له، أو يدفع عنه مضرة...
ولاتخلط فالشفاعة نوعان /
النوع الأول: شفاعة ثابتة صحيحة،لاننكرها أبداً وهي التي أثبتها الله تعالى في كتابه، أو أثبتها رسوله صلى الله عليه وسلم ولا تكون إلا لأهل التوحيد
وهذه الشفاعة لها شروط ثلاثة:
الشرط الأول: رضا الله عن الشافع.
الشرط الثاني: رضا الله عن المشفوع له.
الشرط الثالث: إذن الله تعالى للشافع أن يشفع.
وهذه الشروط مجملة في قوله تعالى: {وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى}، ومُفصَّلة في قوله: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}،
وقوله: {يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً}،
\ وقوله: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى}، فلا بد من هذه الشروط الثلاثة حتى تتحقق الشفاعة.
ثم إن الشفاعة الثابتة ذكر العلماء رحمهم الله تعالى أنها تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الشفاعة العامة، ومعنى العموم أن الله سبحانه وتعالى يأذن لمن شاء من عباده الصالحين أن يشفعوا لمن أذن الله لهم بالشفاعة فيهم، وهذه الشفاعة ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وهي أن يشفع في أهل النار من عصاة المؤمنين أن يخرجوا من النار.
" أي شفاعة بيوم القيامة "
" أي شفاعة بيوم القيامة "
" أي شفاعة بيوم القيامة "
القسم الثاني: الشفاعة الخاصة: التي تختص بالنبي صلى الله عليه وسلم وأعظمها الشفاعة العظمى التي تكون يوم القيامة، حين يلحق الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون، فيطلبون من يشفع لهم إلى الله عز وجل أن يريحهم من هذا الموقف العظيم فيذهبون إلى آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى وكلهم لا يشفع حتى تنتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيقوم ويشفع عند الله عز وجل أن يخلص عباده من هذا الموقف العظيم، فيجيب الله تعالى دعاءه، ويقبل شفاعته، وهذا من المقام المحمود الذي وعده الله تعالى به في قوله: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً}.
ومن الشفاعة الخاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، فإن أهل الجنة إذا عبروا الصراط أوقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فتمحص قلوب بعضهم من بعض حتى يهذبوا وينقوا ثم يؤذن لهم في دخول الجنة فتفتح أبواب الجنة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
النوع الثاني: وركز معنا , هي الشفاعة الباطلة التي لا تنفع أصحابها، وهي ما يدَّعيه المشركون من شفاعة آلهتهم ومن يدعونهم من دون الله عند الله عز وجل، فإن هذه الشفاعة لا تنفعهم كما قال الله تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين}، وذلك لأن الله تعالى لا يرضى لهؤلاء المشركين شركهم، ولا يمكن أن يأذن بالشفاعة لهم؛ لأنه لا شفاعة إلا لمن ارتضاه الله عز وجل والله لا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد، فتعلق المشركين بآلهتهم يعبدونها ويقولون: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} تعلقٌ باطلٌ غير نافع، وهذا يجري على أفعالكم بدعاؤكم للائمة تعذراً بأنهم ليقربوكم إلى الله زلفى أو يشفعوا لكم عنده.
زميلنا أنتم تدعون الأئمة بقولكم
* ياعلي أدركني
* ياحسين أشفني
* يامهدي الفرج
فهل هذه الدعوآت لها صلة بأمر الشفاعة التي تخلط بينها وبين الدعاء ؟
نحن هنا نجد صيغ للدعاء وليس الشفاعة زميلنا الفاضل فأنتم تقولون
* ياحسين أدركني ؟
وهذه صيغة نداء وطلب ودعاء مباشر من المطلوب منه فهل الحسين يسمعكم سماع إستجابة أم إدرآك ؟
أنت تطلب من الحسين وجميع الملايين بالعالم من الشيعة بالنجف وكربلاء وغيرها أن يدرككم ويشفيكم فهل الحسين يسمعكم جميعاً سماع إدرآك أم إستجابة وقدرة ؟
والشفاعة التي تتحدث عنها هي شفاعة خاصة بالنبي لأمته يوم القيامة وشفاعة أولياؤه فلا تخلط بين الدعاء وبين الشفاعة هدآك الله ..