العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 01-12-13, 10:52 AM   رقم المشاركة : 1
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Exclamation ما هو ابن عربي ؟! / للشيخ لطف الله خوجه


ملاحظات على أفكار صوفية


د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه ( * )




( 2 ) ما هو ابن عربي ؟!!


يكثر المتصوفة من الاعتذار لابن عربي، مع ما جاء عنه من قول بالحلول والاتحاد والوحدة، لأجل:

- الإبقاء عليه ضمن دائرة التصوف؛ فهو يمثل عمق التصوف وحقيقته، ومشكلته عندهم:
أنه أفصح بوضوح عن الفكرة الصوفية، كما هي؛
وبذلك أحرج المتصوفة:

- فبراءتهم منه يعني إبطال حقيقة التصوف، القائم على الحلول والاتحاد والوحدة. وهذا يحرجهم مع الفكرة، ومع أنفسهم.

- وقبولهم به يعني الاعتراف بأن فكره هو التصوف الحقيقي. وهذا يحرجهم مع غير المتصوفة، فلا يستطيعون ترويج الفكرة، ولا الذب عن أنفسهم.

ما وجدوا من هذا الحرج مخرجا إلا أن يقولوا:

- أن كلامه دقيق، لا يفهمه أحد من خارج التصوف،
بل فهمه يحتاج إلى شروط صوفية،
وهو أن يرتقي السالك في المنازل والمعارج،
حتى يصل إلى مرتبة يصح له فيها فهم الكلام الصوفي.

وهكذا تخلصوا، ولو ظاهريا، من إلزامهم بالفكرة الحلولية،
بدعواهم دقة كلام ابن عربي،
واحتفظوا في الوقت نفسه بالصلة بينهم وبين هذه الفكرة،
بتعظيم ابن عربي وكلماته.


هذه الطريقة المترددة بين وجهين من الكلام،
هي طريقة ابن عربي نفسه،
فمرة يقول الكلام، ثم يكر عليه ليأتي بضده،
وهو بذلك سهل لأتباعه التزام العذر له...

سئل مرة عما يعنيه بقوله:


يا من يراني ولا أراه **** كم ذا أراه ولا يراني

يشير بذلك إلى مذهبه في وحدة الوجود،
وأنه يرى الحق متجليا في صور أعيان الممكنات،
ولا يراه الحق؛ لأنه هو المتجلي في صورته،

فأجاب من فوره:


يا من يراني مجرما **** ولا أراه آخذا
كم ذا أره منعما **** ولا يراني لائذا(7).



يقول محقق كتاب الفصوص أبو العلا عفيفي،
وهو تلميذ المستشرق الإنجليزي ني كلسون:


"يغلب على ظني أنه يعتمد تعقيد البسيط وإخفاء الظاهر لأغراض في نفسه،
فعباراته تحتمل في أغلب الأحيان معنيين على الأقل:

- أحدهما ظاهر، وهو ما يشير به ظاهر الشرع.

- والثاني باطن، وهو ما يشير به إلى مذهبه.


ولو أن من يعمق النظر في معانيه ويدرك مراميه،

لا يسعه إلا القول بأن الناحية الثانية
هي الهدف الذي يرمي إليه،

أما ما يذكره مما له صلة بظاهر الشرع،
فإنما يقدمه إرضاء لأهل الظاهر من الفقهاء،
الذين يخشى أن يتهموه بالخروج والمروق"
(8).



وكل من تعمق في مذهبه، وقرأ له زمنا،
وكان منصفا، مبتغيا الحق،
لم يجد عذرا صحيحا يحسن به مذهبه،
إلا أن يكون على عقيدته، فيلبس كتلبيسه.

غير أنه قد يرد ذلك إلى مرض غلب عليه،
اختل به مزاجه، فصدر منه ما صدر،


فقد نقل ملا علي القارئ عن الجزري قوله:

"وأحسن ما عندي في أمر هذا الرجل أنه لما ارتاض غلبت عليه السوداء، فقال ما قال،

فلهذا اختلف كلامه اختلافا كثيرا،
وتناقض تناقضا ظاهرا،
فيقول اليوم شيئا، وغدا بخلافه"(9).


************


=======================
(*) عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
(7) الفتوحات المكية 2/491.
(8) مقدمة الفصوص 1/17، 18.









من مواضيعي في المنتدى
»» التكفير عند بعض علماء الأشاعرة / للشيخ سلطان العميري
»» كتب عن الإباضية هداهم الله تعالى
»» من الأخلاق المذمومة : التقليد والتبعية
»» ثمرات التوحيد
»» فهارس ومراجع كتاب هذه هي الصوفية للشيخ عبدالرحمن الوكيل
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:23 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "